|
Re: تصريح وزير خارجية نظام الجبهة الغير مسئول (Re: Deng)
|
الأخ دينق لك التحية فليسمح لي الأخ خالد علي بنقل البوست التالي لهذا البوست لتشابه الموضوع.. وهو يتضمن قراءة مختلفة لتصريح وزير الخارجية
فجأة... الخرطوم تحاصر واشنطون
تحليل سياسي: محمد لطيف
أبعد المراقبين جموحاً في الخيال لم يكن يتصور أن تفلت الخرطوم من الحصار المضروب حولها سنين عددا.. بل وتنجح في إحراز هدف مباغت في مرمى واشنطون.. فجأة وجدت واشنطون نفسها مضطرة بل ومجبرة للرد على تصريح من العالم الثالث وفي ظرف ساعات محدودة.. والرد هذا لم يكن روتينياً.. بل هو نفي أشبه بالاعتذار.. فالهدف المباغت هو ذلك التصريح الذي أطلقه الدكتور مصطفى عثمان وزير الخارجية.. لا من الخرطوم.. بل من مابوتو حيث تحتشد الوكالات والإذاعات والفضائيات لتغطية القمة الإفريقية.. ليس هذا فحسب بل على مرمى حجر من حيث يتجول الرئيس الأمريكي جورج بوش.. ولأن الرأي العام الأمريكي لا يطيق أن يسمع أن حكومته تسببت في كارثة جوية راح ضحيتها مائة وخمسة عشر مواطناً.. كان لابد للإدارة الأمريكية أن تسارع بمحاصرة تصريح د. مصطفى الذي قال فيه (إن الحظر الأمريكي المفروض على السودان هو المسؤول عن حادث تحطم طائرة البوينج 737 على تلال البحر الأحمر).
إذن.. مستثمراً الحدث والزمان والمكان وحساسية الرأي العام العالمي تجاه مقتل أبرياء وبذكاء أطلق وزير الخارجية تصريحه ذاك. وفي مدى زمني قياسي جاء الرد الأمريكي في ما يشبه الاعتذار بأن العقوبات المفروضة على السودان لا تمنع تسليم قطع غيار للطائرات إذا ما قدم السودان طلباً بذلك!! فالمشكلة أن الإدارة الأمريكية لم تكن تتوقع أن تسقط طائرة سودانية ويروح ضحيتها أكثر من مائة مواطن ثم تجد نفسها محل اتهام بتحمل المسؤولية عن الحادث!! ثم ان المشكلة أن الإدارة الأمريكية وهي توزع العقوبات في أربعة أركان الدنيا لا تهتم عادة بإصدار مذكرات تفسيرية لاحقة بما يضمن سلامة مواطني الدول المعاقبة.. بل ظل الواقع دائماً أنه في ما تواجه الحكومات العقوبات في مستواها السياسي والأخلاقي في أسوأ الفروض ظل المواطن في المقابل يدفع ثمن العقوبات من أمنه وقوته وسلامته (وتظل بغداد أفضل الأمثلة).
أقصى ما كان يتوقعه وزير الخارجية.. ربما.. هو إحراج الرئيس الأمريكي الموجود حالياً في إفريقيا وإدارته.. ولكن التصريح الذكي قد تجاوز ذلك الى دفع الإدارة الأمريكية لكسر حظرها بنفسها. وهو ما لم تعتده الإدارات الأمريكية.. إنه الاستثمار الذكي للحدث والزمان والمكان.
قد يقول البعض إن وزير الخارجية قد سيس القضية.. ولكن متى كانت الأمور بعيدة عن السياسة.. ثم إن العبرة أحياناً بالنتائج.. وبالنتيجة فإن وزير الخارجية قد نجح ولأول مرة في دفع واشنطون الى ركن قصي تبحث فيه عن مخرج.
http://www.sudanforum.net/forum/viewtopic.php?t=8437
|
|
|
|
|
|
|
|
|