نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 03:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-19-2003, 08:49 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية

    سلام أيها الإخوة والأخوات

    إخترنا هذا العنوان العريض/القديم لتشمل كل أجزاء الحركة الإسلامية الخارجة من تحت عباءة حركة الإخوان المسلمين

    تكونت البذور الأولى للحركة الإسلامية فى السودان متزامناً مع تكوين أول خلية للشيوعيين السودانيين فى مصر عام 1944 والتى تشكلت من طلاب سودانيين فى القاهرة إنضموا للحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) وأصدرت مجلة أم درمان. و يؤكد الدكتور حسن مكى, مؤرخ الحركة الإسلامية السودانية, ذلك التاريخ ويقول إنه, وكرد فعل على ذلك, فإن وفداَ مصرياً من جماعة الإخوان المسلمين المصرى زارت البلاد حيث إنتهت الزيارة بتكوين أول لجنة للإخوان المسلمين فى السودان

    ولما كانت الحركة الوطنية السودانية متفاعلاً فى تلك الفترة مع الطموح الوطنى للتحرر فقد برز تيار فى الجماعة يسعى للإستقلالية عن إخوان مصر والتجاوب مع مناخات الحركة الوطنية السودانية, لذلك فضل البعض تسمية الحركة الوليدة ب"حركة التحرير الإسلامى" عوضاً عن إسم "الإخوان المسلمين", لكن فى إجتماع هام فى أغسطس 1953 حددت الحركة خطها السياسى والفكرى حين وصف المجتمعون أنفسهم :"بأنهم حركة تحرير وليسوا إخوان مسلمين, ومنحازون للعمال والطلاب والفلاحين", وأقر الإجتماع رسالة عن التجنيد وأخرى عن الأرض لمن يفلحها وثالثة عن تأميم مرافق الإنتاج

    لكن مؤتمر الحركة الإسلامية التى إنعقدت عام 1954 إختار إسم "الإخوان المسلمين" فى عملية أنقلابية أبعد بموجبها المجموعة السابقة "حركة التحرير الإسلامى", أغلب الظن أنها كانت من تدبير فرع الإخوان المسلمين بمصر

    بعد ثورة أكتوبر, وبالتحديد فى نوفمبر 1964, تم تغيير إسم الجماعة إلى "جبهة الميثاق الإسلامى" واختير الدكتور حسن الترابى أميناً عاماً لها. ثم تغير الإسم مرة أخرى بعد إنتفاضة أبريل 1985 إلى "الجبهة الإسلامية القومية
    "
    وبالرغم من حصول الجبهة على ثالث أعلى المقاعد فى البرلمان ومشاركتها فى الحكومة الإئتلافية برئاسة الصادق المهدى مرة واحدة إلا أنها قامت بأدوار مخربة أدت إلى تخطيطها لإنقلاب عسكرى ناجح تسلمت به السلطة فى البلاد تحت إسم "ثورة الإنقاذ الوطنى" فى 30 يونيو 1989 قاطعة الطريق لإتفاق محتمل لحل مشكلة جنوب السودان من خلال إتفاق سودانى سودانى خالص, ثم حلت نفسها بعد نجاح الإنقلاب أسوة بالأحزاب السياسية الأخرى. ونسبة لرد الفعل الشعبى للإنقلاب المصبوغ بلون الجبهة إلا أن قادتها ظلوا ينكرون صلتهم به رغم الدلائل الفاضحة لمدة 10 سنوات, وفى عام 1995 أصدر النظام الحاكم قراراً بتكوين أحزاباً سياسية تحت قانون أسماه "التوالى" إتخذ على أثره حزباً لنفسه أسماه "حزب المؤتمر الوطنى". لكن ومع بداية عام 1999 بدأ الخلاف يطفح بين الفريق البشير رئيس الدولة والدكتور الترابى رئيس البرلمان مما دفع الأخير ليكشف الأسرار ويعترف علناً بتدبيره للإنقلاب إنشق على أثره حزب الحكومة "حزب المؤتمر الوطنى" إلى جناحين حيث الجناح الآخر تحت إسم "حزب المؤتمر الشعبى" ثم أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألقى الدكتور الترابى فى المعتقل حتى اليوم

    لقد طبقت حكومة الإنقاذ برنامجاً قابضاً ومتعسفاً فى حكم البلاد عبر رؤية أحادية جرت على السودان وشعبه مرارت أليمة على المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية أبرزها تعريض وحدة البلاد للأنفصال الفعلى. وكما قادت الحركة الاسلامية البلاد الى مثل هذا الوضع الراهن المؤسف فان مصيرها هى نفسها ومستقبلها يجري وضعه موضع التساؤل، كما هو الحال بالنسبة للسودان نفسه، يكون أو لايكون

    لا أدرى كيف سيكتب الإسلاميون تاريخهم السياسى المعاصر لكن يجب عليهم, على درب الشيوعيين، ان يقوموا بمراجعة قاسية لتجربتهم ومحاكمتها، قبل ان يلقوا بمسؤولية اخفاقاتهم وتعثر مسيرتهم على الخارج، عليهم الإعتراف بفشلهم في ايجاد حل نهائي لمشكلة الجنوب وبقية المناطق المهمشة، وأن يفسحوا المجال للقوى الوطنية القادرة للمشاركة فى الحل في إطار الوحدة والتحول الديمقراطي

    لكن قبل ذلك كله عليهم الإعتذار للشعب السودانى وأن يحاولوا التصالح معه

    ودمتم
    ودالبلد
    [email protected]

    (عدل بواسطة WadalBalad on 04-19-2003, 08:53 AM)
    (عدل بواسطة WadalBalad on 04-19-2003, 08:55 AM)

                  

