أدغال الخرطوم والمآسي الخفية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 02:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2003, 05:01 PM

BousH
<aBousH
تاريخ التسجيل: 04-19-2002
مجموع المشاركات: 1884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أدغال الخرطوم والمآسي الخفية


    أدغال الخرطوم والمآسي الخفية

    الخرطوم عاصمة لبلدٍ مليء بالصراعات والمتمردين والعصابات الحاكمة والمواقف المتباينة والآراء المعارضة ... المسافة بين أهل النعمة والنقمة ومن يريدون العدل المطلق والتحيز للفقراء وأهل البادية الذين هاجروا الى المدن واستسلموا لفتنة المظهر ، مأساتها ونسائها ولمفاجآت الحشود في الأسواق والأزقة والأضرحة وبين السرد الناقل للحوارات والمناقشات والتعليقات وتمايز الشخوص وتعدد لأصوات المتكلمين مكونات والخلفيات العرقية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع والخطب الرنانة عن القيم والأخلاقيات الموروثة والمستعارة من سجلات المستفيدين من السلطة والثروة والأيدلوجيات المعاصرة التي تثقل كاهل الفرد وتسحقه تحت وطأتها .
    وعلى رغم أن الأمر لا تشير الى الهزيمة الكبرى التي اقترنت بتلك أو هؤلاء ، فإن مناخ النضال يوحي بأن الحق سوف ينتصر ، حيث أنها توقظ في النفس أسئلة إنتقادية وترغمها على العودة الى التساؤلات الجذرية المتصلة بالميراث التاريخي وبالعقل وعلاقة الفرد بالجماعة بعيداً عن المواقف الفكرية ومفاهيم الدونية والتعالي العرقي التي تسبب الحرج للكثيرين ، حيث الاحساس بالتضاؤل الآدمي والعجز عن الإدراك والاختناق بتلك الآراء الجاهزة التي تحاصره وتلغي ذاته رغم حيوية المدن ونسائها الجميلات وصعاليكها وعماراتها الشامخة وعرباتها الفارهة ولياليها الساهرة ومفارقاتها الحزينة ….انتظاراً ليومٍ تأتي … ليقولوا بوضوح وعلانية ما كان يضمرونه .. لأنه كان من المستحيل على الشخص أن يقول مفصحاً رأيه في ما يحصل في ظل نظام يترأس هرمه ديكتاتور ويحكم من خلال حزب واحد وأجهزة استخبارات منتشرة في كل مكان ووسط شعب موزع بين الخضوع للديماغوجية والإيمان بالزعيم القائد الملهم الذي يبث الخوف والرعب ويقول أن أي كلمة أو نظرة ستحسب وتورد صاحبه الى موارد الهلاك ، لذلك ضحوا بمادتهم وظلوا يشرحون بيانهم السياسي لكل مار وقادم في الطرقات والجلسات ليفضح من الاستبداديين والجبابرة في شكل مشاهد تمثيلية أو قصاصات الصحف والرسوم الكاريكاتورية لتكون حدثاً درامياً تجسد المعاناة وقادرة على إظهار الخوف والبؤس اللذين طاولا شرائح المجتمع السوداني كافة .
    نرى أن قاضياً يعيش في حالة ارتباك وهو يستعد لدخول قصر العدل لمحاكمة مجموعة أتهم أفرادها بالتمرد أو كتبوا شيئاً أو جهروا بالحقيقة المرة … فما هو الحكم الذي يتعين عليه إصداره في هذه القضية .. أنه لرعبه يوجه السؤال أولاً الى المتحري ساعياً وراء جواب ثم الى النيابة … غير أن الجواب الذي يأتي به كل واحد منهم يزيد من ارتباكه وقلقه وفي النهاية سيحكم أولئك المارقين .. لان الكل يعرف أنهم (مذنبون ) وهكذا يهرب الأستاذ وزوجته خوفاً من أن يكون ابنهم مخبراً ويتذكران خلال ذلك .. هل اقترفا أي إساءة تجاهه.. ؟ هل تلفظا بأي كلمة أمامه ..؟ وهكذا نجد العاملون بمختبر الفيزياء من العلماء يفقدون الشجاعة ، أن يتلفظوا في ما بينهم بأي اسم أجنبي وفي المستشفى لدينا جراح يعرض أمام معاونيه أخلاقيات المهنة التي تحتم العناية لكل محتاج من دون تمحيص في أهله وفصله وجهة قدومه و سكنه وفيما هو يتكلم وهم يحيطون به في جولته يمر أمام مريض مشوه آت من معسكر من بيوت الاشباه ، فيتجاوزه متحولاً بفظاظة الى السرير الثاني .. وفي المسجد إمام يخطب الناس بمضامين الزمان دون ذكر الجرائم التي يرتكبها الجبابرة والتحلل الاجتماعي والظلم والاستبداد …
