الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2003, 03:18 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم (Re: النسر)

    الوطن ينتظر عودتك
    * أخى محمود ،
    اذن ، هكذا نكف قليلا عن عبث الغربة ونخترع لأنفسنا لقاء ما . وها أنت منذ رسالتك الجديدة ( لماذا تسميها رسالة أولى ؟ ) تقترح بذكائك الذى أعرفه قاعة للعبة وكأنك لا تعرف أخاك فى عناده ( برج الثور ) وشهوته الفادحة للعب بال قواعد !
    " نحن مطالبان بألا نشوه صورة نمطية أعدتها لنا المخيلة العامة "
    هكذا تقول فى رسالتك ، هديتك الرائعة لى في يوم ميلادى المروع . لا بأس عليك يا أخى الحبيب فهناك من هم أقدر منا على تشويه " صورتنا النمطية هذه " . أما نحن فما علينا إلا أن نرمم " المخيلة العامة " المخيلة الطيبة المدفعة الهالكة شوقاً إلى موت أليف فى زمن الضجيج والوحشة والنعيب . وماذا بشأن مخيلتنا نحن . مخيلة جيل برمته ، حاصروها منذ طولتها الأولى بكأس أمرىء القيس الذهبية وأبهة بنى أمية ، وسيجوها بمطالع المتنبى المدهشة وصهيل الخيل وصليل السيوف منذ داحس والغبراء مروراً بالقادسية حتى " حرب تشرين المجيدة " ؟ ماذا عن ذاكرتنا المحرومة من غضب الصعاليك ونقاء الغفارى ولوعة ابن زريق البغدادى ؟ لقد جروا إلى قلوبنا انابيب نفطهم ومائهم هم ، وتركونا نتخبط بحثاً عن رأس النبع حيث ماؤنا نحن … فما الذى كان وما هو الكائن وما الذي سيكون بعد إذ صعقوا مخيلة طفولتنا عام 1984 وصعقوا مخيلة فتوتنا عام 1956 وصعقوا مخيلة شبابنا عام 1967 وقايضونا عين جالوت بكامب ديفيد ، والحبل على الاعناق .
    خانوا ذاكرتنا ، بملوكهم ورؤسائهم وحكوماتهم ومؤسساتهم . خانوا ذاكرتنا شعباً وجيلاً وشعراء وأباحوا لأنفسهم انقصافنا مثل قصبة هشة أمام عاصفة الوكالة اليهودية والكومنولث وجامعة انتونى ايدن العربية (؟) .
    لا بأس عليك ، لا بأس على علينا أن نرمم الذاكرة .
    مد إلى يدك النحيلة عبر المتوسط . لا تكترث بحاملا الطائرات والطرادات الصاروخية فهي منهمكة بلحم طفلة عربية من ليبيا آمنت بأن رأس الدوتشي موسليني لا تصلح قمراً للصحراء .
    مد إلى يدك فى غفلة من انبياء الكذب وشهود الزور . وتعال نأخذ نصيبنا من دهشة العيد الول للقصيدة البكر يوم كانت زيارتك الأولى للرامة . كان ذلك بالامس القريب ، منذ ربع قرن فحسب . هل تذكر كيف استولينا على مضافة ابي العليا وحولناها بلا استئذان الى منتدى ثقافى لثلة من الشبان المدججين بدواوين على محمود طه ومحمود حسن اسماعيل وابى القاسم الشابي وكتابات جبران النبوية؟ هل تذكر ذلك الشاب الذي حاصرنا وأمطرنا بوابل من قصائده حتى ضقنا ذرعاً فتهامسنا " اللهم اجعل هذه الليلة خيراً … فهذا الفتى قد تأبط شعراً (!) ما كان النوم متاحاً الا فى الساعة متأخرة من الليل او في اختها المبكرة من النهار … وآنذاك شددت اللحاف الى ما تحت أنفك مودعاً : ( بخاطرك ) !
