الدودو .. الخطف التوم .. و رشوة النوم بالدوم

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2003, 12:44 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدودو .. الخطف التوم .. و رشوة النوم بالدوم

    عقل الإنسان قديما،هو نفس العقل الآن و الذي خلقه الله سبحانه و تعالى و كرم به نسل آدم عن باقي مخلوقاته و جعلهم خلاءف في الأرض و حملوا الأمانة لظلمهم و جهلهم و أبت الملائكة حمل هذه الأمانه و أشفقن منها. فما الذي قديما أخافنا من الدودو و جعلنا ننام بأغنية الدوم ، في حين أن بعض الأطفال في يومنا هذا لا ينامون حتى و لو شربوا زجاجة كاملة من دوا الكحة ، و يتفرجون على أفلام الرعب و هم يبتسمون إبتسامة سادية ، تجعلك تتوجس خيفة من إقتناء الأدوات الحادة في البيت.

    رحت أراقب من طرف خفي تلك الأم و هي تحاول أن تجعل وليدها ينام في حضنها بعد أن إرتوي من حليبها ، رافضا محاولات أمه لتعيد له ثديها إلى فمه الصغير، إذن فهو شبعان و لكنه لسبب ما يعاند أو به ألم في جزء لا تعلمه من جسمه ، و لكن يد الأم و هي تهدهده تجعله ينام قليلا و يهدأ ، و ما أن تتوقف اليد عن ( اللولاى ) حتى ينفجر باكيا ، و يأبى الثدي مرة أخرى ، و تتكرر المحاولة ، و تزداد الأم عنفا في التربيت و بعصبية ، ثم تنفجر فيه ( أرقد إن شاء الله ترقد رقدة جدي ) ثم تتمتم ( بري إن شاء الله ، تبرا يا حشاى ، إن شاء الله عدوك ).

