وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2003, 11:24 PM

Enigma

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 54

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي (Re: atbarawi)


    عزيزي عطبراوي
    شكراً للطرح الواعي المستنير
    وأسمح لي أن اعرض هنا مقال أعجبني للمفكر محمد جابر الأنصاري، يشخص فيه بمهارة فذة علل الأمة العربية وأوهامها الكبيرة وخيباتها الأكبر، أعتقد أنه سيضيف الكثير للنقاش المطلوب في الموضوع الذي أثرته.



    ذهولٌ لا مبرر له... وحقائق لا مهرب منها
    محمد جابر الانصاري


    الظاهرة "الصوتية" العربية وضجيجها المستمر على هامش "الفعل" الاميركي في العراق، ينبغي ان ينفذ الوعي العربي - نخباً وجماهير - الى خوائها ليستخلص من هذا الحدث النمطي المتجدد والمتكرر - في تاريخنا المعاصر - اهم الحقائق الاساسية التي لا تزال غائبة عن هذا الوعي، لقصوره أو قصور من يوجهه تربية وفكراً واعلاماً، وهو وعي، او ربما "لا وعي"، يتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية في ما يتكرر للعرب من كوارث، وصدق من قال ان من لا يستطيع الاستفادة من تجاربه واستخلاص النتائج الصحيحة منها يعاني من "اعاقة" لا بد من التصدي لعلاجها والاقرار بوجودها بلا مكابرة، ان اراد علاجاً شافياً لاعاقته.
    من اهم هذه الحقائق، ونؤكد على كونها حقائق واقعة في عالمنا، وانكارها يساوي الضياع الذي تتعرض له هذه الامة والمهانة التي تلحق بها مرحلة بعد اخرى:
    أولاً: ان الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل وغيرها من القوى الدولية، هي بطبيعة الحال، قوى ذات اطماع وتعمل قبل كل شيء من اجل مصالحها. لا توجد قوى زاهدة فاضلة في التاريخ واخرى طامعة غادرة. والكلام العربي المكرور اليوم عن عدوانيتها جمل غير مفيدة، ولا تضيف جديداً، ومن باب: "وفسر الماء، بعد المصيبة، بالماء"! ألم نكن ندرك ذلك من قبل؟ ألم ندرك ذلك على رغم كل تجاربنا المرة في نكبة 1948 وهزيمة 1967 واحتلال بيروت 1982 وكارثة الغزو الصدامي للكويت 1990 وصولاً الى احتلال بغداد 2003؟ فماذا أعددنا شعوباً وانظمة ونخباً لمثل هذا "العدوان الاثيم"؟ غير هتافات الشوارع، وبيانات الشجب والادانة، وصراخ المراسلين في اكثر الفضائيات العربية التي اصبحت تعيد انتاج "التخلف" بالغوغائية وتمجيد الاستبداد وتزييف الحقائق (فالمخترعات الحديثة عندما تقع تحت رحمة عقلية متخلفة تصبح أكبر عون لها) وليست مبالغة المقولة الصائبة أن الاعلام العربي السائد سقط مع سقوط صدام.
    ثانياً: وعليه فالعرب الذين توهموا ان نظام صدام، او شعب العراق في سجنه الكبير، قادر على تقديم "نموذج فيتنام" او ما أشبه في مقاومة القوات الاميركية، لم تفتهم فحسب دراسة المعطيات الموضوعية بين الحالة الفيتنامية والحالة العراقية، وذلك ايضاً ما لا تسعه هذه المقالة، وانما فاتتهم اساساً مظاهر رمزية بالغة الدلالة وكافية للتنبه الى الفارق النوعي الهائل بين هوشي منه ورفاقه وتنظيمه الحزبي، وبين صدام واتباعه والحزب الذي تحول الى مومياء على يديه.
    هوشي منه ورفاقه لم يتمتعوا ولم ينشغلوا ببرجزة السيجار الكوبي وقصور ألف ليلة والسيارات الفارهة والشيكات المفتوحة للمصفقين، والزنزانات المغلقة على مواطنيهم بين امثلة ورموز لا حصر لها... (وعلى رغم هذه الشواهد كلها فالبعض لا يزال يبشر بفيتنام من وراء الميكروفونات الفضائية... وعلى رغم كل ما حدث...).
