ظاهرة الزينوفوبيا مراجعات في أدب الاتفاق والاختلاف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2003, 02:09 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظاهرة الزينوفوبيا مراجعات في أدب الاتفاق والاختلاف


    سلام جميعا
    بينما كنت احاول العثور على موضوع الاستاذ كما البلال حول ازمة تعايش السودانيين في هولندا فوجئت بهذا المقال و لا أدري ان نشر من قبل ام لا لكني ارسله مرة اخرى للضمان
    تحياتي
    المصدر
    http://www.sudaneseonline.com/sudanile8.html


    ظاهرة الزينوفوبيا وتمظهراتها في المجالات الفكرية والاجتماعية
    مراجعات في أدب الاتفاق والاختلاف

    د.فتح الرحمن القاضي
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أثار مقال (مظاهر أزمة التعايش الاجتماعي في السودان) الذي قامت بنشرة صحيفة الصحافة في عددها الصادر بتاريخ 27 / 7 / 2003م العديد من ردود الأفعال والاستجابات، وقد تراوحت تلك الاستجابات في مداها بين التقدير والاستنكار والمدح والزم وهو ما يعتبر دليلاً على حيوية القضية التي لم نرد من طرحها سوى استثارة الأفكار والعقول للحوار والتداول حول أبعاد ظاهرة الزينوفوبيا وتمظهراتها في سائر مجالات الفكر والسياسة والاجتماع..
    وإنني إذ أعتز بالثناء الذي لقيه المقال من قبل أخي الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير صحيفة الصحافة الذي قام بتوزيع المقال على جملة من المهتمين بشئون الفكر والسلام وفض النزاعات تعميماً للفائدة، فإنني أعتز بذات القدر بما لقيه المقال من ذم من قبل أخي الأستاذ يوسف عبد المنان الكاتب المعروف بصحيفة ألوان.
    مبعث الاعتزاز في الحالتين يعود إلى تقديري لما حملتة مساهمة الأخوين، الباز وعبد المنان، من ثراء في التفاعل مع ما ورد في المقال من أفكار كون ملاحظاتهما شكلت عنصر حفز لي لمعاودة زيارة (ظاهرة الزينوفوبيا) أو إن شئنا أن نستخدم مصطلحاً عربياً إسلامياً(ظاهرة التباغض)، محاولين استجلاء وتوضيح بعض ما أحدثته من إفرازات محققة أو محتملة على صعيد النسيج الاجتماعي والقبلي في السودان.
    ولئن كنت حريصاً على أن أشدد على يد زميلي يوسف عبد المنان باذلاً لة فائق ودي رغم مابيننا من خلاف في الرأى، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، غير أنني أعتب على الأخ عبد المنان الذي لم يقتصر مقالة على نعتي بالظلم، وقد كان في مقدوره أن يبسط لي أجنحة الذل من ضروب المنطق والإقناع لحملي على الرجوع إلى جادة الحق الذي ربما أكون قد تنكبت عنه، ولكنه مضى غير مبالٍ من طور (زم المقال) إلى طور التشكيك في (ذمة صاحبه) عبر إيحاء ورد في عجز مقالة ينبئ الرأي العام بأنني لم أستهدف فيما كتبت سوى إرضاء وكالات الأمم المتحدة طمعاً في دولارات تغدقها عليَّ لأنني أشاطرها المواقف والأفكار!؟. وهكذا أصبحت بقدرة عبد المنان، وليس بقدرة القادر المنان، ظالماً ومرتشياً في قضية رأي تحتمل الخطأ والصواب، وقضايا الرأي عادة ما يؤخذ منها ويرد، اللهم إلا ما اتصل منها بكفر بواح، ولكنها لا تحتمل، أي قضايا، هذه النزعة التجريمية أو النزوع لدى أخينا يوسف للتبشيع والتخوين.