04-19-2003, 11:58 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الاخ العزيز ود البلد
    تحية طيبة
    الايدولجيات الثلاث"القوميين والشيوعيين والجبهة الاسلامية ثلاث وجوه لعملة واحدة لاقيمة لها فى الوقت الراهن وما هى الا الافكار النازية والفاشية تم اعادة تصنيعها وبثها فى المنطقة ونحن معتادون على اخذ افكارنا من مزابل الغرب والجبهه الاسلامية "حركة الاخوان المسلمين ضد فطرة الانسان السودانى لذلك حطت بالعمل السياسى فى السودان وهى زبد ولا مستقبل لها فى السودان على المدى البعيد وذلك لان زمن الايدولجيات وتغييب الشعوب قد ولى ورايت بنفسك كيف تهاوت الاصنام فى بغداد والتحالف المشبوه الذى جمع القوميين مع الاسلاميين لان النفاق ملة واحدة
    نحن الان فى انتظار التوقيع على الاتفاق بين الحزب الحاكم والحركة الشعبية حتى تبدأحرية السودان باسس جديدة
                  

04-19-2003, 12:07 PM

SAMIR IBRAHIM
<aSAMIR IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 01-05-2007
مجموع المشاركات: 2628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: adil amin)

    Quote: القوميين والشيوعيين والجبهة الاسلامية ثلاث وجوه لعملة


    لا حول ولا قوة الا بالله....الاسلام الحق والمجتهدين في تمثيله لا يشبهون بهؤلاء القوميين والشيوعيين
                  

04-20-2003, 06:21 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الأخ عادل أمين

    الآيديولوجيات القابضة قلما تعمر طويلاً حتى فى بلاد منشأها وهذه الآيديولوجيات الثلاث التى تتحدث عنها تختلف فى نوعيتها فالشيوعية والبعثية هى أفكار إنسانية تفرخت فى مجتمعات وتحت ظروف معينة لكنها سرعان ما إنهارت تحت ثقلها الذاتى لأنها لم تستجب للرغبات الذاتية للإنسان تجاه نوازع الدين والتملك والحرية

    بالنسبة لفكر الجبهة الإسلامية فإنها بلا شك مبنية على الدين الإسلامى كأساس ومنهج من الناحية النظرية لكنها إصطدمت بواقع المجتمع والقوى السياسية السودانية عندما حاولت الإنتقال الى محورالتطبيق الفعلى لبرنامجها الدينى أدخلتها فى صراعات مريرة بعضها غير متكافئ مما حدا بها إلى إعتماد سياسة المهادنة حيناً والتزلف أو الخداع أحياناً كأدوات لا بد منها للسباحة فى أحواض السياسة النتنة, بمرور الزمن وتصاعد وتائر الشد والجذب أكثرت الحركة الإسلامية من الإعتماد على فقه المصلحة من أجل الوصول إلى غاياتها حتى وإن كانت متعارضة مع الدين والتدين, فمداهنة النميرى مثلاً على حساب مصالح الشعب السودانى والتآمرعلى إغتيال المفكر المجتهد الأستاذ محمود محمد طه لم يكن من أجل الدين بقدر ما كان من أجل تحقيق مصالح ذاتية ضيقة ولذلك فقد نفضوا أيديهم عن النميرى بعد أن إستنفذوا أغراضهم منه

    كثيراً ما يوصف الدكتور حسن الترابى بأنه ينتهج منهج "التقية" عند الشيعة وهو مذهب يؤمن "بأن الغاية تبرر الوسيلة" وهنا تظهر إشكالية العمل فى الحركة الإسلامية بين محظورات الدين ومطلوبات الدنيا. لقد وضح هذا المنهج على أشده عند تنفيذ إنقلاب يونيو والكذ ب الصراح التى مارسته الجبهة وعلى لسان فقيهها الشيخ الترابى لمدة عشر سنوات بالرغم من أن تلك الحقيقة لا تحتاج لدليل من أجل إثباتها

    الدين ليست آيديولوجية بشرية بل منهج حياة متكامل منزل من الله سبحانه وتعالى لكنه يقترب من درجة الآيديولوجية البشرية بفعل ممارسات الإنسان وكيفية تفسيره وتناوله لتعاليم الدين فى حياته اليومية. فعندما تتحول أموال الدولة إلى مصدر نهب دائم رغم المحاذير الدينية والمراقبة الإنسانية, أم حين يكون التعذيب والسجن والفصل من العمل وقطع أرزاق الناس وسائل لإقامة الدولة الإسلامية حينها يصبح الدين آيديولوجية

    إن ما يجمع القوميين والشيوعيين والجبهة الاسلامية هى ممارساتهم وتعسفهم ضد رغبة الإنسان فى الحياة بأمن وطمأنينة وأن ينعم بحريته وحركته من أجل عمارة الأرض التى إستخلفه الله عليها

    ونواصل
                  

04-23-2003, 09:41 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الاخ العزيز ود البلد والاخ سمير
    تحية طيبة
    العبرة بالنتائج
    انظرو الى صومال سياد برى الماركسى والى سودان الترابى الاسلامى والى عراق صدام البعثى
    تم تشريد الشعب والمعارضة ونهديكم فقط مقطع من قصيدة البياتى الشاعر العراقى
    *******
    مدن بالطاعون تموت
    واخرى ضربها الزلزال
    ومجاعات وحروب فى كل مكان ودمار
    وحضارات وعصور تنهار
    لكن الطاووس بلا خجل
    يظهر عورته للناس
    ******
    والان انظرو الى هذه الانظمة الطاووسية كيف تقبح وجه النظام العالمى الجديد بينما افاق التحول الديموقراطى تكتنف كل العالم. ماذا جلبت لشعوبها غير الدمار والعار
                  

04-20-2003, 05:16 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    مستقبل الحركة الإسلامية