    وعلى الصعيد العربي كان العجز الرسمي واضحاً منذ البداية لاسباب معلومة. لكن المفجع ما تكشف من عجز قومي شامل تمثل في تظاهرات وهتافات وصراخ في الفضائيات انتهى الى لا شيء، وذلك اداء عربي كان مرجحاً من تجارب مماثلة وتراجعات افرزها هذا النهج الانفعالي في اكثر من حالة.
    بدل ادراك ذلك من البداية وقبل خراب البصرة، صرنا بعد خرابها وخراب بغداد، نقدم الفذلكات الذكية لتفاصيل "الصفقة" التي تمت لتسليم بغداد!.. وحدوث شيء لم يكن في "الحسبان"... أي حسبان هذا غير حسبان الوهم والتمني؟ أي ذهنية روائية وخيالية واسطورية وبوليسية تتحكم فينا... هكذا، مرة اخرى، انتظرناهم من الشرق فجاؤونا من الغرب، مع بعض التنويع في الحلقة الجديدة من المسلسل!
    وللعلم فبغداد - مع غيرها - تم تسليمها يوم جاء حكامها المتسلطون على ظهر قطار اميركي قبل عقود، حسبما كشفته وتكشفه شواهد عدة وليس مستغرباً ان من جاء بقطار اميركي يذهب بدبابة اميركية، ومن اخذ بالسيف... ورحم الله خليل حاوي عندما وصف احد هؤلاء المتسلطين: "ماردا... يخرج من جيب السفير!" هذا المارد وامثاله لن يحققوا لنا غير ما ننتج من ركام وصدمة...
    وعليه، فمن اراد خوض ما يشبه التجربة الفيتنامية في العراق وغيره، ملزم بأن يتخذ لها متطلباتها وشروطها من تخطيط واعداد ووسائل وتقشف، ونفس طويل، وصبر على المكاره، او لا يجعل نفسه وقضايا امته ومصيرها عرضة لهذه المقارنات الوهمية.
    ثالثاً: وهذا لا يقتصر على تجربة فيتنام وشروطها. هذا يشمل - وهو الاهم - متطلبات البقاء في هذا العصر عبر مختلف التجارب.
    من أراد الديموقراطية فعليه بمقوماتها. ومن اراد التقنية فعليه بمتطلباتها، ومن اراد القوة الحقيقية فعليه بمستلزماتها، ومن اراد التقدم الحضاري فعليه ان يدرك انه لا يتم الا بشق الطريق التاريخي اليه حسب شروطه الحتمية التي استجابت لها مختلف الامم الحية في الغرب والشرق. لا توجد وساطات ولا شفاعات لأحد في معترك التاريخ كما قال الامام الشيخ محمد عبده رحمه الله. ومنذ عقود نبه ميخائيل نعيمة قومه العرب قائلاً ما خلاصته: "ان اردتم قوة هذا العصر وتقدمه فعليكم بشروط هذا القوة وهذا التقدم، والا فأخرجوا من هذا الطريق، وقرروا ماذا تريدون، وعما تبحثون...".
    رابعاً: تجارب الامم مؤشرات واضاءات لمن اراد الاستفادة منها. ولا يعني ذلك استنساخها بحرفيتها او التمسك بحتميتها. عبقرية الامة تقرر مسار تجربتها، ولا يوجد "دليل عمل" جاهز لكل الحالات. عندما وقعت اليابان تحت الاحتلال الاميركي، واضطرت كوريا الجنوبية والصين الوطنية الى الاحتماء به، كان عسيراً عليها اللجوء الى النهج الفيتنامي في القتال حتى النهاية. ولكنها على رغم الاحتلال الكريه وهيمنته المذلة انصرفت الى بناء نفسها في مشروع قومي - ولكن جدي - للتنمية الشاملة، وبدأت اليابان بالذات من بين الركام والانقاض. فالامم الحية تقتنص مستقبلها بين مخالب الوحوش في هذا العالم وبذكاء وجهد وتضحية وصبر، وبلا بكائيات تملأ الفضاء بلا نتيجة. لم تهدر اليابان طاقاتها بعد الكارثة النووية في "هجاء" الامبريالية الاميركية كلاماً، بل بنت في ظلها، مستفيدة من ظروف العالم والحرب الباردة حينئذ والحسابات الاميركية، ما مثل "المعجزة" اليابانية، الت ادخلها التاريخ باحترام الى جانب "المعجزة" الفيتنامية... مع فارق ان منجزات البناء الياباني الجديد اصبحت تفرض اليوم استقلال اليابان التام عن الهيمنة الاميركية، بينما فيتنام بعد التحرير ما زالت تشق طريقها الطويل والصعب نحو التنمية. هكذا لا تقديس للبندقية لمجرد كونها بندقية، التقديس للعمل الجاد المدروس نحو هدف اعادة بناء الامة. ولا احد يخوض الحرب من اجل الحرب، وانما هي وسيله، ان لزمت، الى طريق التحرر والبناء... وذلك مغزى العبور من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر حسب المفهوم الاسلامي الحق للبناء.