    وإنني إذ أقدر أن الأستاذ عبد المنان يمتلك الحق، كل الحق، في الاتفاق أو الاختلاف مع ما جاء في مقالي المذكور من أطروحات، غير أن ابتدار مقاله بأحكام قيميه (Value Judgments ) من أمثال ( فلان ظالم) أو (فلان عادل) لن تنهض دليلاً على ظلمٍ أو تقوم حجة على عدل فوق كونها تمثل قدراً كبيراً من المباشرة التي تجعل من ( فطنة صاحبها) محل تساؤل كبير!!. والكاتب الكيِّس الفطن لا يلجأ، في تقديري، لمثل هذه المباشرة في الخطاب الإعلامي الصحفي، إلا إذا كان يبحث له عن إثارة يجتذب بها القراء بعد أن خانته الأفكار، وإنما يلجأ لحشد البراهين والحجج والأسانيد التي تدعم منطقه، مقارعاً الحجة بالحجة، لإثبات وجهة نظره وتبيان بطلان وجهة النظر الأخرى. وسبيل كهذا يبقى هو الطريق الوحيد المأمون لاحترام فطنة القارئ الذي لن يعجز عن التوصل لاستنتاجات صحيحة وتقدير مواقف صائبة حيال المسائل المختلف عليها حالما تتوفر لة الحجج والأسانيد المؤيدة والمعارضة للقضية محل النظر والنقاش !!.
    وإنني إذ لا أجد تفسيراً منطقياً للغضبة المضرية التي انتابت أخينا يوسف ـ مما دعاه للتجني علينا ورمينا بأبشع التهم من غير دليل ـ سوى أنها نوع من
    ( الزينوفوبيا الفكرية) التي اجتهدنا في مقالنا السابق في تقصي آثارها ومحاربتها على المستوى الإثني والاجتماعي في سائر أنحاء السودان.
    وثمة أمر لا بد من التأكيد عليه هنا وهو أن إطلاق الاتهامات في وجه الآخرين من غير دليل، لمجرد الاختلاف في المواقف الفكرية أو السياسية، لن يخدم قضية لبلادنا التي نراها قد ابتليت باستشراء مظاهر الإقصاء الاجتماعي، والعزل السياسي، والإرهاب الفكري، والتخوين والتكفير.. الخ من المظاهر المذمومة، ويكفى أن نلقي نظرة عجلي حتى يتبين لنا مدى ما تعانيه الساحة الوطنية من عجزٍ مريع في إدارة حوار بناء يستهدف معالجة مختلف القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية المطروحة في البلاد.
    ولا يمكن معالجة مظاهر التردي هذة إلا من خلال اعتماد مواثيق أخلاقية، على مستوى السياسة والفكر، يتبارى في ظلها الجميع تعريفاً للمعروف وإنكاراً للمنكر في مناخ عامر تسودة إمارات اليسر والسماحة والتسامح، وتجرى فية ألوان الجدال ولكن بالتي هي أحسن. فإن لم يحدث ذلك فإن الساحة، أي ساحة، تبقى موعودة بالانفجار كيلاً للسباب وإيغالاً في التجريح وسوقاً للاتهامات من غير دليل، وما أسهل الطريق المفضي إلى السباب والتجريح والاتهام؟!!.
    ولست في حاجة لأن أضع نفسي في موقع دفاع عن النفس بإزاء اتهامات صديقنا يوسف (الارتزاق على أيدي الأمم المتحدة) ولكن لابد من التوضيح هنا أنه لا توجد علاقة تربطني بوكالات الأمم المتحدة، اللهم إلا من باب كوني احد مواطني جمهورية السودان وجمهورية السودان تحظى بعضوية الأمم المتحدة، مما يجعلني منتسباً لها شأني شأن سائر الخلق في أنحاء المعمورة!! . وحتى لو افترضنا جدلاً أنني أنتمي وظيفياً للأمم المتحدة أو أتبنى فكرة تحمل قدراً من التوافق مع ما تدعو إليه بعض وكالاتها من أفكار فإن هذا لا يعني بالضرورة أنني أسعى لاستمالة الأمم المتحدة انتظاراً لمثوبة منها أو رجاءاً في عطاء تجزله لشخصي الضعيف !!.
    وأود أن أؤكد لأخي يوسف وللقراء كافة، من خلال خبرتي المتواضعة في هذا المجال، أن الانتماء للأمم المتحدة ليس عيباً في حد ذاته فهناك العديد من الخبرات والكفاءات السودانية التي نفخر بعطائها في العديد من وكالات الأمم المتحدة. والأمم المتحدة ليست شراً محضاً ولا خيراً محضاً مما يحتم علينا جميعاً أن نجتهد في دعم ما نراه حقاً ونقد ما نراه باطلاً في أروقتها باعتبار أن السودان جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الدولية وله حقوق عليها مثلما عليه من واجبات تجاهها.