    بقلم: عبد الله رزق

    مع تطاول امد الحرب الاهلية في جنوب السودان، استقر في وعي بعض الاسلاميين، ان حرص الشمال على وحدة البلاد، هو الذي يدفع الجنوبيين الى رفع سقف مطالبهم لحد الانفصال وبالتالي، فان تحول الشمال الى المطالبة بالانفصال من شأنه ان يخلط الاوراق، ويجرد الجنوبيين ، من اهم وسائل الضغط على الشمال أو ابتزازه في بعض الروايات، كما ان انطلاق دعوة شمالية للانفصال، يمكن ان تكون حافزاً لاصطفاف جنوبي خلف الوحدة يكون ترياقاً لتيار الانفصال الجنوبي، الاعلى صوتاً في الساحة السياسية غير ان الدعوة الانفصالية التي تبناها بعض الاسلاميين، لم تفلح حتى الآن، إلا في وضع الحكومة وحزبها الحاكم، وفي مواقع الدفاع، كابرز نتائج تلك الدعوة

    اذ ان توقيت المطالبة بانفصال الشمال، بينما مفاوضات السلام في مشاكوس، قد قطعت شوطاً بعيداً، عزز التكهنات القائلة بوجود تيار داخل الحكم رافض للسلام، ويجدد في تسارع وتائر العملية السلمية نحو نهاياتها المحتومة، مايهدد مصالحه، وقد نجح التيار الانفصالي عبر مطالبته المباغته، في الانحراف بالنقاش بعيداً عن قضايا المرحلة، المتصلة بمتطلبات تعزيز السلام والتحول الديمقراطي بالتركيز علي قضايا تجاوزتها الاحداث، منذ التوقيع على اطار مشاكوس، ومن ثم الايغال بعيداً في سجال بين الاغبياء والاذكياء لم يخل من طابع غاية في الشخصانية.

    ومع ذلك فان المناورة الانفصالية يمكن ان تكون دالة على الذكاء.
    لقد حفلت صحف الانقاذ، علي عهدها الاول، بتمجيد زائد لذكاء الجبهة الاسلامية المحظورة قانوناً عامئذ ..وربما منذ ذلك الحين، تكرس الذكاء، باعتباره جزءاً من ادوات التمييز والاستعلاء السياسيين، والتمكين الشامل، ان الحاح الاسلاميين على ابراز الجانب الذكي من الاشياء لهو دلالة على ذكائهم، وعلى احتكارهم للذكاء، اكثر منه تعبيراً عن حقيقة تلك الاشياء، في ذاتها.

    فمناورة الاسلاميين بانفصال الشمال لاتتوقع عن طرح اجندة جديدة للنقاش السياسي، انما تتفادي بطريقة ذكية لا شك فيها، اعادة النظر في البرنامج السياسي للاسلاميين، ووضعه موضع التساؤل ، والمحاكمة النقدية لمايزيد عن الثلاثة عشر عاماً من الممارسة السياسية في ظله، والتي دفعت محصلتها بالاسلاميين، الى الاحباط، والى التساؤل حول جدوى وحدة البلاد، وتبني مشروع لصوملة السودان، بدلا من تفكيك المشروع الاسلاموي، بعد وضوح عدم قدرته في معالجة القضايا الرئيسية للبلاد، وبدعوى احتمال صلاحيية هذا المشروع لبعض السودان دون بعضه الآخر.
    ولان الدعوة الجديدة للانفصال لم تتضمن اجابات واضحة موضوعية حول كيفية حل مختلف مشكلات البلاد في ظل الانفصال، اي ازالة الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المؤدية للحرب، بما في ذلك تلك الانباء الساخنة التي تتواتر من دارفور، فقد تحولت بقوة الدفع العاطفي، مبارزة في ميدان الذكاء، واجندة شخصية اخرى.
    فالانفصال كتعبير آخر عن العجز لايتوقع ان يتضمن حلولاً، جادة لمشكلات مستعصية من قبيل الصراعات الدامية في دارفور أو حتى مشكلة مياه الشرب في بورتسودان، أو تلك التي يفرزها الانفصال نفسه، من قبيل تحديد ماهو الشمال، ومن هو الشمالي ،وتعيين خطوط العرض الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تفصل بين الشمال والجنوب، والعلاقة المستقبلية بينهما ...الخ.

    فرضية ان انفصال جنوب السودان، سيحل مشاكل ماتبقى من السودان، ليس ثمة مايسندها في الواقع.. فالانفصال كمحاولة للهروب الى امام لايعدو ان يكون مجرد قفزة في المجهول ليس ثمة ضمانات اكيده بان طريق الانفصال الذي يدفع نحوه بعض الاسلاميين سيتبع نفس المسار الذي اتخذه التشيك والسلوفاك. فان المثال الباكستاني الاثير لدى دعاة الانفصال الجدد، رغم مايثيره من تساؤلات حول مرجعيته الاسلامية فانه يكشف عن سلسلة لا متناهية من التناقضات الجديدة.

