الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2003, 07:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود

    أعزائي أهل البورد الكرام

    المساهمة التالية عبارة عن مقدمة كتاب من كتب الأستاذ محمود وأرشحها لقراءة اليوم الجمعة عساها تثير بعض النقاش أو التعليقات..


    هذا الكتاب "قل هذه سبيلي" صدر في عام 1952 ومع أنه صدر بعد "السفر الأول" إلا أنه كتاب يتناول الدعوة بالتفصيل والتحديد، ننشره كما هو، بمناسبة ذكرى مرور ثلاثين عاماً على دعوتنا، التي أخذت اسمها "الجمهوريون" من ملابسات الوقت الذي نشأت فيه الحركة السياسية والوطنية ضد الاستعمار، في الأربعينات..
    هذا الاسم لا يعبر تعبيراً كافياً عن محتوى دعوتنا، ولكنه صالح في المرحلة، لتمييز دعوتنا عن الدعوات الفارغة، التي تتسمى باسم الاسلام، وهي خالية الوفاض منه، ولقد كان همنا الأول أن يكون محتوى دعوتنا إسلامياً، وإن كان إسمنا مرحلياً، حتى يجيء اليوم الذي يتوكد فيه أن دعوتنا ما هي في الحقيقة إلا الإسلام عائداً من جديد.. ويومها يكون إسمنا الحقيقي إسماً مشتقاً من المعاني الإنسانية الرحيبة..


    الحضارة الغربية واغتراب الإنسان



    إن دعوتنا هذه إنما هي لمدنية جديدة تخلّف المدنية الغربية الحالية، والمنقسمة بين النظام الرأسمالي والشيوعي، والتي ظهر قصورها عملياً عن حل مشكلة الإنسان اليوم، فقد برعت وافتنت في صنع الآلة، وأنجزت إنجازاً كبيراً، في المجال المادي، والتقني، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً، في استيعاب طاقة الإنسان المعاصر، وتوجيهه. والحق أن صعّدت، وجسّدت، وأبرزت، أزمة الإنسان المعاصر أكثر من أي وقت مضى، وهذا ليس عيباً، كما قد يظهر في أول وهلة، وإنما هو حسنة من حسناتها، فقد وضعت الإنسان اليوم في أعتاب الحيرة، وجعلت منه باحثاً عن القيمة وراء المادة ــ القيمة الإنسانية ــ ورافضاً للمجتمع المادي، الذي يحيل الإنسان إلى آلة إنتاج، واستهلاك، يفقد روحه وحريته، وهي بذلك إنما وضعته في أول طريق الخلاص.
    الإنسان اليوم مغترب عن النظم السياسية، والإجتماعية، مغترب عن التقاليد، والأعراف، والموروثات، والمسلمات، والقيم التقليدية، واغترابه إنما هو شعوره بالحيرة المطبقة، وبالقلق، والاضطراب، ثم هو في القمة شعوره بفرديته المتميزة التي يرفض أن يذيبها عفوياً في تيار التطور المادي. والسبب الأساسي في اغتراب الإنسان هو أنه ذو طبيعتين، طبيعة مادية، وطبيعة روحية، فهو مكون من جسد ومن روح. فإذا أشبعت حاجة المعدة والجسد، الحاجة المادية، برز جوع الروح، وجوعها إنما هو حنينها إلى وطنها، الذي صدرت منه، حنينها إلى الله. فالاغتراب في الأصل، هو اغتراب الإنسان عن الله، وهو في المستوى المشعور به، يكون واضحاً، ولكن هناك مستوى غير مشعور به، وهو ما برز للإنسان المعاصر في رفضه للمادة، وفي بحثه عن القيمة الإنسانية، وعن الحرية.. في بحثه عن نفسه. وهو بحث في الحقيقة عن الله، ولعل ذلك يفسر لنا اتجاه الشباب الرافض في أوروبا وغيرها في الآونة الأخيرة إلى مظاهر من التدين غريبة، منها اللجوء إلى العقائد الهندوسية، أو تبني نوع من المسيحية ليس لها علاقة بالقديم، وإنما تتصور المسيح تصوراً جديداً.


