كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2003, 03:10 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كمال الجزولي :بين خطاب الانقاذ وإعلانات القاهرة -لندن -الخرطوم




    (2)
    تلزمنا ، للاجابة على هذه الأسئلة ، العودة ، ابتداءً ، إلى أبرز المواقف الباكرة نسبياً من مسألة تطبيق الشريعة الاسلامية فى البلاد بعامة ، وفى العاصمة بخاصة ، وذلك من جهة حزبى الأمة والاتحادى الموقعَين على (إعلان القاهرة) يطالبان (بالعاصمة القومية) ، ثم من جهة الحركة الاسلامية التى كانت موحَّدة قبل انشقاق تيارها الرئيس بقيادة د. الترابى الموقع على (إعلان لندن) يطالب (بالعاصمة الجاذبة) ، ثم من جهة التيار الحاكم الذى يتصرف كما لو كان قد أعفى نفسه من مسئولية الموقف القديم (الموحَّد) خلف قيادة د. الترابى قبل الانقلاب، حيث كان قد وافق ، من حيث المبدأ ، على (استثناء العاصمة) من تطبيق (القوانين الدينية) ، مما سنأتى على ذكره فى حينه ، ولكنه يعود الآن "(ليدمغ) مطلب (الاستثناء) دينياً بتأويله على مطلب (العاصمة العلمانية) ، تمهيداً لتصويب سهامه إليه على هذا الأساس. وفى هذا السياق يجدر أخذ عدد من الملاحظات فى الاعتبار.

    فعلى أيام النميرى ، وبرغم التفاوت بين حزبى الأمة والاتحادى فى درجة حدَّة الموقف من "قوانين سبتمبر 1983م" التى كان النظام قد أصدرها باسم "الشريعة" ، بمباركة ودفع حلفائه آنذاك من الاسلامويين بقيادة الترابى ، إلا أن موقف كلا الحزبين قد خلص ، فى المحصلة النهائية ، إلى رفض تلك القوانين ، باعتبارها محض افتئات على الشريعة ، وأن الهدف من ورائها هو ، فحسب ، قمع الخصوم السياسيين وتثبيت أركان النظام المترنح وقتها، فهى "لا تسوى ثمن الحبر الذى كتبت به" ، وفق عبارة الصادق المهدى الشهيرة.

    ومما فاقم من كراهية الشعب لتلك القوانين ، أن الاسلامويين استخدموها ، فعلياً ، فى يناير 1985م ، لتصفية خصومة قديمة مع الجمهوريين وقائدهم الشهيد محمود محمد طه ، والذين ظلوا يكدحون ، حتى ذلك الوقت ، فى بذل تأييدهم للنظام ، ترتيباً على خطأ فادح فى الحساب السياسى ، حيث كانت كل الدلائل تشير إلى اكتمال عزلته عن الجماهير وقواها السياسية الغالبة ، فما شفع لهم شئ من ذلك عندما استغل الاسلامويون أوَّل بادرة معارضة أبدوها لتلك القوانين ، مع الخيوط الأخيرة لشمس النظام الغاربة ، ليقدموهم ، بتهمة الردة ، إلى محكمة قضت بإعدام الشهيد واستتابة أتباعه ، وتم تنفيذ ذلك كله فى مشهد مأساوى توزعته ساحة الاعدام الفسيحة وغرفة الاستتابة الضيِّقة ، مِمَّا أعاد إلى الأذهان ذاكرة عصور الانحطاط ، وشكل صدمة مروِّعة للوجدان المسلم ، فى السودان وفى غير السودان ، لم يخفف من أثرها حتى قرار المحكمة العليا ، عقب سقوط النميرى المدوِّى ، ببطلان تلك المحاكمة.

    وبعد انتفاضة أبريل 1985م التى أطاحت بالنميرى ، دخل حزب الترابى (الجبهة الاسلامية القومية) ، على خلفية ملابسات الانتخابات العامة ، فى حكومة ائتلافية مع حزبى الأمة والاتحادى ، بعد أن أعلن موافقته على (تجميد) قوانين سبتمبر ، (مشترطاً) إصدار (قوانين بديلة) فى غضون شهرين! ومع أن عدة (مشاريع بديلة) كان قد جرى إعدادها من قبل جهات مختلفة ، على رأسها مشروع لجنة الوفاق الوطنى ومشروع حزبى الأمة والاتحادى علاوة على مشروع نقابة المحامين ، إلا أن د. الترابى سارع ، من موقعه كوزير للعدل ، وفى ظروف انعدام الارادة السياسية الموحَّدة فى تلك الحكومة ، لإعداد مسودة للقانون الجنائى (لاحظ: القانون الجنائى!) ، أراد تمريرها وحدها عبر إجراءات مجلس الوزراء فالجمعية التأسيسية.

    لكن ، ولما لم تفت على القوى السياسية الأخرى ، بما فيها حزبا الأمة والاتحادى ، المخاطر الجمَّة المخبوءة طىَّ تلك المسودة ، فإن صراعاً حاداً ما لبث أن انفجر حولها ، كما كان متوقعاً ، فى مجلس الوزراء ثم فى الجمعية التأسيسية.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de