!! عروبة مبتذلة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2003, 03:34 PM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
!! عروبة مبتذلة

    عروبة مبتذلة ...
    ذات سماء أطل من بين أجرامها الشاردة عن النوم بدراً، سقى بشلال سناه الفضي أسقف المدينة المقاومة لغزوات الصحاري المحاصرة لبيوتها بجيوش العواصف الترابية الموسمية.. استقرت دارٌ على طرف شارع بدا سواده المستديم كليل سرمدي هو السبب في ازدهار هذا الحقل المنقب.. المنقب. كل حجراتها سكنت لسلطان صولجانه الشخير، وجميع نوافذها أغمضت بأجفانٍ مخملية. خلا غرفة المعيشة العاصفة بألوان تتعاقب على كسوة الجدران. تحديداً تحت المصباح المكمم بسكينة العتمة. خافتاً خالعاً عنه عباءة المساء. فوق الأريكة الوثيرة.. ارتمت جثة رجل شقت ملامحه أودية عليها.. لتبدو من قسماته علامات البداوة وقحط جمجمته المحاصرة بالـ(Big zero) .
    يرقد متوسداً ساعديه، اللذين تكاسلا عن بذل أدنى جهد منذ نعومة مخالبه المقلمة. تمددت كرشه الرابية التي تنوء عن تطويقها الأثواب، حين اهتزت لتوسيع مدى الارتماء في أحضان السكينة والرفاه، بدت سناماً لإحدى تلك النوق التي كانت أحواض آباءه تعتليها في قوافل الشقاء المتنقل بين رحلتي الانقلابين الشامية واليمنية، قبل أن يقفزوا منها تاركين الحبل على الغارب، ليحطوا فوق المقاعد ممسكين دفة الدابة الميكانيكية متنقلين في إسراء ومعراج:
    ( From Camel to car !)
    ساعتها.. كانت أنامله تتسكع بين أزرار الأقنية الفضائية، تلك الحائرة المحيرة.. لا هدف له وهو فاغرٌ لعينيه قبالة زجاج صندوق الدنيا المعدني هذا غير إرضاء غريزة حب الاستطلاع لديه...وغرائز أخرى!
    تربعت فجأة أمامه مذيعة الأخبار، كدليلةٍ أصاب يقين نبأها الصدأ، لكثرة ما أشاعته وكررته من الكوارث والمصائب والمعارك، وكل ما يجلبه سوء الطالع وجاره الاصطناعي الذي ابتدع قمراً من غير منازل!! ركز شرر ناظريه حول مواطن الجمال في قصيدة الأنثى المنشورة في النشرة، توقفت الأصابع عن دعس الأزرار. جال به خياله المشفر في ( سرية معتادة ) ولما قاطعه تحول الشاشة لنقل التقرير الإخباري من الأراضي المحتلة (تـيـت) غير المحطة!
    وله عند الأغاني النابحة- الفيديو (كُـليب) – وقفات متكررة، لا بعقل يفسر الكلمات، أو أذن تستسيغ اللحن، لا بل بعين تشتهي الأجساد.. تراقب انهماك تلك الثديات في الرقص على إيقاع القزح الآخذ في التريث والاستراحة ببيته تاركاً شياطيناً بشرية لا تحتاج للوسوسة قي صدورها المتزلزلة منها (X) أو الملتهبة (Y) .
    بدأ الليل يتوغل في نخاع الوقت، لكنه ظل يحفز الساهرين على البقاء بحبوه المتباطئ عنوة. وكان بمسلكه ذاك يسنح للملل أن يتسلل مسترقاً الخطى ومتأثراً بالأثير فيتبخر، يمتطي شهيق الأعرابي دافعاً فكيه للتثاؤب، ثم يوسوس في صدره المشرع الأبواب بمنأى عن ضميره المكبل بالنعاس، دافعاً إياه إلى التغيير.. وتطبيق شرائع التلفزة على (سرير) الواقع، انتقلت العدوى إلى صندوق العجائب ليتقلب مزاجه فلا يهدأ على حال، فالمحال ليس رفرفة العنقاء أو فحيح الغول أو اليهودي الوفيّ.. لكن المحال حقاً هو أن يشتري هذا العربي من حقل أمواله النفطية شيئاً من العقل يزين به شماغه الإنجليزي الصنع وعقاله الأمريكي المصدر.
    استعار الأعرابي شيئاً من فراسة الأجداد، ليرتمي إلى علمه الضئيل ما تجلبه الليالي حين تبلغ شبابها في هذا الوقت المنحرف عن انتصافاتها، فالأمر أشبه ببائعات الهوى، فهن لا يخرجن إلى معترك العمل إلا في الليل اللباس بخلع اللباس.
    بدأ اللعاب يسيل على الأريكة.. ووتيرة القلب ترتفع في القرع على صدره المؤجر إبليسياً! أخذت الدماء تعدو بدلاً من الحصان المنبوذ وحيداً، تصهل في الشرايين والعروق الكولسترولية، حين صار التلفاز حلبةً ذات وسائد تستضيف اللعب الثقيل بلغت النشوة عند الأعرابي زباها. ومنظره يزداد في القبح لحظة بعد أختها.. دون تأخر جاء المنشود/ة ، تتبرج على ساقين تكاد خطاها أن تشح، وعلى النقيض هرب الحياء في الاتجاه المعاكس دون أن يصطدم بتأنيبة ضمير مباغتة. هروب الشجاعة من أفئدة العشيرة، فهو يعلم تمام العلم أنه لو حاول عرقلة عملية الهروب فإن الكيان الحيائي سوف يستل فيصلاً قاسماً لمن يعترض طريقه بما فيه الضمير الذي سيسقط بجزئيه المنفصلين مدرجاً في دماء زادت نكتها الدموية صواريخ أحمر الشفاه، ظالاً يسبح في بحره الأحمر المحاصر له هذا.. ليحال جزيرةً مهمشةً عن المشاهدين بما فيهم ممتطي الأريكة الغائب عن النخوة في هذا الوقت تعييناً.. يستطلع تقاسيم الأوجه المصكوكة في سوق سوداء القلب والقالب. إلى أن جاءه هاتف دون أن يرن: هذه هي الحداثة يا أخ العرب! أخذ بإنساني عينيه اللاإنسانيين يلتهم كل ما يلقاه من الأمواج الآدمية المتلاطمة، كأفخاذ الدجاج الهاربة من صياح بطنه الديكية. بين بساتين جنته المحرمة، أخذت المتصابية بعهر مرخص في بلاد البعيد، تستر عريها بأوراق توت الجنة الجهنمية.. رقعاً على ثوبٍ مخلوع آل إلى ما آل إليه العقل في جمجمة: ضادي اللسان. أخذت تداري سوءاتها التي بدت في تلفاز العروبة ( الحديثة ) حسنات! أحس بالحرمان وهو يبعد عن صندوق الغرائب مترين، وعن ما بداخل الصندوق آلافاً مؤلفة من الأمتار المستطيلة ككل شيء الآن! فبكى بدموع من دود القز.. صوبها نحو ذات الكساء التوتي، ثم أطلق الديدان كإطلاق رصاص بندقيته الصوتية.. تمنى لو حل محل ديدانه، لكنها ما أن استطاب لها المقام على الجسد الموطوء يومياً بالدبيب. حتى انهمكت في التهام الأوراق الخضراء منها واليابس. ومن بين الضحكات الهستيرية المبتذلة خرجت جذعاً عار الأغصان في منتصف خريف وهمي.. ابتعدت الديدان سانحة للأعرابي أن يسرح دون غنم في ( العراء )، وأما بشأن حريرها الذي تمخض عن الوليمة، فقد غطى به ذاك الكفن. ولما ترجل الفارس عن حصان شرفه، تاركاً إياه ليضع سيفه في غمده، كان ذلك بمثابة المسمار الأخير الذي يدق في تشيع جنازة الضمير المقتول نفياً في مجاهل النفس الموغلة في التوحش.. المملوكة لمملوك الشهوة هذا.. الذي بدت حقيقته عاريةً هي الأخرى كرفيقة ليلة عربي آخر الأزمان.