    الأزمات تجتاح العالم



    ومشكلة الإنسان المعاصر هي لدى التمادي، مشكلة المجتمع اليوم، فمع اقتدار الحضارة الغربية، في ميدان تطويع القوى المادية، لإخصاب الحياة البشرية، واستخدام الآلة لعون الإنسان، فقد عجزت عن تحقيق السلام. والسلام هو حاجة البشرية اليوم. وهو في ذلك حاجة حياة أو موت، ذلك بأن تقدم المواصلات الحديثةن قد جعل هذا الكوكب أضيق من أن تعيش فيه بشرية، متنافرة، متحاربة فيما بينها، بل إن اختراع وسائل الحرب والدمار الرهيبة، قد وضع الإنسانية أمام أحد طريقين، إما السلام، وإما الدمار والفناء..
    والحضارة الحالية وبفلسفتها الاجتماعية مع فشلها في تحقيق السلام، فإنها أيضاً تقف عاجزة أمام الأزمات المتلاحقة في العالم، وعلى قمتها أزمة الاقتصاد العالمي، التي أبرزت تناقضات النظام الرأسمالي والشيوعي. وظهرت في الموجة الحادة من التضخم والغلاء، التي تجتاح العالم، والتي يعاني منها الناس جميعاً، أشد المعاناة، وفي أزمة النظام النقدي العالمي، الذي يعاني من عدم الاستقرار.. وفي أزمة الغذاء العالمي التي تهدد البشرية بالمجاعات والأمراض ونقصان الغذاء، ثم في أزمة الانفجار السكاني، وأزمة الطاقة زيادة على مشاكل الحروب، المتواصلة والنزاعات العنصرية، والاقليمية.. إن هذه الأزمات علّمت الإنسان ضرورة التعاون الدولي، وأكدت له وحدة مصيره، وضرورة تكاتفه لمجابهة الأخطار التي تهدد وجوده.


    قصور الفلسفات المعاصرة
    وعلى رأسها الشيوعية



    قلنا أن الحضارة الغربية بفلسفتها الإجتماعية قد فشلت في تنظيم مجتمع اليوم لأنها تقوم على أديم مادي، وقد تمادى هذا التفكير المادي بالشيوعية إلى قطعها صلة الإنسان بالغيب. والحضارة الغربية إنما فشلت لأن الفكرة الشيوعية، والرأسمالية وإن اختلفتا، في ظاهر الأمر، فإنهما تقومان على أديم واحد، وتنطلقان من منطلق واحد، هو التفكير المادي. ولقد عجز هذا التفكير المادي بشقيه عن استيعاب طاقة إنسان اليوم، الذي يبحث عن القيمة وراء المادة، يبحث عن الحرية، والذي أعلن تمرده في الشرق والغرب في ثورات الطلاب والشباب، ورفضه للمجتمع المادي، الذي يمارس صناعة القيم، وتحطم فيه مواهب الإنسان وطاقاته. ويفرض عليه المجتمع نمطاً معيناً من السلوك الاستهلاكي، وأخلاقاً معينة، من التعامل الآلي الجاف.
    وأيضا فشلت هذه الفلسفات الاجتماعية، لأنها لم تستطع أن توفق بين حاجة الفرد للحرية، وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة، فالشيوعية قد جعلت الفرد وسيلة المجتمع فأهدرت قيمته، وحريته، وحقه، وأقامت نظامها على القهر والعنف، وعلى دكتاتورية الدولة. أما الرأسمالية في الطرف الآخر، فإنها قامت على إهدار حقوق الأفراد، فهي نظام للتسلط الاقتصادي، واستغلال العمال، ثم هي تمارس ديمقراطية زائفة، تعطي الفرد حرية الانتخاب والترشيح، ولكنها لا تحرره من استعباد الرأسمالي له، الذي يمكنه أن يوجهه لأن يصوت لجهة ما بالتصريح أو بالتلميح، فيفعل ذلك، لأن الرأسمالي يملك قوته، وفي أحسن الأحوال يمكن للرأسمالي شراء صوته بوسائل عديدة، بل يمكنه أن يصنع ويزيف الرأي العام بامتلاكه للصحف، أو بمقدرته على شراء حديثها أو صمتها. فلا حرية مع النظام الرأسمالي ولا حرية مع النظام الشيوعي، الحرية موؤودة في كلا النظامين، والحرية هي طِلْبَة واحتياج إنسان اليوم، ولذلك لا مستقبل لهذين النظامين، لأنهما لا يوافيان احتياج الإنسان.


