ياسر مبيوع في ورطة
ياسر مبيوع في ورطة إبراهيم علي إبراهيم " لا غافلني وهادن فني غافل المدن الما عرفتني " حميد في المهاجر التي لفتنا طويلا يصير الغناء الأصيل كثيرا من السلوى والدفء، ويظل الحبل السري الذي يربطنا بنداوة الوطن وألقه والفته، ويفتح الكيثر من النوافذ التي أغلقت بفعل رياح الوحشة. وكثير الجرح يغري بالتناسي... كذا يفتح الغناء الجميل الذاكرة عن اخرها، ويجدد الأشجان يجمعها ويفتتها ونصير أسرى له... على كثرة ما قدم الفنانون من غناء رائع بقدر ما جففت الساحة الفنية في عقد (الجبهة) الأخير، بعد أن طال الفن والفنانين قدر من الإجحاف والظلم والجحود... فقل العطاء، ولم يعودوا ينتجون... ولم نعد نسمع إلى أصوات جديدة منذ سنوات طويلة. إستمعت قبل فترة- مصادفة – لشريط كاسيت. فسألت عن هذا الصوت فقالوا لي: - ياسر مبيوع فقد سمعت عنه كثيرا ولكنني لم استمع إليه، وبعد أن إستمعت إليه ثانية...أيقنت أنه صوت متميز ومقتدر أقولها بكل مسئولية أنني لم استمع منذ أوان قصي لصوت يملك هذه المقدرات الباهرة، وهذا القدر من التطريب والجمال، هذا صوت يقارع في قوته ومساحته وتنوعه، أقوى واروع الأصوات التي ظهرت في ساحة الغناء السوداني على الاطلاق. وهذه الملكات الكبيرة التي يتمتع بها ياسر مبيوع تفرض عليه مسئوليات كبيرة، وأحسب أنه لو قرر الاحتراف والتفرغ للفن، ستلقى على كاهله مسئوليات أكبر، فالساحة الفنية الان تعج بالكثير من الغناء الذي لا يستطيع أن ينافس أعمال الفنانين الكبار.. و لقد جاء بعد الجيل الثالث من الفنانين... رهط من الأصوات الجميلة ولكنها عجزت عن مواصلة المسير. فهم يملكون المقدرات ولكنهم عجزوا عن تطويرها وصقلها بالمعرفة والثقافة الفنية الموسيقية. وهذه المقدرات التي يمتلكها ياسر تفرض عليه أن يقدم أعمالا في مستواها، وأن لا يكون عرضة للوقوع في مصيدة ما يقدم في أيامنا (الغبراء) هذه. والفنان الحقيقي في غنى عن شهرة تفقده ترسيخ أقدامه، فالفنان الحقيقي ليس في حاجة لشهادة من أحد. في أواخر الثمانينات زرت الفنان الكبير محمد وردي مع بعض الزملاء في منزله بالكلاكلة، فوجدناه ينتظرنا في الشارع بجلبابه الأزرق وهو منزعج لتأخرنا عن الموعد المضروب فقلت له: - إذا كان إنت ساكن في اخر الدنيا!! فرد علي قائلا: - إنت فاكر محمد وردي ده فرقه شنو من الاخرين وقايل أعماله الجميلة دي من فراغ...أنا هنا عشان أقرا واشتغل!!! قلت له: - بتقرأ شنو؟ - كل شيء من السياسة والأدب وحتى الفلسفة والتاريخ والفن، اقرأ كل شيء اضاف وردي قائلا: - أنا كنت ساكن في نمرة اثيين... ولكن اكتشفت إني وسط الزحمة ما حأقدر اتطور اخلص إلى أن الفنان صاحب رسالة ويسعى دوما لإسعاد الاخرين والارتقاء بأذواقهم...و الاسهام في تشكيل وجدانهم، وهذا يتطلب منه صيانة هذه المواهب والامكانات التي اختصه بها الخالق ويعمل ما في طاقته للإلمام بالتراث والثقافة الموسييقية، والتعامل مع الأدب والشعر فكثير من الفنانين الذين يملكون أصوات جميلة سقطوا في الطريق لأنهم لم ينجحوا في اختيار النصوص والأعمال التي يقدمونها. أقول هذا للفنان ياسر مبيوع وبكل احترام وتقدير، ونقلت رأي للأستاذ الفنان الموسيقار يوسف الموصلي والذي وافقني وقال إنه ابدى استعداده للتعاون مع ياسر وأن هناك عملا ستقدمه له في القريب. ياسر مبيوع صوت ولا كل الاصوات الجديدة وهو ثروة فنية يجب الحفاظ عليها... أقول حديثي هذا... ونحن له بالمرصاد... والرزق على الله ------------------------------------------------------------------------------------ نشر هذا الموضوع في العدد 22 بمجلة "منابر"الاصدارة الشهرية للجالية السودانية بمدينة ايوا سيتي التوم

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]