    حسام سري هلالي
                  

09-13-2003, 05:18 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !! عروبة مبتذلة (Re: Husam Hilali)

    يا حسااااااااااااااااااااااااااااااااام
    والله قطعت نفسي
    رائعة رائعة .....
    حسام ارى شعر ... ارى قصة ... ارى ابحار غريب في تفاصيل الذي حولك ... واراك تجلس بنظارتك ذات الاسلاك الشائكة والشوف البعيد ...تكتب هذا وانت تسرق الوقت من تتو كي لا تداهمك بصوتها الجميل

    سأعود

    (عدل بواسطة ابنوس on 09-14-2003, 12:26 PM)

                  

09-14-2003, 00:12 AM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !! عروبة مبتذلة (Re: ابنوس)

    سلامات
    حسام
    لنا فضة الصمت ولك ذهب الكلام
                  

09-14-2003, 05:33 PM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !! عروبة مبتذلة (Re: Husam Hilali)

    ودرملية
    كل له مقامه ، كما أن هناك أعناق تسحق الذهب وأصابع تستحق الفضة ..فهناك مواضع يغلى فيها الفضة على الذهب
    وإن كان لي ذهب الحديث
    فلك ألماس التذوق الإبداعي


    أبنوووووووووووووووووووووووووووووووووس
    داهمتني بالسرور والفخر حين أضفت لاسمي 32 ألفاً زائدةً على ألفي يا ألف صديق في روح واحدة
    أتذكر حين أعطيتك الدفتر ذو الأسماك المقبلة لبعضها على الغلاف ؟؟!!!! يومها أخبرتني أن في القصة فكرة تتعمق في نقطة وتبدو العيوب في جوانب منها .. استطعت أن أستشف ذلك منك ..وقد أقسمت ألا أنشرها إلا بالطريقة التي تعجبك .. لأن ذوقك صعب المراس وعنيد ، إن أعجب بشيء فيعني هذا أن كثيراً من الأذواق ستحذو حذوه .. أشكرك فعلاً فلولا نقدك ذاك لما رأيت هذه ( العروبة ) ونحن نتنصل من قناعها هذا ولا نريد إلا وجهها الحقيقي الممتلئ بالدرر .. والتي وهبتنا لغة من أروع ما تكون عليه اللغة وهي هذه التي نتواصل عبرها الآن..وهي نفسها التي نكشف بها عيوب ( من أساءوا إلى انتماءهم لها )0
                  

09-17-2003, 01:51 PM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: !! عروبة مبتذلة (Re: Husam Hilali)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de