الخرطوم عاصمة للثقافةالعربية للعام 2005 م
بسم الله الرحمن الرحيم برنامج احتفالي تنظمه اليونيسكو بالتعاون مع الأمانة المختصة بالشئون الثقافية في جامعة الدول العربية ووزارات الإعلام والثقافة في كل من الدول العربية أما في السودان فهناك أمانة خاصة تم تشكيلها لهذا الأمر مؤخرا ـ أمينها العام الأخ/ محمد محي الدين الجميعابي ـ والذي بادر مشكورا بإبداء الرغبة في لقائي أثناء زيارته دبي للأمر نفسه بواسطة بعض الأصدقاء وهو رجل في سني تقلب في مناصب سياسية مختلفة ـ من بينها منصب ( محافظ أم درمان ) ـ إلتقيته قبل ساعتين من الآن في مطعم النادي الإيراني ـ وأدهشني أولا بعدم تمييزه بين شارع الشنقيطي وشارع كرري وأنه لم تتح له فرصة لمعرفة علاقتي بأم درمان التي كان محافظا لها ـ على كل بدأ الحوار وانتهى غير أنني أحسست بعده براحة كبيرة لما قمت به على طريقتي المفضلة في طعن الفيل شخصيا ـ وليس الظل . فالأمانة العامة التي يرأسها ، شكلت على ذات النسق المتبع في تشكيل الأمانات هناك عادة كالمصنفات والصحافة والمطبوعات ولجان الاحتفالات أما الفكرة في حد ذاتها ـ فكرة التاج المتنقل على رؤوس العواصم العربية موسميا ـ فهي كما تبدو مناسبة مع سمات الدول العربية ( متشابهة الثقافات والأحلام ) ـ المتفاخرة بعواصمها والتي تطمح كل عاصمة منها أن تنال شرف هذا اللقب ـ ( عاصمة الثقافة العربية ) بل أن تحتوي تحت إبطها عمادة الأدب العربي والغناء العربي والسينما العربية والفقه مع الرقص الشرقي والسياحة والتجارة والقيادة إلى الهزائم العربية إن مجرد فكرة عاصمة عربية موسميا للثقافة ـ في تقديري ـ فكرة مفصلة على تلك القياسات لا أتوقع أن تتناسب وقياسات الثقافة السودانية العميقة الواسعة المتنوعة المختلفة كثيرا عن هذا النمط ـ كما أنها غير مقبولة في القرارة العربية أن تكون الخرطوم عاصمة لثقافتها للحظة واحدة ـ كما نستشف ونلاحظ ونسمع ونرى ونقرأ ونستقرئ ـ وهذه هي الحقيقة مهما بلغت لمسات التزويق والتأنيق في عبارات الدبلوماسية وخطابات المجاملات الرسمية ومراسم الاستقبال والتوديع والبروتوكولات والبرستيج . غير مقبولة في قرارة كل فرد وجماعة واتحاد ودولة عربية عربية . وبنفس القدر فهي كذلك لدى الكثيرين من ذوي الوعي الثقافي السوداني ـ ليست موضوعية . حتى إذا افترضنا لثقافة قطر واحد أن يحتفى بها في جغرافيا مركزية القرار السياسي في دولتها الواحدة ـ فهذا في حد ذاته مصادمة مباشرة لمفاهيم الثقافة ـ ناهيك من أن يحتفى بثقافة أمة بأكملها و لو للحظة واحدة في عاصمة واحدة ـ حتى ولو كان القصد من التظاهرة ( إرضاء الغرور ) وإنفاق أموال في هذا المنعطف العربي الحرج ـ على الاحتفالية غير المبررة ـ لغاية انصرافية نفهم من يقف وراءها الآن بالذات . ما نريد توضيحه هنا يا أيها اليونيسكو ويا جامعة الإخوة العرب ويا أمانة الاحتفالات هذه ـ أنه لا بد من تصحيح المفاهيم وتسمية الحقائق بمسمياتها الحقيقية ـ فالخرطوم ليست