    وعندما يجلس المرء في ركن من الأركان السياسية بالنشاط جامعة الخرطوم ويتمعن في استماع أحاديث المتصارعين حول السلطة والثروة ،يكتشف جلياً جرائم الأحزاب وألاعيبهم السياسية وتورطهم في الجرائم الوطنية كل في عهد حكمه وتشاهد كذلك أشكال وصور المستفيدين من السلطة والثروة من خلال وجوههم النضرة ولبسهم الراقي ومأكولاتهم المعلبة ومشروباتهم الصحية وعرباتهم الفارهة ذات اللوحات الحكومية وديباجات الاستيراد وخطبهم الساخرة في المنابر ورؤيتهم لخريطة السودان وكراهيتهم للأوساخ البشرية المحيطة بهم والمزعجة في بعض الاحيان وأناشيدهم العائلية ذات الطابع القبلي والتميز العرقي والجهوي ( هاك من دار …الخ) وعندما تجلس مع المهمشين الحيارى يمكنك التعرف على أسمائهم المستعارة وعواصم ولاياتهم مع التحفظ في ذكر أسمائهم الحقيقة وأسماء قراهم ومدنهم وبواديهم التي يقطنون فيها ظناً منهم أن ذكر الأجداد بأسمائهم القديمة والمناطق بخريطتها المجهولة المهمشة عيبٌ من عيوب العصر …..
    وعندما تدخل المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية تجد وجوه العائلات المالكة لسلطة السودان وثروتها من خلال أسمائهم وجهة قدومهم وحارات سكنهم وأسماء أجدادهم المشتركة .. أما في مباني الوزارات الخاصة للمهمشين وأهل الدونية ، تجد السودان كلها ،، أما إذا شاء القدر ومرت بك الناقلات العامة من أمدرمان نحو الخرطوم عبر النيل الأبيض تمر بالمستشفى العسكري وتشاهد مجموعات من مقطوعي الأطراف ، يخال للمشاهد أن هذه المباني خاصة بمحاكم العدالة الناجزة إن لم ينظر الى اللوحات الإرشادية وذلك لكثرة مقطوعي الأرجل والأيدي من خلاف وهؤلاء هم بقايا من الشباب الذين إلتحقوا بالقوات المسلحة خدمة للوطن وصوناً لعرضه وحماية لكرامته بتجرد وإخلاص ثم وجدوا أنفسهم بأنهم هم الذين ينتهكون عرض الوطن ثم فكروا العصيان ولكنهم تذكروا أن مخالفة الأوامر ليست من سمات الجندية وقانونه الإعدام أو السجن الحربي ، فقرروا الذهاب الى الجنوب والشرق والغرب لينتهكوا الأعراض ويسفكوا الدماء ويحرقوا الأخضر واليابس والقرى الآمنة ويقتلوا الأبرياء ويشردوا النساء والأطفال والكهول والشيوخ وينهبوا ممتلكاتهم وأموالهم إقتداءً بمفهوم الجندية التي أسسها نابليون وأقرها الجبابرة ثم وجدوا أنفسهم يموتون جوعاً في الخنادق أو محصورين في الأدغال أو مجروحين بلا إسعاف أو وجدوا أجسادهم تحت بناية بلا سقف في المستشفيات القريبة او في صحارى قاحلة لا ظل ولا ماء من مسارح العمليات ثم ماتوا قبل أن يسألوا قادتهم سبب الإهمال أو جاءتهم ليلة القدر بطائرةً من الخرطوم لتحملهم جواً الى أمدرمان ليشاهدوا المستحيل من الهدوء النسبي للشارع السوداني بعيداً عن التدوين والخنادق المكتظة بالحشرات الضارة وأصوات الدانات وقذف الطائرات وأوامر القادة وأكل عصيدة الذرة ثم سيقوا الى اخصائي العظام والأمراض النفسية بعد دفع رسوم العيادات الخارجية من رواتبهم ليطبق فيهم أخيراً قوانين الشريعة بمفهوم الانقاذ بسبب جرائمهم الوحشية التي ارتكبوها ضد الأبرياء من بني جلدتهم خدمة للجبابرة ، أما القادة من أبناء الساسة الذين التحقوا بالكلية الحربية قبل تخرج الآخرين بقليل الأيام ثم دخلوا القادة والأركان ليدرسوا نظرياتها نيلاً للأوسمة ، فشلوا أخيراً في ميادين الوغى عندما حملتهم طائرة النفرة الكبرى ولكنهم يتم علاجهم بالخارج أو المستشفيات الخاصة ثم تجند لهم كتائب وألوية من المهمشين الحيارى وبعضهم يجلسون بالقيادة العامة لمتابعة العمليات بجهاز التحكم عن بعد ( ريموت كنترول ) ليترقى الى نقيب ورائد ومقدم وعقيد وعميد ..الخ بمكتبه يستبدل عناصر الغذاء الخاصة للجيش من البروتينات والسكريات والبقوليات واللحوم الى جوالات من ذرة القضارف والبليلة لبناء بيت فاخرٍ من عرق أهل الخنادق ويشتري منها سيارة فارهة ليجوب في المتنزهات والحدائق الوارفة ومعارض الأثاث والملابس الجاهزة ….