    اليسار الجديد



    ولقد شعر أذكياء الماركسيين بما يواجه النظرية، من فشل في التطبيقن ومن تحدٍ واضح لأصولها النظرية. فذهبوا مذاهب في محاولة محاولة إنقاذها فيما سمي باليسار الجديد، والذي حاول تعديل التعاليم الأساسية للفكرة الماركسية، بما يتناسب مع الواقع الديالكتيكي الجديد الذي طرحته الحياة. وفي الحق أن تعديل الفكرة الماركسية إنما بدأ منذ عهد لينين نفسه، الذي أدخل تغييرات جوهرية تمس أسس النظرية الماركسية، فهو قد طبق النظرية في دولة زراعية لم تنضج فيها الظروف الثورية، التي تضع العمال في قيادة حركة الثورة والتغيير، كما يظن كارل ماركس. فروسيا لم تُدخِل الصناعة آنذاك إلا في حيز ضيق. ولذلك إضطر لينين إلى إدخال الفلاحين والمثقفين الوطنيين في تحالف مع طبقة العمال الصغيرة، وقام بإنشاء الحزب على هذا الأساس، المخالف للنظرية في أصولها. ولمخالفات لينين للنظرية فقد فكر الماركسيون في إضافته كمُنظّر ثانٍ مع كارل ماركس فيقولون عن أعماله وأقواله "الماركسية اللينينية".
    ولعل من أبرز الانحرافات التي واجهت التطبيق الماركسي، هو اضطرار النظام الروسي نتيجة للإنخفاض المتوالي للإنتاج، وبالرغم من الرقابة البوليسية على العمال، إلى إعطاء حوافز ربح للعمال، فيما سُمي بحوافز ليبرمان، والتي دار حولها نقاش ضافٍ في جريدة البرافدا، من قِبل الاقتصاديين السوفيت، ووصفها بعضهم في هذا النقاش بأنها زحف رأسمالي على الإشتراكية، وأعلنوا معارضتها. وإنها لكذلك، فهي نكسة لحافز العمل الرأسمالي لم تجد الشيوعية منها بداً، وهي لم تجد منه مفراً لأن نظريتها إنما تقوم على قطع صلة الإنسان بالله، وإقامة المجتمع بذلك على قيمة واحدة، هي القيمة المادية، مما أفقدها القدرة على إعطاء أي حافز للإنتاج، والتضحية، فاضطرت للحافز المادي.
    وهاهو اليسار الجديد وبتحليله لظواهر المجتمع الصناعي والمجتمع الإنساني اليوم يخلص إلى نتائج مغايرة، لكثير من نتائج كارل ماركس. فيقرر مفكروه ومنهم هربرت ماركوس أن الأداة الثورية، التي اعتمد عليها كارل ماركسن اعتماداً أساسياً، في تحليله لظاهرة الطبقات، واعتمد عليها في القيام بالثورة، وهذه الأداة ــ وهي طبقة العمال ــ قد مسخت وصارت أداة سلبية، وذلك لامتصاص النظام الرأسمالي لثوريتها، باعترافه بتنظيمات العمال، وبرفع أجورهم، وتهيئة فرص المعيشة الحسنة لهم وفرص الاستمتاع بمباهج الحضارة، سواء بسواء مع الآخرين ثم بملاقاة النظام الرأسمالي للاشتراكية، في منتصف الطريق، وتطبيقه لبعض مظاهرها. وبنهاية ثورية العمال، سددت ضربة قاضية ومميتة للنظرية الماركسية. أكثر من ذلك فإن نظام "الأوتوميشن" وهو النظام الذي تدار به المصانع في جميع عملياتها، بدون تدخل من أحد، وذلك بواسطة العقول الإليكترونية. هذا النظام الذي بدأ ينتشر سيؤدي إلى نهاية الطبقة العاملة، والتي تعاني اليوم من جراء تقدم الآلة من إنحسار كبير، في عددها، لأن الآلات الحديثة كل يوم جديد تكون أقل احتياجاً للعامل وهي قد تحتاج للفنيين المدربين أكثر. وهؤلاء يشكلون طبقة جديدة، سماها اليساريون الجدد طبقة "التكنوقراطيين" والمديرين المسئولين عن عمليات الانتاج جميعها. وبهذا التطور العلمي، فقد واجهت الماركسية تحدياً سافراً، لا يمتص الأداة الثورية فقط، وإنما يسعى لإعدامها. وفكر اليساريون الجدد في طبقة أخرى للقيام بالثورة، فاقترحوا الطلاب، لإيقاظ الطبقة العاملة، ورأوا إعطاء المزيد من الاعتبار لكينونة، وحرية الفرد، لأن الديكتاتورية والقهر مرفوضة تماماً من إنسان اليوم. وفي اتجاه اليسار الجديد انساق الماركسيون الذين تمردوا على أسس جوهرية في النظرية الماركسية، وتبنوا نظام تعدد الأحزاب، والوصول للسلطة عن الطريق البرلماني ومنهم الحزب الشيوعي الفرنسي، والحزب الشيوعي الإيطالي وأحزاب شيوعية أخرى. وكان على رأس ذلك في فرنسا جورج مارشيه وقبله بوقت قصير كان غارودي. كل هذا التخبط والتردد يقرر بوضوح نهاية التجربة الماركسية وتصدعها في جميع الجبهات.


