|
|
 استئناف الإرسال
|
استميحكم عذرا بان الصق مقال الكاتب الظريف جعفر عباس
سلام مكعّب يحيـــــط بكم من جميع الجهات، ومعذرة لتوقفي عن الإرسال لبضعة أيام، فقد كنت على سفر، وقبل يومين أجــــــرت الإذاعة السعودية معي مقابلة عبر برنامج اسمه "سوالف ليل" - سوالف تعني ونسة - تقدمه ليلى المغربي السعودية نوال بخش، وسألتني عن هم الكتابة اليومية لأنني أكتب يوميا في صحيفة سعودية وأخرى بحرينية، فقلت لها إنها أمر مرهق، خاصة وان اصطياد فكرة ليس بالأمر اليسير،.. ولأنني ابن البيئة العربية رغم أنفي الأفريقي، فإنني لا أستطيع ان أخوض في كل المواضيع التي تعنّ لي، وإذا خضت فيها فإن عليّ أن أتفادى البلل والزلل، وقلت ان عزائي هو انني اكتب بضع مرات اسبوعيا في الرأي العام السودانية، مقالات اسرح وامرح فيها على كيفي، وأجد متعة كبيرة في ذلك لأنني اكتب ل"ناسي"، باللغة التي يفهمونها وأفهمها دون حاجة مني الى شرح مفردة او عبارة، ولأن لكل شيء في السودان شؤون وشجون توفر للكاتب ذخيرة ضخمة ينهل منها ويطخ بها في كل الاتجاهات!!.. على كل حال أنا سعيد باستئناف الكتابة، وسعيد لأن هناك من افتقدني وتساءل ما اذا كانت السلطات قد أسكتت قلمي وكان ردي على هذا السؤال: نعم،.. لقد أمروني بالتوقف عن الكتابة، ولكن هناك ضغوطا شعبية تمارسها مؤسسات المجتمع
المدني لتعيد زاويتي هذه الى الصفحة الأخيرة من الراي العام،.. ومثل هذا الكلام ضروري لكبرياء الكاتب لأنه يضفي عليه أهمية، وذات مرة كتبت في زاوية لي في مجلة "المجلة" اللندنية عرضا عن تجربتي في المعتقل خلال فترة الرئيس الراحل نميري ( وللمرة الألف أشرح موضحا انني اعرف ان نميري حي يرزق ولكنه وفي اوائل عام 1985 قال انه لن يكون ابدا الرئيس السابق ... فقط الرئيس الراحل.. يعني لم يكن يتخيل ان يفقد منصبه وان يعيش عالة على حساب دافع الضرائب السوداني بل ان يحكم حتى اللحد)... المهم ان معرفة القراء بانني كنت سجينا سياسيا أضفى علي "أهمية" وحيثية، وسئلت مرارا عن تجربتي في السجن، وما كان واردا ان اكتفي بالقول بأنني قضيت فترة الاعتقال بين النوم والأكل والقراءة ولعب الشطرنج والكنكان، وأن راتبي كان يذهب الى البنك ناقصا فقط علاوة غلاء المعيشة، وأن السجن وقتها كان مؤسسة محترمة تحفظ أقدار الناس ولا تهين كرامتهم، بل كنا نحن السجناء نبهدل إدارة السجن ونرغمها على الاستجابة لطلباتنا، وبأمانة فإن تجربتي في سجن كوبر كانت ابعد ما تكون عن المرارة، بل وكانت جرعات المرارة البسيطة التي تجرعتها فيه ناجمة عن المعتقلين، خاصة الشيوعيين الذين يعتبرون الاضراب عن الطعام "بروفة نضالية"، فكانوا كلما "هفّت" لهم يعلنون الإضراب عن الطعام، حتى هلكوا أمعائي ومعدتي، وأصبحت لا استطيع تناول لقمة دون تناول مضادات الحموضة بعدها، وأتمنى ان يخرج الأستاذ محمد إبراهيم نقد الى العمل العلني حتى أجرجره في المحاكم، وأتقاضى من حزبه تعويضا مجزيا يعينني على الهجرة الى كوبا، حيث آخر الرجال المحترمين فيدل كاسترو، وهو برغم كونه شيوعيا، ليس نكديا مثل جماعتنا الذين اذا عجزوا عن تنظيم إضراب عن العمل نظموا إضرابا عن الطعام - مع انه لو كان هناك طعام لما قامت للشيوعيين قائمة عندنا - ولو لم يقبل بي كاسترو وقفت على ناصية جزيرته حيث قاعدة قوانتنامو لأصيح بأعلى صوتي: يا أمريكان يا أولاد الكلب.. أنا جعفر بن لادن.. دابي الكر.. عمسيب اللي الضرس عرديب.. تمساح اب كبلو.. سليل رماة الحدق الذين دوخوا العرب قرونا!! ثم يعتقلونني ويزجون بي في المعتقل الذي قال عنه روسي تم الإفراج عنه مؤخرا انه افضل من اي مستشفى في روسيا بوتين!! وبالمناسبة فان الامريكان وكلما أسروا احد المطلوبين الكبار من جماعة القاعدة سلموه لدولة عربية ليضمنوا انه "سيتكلم" بعد ساعة من بدء استجوابه بالأساليب العربية "المعتادة".
على كل حال فقد انتهى موسم الإجازات أو كاد، وعاد معظم المغتربين الذين زاروا الوطن الى المهاجر، وكالعادة فان بعضهم يتحدث عن انطباعاته عن "البلد" بلغة تسبب ورم الفشفاش: يا زول الخير باسط.. عليك امان الله دكيكين حلتنا فيه عشرين نوع من الجبنة وخمسين نوع بامبرز!! والمشروبات الغازية ما تديك الدرب!! وازاء كلام فج كهذا لا تملك الا ان تقول: دنيا بنت........... الخلتك تعرف البامبرز!! وتتمنى لو حشوت قطعة بامبرز مستعملة في فمه!!
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست