شكسبير في الحب - كتاب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2003, 12:21 PM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شكسبير في الحب - كتاب

    تأليف: ميكائيل كيريغان
    الناشر: بنغوين بوكس ـ لندن 2003
    الصفحات: 150 صفحة من القطع الصغير
    ميكائيل كيريغان هو أحد النقاد الأدبيين المختصين بشكسبير في انجتلرا. وفي هذا الكتاب الجديد يركز الناقد الانجليزي همّه على دراسة موضوع واحد ألا وهو: موضوع الحب لدى شكسبير. وهو يجمع في كتابه هذا كل المقاطع التي تتعرض للحب من قريب أو بعيد في أعمال شكسبير، أو بالأحرى في مسرحياته بالدرجة الأولى. ثم يضيف إليها في آخر الكتاب كل القصائد الشعرية «السونيتة» التي كتبها شكسبير، والتي تعتبر من روائع الشعر العالمي. وهو يتحدث فيها أيضاً عن الحب بشكل أساسي. وبالتالي فمن يريد أن يتعرف على نظرة شكسبير للحب أو رأيه فيه ما عليه إلا أن يقرأ هذا الكتاب الممتع والخفيف الظل إذا جاز التعبير.
    وفي المقدمة العامة التي تصدرت الكتاب يرى المؤلف (أو بالأحرى الجامع) أن شكسبير هو أكبر شاعر للحب في كل العصور والأزمان! فقد تحدث في أعماله عن كل أشكال الحب ولواعجه، وعبّر عن الغيرة القاتلة للعشاق المغرمين بشكل إنساني رائع. كما وعرف كيف يعبر عن الحب الرومانطيقي قبل أن تظهر الرومانطيقية كحركة أدبية بزمن طويل. ولكنه عبّر أيضاً في بعض الأماكن عن الحب الحسّي الشهواني: في «روميو وجولييت» يرد هذا المقطع:
    سخائي، كالبحر، لا حدود له
    وحبي مثله عميق،
    كلما أكثرت من العطاء لكِ،
    كلما أخذت، ذلك أن كلا منهما لا نهائي..
    ونلاحظ أن المؤلف استخلص مقاطع الحب من مسرحيات مهمة كالتالية: روميو وجولييت، تاجر البندقية، يوليوس قيصر، هاملت، عطيل، هنري الرابع، ريتشارد الثالث، كوميديا الأخطاء، انطونيو وكليوباترا، حلم ليلة صيف... الخ.
    في «روميو وجولييت» نلاحظ أن الحبيبة تشعر بقمة السعادة من جهة بسبب حب روميو لها، ولكنها في الوقت ذاته تخشى عواقب هذا الحب. فالحب القوي جداً لا يمكن أن يمر بسلام. وهنا يكشف شكسبير عن عبقريته في سبر أغوار الروح البشرية. فالواقع أن الحب العظيم خطر، ويُدفع ثمنه غالياً. أي الموت. وهذا ما كانت تخشاه جولييت وتتوقعه في الوقت ذاته. تقول مثلاً لروميو: «على الرغم من أنكَ فرحتي وهنائي، ولكني لا أشعر بالفرح أثناء لقائنا الليلي. حبنا جنون فوق العادة، حبنا طائش، مباغت يشبه الصاعقة».
    وفي مسرحية «نبيلان من فيرونا» نجد «فالنتينو» يشتكي ويتوجع من الحب. ذلك أن الحب يقصم الظهر ويجعل القوي ضعيفاً والعزيز ذليلاً. يقول مخاطباً صديقه بروتيوس: «آه يا بروتيوس! حياتي كلها تغيرت منذ ذلك الوقت. لقد تعذبت كثيراً لاني ازدريت الحب وقد عاقبني بكل هيبته الآمرة فانقطعت عني شهوة الاكل، ورحت أتأوه آهات التوبة، واذرف الدموع كل الليالي وكل النهارات وانا اتمزق حرقة ولوعة، نعم، لكي ينتقم الحب من ازدرائي له راح ينتقم مني ويطرد النوم من عيني المستعبدتين جاعلاً منهما ممرضتين لقلبي.