    تحسرت على أيامنا ، حيث كان ود أم بعلو ، يمنعنامن أن نمشي لقضاء الحاجة لوحدنا ، فهو الذي كان يدغدغ أحلامنا بل يخربشها حتى ننام ( متكرفسين ) للصباح.
    أما الدودو ، فهو كما قلت من قبل ، جوكر أو كرت أحمر يخرجه لنا الوالدين حتى لا نتجاوز بعض الخطوط الحمراء.
    زميل الدراسة ( التوم ) من أهلنا التعايشة ، رحمه الله حيا و ميتا فقد إفترقنا بعد إمتحان الشهادة و لم نتقابل بعدها لحين كتابة هذه السطور. عشق التوم فتاة قبطية في عطبرة ، كانت تسكن بالقرب منا ، يرمي خطاباته في ( جنينة ) منزلها ، و هي تضع له خطاباتها في شق بجدار منزلهم. غزل التوم في خطاباته للبنية القبطية كانت تضحكني ، فقد كان يكتب لها كلاما يسمعه في الأفلام المصرية التي كنا نشاهدها في السينما الوطنية فيقول لها في خطاباته الملتهبة :
    حبيبتي سلوى ، لازم يجي اليوم و آخدك معاى العزبة و أشيلك على حصان أبيض مجنح و أبني ليك عشة في غيط أبويا العمدة ،و نخلي العزال يفلفلوا.
    فأقول له :دة شنو يا التوم ، وين عزبة أبوك دي الحتوديها ليها و وين غيط ابوك العمدة ؟ بعدين إنت لسع ما بتسوق العجلة كويس ، تقوم تطير بحصان مجنح ؟
    فيقول لي : إنت واحد من العزال.
    عزال إيه يا التوم. أحسدك على سلوى بتاعتك دي الكلو وشها حبوب ، زى ما قال ليك صاحبنا هاشم ، وشها عامل زى تربيزة اللحام.
    سلوى ، كانت تخدمهم إمرأة فلاتية كبيرة في السن ، الشر كان باديا في عينيها ، كنا نخافها كثيرا ، كانت لا تحب التوم بتاتا . تراقبه عن كثب ، و كأنها كانت تعلم سر العلاقة بين سلوى و التوم ، و تتحين الفرصة لتنقض عليه.
    عصر يوم ، نقلت الفتاة للتوم خبر عدم وجود أسرتها بالبيت ، و أعطته موعدا ليقابلها في جنينة المنزل ، لبس التوم ( كل الذي في الدولاب ) و تعطر و سرح شعره بكمية من الدهان و ( شق شعرو ) ، و ذهب للموعد المضروب مع ليلاه. و دخل عوض و لم يخرج. سألت عنه أحد الصبية فقال أنه رآه يدخل منزل ( ناس سلوى ) ، لم أطمأن و خفت عليه من تلك الحيزبون ، فطرقت الباب ، ففتحت لي بوجه أشبه بوجه دراكيولا : عاوز شنو يا ولد ؟
    التوم هنا ؟
    قالت و هي تدفعني بعيدا في صدري : التوم أكلو الدودو.
    هرولت نحو منزل التوم و أخبرت والده ، و شرحت له القصة كلها و أنا ألهث ، فحمل الرجل عكازا غليدا ، و توجه معي ، تتبعنا جمهرة من الأطفال و هم ينشرون قصصا عن الدودو الذي إلتهم التوم عند الأقباط.
    طرقنا الباب ، فتحت الفلاتية الباب ، فأزاحها أبو التوم عن طريقه بكتف قانوني ، و دخلنا وراءه ، وجدنا التوم مربوطا من ساقه بحبل إلى شجرة تتوسط الحوش ، و أمامه طشت غسيل كبير ، و جبل من الملابس ينتظره ، و صفين من الغسيل ( الماخد كم فم ) منشور على حبلين و أيادي هاشم أشبه بجلد سمكة منزوع القشور.
    إنهال أبو التوم أولا على الفلاتية التي أطلقت ساقيها للريح يتبعها الصبية بالحجارة و الصراخ ، ثم إنهال على التوم و هو يقول له : إنت وكت تحب ، ما تحب شبهك يا المرمد.
    و من يومها أسميناه الدودو.
    زمان ، و هيهات يعود ذلكم الزمان ، أذكر و يذكر الكثير من سكان كوكب سودانيز أون لاين ، بأن بعضا من إخوتنا في بيوتنا كانوا ينامون على نغمة جميلة من الأمهات و الحبوبات و الخالات :
    النوم النوم ، النوم تعال سكت الجهال
    النوم النوم بكريك بالدوم

    تساءلت عن سر رشوة هذا النوم العنيد بالدوم.
    حملت سؤالي لعديلي الدكتور محمد أبو أسامة ، فقلت له : هل بالدوم مكونات غذائية تساعد على النوم ؟
    قال لا. فقلت له : إذن لماذا كان النوم يتجاوب مع هذه الرشوة يوميا و في كل البيوت و على مر أجيال كثيرة ؟
    إذن أهلنا كانوا يدرون شيئا عن شجرة الدوم و ثمارها و تقاعسنا نحن عن سؤالهم عن أسرارها. شجرة الدوم هي الشجرة التي تثبت لنا مع أشياء كثيرة بأن السودان وطن واحد لأنها تنمو في كل أصقاع البلاد ضاربة عرض الحائط بكل التقسيمات الجغرافية و المناخية و تمد لسانها لخطوط الطول و العرض.

    و رحت أسترجع بعض الأفلام الأجنبية التي رأيتها ، حيث ينام أطفالهم في غرفة منفصلة منذ الصغر ، فتتربي لديهم ملكة الإعتماد على النفس و الثقة بها ، و ما أن يكبرون ، حتى يبدأ الأب أو الأم في سرد القصص المنتقاة بعناية حتى ينامون ، و تكبر مع الأطفال هذه القصص ، بل قد تصير شخصية القصة مثلا أعلى يحتذون بها.