    اهمها الحرب الابدية بين الهند وباكستان حول كشمير، كابرز مشتقات الانفصال ثم انفصال بنغلاديش واخيراً الحلقة المفرغة من حالة عدم الاستقرار السياسي، التي حاول دون ان تكون اول دولة في التاريخ المعاصر قائمة على الرابطة الدينية الاسلامية منطقة ضغط عالٍ، فتخلص اسلاميي باكستان من بنغلاديش لم يؤد تلقائياً الى حل المشكلات القومية والاجتماعية في بلد متجانس دينياً كما ان التجانس الديني نفسه، لم يمنع بلد مثل الصومال من التفكك والتوزع بين عشائر متحاربة.
    يمكن النظر الى الدعوة الانفصالية الجديدة، كمعارضة قيد التكوين داخل السلطة للسياسات التي تتبناها السلطة الحاكمة حالياً لاجل الوصول الى السلام. وبعيداً عن الاغطية الاثنية التي تتخذها الدعوة، مبرراً لها، إلا انها تنشأ من المخاوف التي يثيرها احتمال اعادة توزيع السلطة والثروة بعد عهد من ا لتمكين الاحادي، بدخول قوى جديدة الى ساحة التنافس، بعد التوقيع على اتفاق السلام، ومن الراجح، ان الانفصاليين الجدد، الذين يتهدد السلام مصالحهم يفضلون الاستمرار في الحرب، الى ما لا نهاية عوضاً عن السلام وعن التعددية السياسية وليس ثمة ما يمنع من ان يكون الانفصال هو العنوان العريض لمجموعات مختلفة من الانقاذيين، الذين يجدون انفسهم، لسبب أو لآخر، في مواجهة التيار الرئيسي المهيمن على الحكم وبالتالي تصبح الدعوة للانفصال مقدمة لانقسام جديد في صفوف الانقاذ.

    يمر السودان بمرحلة انتقالية وكذلك الحركة الاسلامية التي قادت البلاد الى الوضع الراهن وبالتالي فان مصير الحركة الاسلامية ومستقبلها يجري وضعه موضع التساؤل، كما هو الحال بالنسبة للسودان نفسه، يكون أو لايكون، من واجب الاسلاميين ان ينهضوا بمراجعة قاسية لتجربتهم ومحاكمتها، قبل ان يلقوا بمسؤولية اخفاقاتهم وتعثر مسيرتهم على الخارج، على الاسلاميين ان يعترفوا بفشلهم في ايجاد حل نهائي لمشكلة الجنوب، حرباً أو سلماً، طوال سنوات حكمهم، وبالتالي افساح المجال امام القوى القادرة ، تقديم مثل ذلك الحل، في اطار الوحدة والتحول الديمقراطي.
                  

04-21-2003, 07:06 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    سلام أيها الإخوة

    فى ظل الإنقسام الذى تعانيه الحركة الإسلامية فى السودان تبرز جملة من القضايا والمتغيرات التى قد تمثل مداميك تعطل عودة الحركة إلى سابق عهدها من جرأة ونشاط, هذه القضايا كثيرة لكن يمكن تحديد أهمها فى الآتى

    (1) الإنقسام الحالى ما بين مؤتمر وطنى, مؤتمر شعبى, وإخوان مسلمون
    (2) تركة تجربة حكومة الإنقاذ
    (3) إنحسار الشعارات الإسلامية القابضة وبروز الحفاظ على السلطة كأولوية مطلقة وبأى ثمن
    (4) نتائج وتداعيات مفاوضات السلام السودلنية تحت السيطرة الأمريكية الكاملة
    (5) تنامى العداء العالمى لحركات الإسلام السياسى والإستراتيجية العالمية لخنقها تحت دعاوى الإرهاب

    كيف ستتمكن الحركة الإسلامية من تجاوز هذه العقبات؟ والأهم من ذلك كيف ستتخلص من إرثها وتجربة الإنقاذ على المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية؟

    ونواصل
                  

04-23-2003, 03:46 AM

omdurmani

تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 1245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    interesting ...later....
    later....
    shereef shereef
                  

04-23-2003, 04:12 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الأخ عادل أمين

    شكراً على متابعتك الكريمة, حقيقة يجب علينا الإعتراف بفشل تلك الأنظمة وكما أوضحت فى ردى السابق بأن الأفكار العقائدية المؤدلجة قلما تعيش خارج أرضها وحتى وهى هناك فقد أثبتت فشلها يتساوى فى ذلك أفكار اليمين المتطرف مثل حركات الإسلام السياسى ومنظمات اليسار الرافض مثل الشيوعية والبعثية, وعليه يبقى أن ينظر الناس دائماً غى منطقة الوسط السياسى وانظر الى العالم الديمقراطى الحر تجد أن الأحزاب الراديكالية دائماً معزولة وأن الغلبة دائما للأحزاب التى تنتهج سياسات معتدلة تلبى أشواق معظم الناخبين

    بالنسبة للحركة الإسلامية السودانية فأعتقد بأنها سوف لن تجد ذلك الفضاءات المتاحة لها فى السابق وقد تظل مخنوقة نظراً للظروف المحلية والإقليمية ثم المناخ العالمى الرافض والمحارب لنشاط حركات الإسلام السياسى, والجبهة الإسلامية بسياساتها الطائشة ورفعها لشعارات أممية أكبر من قدرتها وقدرة السودان وجدت نفسها الآن تحصد ما زرعت ويقف على رأسها أمم الإستكبار العالمى, كما ظلت توصفها دائما, بالمرصاد إلى الدرجة التى تمكنهم من فصل السودان وتمزيقها إلى دويلات كما فى التاريخ السابق إن هى أرادت ذلك

    يجب على كل من يحكم السودان أن يكون واقعياً ويتعامل عبر الحقائق الموجودة على أرض السودان من قضايا التخلف والجوع والمرض والهوية والتنوع والتنمية الإقتصادية والإجتماعية التى تجعل هذا الشعب يرتاح ولو قليلاً من آثام سياسات الماضى فالأفكار الأممية والعقائدية قد ولى زمانها ويجب الإعتراف بذلك فى عصر العولمة شئنا أم أبينا