    آه يا صديقي بروتيوس، يا صديقي اللطيف! الحب هو أمر ناهٍ هو سيد مطاع وقد اذلني الى درجة انني اعترف بأنه لا يوجد عذاب على وجه الارض اكبر من عذابه، ولا فرحة اكبر من فرحته وعطائه! ومنذ اليوم فصاعداً لا حديث بيننا إلا عن الحب! بعد اليوم يكفيني من اجل الفطور، والغداء والعشاء، والنوم كلمة واحدة فقط: الحب!
    من يكتب هذا الكلام يعرف معنى الحب والتجربة الحارقة للحب فشكسبير لا ينطق شخصيات مسرحياته إلا بالتجارب التي عاناها وعاشها من قبل، هذا شيء مفروغ منه، فهل الحب هو حرب بين الجنسين كما قال احدهم؟ وماذا عندما تكون عاشقاً ولهاناً تهرب منك الحبيبة ثم عندما تيأس منها وتدير ظهرك تعود اليك؟ ولكن هناك شخص ثالث يتدخل بين المحب والمحبوبة، شخص مهم جداً وخطير جداً هو: الواشي او الحسود او العاذل. وكثيرا ما تحدث عنه شعراؤنا العرب وهذا الشخص قد ينجح في زرع بذور الفرقة بين المحبين، وبالتالي فإنه يدمر اجمل عاطفة على وجه الارض: الحب، وهذا الشخص التافه والأناني موجود ايضا في مسرحيات شكسبير.
    واما فيما يخص «السونيتات» او القصائد الشعرية الخالصة التي كتبها شكسبير فهي تعبر عن مشاعر الحب بشكل مرعب ورائع في ذات الوقت، وهي تبلغ 154 قطعة وتعتبر من عيون الشعر العالمي لنستمع الآن الى السونيتة رقم 116: «لا ينبغي ان تكون هناك اي معارضة لزواج الارواح الحقيقية، الحب ليس حباً اذا ما تغير مع المتغيرات، أو الذي يميل الى الرحيل مع ذلك الراحل».
    لا، ابداً! انه اشارة دائما ثابتة، تحدق في الاعصار ولا تتزعزع ابداً انه بالنسبة لكل زورق مسافر، النجمة، التي لا تعرف قوتها اذا ما قيس علوها.
    الحب ليس مجنون الزمن، على الرغم من ان الشفاه والخدود في حقل منجله اوشكت على السقوط انه لا يتغير في ساعة او اسبوع وانما يتواصل حتى نهاية نهايات الزمن.
    اذا كان هذا خطأ وبرأيي مبرهن عليه، فإن ذلك يعني اني لم اكتب في حياتي حرفاً واحداً، ولا شخص «أحب».
    كيف يمكن تفسير هذه القصيدة الرائعة التي لا تستطيع الترجمة ان ترتفع الى مستواها مهما حاولنا والبعض يقول بأن الشعر لا يترجم لانه روح اللغة وشخصيتها، وروح لغة ما لا تتجلى إلا من خلال هذه اللغة بالذات، ومن خلال حروفها، واصواتها وكلماتها، وتراكيبها، ولكن مع ذلك فإننا مضطرون لترجمة الشعر، وهناك في جميع اللغات العالمية ترجمات شعرية، الشيء الذي يعجبنا في هذه القصيدة هو طابعها السري الغامض الذي يخلع عليها جمالاً محبَّباً. انها قصيدة غامضة وواضحة في ذات الوقت. انها قصيدة مليئة بالحزن والفرح، بالسلب والإيجاب. ولكني اعتقد ان الايجاب ينتصر في النهاية على ضده. فالشاعر يؤكد ان الحب شيء ايجابي، وينتصر على كل شيء. انه قادر على ان ينتصر حتى على الزمن.
    ومعلوم ان كل المشاعر والعواطف تبهت او تتلاشى بمرور الزمن، بمرور الأيام والسنوات. ولكن وحده الحب يبقى إلى نهايات الزمن، الحب ثابت، لايتغير ولا يموت. ونلاحظ ان صور شكسبير او مجازاته التشبيهية واللغوية نادرة ومدهشة في هذه القصيدة.