    أما قوات الشرطة وبلدوزر وشيويل والسكن العشوائي وموسم الخريف والشتاء …وضباط الشرطة وبنات الحارة والمسكرات ….. والقضاء والنيابة والرشوة وقوانينهم الجائرة ضد الأفراد والجماعات بغرب السودان …. وشرطة الجوازات والبطاقات وعراقيلهم والواسطة … والأمن والاستخبارات والاعتقال والتعذيب …والخطوط الجوية السودانية والحجز بأسماء مستعارة وتأجيل الرحلات وإهانة المسافرين …. وأبناء الفقراء وبصات تاتا وإشارة ود البشير والدفار والتجنيد الإجباري …. والطائرات الحربية وحرق القرى الآمنة وقتل الأبرياء ….ومؤسسات الدولة وعنصرية التوظيف …. والعصابات الحاكمة والمشاريع القومية والاختلاس ….. وسكان الشوارع وشحادي الأزقة … والتجارة المحتكرة والإعفاء الجمركي لأهل السلطة والسادة الكبار ….والضرائب الباهظة والخدمات المتدنية والزكاة بلا نصاب ومدن بلا كهرباء ومدارس بلا معلمين ومستشفيات بلا أطباء ….. والإنقاذ الغربي وعصابة اللواء الحسيني وسكر الغرابة …..ومنظمة الشهيد وطبقات الشهداء … وعلي عثمان والجاز ونفط السودان …وكاشا وثروة السودان الحيوانية ووليد بن طلال ودارفور الناقة الحلوبة والمهمشين الحيارى … وقبيلة الزغاوة ونبوغهم العلمي وأفكارهم التجارية وجسارة ثوار دارفور وجسارتهم وتضحياتهم وحسد الإنقاذ وحسرته على جيشه (الجراد) كما يسميه ثوار دارفور .. وغيرهم لنا كثير يقال ولكن بعد فاصلٍ قصير مع العيون الباكية والأناس الجائعة والقرى المحروقة والفاشر السلطان والطائرات الجاثمة وجسارة الثوار فأبقوا معنا لمتابعة الفلم بعد تلك المناظر....... ونواصل العرض

    ------------
    ديناري

                  

العنوان الكاتب Date
أدغال الخرطوم والمآسي الخفية BousH06-01-03, 05:01 PM
  Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية فتحي البحيري06-01-03, 05:13 PM
    Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية ombadda06-01-03, 05:37 PM
      Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية فتحي البحيري06-01-03, 06:12 PM
    Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية فتحي البحيري06-02-03, 08:39 PM
      Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية BousH06-05-03, 09:02 AM
  Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية Alsawi06-05-03, 10:26 AM
    Re: أدغال الخرطوم والمآسي الخفية شدو06-05-03, 10:54 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de