    " بخاطرك " لماذا أتوقف عند هذه الكلمة ؟ آه صحيح لأنك لم تقلها لى حين أرهقتك ليلة ما في موسكو فشددت مصر الى ما تحت أنفك . لقد أحزني رحيلك اكثر مما أغضبنى . كان فى رحيلك قسط من الانانية بقدر ما كان مماثل من الانانية فى سخطى عليك. والغريب فى الامر ان كتيبة بأكملها من الكتاب والصحفيين والشعراء والقراء رأت في ( حادث الطرق ) هذا منطقاً تاريخياً لتجديد امجاد القيسة واليمنية حتى انهم اقسموا بلا رهة هدب ان قصيدة ( اليك هناك حيث تموت ) موجهة اليك رغم انها نشرت قبل رحيلك بعامين . هكذا كان . بيد أن قصيدتنا المشتركة فى الرامة ودير الاسد وحيفا وحبنا المشترك وسجننا المشترك ونضالنا المشترك وجريدتنا المشتركة وذاكرتنا المشتركة ، هذا العالم الزاخر بالفرح الدامي ، الجياش بغبطة التحدي وكبرياء الالم ، كان رأس النبع الذى اكتشفناه وها نحن نعود اليه .
    قلت ( الرامة ) وقلت ( دير الاسد ). وتحضر على الفور تلك البداية السحيقة اللصيقة ( لعملنا المشترك ) فى أعقاب زيارتك لى في الرامة اهديتنى قصيدة . كان عنوانها ( عروس جبل حيدر ). وكان مطلعها :
    فى حضن حيد ترقد حيث الجمال مغرد
    وبالطبع كان على أن أرد على النار بالمثل . وهكذا اهديتك قصيدة معارضة. كان عنوانها ( بلبل دير الأسد ) . وكان مطلعها :
    قلبى يثور ويزيد وعلى الحنين يعربد
    مهلا . انتظر راجع المطلعين معي . ألا تلاحظ شيئا، بل تلاحظ بالتأكيد من خلال هذين البيتين اننا بداياتنا كنا مكرسين للتماثل والتناقض في آن . التماثل فى الوجدان والتناقض في شكل التعبير عن هذه الوجدان .
    تأمل مفرداتك : حضن ، ترقد ، مغرد .
    وتأمل مفرداتى : يثور يزيد ، يعربد .
    ياه . أتعلم يا محمود ؟ قد يعثر النقاد فى هذين المطلبين على المفتاح الحقيقى لمداخل تجربتنا – تجربتنا. من جهتى ، يبدو لي الآن أن مناخك الشعرى كان صافيا منذ البداية ، وان مناخى الشعرى كان غائماً منذ البداية .
    قد يكون الامر كذلك وقد لا يكون . الا أننى مقدم على البوح لك هنا بسر رافق خطوتنا الاولى قبل ثلاثين عاماً كنت طالباً فى مدرسة الناصرة الثانوية . والى جانب ممارسات سرية شتي كنت أمارس كتابة القصائد البذيئة الصاخبة هجاء لمعلم او تجريحا لزميل او غزلا فى طالبة . وكان الطلاب يتناولون هاتيك القصائد مع ساندوتشات العطلة الصباحية، متلمظين بعدها بما طاب لهم مدحاً أو قدحاً . فى تلك المرحلة اكتشفت بايرون وشيللي عبر المنهاج الدراسى . وخيل الي آنذاك ان بايرون اقرب الى قلبي من صديقة وزميلة . وذات درس من دروس الادب الانجليزى علمنا المعلم أن والد بايرون كان ضابطاً متقاعداً من الجيش برتبة كابتن . فجأة انفجر طالب يدعى سعيد الصح ضاحكاً . دهشنا لجرأة زميلنا علماً بأن استاذ الانجليزية كان رجلا صارماً عصبيا حاد المزاج ، وتفادياً لعاصفة الغضب سارع اخونا سعيد لتبرير موقفه : ( يا استاذ ، والد سميح القاسم هو الآخر ضابط متقاعد من الجيش برتبة كابتن ) . ضحك الطلاب وغفر المعلم . اما انا فلم اضحك ولم اكتشف ضرورة للغفران بل تعاملت مع هذه المسألة ليس باعتبارها لفت انتباه الى مصادفة طريفة او لسعة من زميل يشكك فى مستقبلى الشعرى ، بل باعتبارها نوعاً من التقمص التاريخى الناجز وفق ارادة إلهية …
    وحين تعارفنا فيما بعد يا عزيزى محمود ، همست لذاتى وفي ذاتي : ( آها … لا بد ان هذا الشاعر هو زميلى وصديقى هو زميلى وصديقى بيرسى بيشن شيللى !! ) والآن ، في هذا الوقت بالذات ، وبعد ظاهرة الثائية التي أشرت اليها فى رسالتك ، سأكون مموهاً اذا انا زعمت الفكاك من ( ثنائية ) شيللى وبايرون .
