|
عامان مرا على الرحيل
|
الى الصديقين .. هاشم كرار بالدوحة ..وحسن وراق بنيويورك تقبعان بعيدا هناك .. وفروق التوقيت تمنع التواصل وتمنح التواصل(وايضا بفارق التوقيت) ...( واى ميل مى بليز )..وياتى صوتك ياصديقى هاشم ود كرار ذات صباح ممتلئا كعادته .. ود عابدين .. كيف حالك البركة فيكم فى الامين ... تخفى الدمع بجلد التصبر .. نعم انه الشجن العام الخاص .. الرحيل الذى يفاجئنا فى كل منعطف..بكل الوسائل وكافة السبل .. نعم عامان مرا على رحيل الامين عابدين .. ذات مساء كابى فى امدرمان .. انتظر الجميع فى كل محطات العمر ولم ينتظروه بضع ساعات ليدفن فى البقعة التى احبها .. رحل بوليس الحصاحيصا .. التى كرس حياته من اجلها .. وكان جنابو كما يحلو لك يا هاشم ان تسميه وتمازحه انسان بسيط وممتاز من طراز اخر كما يقول تاج السر حسن الملك .. كان يحب كل الناس .. لكل الناس .. من اجل الناس .. ومضى ليتركهم فى حيرة من امرهم .. رحل .. واحسست لحظتها بدوار البحر فى مدينة بعيدة ارتمت على الساحل ولم تهتم لبكائى .. احسست با ن نيم البلدة الطيب اهلها(الحصاحيصا) الذى يتسمع خطواته مساء وصباحا مال واتكى وبكى وهو يحاول ان يدرك الرجل الذى صادقه ومشى بين الناس بالخير والعين الساهرة واليد الممدودة والطمانينة للخائفين .. بكىصفق الشجر .. وطواحين العيش ..والطرقات التى زرعها برحيق محبته بدت صامتة .. امنها وامانها يا حسن وراق .. حاميها ورجلها ... عشاء البايتات ومقنع الكاشفات والولد الصاح فى الزمن الغلط.. لم تهتز قامته .. هانذا قادم اليك يا بلد حزين وملتاع ومكلوم قادم اليك فى طقس مختلف لامر مختلف ... ان خير البلد الذى كفى ووفى وشد قد رحل .. وتبكى حرازة ال حنان واشجار مركز الحصاحيصا .. وشمس المدينة الغاربة ..كل شئ يرحل ويختفى .. وتفقد المدينة الحميمة صورها والقها .. جريان النيل من حدود قرية الصداقة .. حتى كثبان الضقالة ..كان بطيئا وبقيت وحدى .. لاول مرة .. خرجت من منزلنا ولم يكن الامين فى وداعى عند بنطون الحصاحيصا قرب حافلة بكش .. لم ار يده تخرج بيضاء من غير سوء تضى غلس الصبح المتنفس .. وانا الان تحت سماء عارية ومكشوفة ملتاع ..روحى موزعة ... اخرج كاننى ساغادر لاخر مرة ولن ارجع وكل شئ راعف وموجع وملتاع يا صديقى .. ورحم الله الامين عابدين
|
|
|
|
|
|
|
|
|