    ونواصل
                  

04-24-2003, 07:36 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الاخ العزيز ود البلد
    تحية طيبة
    ها قد التقينا اخيرا لقاء الاوفياء
    ان الاحزاب الوافدة والافكار الوافدة ظلت زبد يطفو على الساحة السياسية السودانية ومع عجز الاحزاب التقليدية عن المواكبة سيظل الشعب السودان يشكل حزب الاغلبية الصامتة حتى يولد حزب سودانى حقيقى من صميم تراب السودان ويعبر عن السودا ن وشعب السودان الذكى
    ***************
    يجب اعادة النظر فى المؤسسة الدينية وما يعرف برجال الدين ..ان هؤلاء اللذين يصرون على اقامة دولة خلافة وهمية ويبحثون عن بطل دون تمييز وينتقلون من فشل الا اخر..من السودان الى الجزائر الى افغانستان واخيرا العراق
    ان البعث الاسلامى المعاصر يجب ان يكون فى شكل مشروع فكرى ثقافى حضارى يتعامل مع مستجدات العصر بصورة علمية وليس فى شكل ابطال من ورق"الترابى ..بن لادن وخيرا امير المؤمنين الهالك صدام حسين
    نحن نعرف ان الخليفة عمر بن الخطاب قد اقتبس تنظيم الدواوين من دولة الفرس وتنظيم الجيوش من دولة الروم...ويجب علينا نحن ان نطور وعينا ونطور المفاهيم الاسلامية فى الحكم والسياسة والاقتصادبروح العصر
                  

04-25-2003, 05:49 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الأخ عادل أمين

    والسلام عليكم, لقد أوردتم فى ردكم أعلاه الآتى "ويجب علينا نحن ان نطور وعينا ونطور المفاهيم الاسلامية فى الحكم والسياسة والاقتصادبروح العصر ", هذه العبارة هى أم المشاكل بالنسبة ليس لنا فى السودان فقط بل وعلى مستوى العالم الإسلامى, إن هذا الوضع المخجل والخزى الصراح ما هو إلا نتاج لقرون طويلة من عدم التفكير والسعى نحو الأفضل, أنظر مثلاً إلى دول جنوب شرق آسيا مثلاً وقارن أوضاعهم قبل نصف قرن مع أوضاعهم اليوم وقس نفس ذلك بالنسبة لنا فى السودان أو العالم العربى!!!! لا يوجد أى تشابه البتة

    لق إمتلكت الحركة الإسلامية فى السودان كوادر عقلية جبارة كانت يمكن أن تنفع السودان كثيراً لو ظلت بمنأى عن الصراع السياسى الحاد والتركيز على المؤامرات وخلق الفتن. إن شباب الجبهة إستفادوا من تقليد تجربة الحزب الشيوعى السودانى فى قةو بناء التنظيم وأضافوا إليه آلات إعلامية جبارة وقواعد إقتصادية وفرت لها تفوقاً نسبياً على الحزبين التقليديين وكانت على قاب قوسين أو أدنى من الفوز الصريح فى أى إنتخابات ديمقراطية قادمة لكنها "الشفقة" ومحاولة القفز بالعمود وتخطى الحواجز أضرت بهم وأقعدتهم هذه القعدة والتى أظنها ستطول مع المناخ العالمى الملغم ضد كل ما هو إسلامى

    نعم, يجب علينا أن نطور مفاهيمنا عن الدين والدنيا بطريقة تستجيب لقوانين الحياة ومنهج سنة الله فى الأرض, فالعلم هو علم الله مسخر لمن يسعى إليه وهو فى ذلك مثل كل سنن الكون

    عندما أسمع إسلامى يهتف "الإسلام لكل زمان ومكان" أو "الحل هو الإسلام" أتعجب وأتساءل" هل يعى هذا المرء ما يقوله؟ فهم ذلك هو الحل والتحدى معاً

    ونواصل

                  

04-26-2003, 03:19 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)


    الأخ العزيز عادل أمين

    لقد أصبت االتفكير الأيديولوجي المتعسف في مقتل حين قلت "العبرة بالنتائج انظرو الى صومال سياد برى الماركسى والى سودان الترابى الاسلامى والى عراق صدام البعثىتم تشريد الشعب والمعارضة"

    وفي سياق هذا الفشل كنت أتمنى أن يذكر الفكر الجمهوري والحركة الجمهورية في الإسهام في مواجهة هذه الأطروحات من خلال تكريس المنابر الحرة ومبدأ "الحرية لنا ولسوانا" والذي ادرك المهووسوون بكافة قبائلهم أن هذا المبدأ وممارسته بالصورة التي فعلها الجمهوريون هي التي ستصفيهم فكريا. فما كان منهم إلا أن صفوا الأستاذ محمود جسدياًً ظناً منهم بأن هذا سيصفي "الفكرة" الجمهورية، ومادروا أن الفكرة، أي فكرة، تنموا باستشهاد صاحبها من أجلها، ومن أجل الإنسان، من حيث هو إنسان. وذلك لأن مثل ذلك الإستشهاد هو أكبر دليل على صدقية التفكير لدى المفكرين. فقد خصب موقف الاستاذ محمود وإستشهاده، في 18 يناير 1985، النضال من أجل الحرية إذ أدت تداعياته إلى إسقاط نظام مايو كما تعلمون، حين توحدت القوى الحديثةفي ذلك اليوم وأزمعت البدء في تنفيذ العصيان المدني، الذي أدي في نهاية المطاف إلى سقوط نظام نميري. ومازالت تداعيات ذلك اليوم تتعاظم. ومن هذه التداعيات ما يعلمه الناس، وما لا يعلمونه، ولكنهم لابد عالمون في القريب العاجل، بإذنالله.