    اذن لا حتمية للمعجزة الفيتنامية...
    ولا حتمية للمعجزة اليابانية...
    وانما هما منهجان متباينان في مقاومة المحتل جديران بالنظر، وربما ثمة مناهج اخرى...
    السؤال، أين هو طريق "المعجزة" العربية الحقة التي هي لا هذه... ولا تلك... لكن المعجزة التاريخية القابلة للتحقق على الارض العربية... بلا انهيارات ولا تعاويذ ولا شعوذة... تعقبها صدمة واحباط وذهول.
    فاللغة لا تصنع الواقع، ما يصنعه هو العقل المبدع والنفس الصابرة واليد المنتجة. فمتى سنخرج من الصناعة اللفظية الموروثة من عصور المماليك؟ وبعد كل هذا... اما آن للوعي العربي ان يبلغ سن الرشد؟
    أخيراً ان اردنا "وصفة عاجلة" لتخليص العراق من الاحتلال الجديد، فليبادر العراقيون الى الاتفاق في ما بينهم، على قيام جبهة وطنية من مختلف ألوان طيفهم السياسي لاقامة حكومة ذات طبيعة وتوجهات ديموقراطية في العراق... تطالب قوات الاحتلال امام العالم كله الرحيل عنه ثم تستطيع الاستمرار بعد رحيله، ان كان هذا مستحيلاً فعلى العرب السلام، ليس في العراق فحسب، وانما في كل قطر عربي لن ينقذ مستقبله الا اصلاح ديموقراطي حقيقي... بلا واجهات صوتية... وانما بالعودة الى مكافحة الامية، وتحرير العقلية، والتحرر من العصبية والاستبداد والفساد... تلك هي بعض متطلبات "المسيرة الطويلة" التي لا بد للعرب من اختراقها ليخترقوا النفق المظلم المحيط بهم...
    اما إذا ظلوا في كل عقد من الزمن ينشغلون بـ"معركة كبرى" خاسرة ويهملون اصلاح اوضاعهم المحلية والداخلية - التي لن يكتب لهم الخلاص الا باصلاحها - ويتهربون من حقائق تخلفهم في الامية والخرافة وضعف الانتاج وسوء التخطيط، فلن يجديهم تهديد خطبائهم لقوى العدوان والاحتلال والبطش، بالويل والثبور...
    وأبشر بطول سلامة يا...
                  

العنوان الكاتب Date
وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي atbarawi04-22-03, 11:11 AM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي Yassir7anna04-22-03, 12:48 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي SAMIR IBRAHIM04-22-03, 12:56 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي ود العجمى04-22-03, 01:16 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي Yassir7anna04-22-03, 02:02 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي atbarawi04-23-03, 01:44 AM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي Yassir7anna04-23-03, 09:21 AM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي atbarawi04-23-03, 03:33 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي Enigma04-23-03, 11:24 PM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي atbarawi04-24-03, 04:17 AM
  Re: وماذا بعد 00خمسمائة عام من النحيب والصراخ العرب – اسلامي Enigma04-24-03, 09:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de