عاصمة للثقافة العربية و لن تكون ولا تريد ـ برغم أنها برعت فيها ضمن براعاتها الأخرى ـ ثم إن الثقافة ( بكل معانيها الإنسانية ) تنتج وتتداول في كل شبر من المليون ميل على أنها ثقافة أمة سودانية موازية لثقافات الأمم عمقا واتساعا ـ قائمة بذاتها لا خارجة من معطف ثقافةأمة ماـ وأضيف بأن الأمة السودانية هذه ـ ( حسب ما تعج به تعريفاتها والأخبار عنها في كافة أمهات مراجع الثقافة العربية ـ وما قيل عن قبائل أمة السودان في هذه المراجع ) أضيف بأنها لا تزال تتأذى من آثار تلك الجاهلية في نتاج الثقافة العربية المعاصرة أيضاـ من خلال الكتب ( خريف الغضب ) مثلا ومقالات صحفية لا تحصى وبرامج تلفزيونية وأعمال سينمائية ومسلسلات وغيره ـ ومن يستغرب هذا فليذهب إلى مواقع المكتبات العربية الإلكترونية ويستدعي من خلال ارتباط ( إبحث ) ما ورد عن كلمة السودان ـ أو إفريقيا أو زغاوة أو بجة أو نوبة مثلا ولينظر إلى النتائج أو فليشاهد من يتم اختيارهم للأدوار الوضيعة في السينما والمسلسل العربي ـ ألوانهم وأزياءهم ولهجاتهم ـ أو فليبحث عن أثر لموسيقانا وغنائنا وجماليات عاميتنا في الوجدان العربي ـ أو فليراجع إرشيف الصحافة اللبنانية إبان ثورة أكتوبر 1964 م إذا لم يكن قد شاهد داوود حسين في رمضان الماضي أو أتيح له معايشة تلك الشعوب زمانا ـ من لم يستوعب ما نرمي إليه هنا ـ يمكنه أن يسترجع الذاكرة ليومين سابقين فقط ـ وبقارن بين أصداء وفاة الموسوعة العلامة السوداني الراحل ـ عبدالله الطيب رحمه الله ـ في الفضائيات والإعلام العربي وبين وفاة أية راقصة عربية ـ هذا بحساب إيذاء الإحساس فقط ـ أما بحساب الإضرار فابتداء من قسمةالماء وانتهاء بكشوف المساعدات في المحن إذا ما قورنت بتراحم تلك الدول فيما بينها ـ والشواهد كثيرة دامغة ـ لا تكافوء فيها بين حصص الدعم والهبات والمنح وتمويل المشروعات والطرق والجسور والمدن والمكتبات و بحساب الفتنة نجد أن خدعة عروبة السودان ( ذات الأبعاد القومية العربية المنهزمة ) هي أس البلاء والسبب المباشر في تعميق جرح الهوية ـ قد انعكست آثارها على تماسكنا الداخلي وعوقت حركة التماهي الطبيعي بين قبائل هذه الرقعة النيلية العريقة بسبب تلك المفاهيم الجاهلية المنتنة التي أربكت انتماءنا الطبيعي إلى طبيعة هذا الوطن المتفردة و بددت حلم القومية السودانية الواحدة ـ أيها الأفندية العرب ـ شكرا لكم ـ وأهلا بكم إذا كان الغرض من التظاهرة الثقافية عندنا في الخرطوم لقاءا للثقافات في ندية واعية بإنسانية الثقافة . و إلا فلتسمى الحقائق بأسمائها ـ ونقر بأن هذا المهرجان ليس سوى محفل ( ماسوني ) جديد باسم البرامج الإقليمية الثقافية ليلتقي فيه أفراد شبكته من الدبلوماسيين والأعيان العرب وبعض الطيبين الغافلين من كبار الموظفين وأهل الشعر والأدب والفنون .. أو هكذا قرأت الوقائع . (عدل بواسطة عبدالقادر الكتيابي on 06-24-2003, 00:37 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]