    في تقديري، أن أي مناقشة تقوم بتحليل الحركة الإسلاموية دون الإشارة إلى المواجهة الفكرية الفاعلة الوحيدة التي وجدتها، ولا تنفك تجدها -من الجمهوريين- لهو تحليل ناقص. أرجو منك ومن الأخ ود البلد، وجميع المشاركين في هذا الخيط إفادتنا برأيكم حول هذه الملاحظة. وإني لأرجو أن يكون التركيز على مناقشة إنتهاكات حقوق الإنسان من جهة في ظل الأنظمة المهووسة المتعسفة، علمانية كانت أو متدثرة بالدين، وتفدية الأستاذ محمود للشعب السوداني بنفسه، مما عجل بإنتهاء عهد تزييف قوانين الشريعة وانتهاكات حقوق الإنسان بإسمها. وأني لأرجو أن لا يظن المستنيرون من أمثالكم، بأن الجمهوريين وفكرتهم قد ذهبوا أدراج الرياح كنتيجة للقمع الغاشم الذي مارسه المهووسون. نحن قادمون من حيث لا يحتسب المهووسون!!!

    ولكم مني جميعاً كل التقدير والاحترام

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 03:25 AM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 03:32 AM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 03:44 AM)

                  

04-26-2003, 08:46 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    الأخ الكريم دكتور حيدر

    كلا, فالفكر الجمهورى باق ما بقى السودان وكلما يمر يوم فهو يوم ناقص فى أساليب القمع الغاشم الذى يدل على إفلاس المنطق ولجاجة الحجة وكلما تشرق شمس جديد تتفتح فيه أزاهير المحبة والوعى المستنير, ولذلك فإن عهد الفكرة الجمهورية ودور الإخوة الجمهوريين قادم لا محالة, ومهما حاول المهووسون وتهامس المرجفون فأن الحق أبلج والحجة بائنة والعقل والمنطق سيسودا منبر الحكمة وساحة الرأى.

    كنا طلاباً فى جامعة الخرطوم وجاء عبدالجبار المبارك (المتخصص فى الفكر الجمهورى!!! أين هذا الرجل بالمناسبة؟؟) يلف المنطق ويدور حول نفسه, بعد فتح باب الأسئلة وجدت فرصة وسألته: طالما أن باب الإجتهاد مفتوح إلى يوم الدين هل يمكننا إعتبار الأستاذ محمود محمد طه مجتهداً؟؟ فأربد الرجل وأزبد وتساءل كيف يمكن لطالب جامعى أن يسأل مثل ذلك السؤال؟ ناسياً أن منابر النقاش الجامعى, مثلها مثل قاعات المحاضرات ومعامل البحوث, ما هى ساحات مرادفة للمعرفة والتثقيف ثم نفى نقياً قاطعاً أن يكون محموداً مجتهداً بل وصفه بأفظع ما تتصورون. نقاشاً مثل ذلك لا يفيد وقد أكون وغيرى قد إقتنعوا بحديث الرجل فى تلك الأمسية لكن الحياة ليست كلها ساحات جامعية فقد تجد الحكمة عند مجنون وقد تجدها فى جريدة أو كتاباً تقرأه لكن تبقى العبرة بمعرفة الحقيقة. وقد بدأ السودانيون عامة والمثقفون خاصة يتعرفون ويعرفون حقيقة الفكرة وجوهرها, عندما يدفع رجلاً حياته لفكرة آمن بها تتحول فكرته إلى مبدأ, يجب على الواعين فى المجتمع أن يتعرفوا على حقيقته وحقيقة فكرته.

    فبل مدة قرأت البيان الشهير الذى أصدره الأستاذ بعنوان "هذا أو الطوفان" ينتقد فيه النميرى لتطبيقه قوانين سبتمبر الشهيرة المسماة بقوانين الشريعة الإسلامية, وقفت على كل كلمة فيه وقارنته بما آل إليه الحال بعد 18 عاماً ولم أجد إلا تطابقاً ووقع حافر على حافر خاصة فيما يتعلق بالحرب فى الجنوب والفتنة التى أحدثتها حكومة الإنقاذ بإعلانها حرباً جهادية. لو قامت جهة ما بإجراء إستفتاء للمفكرين السودانيين فى ذلك الوقت عن إمكانية أن يصل الحرب إلى ما هو عليه الآن من تفكيك للدولة وتعريضها لخطر الإنفصال لما تمكن أحد منهم تنبؤ المآلات الحالية, وهنا تظهر حكمة الأستاذ, ولذلك سيعرف السودانيون حقيقة أمره وجوهر فكرته وليس ذلك اليوم ببعيد

    ونواصل
                  

04-26-2003, 07:14 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    لا فض فوك يا ود البلد. بعد كل مساهمة أشعر بأنني أتعرف عليك أكثر. ترى كم من
    مثقفينا لديه الشجاعة بأن يقول بأن مواقفه قد تغيرت بفعل التعلم المستمر من المصادر المتعددة لمدرسة الحياة؟ أرجو أن يكونوا كثراً، كما أرجو أن يتزايدوا يوماً بعد يوم.

    لعمري فإن هذه يتطلب قدرا من التواضع لا يتيسر الإ للعلماء. وقد قال الأستاذ محمود في هذا الباب "إن للعلم سطوة تقود إلى الإستعلاء والتكبر. والتواضع هو أصل الخلق الرصين الذي يقود إليه العلم الصحيح." أهديك هذه الكلمات لأنك سبقت بالفضل بتذكيري إياها بسمتك المتواضع في الحديث عن كيف تغيرت رؤيتك للأمور.

    ولكني كنت أود منك ومن الأخ عادل أمين، أو الأخ عادل عبد العاطي، أولأي من قرائنا الكرام إذا تيسر الوقت وتوفرت الطاقة، أن تتم مناقشة إعتبار كرامةالإنسان وحريته في النماذج الإسلامية والإسلامويةالتي تصارعت في الساحة الفكرية السودانية. كنا نحن الجمهوريين نسعي، وما زلنا لجعل هذا الصراع فكرياً محضاً، ولكن إختار معارضونا التصفية الجسدية. في مساهمتي السابقة حاولت، ويبدو أني لم أفلح، أن أركز على ضرورة إثارة قضايا وممارسات حقوق الإنسان في النظم الفكرية والتطبيقية للجمهوريين ولمعارضيهم، ومنهم، بل وأكبرهم، الجبهة الإسلامية، لتبيين أسباب الفشل الماحق الذي اصابنا في إدارة شؤون البلاد نحو تنمية مستادمة تنهض بالإنسان السوداني في كافة المناحي.

