|
Re: وفاة عيدى امين (Re: الكيك)
|
عيدي امين دادا نهاية ثمانين عاماً من الدم والهوس السبت 16 أغسطس 2003 11:34 استمر في غيبوبة اكثر من شهر وفاة الرئيس الاوغندي السابق عيدي امين دادا
كامبالا - الرئيس الاوغندي السابق عيدي امين دادا الذي توفي في السعودية وكان اعلن نفسه "اعظم رئيس دولة في العالم"، عرف بهوسه واطواره الغريبة التي غذت الصحافة الدولية. وتميزت سنوات حكمه الثماني بوحشية قل نظيرها، واعتبر مسؤولا عن الافلاس الاقتصادي لبلاده وعن مقتل مئات الآلاف من الاشخاص.
عرف عنه انه كان مفتونا بهتلر فكتب في العام 1972 في برقية الى الامين العام للامم المتحدة "اذا كان هتلر ارسل ستة ملايين يهودي الى غرف الغاز" فهذا لانه كان يعلم ان "اليهود ضد مصالح شعوب العالم".
وفي العام 1973 اكد امين دادا الذي وصفه احد رؤسائه العسكريين البريطانيين بانه "لين العريكة لكنه ضعيف الدماغ"، قناعته بان هتلر كان محقا في تصرفه. الا انه عدل في اخر المطاف عن اقامة نصب تخليدا للزعيم النازي. وخص القوة الاستعمارية البريطانية السابقة بتصريحات عديدة تنم عن التهكم فاقترح خصوصا "ارسال موز" لهم بالطائرة "اذا كانوا يفتقرون الى الغذاء".
ومن بين مبادراته "الدبلوماسية" الملفتة دعوة وجهها الى الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون في 1976 للمجيء الى اوغندا "ليرتاح من فضائح ووترغيت". وفي 1979 اقترح "نزع كل الاسلحة التقليدية وابدالها بقنابل ذرية (...) لتوزيعها بين الامم" من اجل ضمان السلام الدولي.
كما عرض على الرئيس التنزاني جوليوس نيريري الد اعدائه في المنطقة، تسوية خلافاتهما في حلبة الملاكمة، علما بانه كان بطلا وطنيا للملاكمة. حتى انه فكر في 1981 في تنظيم نزال يواجه فيها بطل العالم السابق في الملاكمة محمد علي "شرط اجراء النزال في طرابلس بليبيا وان يكون شقيقه بالدم القذافي الحكم فيها واية الله الخميني المقدم وياسر عرفات ... المدرب"، على حد قوله.
اما في ما يتعلق بالفظائع التي طبعت حكمه، فقد اسهبت شهادات وشائعات عديدة في الحديث عنها. ومما ذكر ان بين مئة الف و300 الف قتيل سقطوا ضحية تلك الفظاعات وفقا لتقديرات مختلفة. وحمل النيل جثثا كثيرة كما عثر على جثة احدى زوجاته مقطعة اربا في سيارة. وتحدث خدم عملوا سابقا لديه عن رؤوس بشرية موضوعة في الثلاجات.
واتهم مرات عديدة بانه من اكلة لحوم البشر. وقد اقر بانه استهلك مرة اللحم البشري مرغما عندما كان يخدم في الجيش البريطاني وعندما كان اسيرا لدى قبائل الماو الماو. ولم يتوان عن الاستعانة بالروحانيات ليطعم سياسته العدائية للاجانب بالدين. فعندما طرد في 1972 عشرات الاف الهنود والباكستانيين من اوغندا قال انه قام بخطوته برؤية من الله وسمعه يقول "اذا اردت انقاذ اوغندا فمن الضروري ... طرد كل الاجانب من البلاد".
الى ذلك فرض عيدي امين دادا ان يحمله اربعة بريطانيين بيض على هودج واقال وزيرة الخارجية في حكومته الاميرة اليزابيث باغايا دي تورو التي اتهمها بانها مارست الحب مع اوروبي في مراحيض مطار اورلي.
وفي اوج حكمه اصبح لقبه البروتوكولي "صاحب السيادة فاتح الامبراطورية البريطانية، الحاج الماريشال الدكتور عيدي امين دادا، الرئيس مدى الحياة لجمهورية اوغندا، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاوغندية، رئيس مجلس الشرطة والسجون.
وكان "بيغ دادي" (الاب الاكبر) فخورا ايضا بمظهره وقال عن نفسه في 1979 "وجهي هو اجمل وجه في العالم. امي وكل نسائي يقلن ذلك". وبعد اطاحته في 1979 قال "لم اخسر بلادي بل قمت باعارتها. وبما اني صاحب الحق فاني ساستردها يوما". ولعل اكثر تصريحاته طرافة تعود الى شباط/فبراير 1981 عندما قال "منذ رحيلي لم تعد حقوق الانسان محترمة في اوغندا".
تميزت سنوات حكمه الثماني بوحشية قل نظيرها، يعتبر مسؤولا عن الافلاس الاقتصادي لبلاده وعن مقتل مئات الاف الاشخاص. امين دادا الملقب ايضا ب"بيغ دادي" (الاب الاكبر)، ذاعت شهرته كشخص خطر لا يمكن توقع افعاله ولعله غرف من الذل الذي عاشه في طفولته ليلازمه طبع ينزع الى الانتقام والعنف ومرض العظمة.
ولد في العام 1925 على ضفاف النيل وسط قبيلة كاكواس المسلمة التي تعتبر اقلية. خدم في الجيش البريطاني وشارك في قمع اضطرابات قبائل الماو-الماو التي ادمت كينيا في العام 1952. وبعد ان كان مساعد طباخ في الكتيبة البريطانية لرماة افريقيا "كينغز افريكان رايفلز" اصبح امين دادا ضابطا ابان استقلال اوغندا في العام 1961 ثم سرعان ما علا شأنه ليتولى منصب قائد الجيش في 1966.
في العام 1971 قام بطل الملاكمة الاوغندي السابق من فئة الوزن الثقيل (1951-1960) بانقلاب اطاح بنظام ميلتون اوبوتي بعد ان ساهم شخصيا في حمله على تولي مقاليد الحكم في البلاد. وشهدت سنوات حكمه عمليات قتل جماعية وابادة قبائل معارضة له وانشاء فرق اعدام مما جعل نظامه واحدا من اعنف الانظمة في تاريخ القارة السوداء. لكن في نيسان/ابريل 1979 طرده من الحكم متمردون اوغنديون في المنفى قام بتسليحهم الرئيس التنزاني جوليوس نيريري. واضطر الى مغادرة البلاد والهرب الى ليبيا التي ما لبث ان طرد منها في اواخر العام 1979.
وتمكن في اخر المطاف من اللجوء الى جدة بالمملكة العربية السعودية حيث حظي بالتضامن الاسلامي وانهى حياته بهدوء محاطا بنصف اولاده الخمسين. والملفت انه لم ترفع اي شكوى ضده مطلقا.
(أ ف ب) ارسل هذا الموضوع
|
|
|
|
|
|
|
|
|