    فهو يتحدث عن «زواج الارواح الحقيقية» التي لا يمكن ان يعارضها شيء. فالحب ليس جسدياً فقط، وإنما هو روحاني، وعندما تلتقي بالمرأة التي يمكن ان تحبها بشغف وهيام لاتكاد تصدق وتكاد تعتقد بأنها خلقت لك وحدك..
    وهذا البيت لشكسبير يذكرني، ولو من بعيد، بثلاثة أبيات لشاعر عربي قديم نسيت اسمه. ولكن أبياته لاتزال عالقة في الذهن منذ سنوات عتيقة أو سحيقة.. تقول الأبيات: أعانقها والنفس بعد مشوقة إليها وهل بعد العناق تدان
    وألثم فاها كي تموت صبابتي
    فيشتد ما ألقى من الهيمان
    كأن فؤادي ليس يروي غليله سوى ان يرى الروحين تمتزجان
    وإذن فهناك زواج للارواح بقدر ما هناك زواج للاجساد. هناك امتزاج وانصهار. وهو أقوى أنواع الحب..
    ثم لنلاحظ هذه الصورة الرائعة: الحب هو اشارة او ايماءة أو علامة لايزعزعها حتى الإعصار! ما أقوى الحب اذن! قلنا بأنه أقوى من الموت، والآن نقول بأنه أقوى من العاصفة أو الاعصار..
    ثم نصل الى تلك الصورة الرائعة: الحب هو نجمة بالنسبة للزورق المسافر، والزورق بحاجة الى ضوء يهديه ليلاً وهو يشق عباب الماء، ماء النهر أو البحر، سيان.
    وهذه النجمة يمكن ان نقيس علوها، ولكن من المستحيل ان نقيس درجة سطوعها. ونجمة الحب دائما ساطعة، متوهجة. ولكن وجهها مقدس، ولايستطيع أحد ان يقترب منه، انه يعلو على كل المقاييس.
    ثم هذه العبارة الرائعة: الحب ليس مجنون الزمن، وكان يمكن ان يقول العكس: الحب هو مجنون الزمن، الحب جنون، الحب والجنون صنوان، ولكن الحب ليس مجنوناً بالزمن ولايخاف الزمن لأنه أقوى من الزمن، الزمن ينتهي ولا ينتهي الحب، الزمن قادر على ان يقهر كل شيء ما عدا الحب.
    وأخيراً نصل الى هذه الصورة النادرة والمدهشة فعلاً. فهو يشبه الشفاه والخدود ـ اي شفاه المحبين وخدودهم ـ بحقل من الحنطة والمنجل يوشك ان يحصد السنابل! فماذا تعني هذه الصورة الغريبة؟ وهل الخدود سنابل؟ وهل الشفاه سنابل؟ وماذا يعني ان تحصد بالمناجل؟ اسئلة عديدة يمكن ان نطرحها على هذا المقطع الشعري القوي جداً والغامض.
    ولكن هل ينبغي ان نفسر كل الشعر حتى نعجب به ونتذوقه؟ أليس الغموض الواضح او الوضوح الغامض ضروري احياناً لجمال الشعر وعمقه؟ وأخيرا نستمع الى هذه «السونيتة» الشكسبيرية الرائعة (رقم 9: «منك كنت غائباً في الربيع، عندما كان نيسان الفخور الملون، المزين بكل زخارفه وحلاه، ينفخ في كل شيء روح الشباب، الى درجة ان زحل الثقيل كان يستمتع.
    ولكن لا تغاريد العصافير، ولا الرائحة الناعمة للازهار المتنوعة الاريج والألوان، بقادرة على ان تجعلني اقول قصة صيف، او قطاف الحضن الرائع الذي تنبت فيه.
    لم استطع الاستمتاع بالألق الأبيض للزنابق، ولا ان أعجب باللون القرمزي العميق للورود، فهي لم تكن الا نا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de