    ثم إننا نود التنبيه هنا لخطأ يقع فيه الكثيرون، ونرجو أن لا يكون أخونا يوسف واحداً منهم، وهو عدم التمييز بين الأمم المتحدة والمنظمات الطوعية العالمية التي يجتهد بعضها في إلحاق الأذى بالسودان وتشويه صورته، وهنا لا نملك إلا أن نشاطر يوسف ما يساوره من قلق جراء الحملات الظالمة التي تقودها بعض المنظمات والدول، لا سيما أمريكا، ضد السودان.. ليس ذلك فحسب وإنما نرى لأنفسنا ولغيرنا من العاملين في الحقل الطوعي وحقوق الإنسان وقادة الفكر والرأي دوراً لا ينبغي النكوص عنه ولا التباطؤ في القيام به تصدياً للاتهامات الباطلة التي تستهدف تشويه صورة السودان.. وهو ما لم ندخر وسعاً في النهوض به، في معية إخوة لنا، خلال العقد المنصرم في كافة المحافل الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان مما لا يتسع المقام لتفصيله هنا.
    وفي الوقت الذي نزور فيه، تارةً أخرى، موضوع (مظاهر أزمة التعايش الاجتماعي في السودان) نؤكد للسادة القراء أن المقال المذكور لم يستهدف الغوص في المذابح والصراعات الدامية التي شهدتها منطقة الضعين ولم يستهدف كذلك تجريم قبيلة بعينها من قبائل التماس ، شمالية كانت أم جنوبية، ولكن المقال كان يرمى لاستعراض بعض مظاهر أزمة التعايش الاجتماعي في سائر أنحاء السودان سعياً نحو رسم خارطة للنزاعات المسلحة في البلاد (Conflict Map). ولعل الغرض من تلمس أبعاد خارطة كهذه يبدو واضحاً إذ أن الأمر المطلوب يبقى اتخاذ التحوطات الاحترازية ( Precautionary Measures) واعتماد المعالجات الضرورية التي تضمن عدم تفجر هذه النزاعات واشتعالها مستقبلاً في السودان.
    وفى إطار استعراض خارطة النزاعات المسلحة في السودان ـ التي جاء مقالنا مشتملاً على العديد من مظاهرها وصورها ـ لم يكن ينبغي أن أتجاوز ما جرى بمدينة الضعين خاصةً وأن أحداث الضعين وجدت طريقها إلى كافة أنحاء العالم عبر العديد من الدراسات والتراجم ومن ضمنها الكتاب الذي أصدره الأساتذة عشارى وبلدو.
    وإذا لم يقدر للأخ عبد المنان أن يفهمني تماماً في المقالة الأولى أو بصيغة أخرى، لعلة لم يقدر لي الفلاح في الإبانة بالقدر الذي يجعل مقالتي واضحة لدية ، فإنني أود أن أسجل انتقاداً صريحاً، ولكن من غير تجريح، للأساتذة عشارى وبلدو فيما ذهبا إليه من تعليل لأحداث الضعين في ثمانينات القرن الماضي على نحو ما جاء في كتابيهما (مذبحة الضعين والرق في السودان). ولئن كنت أقدر فداحة الأضرار الناجمة عن التحليل الخاطئ الوارد في كتاب الأستاذين عشارى وبلدو، فإنني لا أملك إلا أن أحسدهما على شجاعتهما كونهما نهضا لتحليل أبعاد مذبحة الضعين وتبيان مظاهرها في وقت لزم فية الكثيرون الصمت، في موقف لا يحتمل الصمت!!.
    وقد كان مبلغ اجتهادي، وهو اجتهاد يحتمل الخطأ أو الصواب، في تحليل الأبعاد الكامنة خلف مذبحة أو (محرقة) الضعين التي أودت بحياة الكثيرين من أبناء قبيلة الدينكا.. كان مبلغ اجتهادي يتلخص في كون ما حدث بالضعين يشكل لوناً من ألوان الزينوفوبيا أو كراهية الآخر أو التبـاغض القبلي الذي لــم يكن ينقـصه سوى باعث (Stimulant) لكي يتمظهر بأقصى درجات الانفجار.
