|
الشدة بعد الفرج
|
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ من القواعد المهمة التي نتعلمها من القرآن الكريم : أن قمة الشدة هي بداية الفرج ، فحين صُد الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن البيت يوم الحديبية , وعقد المشركون معه صلحاً ضيقوا فيه على الرسول - صلى الله عليه وسلم – وعلى المؤمنين فيما يظنون , واشترطوا لأنفسهم من المَيْزات ما لم يشترطوه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين معه .. حين حدث ذلك , وكانت هذه الشدة ما أنزل الله - تعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في طريق عودته إلى المدينة؟ نزل الوحي بقوله - تعالى إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لتعلم الأمة - جميعاً - أن الفرج يأتي دائماً من حيث تكمن الشدة. وفي سورة الأحزاب يحكي الله - جل وعلا - مقالة المؤمنين الصادقين فيقول: وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيما. وفي موضع آخر يبين الله - تعالى - أن قمة الشدة هي بداية الفرج فيقول - جل وعلا - حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجيَ مَن نَّشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجرِمِينَ , ويقول - جل وعلا- أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخلُوا الجنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَذِينَ خلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.
|
|
|
|
|
|
|
|
|