|
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال (Re: adil amin)
|
عــودة إلى عنــاوين مقــالات الــرأي مصر والسودان عبد اللطيف المناوي
في عام 1985 كانت أول زيارة لي إلى السودان. كانت الانتفاضة في أسبوعها الثالث تقريباً، وكان كل سوداني يسير مزهواً وكأنه يريد أن يؤكد أنه كان جزءاً من تلك الانتفاضة التي تظل جزءاً مضيئاً في تاريخ السودان مهما كانت السلبيات المصاحبة أو التالية لها. في تلك الزيارة وضعت يدي للمرة الأولى على سلبيات وحساسيات العلاقة المصرية ـ السودانية، وأذكر وقتها لقاء جمعني والدكتور محمد بشير حامد، الأستاذ في الجامعة الأميركية ووزير الاعلام السوداني في تلك الفترة، ورغم التفتح الواضح في طروحات وأفكار الدكتور بشير حامد إلا أننا عندما وصلنا في نقاشنا إلى العلاقات المصرية ـ السودانية، احتد الوزير وقال ما خلاصته «اننا في السودان نعرف لاعبي كرة القدم المصريين بالاسم وفرقهم، نعرف مطربيكم وفنانيكم، فما بالك بالسياسيين والمفكرين، بينما أنتم في مصر تخطئون حتى في أسماء الوزراء والسياسيين والفنانين السودانيين في وسائل اعلامكم». أصاب وزير الاعلام السوداني الأسبق الذي لم يبق في منصبه سوى حوالي العام، ولا أعرف أين هو الآن، فقد وضع يده على نقطة مهمة من سلبيات العلاقة المصرية ـ السودانية. المرة الثانية التي زرت فيها السودان كانت بعد 24 ساعة من انقلاب 1989. وجوه السودانيين في تلك الفترة كانت تعبيراتها مختلفة. كان الانهاك والارتباك وعدم اليقين في القادم هي السمة السائدة في تلك الفترة. التقيت خلال هذه الزيارة معظم قادة الانقلاب وعلى رأسهم الفريق ـ وقتها ـ عمر البشير. وعندما عدت إلى القاهرة والتقيت بعدها مسؤولاً مصرياً عندما علم أنني عدت لتوي من الخرطوم سألني مفاخراً دون أن ينتظر اجابة.. «هل رأيت كيف هم ـ أي قادة الانقلاب ـ مصريون «قوي»؟!». ولم تمر سوى أسابيع قليلة ليكتشف الجميع أنهم كانوا أبعد ما يكونون عن الارتباط بمصر. الموقفان أظهرا لي ـ مع استمرار متابعتي للشأن السوداني ـ أن مصر لم تتمكن طيلة عقود ممتدة منذ استقلال السودان من أن توجد لنفسها امتداداً حقيقياً ومؤثراً داخل الشارع السوداني السياسي وقواه السياسية المختلفة، وأن التعامل أو التعاطي مع المسألة السودانية ظل قاصراً على مؤسسات بعينها ولم يتجاوز ذلك، ولم يرق الاهتمام بالعلاقة المصرية ـ السودانية إلى مناطق أخرى مهمة تتجاوز الجانب «المؤسساتي» إلى المسائل الشعبية والحزبية والاعلامية والسياسية. أظن أن الادراك الآن يأتي مختلفاً بعد فترات صعبة شهدتها العلاقة المصرية ـ السودانية، فقد بات الادراك الآن بأهمية بناء هذه العلاقة على أسس جديدة، وبأن كلا البلدين عمق استراتيجي للآخر في مواجهة القادم المجهول. ولعل الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك إلى السودان الأسبوع الماضي ـ وهي الأولى منذ ما يقرب من 15 عاماً ـ هي المؤشر لذلك الادراك الجديد. [email protected]
عــودة إلى عنــاوين مقــالات الــرأي
All Rights Reserved © كل الحقوق محفوظة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | adil amin | 05-02-03, 06:32 PM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | awadnasa | 05-02-03, 06:41 PM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | Munir | 05-02-03, 11:02 PM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | الكيك | 05-03-03, 09:26 AM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | adil amin | 05-03-03, 06:05 PM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | Shinteer | 05-03-03, 06:10 PM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | الكيك | 05-04-03, 04:31 AM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | الكيك | 05-04-03, 07:50 AM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | adil amin | 05-06-03, 10:14 AM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | الكيك | 05-06-03, 10:55 AM |
Re: مشاريع التكامل ومن اريج نسمات الشمال | adil amin | 05-07-03, 09:32 AM |
|
|
|