سوق ليبيا قصص و حكايات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2003, 05:54 PM

abuarafa
<aabuarafa
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 962

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سوق ليبيا قصص و حكايات

    لا اعتقد ان سوق ليبي بحاجة إلى تعريف على مستوى الجغرافيا أو التاريخ أو نص المهنة... في الطريق إلى السوق بدا كل شئ كما هو قبل الأمس وقبل عام، لا شئ سوى بعض السقوفات التي افتقدت معايير الجمال حيناً ومضامين الحماية من الشمس والمطر حيناً آخر، لا شئ في الطريق إلى السوق سوى تلك البصات المتهالكة ومحال البيع المتراصة على الطريق..
    عند مدخل السوق ثمة كافتيريا أطلقت العنان لصوت المغني وزجاجات المشروب الغازي الشهير. وهو المشهد ذاته المرسوم على واجهة معظم الأسواق بالخرطوم، برغم ان الشركة صاحبة المشروب الغازي اختارت ان تكتب اسمها بعبقرية تحسد عليها في الجدران والأبواب و بقايا الحديد «المطرقع» المنصوب على هامة المكان.
    الشارع الأول في السوق وأحدهم يصرَّ بشدة علينا طالباً من الدخول إلى محله التجاري والتسوق. ورغم توضيحاتنا ورجاءاته أصرَّ الرجل الذي أصيب فيما بعد بخيبة أمل كبيرة، عندما علم ان الزبون صحافي في مهمة رسمية وليس عريساً جاء يبحث عن «الريحة» ويبذل لأجلها حصاد العمر من النقد المدسوس.
    ارتاب الرجل وتوقف كثيراً عندما علم أننا جئنا هنا في مهمة تحمل شعار عكس حقيقة ما يدور هنا بسوق ليبيا... الإشكالات والمتاريس و الأوجه الإيجابية التي تستعصي أحياناً وتتمنع في الظهور، المهم ان الرجل حاول التخلص منا وبسرعة. والسبب كما علمنا أنه يعتقد بصورة جازمة أننا وفد المقدمة في ركب الضرائب وان جهاز التسجيل الصغير الذي نحمله وسيلة مقننة لإثبات أقواله.
    تجولنا بعدها داخل السوق تحت غطاء سقف أظنه وفد حديثاً إلى هناك. وبين مظلات تقدح تماماً في مظان التجارة وحلم التقدم، المهم كل شئ موجود هنا ومطروح للبيع وبأسعار اعتقد أنها زهيدة، مقارنة بالأسواق الأخرى هذا إن كانت الأسعار التي ذكرت أمامنا صحيحة.
    عن التجارة وأحوال السوق يقول عمر حماد أحمد الأمين أنه من الخطأ التعاطي مع سوق ليبيا كمركز للتجارة في السودان فقط، لأن واقع الحال يؤكد ان تجاراً من دول أفريقية مجاورة يفدون إلى هنا على مدار العام من يوغندا و الكنغو وتشاد وأفريقيا الوسطى وأثيوبيا واريتريا. وعن السلع التي يطلبها تجار هذه الدول قال إنها غالباً الملابس والعطور والكريمات. وعن الكساء يقول سيد أحمد سليمان الذي يعمل بسوق ليبيا منذ مطلع الثمانيات من القرن الماضي ومنذ ان كان طالباً، يقول سعيد أنه يعمل بتجارة الجملة في الملابس الجاهزة. ويشير إلى تقلص فرص تحقيق فوائد تجارية في ظل وجود الضرائب والزكاة ورسوم المجلس والقيمة المضافة. ويقول عندما جئنا إلى السوق كنا ندفع إيجاراً شهرياً يصل إلى «90» ألف جنيه. وعندما جاءت فكرة التمليك دفعنا للسلطات الرسمية مبلغ «15» مليون جنيه، لكن ناس المجلس عادوا وطالبونا بدفع مبلغ «75» ألف جنيه كرسوم على عرض بضائعنا في «الفرندات» أمام الملأ وهكذا بقي مبلغ الـ«90» ألف جنيه في مكانه ولم تشفع لنا الملايين التي دفعناها.
    ويبدو ان مقلب الـ«15» مليون جنيه ليس المقلب الوحيد هنا، فقد دفع التجار كما يقولون مبلغا يفوق الـ«7» ملايين جنيه لشركة قالوا إن المحلية تعاقدت معها لتشييد سقوفات شبيهة بسقوفات شوارع سوق سعد قشرة ببحري، لكن الشركة المعنية اكتفت بتشييد سقوفاتها في الشوارع الطولية وتوقفت، ليجد التجار أنفسهم أمام مقلب جديد و إشكالية جديدة. والسلطات قالت المظلات القديمة ممنوعة والسقوفات تخلفت عن الموعد المضروب و أشعة الشمس لا تكف عن مغازلة السلع المعروضة وجلود التجار وجباههم المعروقة.