    ولابد أن نقول هنا بأننا كسودانيين نتقاسم الفشل، كما أننا قد نتقاسم النجاح في المستقبل إذا نظرنا إلى فشل الجبهة بإعتباره فشلاً للبنية الفكرية السودانية، إلا قليلاً، وبإعتبار نجاح الأستاذ محمود في أن يعيش فكرته في اللحم و الدم والعظم بإعتباره نجاحاً لهذه البنية، إلا كثيراً. فشل الأخوان المسلمين في السودان هو إستمرار لفشل المثقف السوداني في الإستجاية للفكر المستنير، وفي تواطئه مع الفكر الظلامي، إما بالمواطأة الفعلية، أو القولية، أو بالصمت، كما تدل تجربتك نفسها. وهنا أرجو أن لا تعتبرني يا ود البلد قاسياً عليك. فإني الوم نفسي كذلك أشد اللوم على أنها لم تقف مثل موقف الأستاذ محمود في يوم 18يناير، ولتعلم أني أعمل على إعداد نفسي حتى أكون إبناً باراً لأبي العظيم، الأستاذ محمود، بأن لا أقف إلا المواقف التي تشرفه. وإني إرجو من الله أن يوفقني في ذلك، إذ أنني عازم أن أخطو خطاه، عساي أكفر عن تقاعسي في ذاك اليوم الأغر، يوم 18 يناير 1985.

    ربما تعلم أن ذلك اليوم قد إختارته المنظمة العربية لحقوق الإنسان ليكون يوم حقوق الإنسان العربي. وهذا لعمري لأمر يشرف تلك المنظمة. وربما لا تعلم الآن بأن الكثير من دوائر المثقفين في مصر والكويت وغيرها تحرص على إبراز فكر الأستاذ محمود، في حين نتقاعس نحن أبناء السودان عن الوفاء لمن قدم حياته فداء لنا، ربما بإستثناء قلة منهم الدكتور منصور خالد، هذا الرجل الأشم الذي لم تلن له عريكة في الوفاء للاستاذ محمود منذ عرفه.

    أما في الدوائر العربية والإسلامية فقد بدأ الإهتمام يتزايد بصورة ملفتة لنا على الأقل. وآخر دلائل هذا الإهتمام وسط المتقفين من غير السودانيين بلغني قبل يومين. ومن هؤولاء الدكتورة فريدة النقاش، التي طلبت منا مؤخراً أن نساهم في الكتابة للمساعدة في إصدار عدد كامل من مجلة "نقد وأدب" تزمع إصداره عن الأستاذ محمود محمد طه. أين نحن المثقفين السودانيين من هذا النوع من الوفاء؟ ولماذا لا نقدر مفكرينا وكتابنا إلا إذا جاءتنا شهادات الناس عنهم من الخارج؟

    ومرة أخرى أطرح القضية الأساسية التي أشعر بضرورة مناقشتها من الكل: أين نضع مفاهيم حقوق الإنسان وتداعياتها التطبيقية في إطار البنية الفكرية والحياتية في السودان؟ فشل الإنظمة في تنمية البنى السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية يإتي تابعاً للفشل في التعاطي مع الحقوق الاساسية.

    أين الجبهة القومية الإسلامية من هذه المعادلة، بالمقارنة مع الجمهوريين؟

    أرجو أن أكون قد أوضحت نفسي تماماً هذه المرة. كم أرجوألا أكون قد قسوت عليك يا ود البلد، أو كلفتك رهقاً.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 07:18 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 07:19 PM)
    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 04-26-2003, 07:22 PM)

                  

04-27-2003, 08:28 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)

    صباح الخير أيها الإخوة والأخوات

    فى خضم الهجوم العالمى على حركات الإسلام السياسى تحت دواعى محاربة الإرهاب وخلافه من مبررات الهيمنة والتسلط يجب على المسلمين عدم التسرع ورفع الشعارات المناهضة التى تفور مثل فقاقيع الصابون لا تلبث إلا أن تنتهى سريعاً كما قامت و بنفص ذات السرعة. إن التعامل مع أعداء المعسكر الإسلامى, كما يظن البعض, يجب أن يبدأ من النظر فى ذاتنا وأوضاعنا وطرح سؤال هام على مستوى الإستراتيجية: هل نحن مؤهلين داخلياً لإدارة صراع خارجى مع قوى الإستكبار العالمي؟؟ هل بلغنا من القوة والمنعة لكى نقول مثلاً "أن أمريكا قد دنا عذابها"!! و"لمى جدادك يا أمريكا"!! وهل الحكومات والأنظمة التى ترفع مثل هذه الشعارات متصالحة مع شعوبها إبتداءً وضمنت سندها اللامحدود حتى تنجر وراء مثل هذه الأوهام الجرداء؟؟ من خلال نظريات التخطيط الإستراتيجى الإجابة على تلك الأسئلة بالنفى أو الأيجاب تحدد منطقياً نوعية الخطوة التالية وإلا ستضحى تلك الشعارات نوعاً من العنتريات الزائفة