    الكتلة الثالثة
    "الاشتراكية والديمقراطية معاً"



    وأمام هذا الموقف الذي استعرضناه للعالم، موقفه الاجتماعي، وموقفه الفكري، فإنا نرشح الإسلام ليكون الكتلة الثالثة، التي تستطيع أن تصفي الصراع المذهبي في العالم لمصلحتها، وفتعيد توحيد العالم، بتلقيح الحضارة الغربية الحاضرة، وبعث الروح في هيكلها، المادي العملاق ولقد كان ذلك ممكناً في ماضي أسلافنا، في الجزيرة العربية، وهو ممكن اليوم، فقد ظهروا بالإسلام في منطقة مجدبة، ومتخلفة، فأشعلوا به الثورة في نفوسهم، وبرزوا به بين الحضارة الفارسية ــ الشرقية ــ والحضارة الرومانية ــ الغربية ــ كتلة ثالثة، استطاعت أن تصفي وبسرعة الكتلتين الشرقية والغربية، وتطوي تراثهما تحت جناحها. والتاريخ اليوم يعيد نفسه وإن اختلفت الصورة. فإذا انبعثت الثورة الإسلامية الثانية، بمقدرتها على حل مشاكل الإنسان، وبمقدرتها على إحراز السلام، وإحراز التوفيق بين بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة، فإنها ستبني مدنية المستقبل ــ مدنية الانسانية الشاملة ..
    ومقدرة الاسلام على التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، إنما تكمن في التوحيد، وفي أن تشريعه يقوم على شريعة عبادات، وشريعة معاملات، كلاهما مكمل للآخر. فسعادة الفرد طريقها إسعاده للآخرين. هذا التوفيق بين الفرد، والجماعة هو الذي يعطي الإسلام وحده، الفرصة في تطبيق النظام الاشتراكي الديمقراطي، والذي يمتنع تطبيقه على جميع الأنظمة، لفقدانها القدرة على هذا التوفيق بين حاجة الجماعة وحاجة الفرد.
    إننا نرشح الإسلام لبعث المدنية الجديدة المقبلة، ذلك لامتلاكه عنصر الروح، عنصر الأخلاق. هذا العنصر الذي بفقدانه جُردت الحضارة الغربية من فرصة قيادة مستقبل البشرية. ثم لأن الإسلام بوضعه الفرد في مرتبة الغاية، والمجتمع في مرتبة الوسيلةن قد أعطى منزلة الشرف للحريةن والحرية هي قضية إنسان اليوم. ثم لأن الإسلام يملك المنهاج الذي يمكن به حل مشكلة اغتراب الإنسان ويمكن تحريره من حالة القلق والاضطراب..
    فالإسلام علم نفس، وظف منهاجه لتحقيق الصحة للنفسن بتحريرها من الخوف والكبت، الموروث والمكتسب، وبإطلاقها من إسار العقد النفسية، وبوصلها بأصلها الذي منه صدرت. ولمقدرة الإسلام على تحقيق السلام، ومقدرته على تبني التراث الإنساني جميعه، وتلقيحه، وصقله وتوجيهه.. بهذه المقدرة على المواءمة والتبني الصحيح، فإن الإسلام هو صاحب المدنية المقبلة، التي تشارك فيها الإنسانية جمعاء الشرق والغرب والجنوب والشمال فهي مدنية إنسانية، الدين فيها علم وتحقيق، وهي مدنية تقيم علائق الناس على السلام والمحبة والصلة. [..]