    يا عزيزى بيرسي بيش درويش .
    من حقك أن ( تلعب خارج ساحة الدار ) ومن حقك ان تعود ، ون حقى ان العب فى ساحة الدار ومن حقي انا الآخر ان اعود . ومن حقنا ان نختار قبورنا . لكن تعال نراقب كلمة ( الحق ) هذه . ماذا عنت فى الماضي ؟ ما هو اليوم ؟ وهل تختزن هذه اللفظة الرشيقة والمهيبة فى آن . مضموناً مجرداً فرداً شاملاً وخالدا؟ لا ارى ذلك والا لكان على ان اعلق نفسى على اقرب شجرة . ولنتأمل معاً الفاظاً ومصطلحات رائجة اخرى : السلام … العدالة الاجتماعية … الأمن … الوحدة الوطنية … حق تقرير المصير وهلمجرا . وعليه قس ! ستجد من يفسر حق تقرير المصير على الحق فى اختيار هذا النظام أو ذاك وتكريسه لا بادتنا السياسية والتاريخية ، حتى الجسدية . وحين تسأل امراءة لماذا تزنى تجيبك على الفور أنا حرة ! وإذا سألأت سمساراً لماذا تخون وطنك فسيرد على الفور : أنا حر ! واكثر من ذلك فستجد من يجابهك بصفاقة مرعبة : هه ، تتحدث عن الحرية وتدعو للحق وها انت تنتقص من حريتى وتصادر على حقي !
    كلمات يا عزيزى . كلمات. كلمات وألف رحمة على هملت وعلى شكسبير وعلى آله وصحبه أجمعين !
    اخيراً لا تسألنى اين قبرك . مادام المهد قضية معلقة فسيظل القبر سؤالاً محرجاً يتيم الاجابة .
    الامر المؤكد الوحيد هو ان حواجز الشرطة المحيطة بمطار اللد لن تقوى على احتجاز قلب الوطن الذي ينتظر عودتك ساعة بساعة ودهراً بدهر …

    اخوك سميح القاسم
    ( حيفا – 22 / 6/1986 )
                  

العنوان الكاتب Date
الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر06-10-03, 09:05 PM
  Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم طلال القاضي06-14-03, 06:21 PM
    Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم almohndis06-14-03, 07:43 PM
  Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم zumrawi06-14-03, 06:32 PM
    Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم bunbun06-14-03, 08:02 PM
  Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم zumrawi06-14-03, 08:07 PM
    Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر06-21-03, 12:09 PM
      Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم bunbun06-21-03, 08:19 PM
  Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم obay_uk06-21-03, 08:40 PM
    Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر06-21-03, 09:13 PM
  Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر08-18-03, 01:53 PM
    Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر08-18-03, 01:58 PM
      Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم ابو يسرا08-18-03, 02:19 PM
        Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر08-18-03, 02:27 PM
          Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر08-18-03, 03:18 PM
            Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم النسر08-18-03, 03:26 PM
              Re: الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم ابو يسرا09-19-03, 12:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de