|
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه (Re: degna)
|
وهل للميكافيلية علاقة بالإسلام ؟ الجبهة القومية الإسلامية كانت جزءا من التركيبة الديمقراطية في السودان قبل عام تسع وثمانين ، وكانت تتصيد ممارسات قيادات الأحزاب الأخرى لتثبت أن هذه الأحزاب وقياداتها ليست ديمقراطية ، لكن الجبهة لم يعجبها الحال الديمقراطي لأنه لم يمنحها سلطة تكفي جشع قياداتها ، ولم يعجبها الحال الديمقراطي لأن صوت السلام كان يعلو كل يوم ، ولم يعجبها الحال لأن السلام سيغسل قوانين سبتمبر وآثارها ، هنا ركبت الجبهة رأسها وعادت إلى طبيعتها ومارست الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) وسطت في الليل البهيم على السلطة ، لماذا ؟ الجبهة تقول أنها أرادت أن توقف سلام الاستسلام . وأنها تريد تثبيت قوانين الشريعة الإسلامية . هذا التصرف الممعن في التبريرية لا يمكن أن يقبله مسلم ، خاصة إذا كان قد خبر أن الشعب السوداني كان يطالب بالصوت العالي بإلغاء قوانين سبتمبر ، وأن الشعب نفسه خرج عن بكرة أبيه يهلل بتباشير السلام بعد عودة وفد السلام قبيل انقلابهم المشئوم . وتتأكد ميكافيلية الجبهة كل يوم ، فقوانين سبتمبر التي أرادت الجبهة تثبيتها ظلت حبرا على ورق بعد أن استلمت السلطة ، لأنها مرفوضة من قبل الشعب ، والتوجه الإسلامي لحكومة الجبهة فضحته ممارساتها في النهب والسرقة والتعالي والتهافت وفساد الذمم وفساد الأخلاق . فلم يعد هناك إنسان سوي يدافع عن الجبهة وانقلابها إلا إذا كان واضعا مبرراته أمامه ، وبالطبع فهي مجموعة مصالح شخصية ضيقة ارتبط وجودها باستمرارية سلطة الجبهة . والميكافيلية ليست تصرفا طارئا على الجبهة فهو من أخلاقياتها المتأصلة فيها ، فمنذ قيام أول نواة لها ، بدأت تغدر بقياداتها ، وكان الرشيد الطاهر مثلا من أوائل المغدور بهم ، وأتى بعده نفر كثير حتى أنهم أصبحوا يكفرون بعضهم بعضا بسبب التنافس على القيادة والكرسي والموقع ، وأصبحت الجبهة ( تتمسكن لتتمكن ) ، ولما لم يكن لديها القدرة على الفعل فقد لجأت إلى العمل التآمري : تآمرت الجبهة على الحزب الشيوعي فأخرجت نوابه من البرلمان ، وبذلك اصطادت عصفورين بحجر ، أحدهما الحزب الشيوعي والأخر الأحزاب التي انقادت وراء الجبهة دون وعي منها ، مما دفع الشيوعيين للانقضاض عليها في مايو تسع وستين تآمرت الجبهة مرة أخرى لتحتوي مايو ، فمدت لها يدها على أنها المنقذ ، ولما ضمنت مجلسها مع مايو ، بدأت الغدر في اتجاهين ، الغدر بمايو نفسها، والغدر بالشعب السوداني كله ، وكلنا نعرف أنها نخرت كالسوس في سلطة مايو وأدخلتها في كل الأنفاق المظلمة ( الأسلمة القسرية ، قوانين سبتمبر ، نشوء الحرب الأهلية ، اغتيال محمود طه ، استشراء الاقتصاد الربوي ، ...... إلخ ) ، كما نذكر كلنا كيف عمدت الجبهة وبأسلوبها التآمري الماكر أن تتمدد اقتصاديا وأن تنشئ البنوك وتخترق المؤسسات المالية ، وأن تصدر الذرة في عام المجاعة وأن تبني لنفسها ولأعضائها مجدا اقتصاديا كبيرا على حساب شعب جائع مريض وعاري ثم التفتت مايو لهذه السوسة ، فاستخدمت ضدها المبيدات ، لكن مايو كانت قد استنفذت كل ما لديها ولم يبق لها إلا أن تنهار ، فتلونت الجبهة كالحرباء لتنفد من غضبة الانتفاضة ، واستطاعت أن تندس وسط الجماهير مدعية أنها مسكينة ومغرر بها وأنها تابت وأنابت ، فأخرجها الشعب من سجون مايو ومنحها الحرية لتعاهد الثوار أنها لن تخون مطلقا هذا الشعب الأبي ، لكن هيهات ، فإنهم دائما يعودون فيتذكرون أن أباهم كان ذئبا هل هذا المنهج التبريري من الإسلام في شئ ، هل هذه النزعة الميكافيلية من الإسلام في شئ ، هل هذه الروح التآمرية من الإسلام في شئ
آمل أن يحدثنا بعض الإخوة عن
هل القهر والسجن والتعذيب والقتل والتشريد ظواهر إسلامية أم جبهجية ؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | degna | 09-12-03, 04:13 AM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | Haydar Badawi Sadig | 09-14-03, 01:27 AM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | degna | 09-14-03, 05:52 AM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | degna | 09-14-03, 03:29 PM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | Yasir Elsharif | 09-16-03, 01:07 PM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | ودقاسم | 09-16-03, 02:28 PM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | degna | 09-17-03, 03:40 AM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | kamalabas | 09-17-03, 04:09 AM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | Haydar Badawi Sadig | 09-17-03, 08:49 PM |
Re: الاسلام في عيون الجمهورين والجبهجيه | WadalBalad | 09-17-03, 10:30 PM |
|
|
|