    انتهى

                  

07-06-2003, 07:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود (Re: Yasir Elsharif)

    فووووووق
                  

07-06-2003, 10:11 PM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ ياسر،
    تحية،
    شكرا لهذا البوست،
    فراءة الأستاذ دائما مفيدة ، و تعطى الأحساس بلأمل، خاصة عند وضعها فى سياقها التاريخى.

    هنالك بعض التجارب التى أستطاعت التوفيق والنجاح الى حد لايستهان بة فى قضيتى الحريات الفردية
    ونظام للعدالة الأجتماعية (أشتراكية) . منها دول أسكندنافية ، و كندا. و رغم ماحققوة، لا يخفى على أحد أن نظامهم لا يخلو من (مشكلات) .
    هذة الدول لم تنجز ما أنجزتة لأن منطلقاتها (أسلامية) أو ميتافيزيقية من أصلة .
    فالحرية و أحتكام العقل قادت مثل هذة الدول الى أن تنجز ماتنجز.

    فلماذا أفتراض ان الأنطلاق من الدين شرطا لتحقيق (الأشتراكية و الديمقراطية). و لماذا أفتراض أن الأنطلاق من الدين (الأسلامى) تحديدا شرطا لتحقيق (الأشتراكية و الديمقراطية)
    هل يمكن تحقيق (الأشتراكية و الديمقراطية) وفقا لمناهج بحث علمية فى كل مجال على حدة، قد يشترك فى تطويرها و تنفيذها مسلمين ، ووثنيين ويهود وبوذيين و....ملاحدة؟


    فاذا ما أفترضنا أن الأنسان يحتاج الى أشباع حاجتة الروحية بالايمان (بالدين)
    هل يكون هنا أى دين يجد فية الأنسان الخلاص و التوازن الروحى، أم لابد وأن يكون الأسلام تحديدأ.

    وشكرا أستاذ ياسر لما تاتى بة موضوعات تحفز على التفكير.
                  

07-07-2003, 09:03 AM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود (Re: Roada)