    إن الأنظمة التى تهضم حقوق مواطنيها بإسم الدين تارة وبإسم الإشتراكية تارة أخرى وتستخدم فى ذلك كل أساليب البطش والتعسف قد أثبت التاريخ بأنها أكثر الأنظمة ضعفاً وفساداً والتحليل السيكلوجى لمثل هذه الممارسات يشير إلى أن الركون إلى الجبروت والقوة الغاشمة ما هى إلا غطاءً باهتاً لضعف عميق فى هياكل تلك الأنظمة لا تستطع الوقوف على أقدامها إلا بالتوكؤ على عصى غليظة من التسلط والبطش, إن تجربة الإتحاد السوفيتى ودول أوروبا الشرقية والعراق الآن ثم الإنبطاح الحالى لحكومة الخرطوم أمام أمريكا كلها تثبت أن هذه الأنظمة كانت تمارس سياسة جعجعة بلا طحين

    مصالحة الأنظمة الإسلامية الحاكمة مع شعوبها أولى من غيرها, حسب تعاليم الإسلام, بإتباعها, بل هى أمر إلآهى بمقتضى آيات القرآن الكريم وما وصلنا من الأثر النبوى الشريف, إذ يمثل الإختلاف فى الرأى سنة الله بين خلقه (إختلاف العلماء رحمة بالمسلمين), لماذا؟ لأنهم ينطلقون من مرجعية واحدة وعليه تبقى الإختلاف درجة من درجات الشورى تصحح المسار ولولا ذلك لما كانت هنالك ضرورة للشورى نفسها

    إن ذلك يقودنا إلى سؤال واجب هو لماذا تتعسف الحركات الإسلامية على حقوق مواطنيها عندما تتمكن من السلطة وتنتهج الدكتاتورية سبيلاً وكيفيةً فى ممارسة الحكم؟ والأغرب من ذلك أن نفس هذه الحركات تظل تجأر وتطالب بالحرية والديمقراطية فى أوان ضعفها ولين عودها! إذا نظرنا إلى الأنظمة الإسلامية الحاكمة فى عالم اليوم نجدها كلها متورطة فى الإساءة إلى حقوق مواطنيها يتساوى فى ذلك السودان وإيران والسعودية وطالبان حتى عهد قريب. حتى الجماعات الإسلامية غير الحاكمة, والمعارضة لأنظمتها دوماً, لا تتردد فى التحول إلى العنف إن لم تجد سنداً لمنطقها حتى بدا وكأن العنف قد سرى فى سيكلوجية هؤلاء البشر

    بالنسبة إلى السودان فإن سلطة الجبهة الحاكمة قد مارست كل سياسة إلا الإسلام الصحيح وهم, و بين أنفسهم, لا ينكرون ذلك, فبعد إغتصابهم للسلطة ظل سفك دم المسلم وغير المسلم سمة النظام, وبالرغم من الإدانات المتوالية من كل وكالات حقوق الإنسان العالمية والأمم المتحدة لم يرعو النظام عن خطإه و العمل على مصالحة شعبه بل العكس قتلوا من قتلوا بإسم الدين وشردوا من شردوا تحت دعاوى الصالح العام, وأعدموا إنقلابيين مثلهم فى نهار رمضان وقبل أيام قليلة من عيد الفطر غير آبهين بيتم أبنائهم وترمل زوجاتهم وإغتيال المستقبل فى عيون أسرهم وكأنهم لم يفعلوا نفس جنس الفعل قبل نحو عام, إستحلوا اموال الشعب السودانى ومكنوا عناصرهم من الهيمنة على حركة الاقتصاد, حتى حرمات أموال الزكاة والحج والعمرة لم تعف أيديهم عنها, وقطعوا أرزاق الناس بفصلهم عن العمل وأحلوا عناصرهم فى كافة مرافق الدولة تحت حجة التمكين دون مراعاة لكفاءة أوأهلية, لقد مثلت المرأة الضحية الأولى لسياسات النظام تجاه إصلاح المجتمع وأطلق أيدى شرطة النظام العام بتعسف غير مألوف لطبيعة الشعب السودانى الوديع وزج بالأطفال الغرر فى جحيم حرب الجنوب ونتيجة لذلك فقد إنتشر الفقر وضاق العيش بالناس حتى بلغ نسبة الذين تحت خط الفقر 96% من الشعب, وهجر الناس بالملايين أرض السودان المليون ميل مربع هائمون بجوازاتهم المتهمة مسبقاً فى مطارات العالم ودوائر الهجرة حتى قيل أن عدد السودانيين الذين يعيشون فى الخارج الآن قد بلغ نحو 7 مليون سودانى! وإذا عادوا يوماً ما فقد لا يجدون السودان الواحد الذى تركوه باكين منه و قد يعودون إليه باكين عليه, والقائمة تطول

    أى نظام هذا الذى يحكم بإسم الإسلام؟ وأين هو الإسلام من كل ذلك؟ إن على أهل الجبهة مهمة عسيرة فى محاسبة أنفسهم وتوجيه نقد ذاتى لما إقترفوه فى حق الشعب السودانى خلال الأربعة عشر سنة الماضية من الضيق والألم, عليهم أن يتصالحوا مع هذا الشعب الذى أفقدوه كل شيئ وحاولوا إذلاله بشتى السبل. إن الإعتراف بالذنب فضيلة وتبقى المكابرة بغير ذلك, مصالحة الشعب يبقى رهناً بإحترام ذاتيته ومراعاة حقوقه وتقديس كرامته التى كرمها الله تعالى قبل حتى أن يخلقه, بخلاف ذلك يبقى الحديث عن الإسلام ضرباً من الهذيان

    الجانب المشرق والذى يعكس بعض الأمل فى عتمة هذا الظلام هو أن الشعب قد تعلم الدرس أخيراً وها هى ثورات الأغلبية المهمشة, والتى تمثل أكثر من 90% من السودان, قد أسمعت صوتها, فهل من مجيب من الذين فى كراسى السلطة؟ نتمنى أن يكونوا قد وعوا الدرس قبل فوات الأوان



    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de