ثم ماذا بـعـد مـوتـك يا عبدالله ؟ "احتضار الابداع في البلاد التي نفاخر بها

السلام عليكم
والبركه في من تبقى من أهل الأدب والعلم ورحم الله الأستاذ عبدالله الطيب

موضوع يشغلني دوما ، وهو أننا نعاني من نقص في المبدعين في كل المجالات مقارنة بعدد السكان ، وشئ آخر وهو احتكار الابداع أو ربما هو تركيز اعلامي على مجموعة معينة من مثقفينا أو مبدعينا

هذا التركيز الاعلامي والأشبه باحتكار الابداع يؤدي الى احباط الكثيرين قبل أن يبدأوا ، وتشتغل الكابحات الداخليه في اللحظة التي يبدؤون فيها بتعظيم الآخر بصورة لم أر لها مثيلا في المجتمعات العربيه أو الغربيه ، وهذا حتى في كرة القدم
فكل شخص يأخذ حجمه بالضبط - الا في بلادنا

أدخل الآن في الموضوع ، فالمقدمة أعلاه هي ربما أجدر بموضوع آخر و يطول كذلك

الآن ذهب عنا الأستاذ البروفيسور عبدالله الطيب ، وقبله ذهب من ذهب
وأغلب المبدعين خاصة في مجالات الآداب ، هم من كبار السن الذين هم في عمر الأجداد الآن
هم حقا قليلون عددا ، فنحن اذا أردنا أن نحصيهم في الشعر مثلا ، فالقائمة ستنتهي قبل أن يصيبنا الملل من الحصر
وكذلك من بقي من كبار المغنين

فأين الجيل الذي سيخلفهم ، هل ستكون البداية من الصفر ؟
كم سيكون لنا من العظماء حقا وليس العظماء اعلاميا والمتحذلقين بالعويص المستعصي من الكلمات والمتمكنين من شربكتها ببعض وخلطها بشئ اسمه عصب السكون! ثم القاء ضوء على تلك الشربكة وتحريك المدعو عصب السكون هذا بفقرة ختاميه هادره ، ثم فجأة وكأن الانتاج هو عمل عظيم لا يستطيع القارئ أمامه الا الاعجاب أو قل التعجب يحسبه اعجابا

لماذا لا توجد لدينا مدارس أو معاهد للابداع ، نظامية كانت أو أهليه أو فرديه، وهي لا تحتاج مالا ، بل تحتاج
جهدا و وقتا من الكبار فقط لتعليم الجيل المستخلف كيفية الارتقاء والوصول
ربما باستقطاع ربع وقت الكتابة والتأمل ، لأجل لحيظات اللقاء والارشاد حتى ولو كانت في الانترنت أو البورد هذا أو ذاك

هذي المدارس لاتحتاج بناءا ، التجمع في البيوت يوما في الاسبوع قد يكون زادا لستة الأيام المتبقيات لهذا المبيدع

أنا لست بطارح للاقتراحات لأبدأ وأكمل وحدي ولكني أوقد شرارة ذلك فيكم ، فسينقطع مدادي حالما لا أجد يدا تمتد بمداد جديد
وذخيرتنا هي غيرتنا على وطننا ، فنحن لا ندرب الا الساسة فقط على أن يخلفوا الحزب ، وهذا هم ضيق وليس وطنيا ، بل هو جالب للشر كما نرى ، ولا يجلب لنا الفخر وسط الأمم التي تستصغرنا

ولماذا لا يتم استصغارنا ؟ فصغارنا لا يكبرون - الا عمرا

والآن السؤال ، متى سيأتينا عبدالله آخر ؟ ومن يعد العدة لذلك
من المسؤول ، أهم المتعلمون الواصلون ، أم الأغلبية المتلقيه ، أم المعلقون بين النورين

سألت مرة الأستاذ محجوب شريف عن دورهم في بناء من يحمل الراية بعدهم وعلى نفس الخطا دون البدء من الصفر ولكن من حيث انتهى المبدع الحاضر ، فأجابني أنهم لا سقصرون في الرد ان أتاهم سائل ! ولكن ماذا ان لم يأتيكم سائل لأي سبب ، ولماذا لا تستفزون الابداع بداخل من لا يظهر لنا منهم شئ ؟

كم من الأعمال الجميلة التي ماتت داخل دفاتر الطلبة في الجامعات ، وكم من الكتابات التي ألقتها فتاة في مكب النفايات بغرفتها
والله لو قلبنا دفاتر طلاب السودان في المدارس والجامعات ، لوجدنا العجب العجاب
ولكن الدفاتر تلك اما تآكلت أوراقها ، أو اندلق عليها اشاي والعصير ، أو قطعها الشخص بنفسه قبل أن تقرأها عيوننا و تسمعها الآذان

نريد أن نحمل المسؤولية لأولئك الكبار الذين بيننا أولا ، ابتداءا من البورد لمن يقرأ و يكتب، فاذا غاب عبدالله الطيب ، ظهر نائبه ، واذا اعتزل الموصلي ، سد الثغرة موزع مستنير آخر ، واذا غاب والي الدين فيكون في دكة الاحتياط من لا يقل مهارة ، و
وان لحقهم الطيب صالح والفيتوري ومحمد الأمين وزيدان ومنصور خالد والبرعي المؤلف و روضة الحاج وحتى مصطفى سيد أحمد الذي ذهب ، يأتينا آخر لا يقل سموا

كيف السبيل ، وماذا تقترحون علينا أو عليهم وعلى أنفسكم ، كيلا نأتي بعد عدة أعوام
ولا نجد من نباهي به سوى النيل ، ولا من نستمع اليه ليفيدنا أو يمتعنا سوى هديره و زئيره
أو ربما عويله ونحيبه

ورحمك الله يا عبدالله
تركتنا ولا ندري بمن نباهي بين العرب حتى يأتينا عبد آخر لله
لا ندري من أين

(عدل بواسطة obay_uk on 06-21-2003, 08:18 PM)

ها جاءني مداد عبر أسلاك الهاتف
السؤال الموجه للبارزين في بلادنا ، ماذا فعلتم أو ستفعلون
لكي يستخلفكم من سيأتي بعدكم و بعدكن ؟
لماذا يتباطأ المبدعون وأعلام حياتنا في اعطاء الراية لجيل جديد
لماذا لا يصنعون هذا الجيل الجديد - في حال لم يجدوا من هو أو من هي أهل لذلك

نأخذ مثالين من البورد ، الأخ الأستاذ الموصلي ، بكل تأكيد لك رحلة طويله في مجالك ، وربما منهكه وممتعة في آن واحد ، هل سننتظر من موزع موسيقي جديد أن يبدأ رحلته مثلك من الصفر ؟ هل عليه أن يقاسي نفس المشاق ؟
واذا بدأ من حيث أنت الآن ، أين تراه سيصل يوما ما ؟

الأخ الأستاذ الكتيابي ، أعرفك وأعرف أنك تحمل هم الابداع في البلد ، فماذا في أكنتك لنا ؟ ولماذا يتباطأ كبارنا في تحميل الجيل الذي يليهم مسؤولية الرفعة بالبلاد في هذي المجالات ؟
وماذا تقترح!؟
جد علينا بالغزير الوفير

نتمنى من الاخوة المشاركه ، وفي انتظار من يحمل شيئا من جمال هذا الهم