    وعن تطور السوق من عدمه يؤكد التجار هنا أن مسيرة التطور توقفت بعد عام 1988م لأن تجارا كبارا بالسوق غادروه بعد ان توالت عليه نوبات الكساد. ويؤكد هؤلاء ان مغادرتهم للسوق مسألة وقت فقط بسبب تراكم الأشكالات.
    ويواصل تاجر جملة تحفظ على ذكر اسمه وطلب هنا ان نحجب صورته ونكتفي بأقواله، يقول هذا التاجر - الذي أفسح لنا قلب المحل المزدحم بالبضائع - أنه يعمل مورداً. ويؤكد ان عدد الموردين في السوق كان قليلاً بسبب إشكالات الاعتمادات وكانت الأرباح مرتفعة آنذاك، رغم عدم وجود قوة شرائية كالتي توفرت حالياً. ويشير إلى حملة منظمة بدأت قبل فترة وانتظمت قطاعات من التجار اعتقاداً منهم أن الأرباح في سوق ليبيا مرتفعة. وان السوق منجم ذهب. وربما كانت لهذه الاعتقادات أسانيد موضوعية يوماً ما، لكن اختلفت الأحوال كلياً ولم يعد سوق ليبيا منجماً للذهب.
    ويشير المورد المعروف لكساد السوق وإفرازاته عبر أعمال ما يسمي بـ«الكسر» في التعامل بالشيكات. ويقول إن ظواهر كهذه لم تكن موجودة بالسوق سابقاً.. لقد «انعدمت» الثقة تماماً .. كانت ديوننا في السابق تصل إلى «300» وربما «400» مليون جنيه وبلا مستند سوى شرف الكلمة والثقة. وكنا نتعامل بالثقة لكن ما حدث أفقدنا وافقد الآخرين الثقة في التعامل ووصلنا إلى مرحلة كسر العربات والبيوت وغيرها. ويقول تاجر آخر رفض أيضاً ذكر اسمه «بسبب المشاكل التي قد يتعرض لها كما يقول بعد نشر حديثه في «الصحافة» يقول هذا التاجر ان ظاهرة التقليد أضرت بسوق ليبيا. وبصراحة هذه الملاحظة استوقفتنا لأنها جديدة ولم تذكر خلال تجوالنا ولأنها مدهشة، يقول إن التجار يتنافسون على تقليد بعضهم. ويشكو من ان توفر وسائل الاتصال سهل عليهم المهمة، فتناثرت المعلومات وتناسلت وظهرت فكرة الصين، بمعني ان أي مورد ما ان تصله معلومات عن بضاعتك ومواصفاتها حتى يرسل إلى مصانع في الصين مستعدة تماماً لتسليم «طلبية» سريعة بذات المواصفات في إطارها العام وبأسعار زهيدة تصل إلى السودان قبل ان تصل بضائعك، لتجد نفسك في مأزق بعد وصول البضاعة، صحيح ان ثمة اختلافات في «الخامة» لكن في المحصلة النهائية السعر الآخر أقل وفرصه التسويقية أفضل.
    قسم السيد .. وجدناه في القسم الجنوبي للسوق، قال إنه وفد إلى هنا عام 1996م. ويبحث عن مخرج، كانت هذه مقدمة مختصرة تحت عنوان .. ماذا يحدث هنا، يقول قسم السيد أرجو ان تبحثوا معي عن بديل فنحن هنا نتنافس بصورة غريبة و«نقتل السوق» في ظل انعدام الثقة. و يشير إلى وجود «الفرَّاشة» بتشديد حرف الراء. وهؤلاء لا يدفعون المبالغ الطائلة التي ندفعها. وتكلفة وجودهم هنا أقل بكثير من الأموال التي ندفعها للسلطات. وقبل ان نغادر محل قسم السيد قال هناك غش في العطور يجب ان نلفت إليه نظر القراء خاصة في «التركيبات» السودانية.
    في السوق مساحات لأكداس القمامة المتناثرة هنا وهناك وزحام عربات «الكارو» والباعة «السريحة» وتصادم أسلاك سوداتل وأسلاك الكهرباء التي نعتقد جازمين أنها ستتسبب يوماً ما في كارثة بسوق ليبيا. وهو الشئ الذي نتمنى ألاَّ يحدث. ويبقى هطول الأمطار في خريف ينذر بالأمطار الوفيرة... مجرد هطول الأمطار في ظل تشابك أسلاك الكهرباء التي قال التجار إنها تأتي هنا في زيارة سريعة بمعدل ساعة فقط يومياً - هذه المعطيات سادتي ترشح سوق ليبيا بجدارة ليحتل صدر صفحات صحف الخرطوم قريباً .. فنحن نراه كارثياً ونتمناه خيراً وفيراً.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de