    الأخت الكريمة Roada

    شكرا لك على المداخلة القيمة. وحقيقة الأمر أن سؤالك عن جدوى ضرورة ربط تحقيق الإشتراكية والديمقراطية بالأديم الديني، سؤال مشروع، وفي مكانه تماما. وتقديمك للتجربة الإسكندنافية، والكندية، في محاولة الجمع بين الإشتراكية، والديمقراطية، كدليل عملي، على أن ذلك الربط ممكن، بغير الوقوع في إشكاليات الدين، وإشكاليات الدولة الدينية، استشهاد موفق. وسؤالك: ((هل يمكن تحقيق (الأشتراكية و الديمقراطية) وفقا لمناهج بحث علمية فى كل مجال على حدة، قد يشترك فى تطويرها و تنفيذها مسلمين ، ووثنيين ويهود وبوذيين و....ملاحدة؟)) سؤال مشروع، بل ومهم جدا، ولا يمكن القفز عليه، دون مقاربته بإيضاحات شافية. وأحب أن أطمئنك، أن الطرح الجمهوري، لا ينكر إسهامات الغير، وإنما يبني عليها. ليس المهم اللافتة التي يتحقق تحتها الإنجاز الإنساني، وإنما المهم، الإنجاز الإنساني نفسه. والفكرة الجمهورية، كما أفهمها، ليست في مجملها سوى إشارة إلى المعاني الإنسانية الرفيعة، الواقعة وراء، أسوار العقيدة الضيقة، التي تهتم، أكثر ما تهتم، بالشكل، وبالطقس، وتهمل المعنى الإنساني. وفي كتابات الأستاذ محمود الكثير مما يشير إلى هذا البعد الإنساني الرحيب.
    يتجه العالم، اليوم، وجهة روحية. وهذا أمر تدل عليه الكثير من الكتابات، التي تذخر بها سوح الأكاديميا، وبالأخص في الفضاء الغربي. فحركة لاهوت التحرر، وبعض تيارات ما بعد الحداثة، وتيارات ما يسمي بـ ((روحانية العصر الجديد)) New Age Spirituality، كلها تشير إلى ضيق النسق الحداثوي، وهو ما أصطلح على تسميته في الأكاديميا الغربية: The Modernist Paradigm عن الإجابة على الأسئلة الكبرى، واستيعاب طاقات الإنسان المعاصر. فإنسان اليوم، قد وضع قدمه على الأرض، التي تأكد له فيها، عمليا، أن الخبز، ليس بديلا عن الحرية، وإنما هو مجرد طريق إليها. وهذا ما أشارت إليه عبارة السيد المسيح القائلة: ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)). فالإشتراكية، والديمقراطية المجتمعتان في جهاز حكومي واحد، ليستا غاية في ذاتهما، وإنما هما مجرد وسيلة إلى الحرية. بل هما، إنما يمثلان أول عتبة، وأهم عتبة في سلم الحرية. ولأمر ما، فإن الإحصائيات تقول، أن أعلى معدل لحالات الإكتئاب، الإنتحار، في العالم، إنما توجد في الدول الإسكندنافية، رغم وجود النظام الإجتماعي الرحيم، الذي يكفل رفاها معقولا للجميع. فمشكلة الإنسان الحقيقية هي الإغتراب. وقد علاج ذلك الوجوديون، في رواياتهم، وكتاباتهم، منذ حقبة الستينات في القرن الماضي. غير أن الإنسان المقهور، والجائع، كما هو الحال، في الدول الفقيرة، ليس في أفقه سوى تحقيق الأمن من غوائل السلطة، وغوائل الجوع، والعري، والمرض. ولكنه حين يحقق الأمن من هذا النوع من منقصات العيش، على النهج الحداثوي، الغربي، فإنه سوف يدخل قدمه، لا محالة، في حذاء الإغتراب. وسوف يعرف أن وراء أفق ملء المعدة، وإحراز السكن، وتأمين العيش المريح، أفق آخر، ومشاكل أخرى، لا تقل عواصة.
    فالحاجة للدين اليوم، أكبر منها في أي وقت مضى. ولكن أي دين؟ وهنا تجيء أهمية تساؤلاتك. فتدين ما قبل الحداثة، لا يفي بمتطلبات ما بعد الحداثة. لا بد للمتدينين أن يخرجوا بمفهوم الدين، من ضيق العقيدة، إلى رحاب الروحانية الفسيحة. ولقد تفطن الصوفية إلى ذلك منذ وقت طويل. وأبيات الشيخ محي الدين بن عربي، التي وضعها الأخ اسر كشعار له، في ذيل كل (بوستاته) تمثل الإتجاه المطلوب اليوم. وهي الأبيات التي تقول:

    لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
    لقـد صـار قلبي قابلا كل صـورة فمرعى لغـزلان وديرا لرهـبـان
    وبيتا لأوثـان وكعـبة طـائف وألواح تـوراة ومـصـحـف قـرآن
    أدين بدين الحـب أنى توجهـت ركائـبه فالحـب ديني وإيمـاني

    والإسلام في سبحاته العليا، هو دين الحب المستوعب للآخر، والمعترف بالإختلاف. لابد للبشرية أن تتحلق حول المعاني الإنسانية الكبيرة. ومن هذا، ألا ينكر أحد على أحد عقيدته، أو طقوسه. يجب الكف عن الإعتقاد بأن من ليس معنا فهو حتما هالك. أعني يجب الكف عن التحدث بإسم الرب، وإصدار فرمانات، وصكوك إرسال الأفراد، إلى الجنة، أو إلى النار. ((إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين)).. ((إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من أمن بالله، واليوم الآخر، وعمل صالحا، فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون)). هذ هىهي المعاني التي تؤخذ من وراء مجالي الشريعة، والعقيدة. وهذه هي المفاهيم التي سعى الأستاذ محمود لترسيخها.
    يقول جون نسبت، عن روحانية العهد الجديد:

    In turbulent times, in times of great change, people head for the two extremes: fundamentalism and personal, spiritual experience...With no membership lists or even a coherent philosophy or dogma, it is difficult to define or measure the unorganized New Age movement. But in every major U.S. and European city, thousands who seek insight and personal growth cluster around a metaphysical bookstore, a spiritual teacher, or an education center

    خلاصة القول، وباختصار شديد. المجتمع الإشتراكي الديمقراطي المقبل، هو مجتمع كوكبي، يلتقي على القيم الإنسانية الرفيعة. ثم هو لابد أن يكون مجتمع روحاني، ولا أقول ديني، بالمعني المؤسسي للدين. ودعنا نقول مجتمع روحاني، يجمع بين أقصى حالات التحضر المادي، الممكنة، وأقصى حالات التمتع بالوجدان الصوفي، والقيم الإنسانية الرفيعة. والتصوف بمعنى كلمة Mysticism ليس قصرا على الإسلام، بمعناه التاريخاني. وإنما هو موجود في المسيحية، واليهودية، وفي الديانات الشرقية الكثيرة. وهذا البعد، في كل دين، على إختلاف الأديان، هو البعد الإنساني، الذي سوف تتوافي عليه إنسانية الأزمنة المقبلة. وكتابات مثل كتابات هادي علوي، وسيد القمني، تعين في هذه الوجهة.

    أما في فضائنا العربسلامي، فإن النقلة لابد أن تستصحب تراثنا، وموروثنا. فالناس لا يقفزون قفزا. ولذلك لابد من استخدام المصطلح الإسلامي، والقصص الإسلامي Narratives، وهو قصص توراتي أيضا. باختصار يجب استصحاب كل مكونات العقل الإسلامي، و العقل، العربسلامي، على وجه الخصوص، لإحداث النقلة إلى فضاءات الإنسانية الرحيبة. وهذا أمر يفوت على كثير من العلمانيين العربسلاميين. وأخير، فإن الأستاذ محمود دعا إلى فكرة الدستور الإنساني، المأخوذ من وراء أسوار العقيدة. ولذلك فأرجو ألا يظن المتخوفون من الدولة الدينية، أن فكر الأستاذ محمود يستهدف دولة دينية بالمعنى التاريخي، للدولة الدينية. أرجو أن يكون في هذه المساهمة، بعض جلاء لما أشكل حول هذا الأمر. وهو أمر كبير، وخطير، ولا تفي في شأنه المقارابات المختصرة.
                  

07-07-2003, 08:55 PM

Roada


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتلة الثالثة.. الثورة الإسلامية الثانية.. الأستاذ محمود (Re: Dr.Elnour Hamad)

    شكرا ياأستاذ النور على هذة المداخلة المفيدة،
    و الحق أن هذا موضوع يهمنا الحوار حولة، و شكرا للأستاذ ياسر على البوست
    و أتمنى المزيد من المداخلات.
    فى الموضوع.
    فووق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de