    وربما كان الباعث في أحداث الضعين الأولى يتمثل في الهجوم الذي شنته حركة التمرد على بعض أبناء الضعين في ما يعرف بمناطق التماس فكان أن انقلب بعض أهالي الضعين، لما سمعوا بما جرى لإخوانهم على أيدي الحركة، على المواطنين الجنوبيين المقيمين بالمدينة قتلاً وحرقاً واستئصالاً وتشريداً !؟ ونحن إذ لا نعفي حركة التمرد من مسئولية تحريك هذا الباعث فنحن لا نلتمس العذر أيضاً لأهالي الضعين، مهما كانت توجهاتهم أو قبائلهم، كونهم اشتركوا في هذه المذبحة البشعة. ورغم أن الفئة الدينكاوية التي استهدفت بالذبح في الضعين لم تكن طرفاً في العدوان الذي لحق ببعض أبناء الضعين في مواقع أخرى، إلا أنها كانت ضحية عملية ثأرية تجسدت فيها مظاهر الزينوفوبيا (كراهية الآخر وبغضة) بأبشع صورها وألوانها!! . وما يستدعي إدانة هذه المذبحة ومحاكمة مقترفيها وتعويض أهالي المتضررين منها، إن وجدوا، هو ما صاحبها من إسراف في القتل، ذلك أن المولى عز وجل ينهانا عن القتل حتى لو كان من باب القصاص ( ومن قُتِلَ فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل ) ناهيك أن يكون المستهدفون بالقتل لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث (ولا تزر وازرة وزر أخرى) سوى أنهم يشاطرون حركة التمرد الانتماء لذات القبيلة أي الدينكا في هذه الحالة.
    هذا ما كان من أمر مذبحة الضعين الأولى في الثمانينات والتي لا أرى، خلافاً للأخوين عشارى وبلدو، صلة تربطها بالرق أو الاسترقاق. وحتى نتفادى شر الوقوع في فرضيات غير مختبرة ( Un examined Assumptions) إزاء ما جرى من وقائع في الضعين في حقبة الثمانينات كان لزاماً عليَّ أن أعيد فحص ما جرى من أحداث دامية في ذات المدينة ( الضعين) في حقبة التسعينات. وقد كانت نتيجة الفحص كافية لإثبات الفرضية التي تبنيتها وهي أن الاقتتال الناشب بالمدينة بين الرزيقات والزغاوة لا يعزى لفرضية الرق، وإنما يعزى لظاهرة الزينوفوبيا التي لم تكن تحتاج لتحريكها إلا لمجرد باعث ، وقد كان الباعث هذه المرة يتمثل في حكومة الإنقاذ نفسها التي لم تفطن لطبيعة التطورات التي شهدتها مدينة الضعين ، على المستوى الانثروبولوجي والإثني والسياسي، وهى تقوم بتخطيط الدوائر الانتخابية بالمنطقة مما أفضى لفوز احد أفراد قبيلة الزغاوة في حاضرة الرزيقات.ورغم أن المرشح المعنى كان يقيم في الضعين إلا أن فوزة لم يكن أمراً مقبولاً ولا مستساغاً من قبل طائفة من أهل المدينة، ليس ذلك فحسب بل كان هذا الباعث سبباً كافياً لإطلاق العنان لظاهرة الزينوفوبيا من عقالها مما تسبب في حدوث صدامات دامية بين أفراد قبيلتي الزغاوة والرزيقات فى ذات المدينة التى شهدت مذبحة من قبل فى الثمانينيات.
    هذا جلاء ما ذهبت إليه من تحليل في شأن حاضرة الضعين وما جرى فيها من اقتتال ومذابح دامية في حقبتي الثمانينات والتسعينات وما توقفت في الضعين لمرتين في حقبتين زمنيتين مختلفتين، في سياق استعراض عام لخارطة النزاعات الدامية في السودان، إلا لكي أدفع عن المدينة وأهلها تهمة الرق ذلك أن ما جرى فيها، في كلتا المرتين، تقف خلفه ظاهرة الزينوفوبيا التي لا تقتصر على أهالي الضعين وحدهم وإنما يشاطرهم فيها كم ليس باليسير من قبائل السودان ونحله المختلفة.
    وتأكيداً لخطورة الباعث الذي أفضى لنشوء قتال دام بين الزغاوة والرزيقات في أحداث الضعين في حقبة التسعينات انتقلنا إلى الروصيرص لنرى النتائج المترتبة على فوز مرشح قبيلة الفلاتة في حاضرة قبيلة الهمج فوجدناها أثمرت تمرداً لم نسلم من ويلاتة إلا بعد حين!!.
    وفيما نتناول ظاهرة الزينوفوبيا وتمظهراتها على المستوى الوطني فينبغي أن لا ننسى أن لهذة الظاهرة تمظهرات حادة على المستوى الدولي لا تقل خطورة، إن لم تتفوق، على السودان. ويكفى أن نشير هنا إلى أن مأساة البوسنيين في البوسنة والهرسك، والألبان في كوسوفا، والعرب والمسلمين في أمريكا، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما هي في الواقع إلا مظهر من مظاهر الزينوفوبيا بمستوياتها العرقية والثقافية والدينية.