    كنت أعمل في قرية صغيرة في شمال السودان ، حكى لي أحد الزملاء أنه كان مدرسا في قرية و لم تكن أسرته معه ، و في إجازة الصيف ذهب لأسرته بقريته ، و في تلك الليلة القمرية الجميلة ، حيث تمتلىء ضفاف النفس بالمشاعر التي تدغدغ الكيان ، قبع ( عنقريبه ) في الطرف و عنقريب زوجته في الوسط أما إبنه ذو الخمسة سنوات فوضعوا عنقريبه في الطرف الآخر ، و الهمبريب يداعب أطراف ( الملاية ) فتخفق بصوت له إيقاع يدعو إلى النوم. أستاذنا ، يتونس مع المدام و يتاوق من مرة لأخرى للولد ليتأكد من نومه حتى يتمادى قليلا أكثر من ( الونسة الدقاقة ) ، و لكن في كل مرة يجد أن إبنه و هو مستلق على قفاه يداعب أصابعه مرة و تارة يتحدث إلى شخص مجهول ، و تارة ينظر إلى القمر من خلال فرجة بين أصابعه. و عندما يئس أستاذنا من نوم الولد ، إنتهره قائلا : لو ما نمت بكرة ما حأوديك معاى نتفسح بالمركب ، حأخليك و أمشي بدري. فإنقلب الولد على جنبه الأيمن و خلد إلى سكون أشبه بالنوم. و عندما تأبط أستاذنا شرا و ناخ بكلكله ، قال الولد و هو لا يزال ينظر للجهة الأخرى : إنت برضو ما تنوم يا بوى ، بكرة مش قلت حتقوم بدري ؟
    فبهت الذي كان قد كشر عن أنيابه و زمجر زمجرة أسد جريح و قرأ المعوذتين و سبح في ظلمات النوم و هو كظيم.
                  

07-10-2003, 02:32 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدودو .. الخطف التوم .. و رشوة النوم بالدوم (Re: ابو جهينة)

    و دخل عوض و لم يخرج. سألت عنه أحد الصبية فقال أنه رآه يدخل منزل

    عفوا للخطأ في اسم التوم الذي كتبته بالخطأ ( عوض ) في الجملة أعلاه
    ----------------------------------------------------------------
    من الغسيل ( الماخد كم فم ) منشور على حبلين و أيادي هاشم أشبه بجلد سمكة

    أيضا خطأ في اسم التوم الذي جاء بدلا عنه اسم هاشم في السطر اعلاه

    و تسلموا
                  

07-10-2003, 12:27 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدودو .. الخطف التوم .. و رشوة النوم بالدوم (Re: ابو جهينة)

    دوها يا دوها
    بير زمزم حفروها والحجاج شربوها
    يا حمامة طيري ركي في بيت سيدي
    سيدي سافر مكة
    ما أجمل أن ينام الطفل الصغير ودائما بأذنيه دندنة تذكره مكة المكرمة ببيت الله ومشرفة بوجود بير زمزم وتشوقه للانضمام لحجاج بيت الله كالحمائم ينتشرون على صعيد عرفات
    ثم ينتفض فيسمع امه أو حبوبته تذكر اسم الله
    ثم تواصل
    النوم تعال سكت الجهال
    النوم النوم بكريك بالدوم
    دومتين حلوات ودومتين مرات..ترى لماذا اتنين حلوت متبوعات باتنين مرات ..كما لو كن تلك السبع السمان متبوعات بسبع عجاف
    ومن هو (سيدي) الذي سافر مكة؟ هل هو كبير الاسرة أم الجد ، كما يطلق أهل المشرق العربي كلمة سيدي صفة للجد؟
    أبني كان لا يحب أن يسمع هذه الاهزوجة اغنيها لأخيه..أظنها كانت تحسسه بالحزن
    تحياتي اخي الأكرم أبوجهينة وشكرا على هذا البوست
                  

07-11-2003, 12:48 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22490

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدودو .. الخطف التوم .. و رشوة النوم بالدوم (Re: rummana)

    رمانة : لك التقدير و الإحترام
    شكرا كثيرا على إضافة تلك الأغنية التي كانت منسية في قاع الذاكرة ، لذا تجديني قد قمت بعمل نسخة من ردك للحفظ غيبا.
    تسلمي و تحياتي للأسرة الكريمة و الله يحفظكم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de