    وفيما نجتهد جميعاً لندفع الاتهامات الباطلة التي تساق في حق بلادنا، فإن هذا لا ينبغي أن يجعلنا نتستر على أخطائنا أو يحملنا على السكوت عن جرائمنا وأمراضنا الاجتماعية والفكرية و إلا صار حالنا أشبة باليهود وما لعن اليهود إلا لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه. فإذا كان ما ذهبنا إليه من تحليل، من بعد ذلك، يضعنا في خانة الظلم ويحشرنا في معية الظالمين فمرحباً بالعدل حيثما كان وكيفما جاء !!!.
    ومهما كان الأمر فإننا نحسب أن الباب ما زال مفتوحاً لكافة المفكرين والكتاب والعلماء لكي يسعفونا بتحليل أكثر دقة لمظاهر أزمة التعايش الاجتماعي في السودان، وما جرى بالضعين جزء لا يتجزأ منه، والمرء لن يتردد حالما ترد أطروحة مقنعة في الوقوف معها ومساندتها طالما كان الهدف في نهاية المطاف هو استقصاء ظاهرة النزاعات المسلحة بين المجموعات القبلية ووضع الاستراتيجيات والسياسات التي تكفل معالجتها والقضاء عليها نهائياً في السودان.
    وفي هذا الإطار فإن الدعوة موصولة لكل من الحاج حمد محمد خير، وحسين العبيد، وعبد الرحمن أبو دوم، والحاج بلال، والأمين أبو منقا، وحسن مكي، وعبد الرحمن شلـي، والطيب حاج عطيه، وعبد الباسط مرغني، ونادر السيوفى والجمعية السودانية للدراسات الآنثروبولوجية، وجمعية حوار الأديان، ومعهد حضارة السودان، ومعهد الأبحاث الجنائية والاجتماعية بجامعة الرباط الوطني ومركز ثقافة السلام ومركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا.. وإلى غيرهم من المهتمين، مؤسسات وأفراد، لدراسة أبعاد أزمة التعايش الاجتماعي في السودان.
    والدعوة موصولة كذلك للأخوة الكتاب ، لا سيما أبناء الضعين ومناطق التماس، من أمثال الأخوة الصادق الرزيقي ويوسف عبد المنان وغيرهم، للاجتهاد في تحليل أبعاد النزاعات المسلحة وعرضها بما يثري ثقافة السلام ويوطد أواصر التعايش الاجتماعي والتلاقح القبلي وينشر المحبة بين مختلف المجموعات السكانية في مناطق التماس.
    وثمة أمر واجب التأكيد في مختتم المقال وهو أننا لم نهدف لتصوير السودان باعتبارة مجتمعاً للكراهية، ونحن لا نسعى بالطبع لإثارة نعرات قبلية كما قد يتبادر لذوى الإلمام السطحي، ولا ندعو كذلك إلى تفصيل الدوائر الانتخابية على أساس قبلي..ولكننا ننادى بفهم واستيعاب واقع التنوع الإثنى والانثروبولوجى والثقافي في السودان والتعامل مع هذا الواقع بحكمة وحذر وروية وصولاً لإرساء قواعد متينة للتعايش والوئام والمحبة بين قبائل السودان وثقافاتة ونحلة المتعددة.
    ومسعى كهذا هو، بلا شك،الأكثر جدوى لحاضر الأمة ومستقبلها،غير أنة أكبر مشقة من مجرد تبسيط القضايا والظاهرات واختزالها إلى (ظالم ومظلوم) و(راش ومرتش)!! .
    وفى المختتم أرجو أن أستميح القراء فى تزييل المقال برسالة الصديق العزيز الدكتور نبيل الخير على من موزمبيق ويقول فيها :
    قال الأستاذ محمد الواثق في ختام إحدى قصائده في ديوانه الـ notorious
    أمدرمان تحتضر) يعلن أنه متأفف من الزينوفوبيا ومعلنا ارتحاله من هؤلاء القوم الذين هم
    من كل أحمد من أوشيك منقبض
    وكل هارون لا يرضى بملوال
    وإلى أن نلتقي نقول للإخوة عادل الباز ويوسف عبد المنان ولكم جميعاً..سلام!!.

    د.فتح الرحمن القاضي
    15/6/2003م

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de