|
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)
|
الأخ عادل أمين
الآيديولوجيات القابضة قلما تعمر طويلاً حتى فى بلاد منشأها وهذه الآيديولوجيات الثلاث التى تتحدث عنها تختلف فى نوعيتها فالشيوعية والبعثية هى أفكار إنسانية تفرخت فى مجتمعات وتحت ظروف معينة لكنها سرعان ما إنهارت تحت ثقلها الذاتى لأنها لم تستجب للرغبات الذاتية للإنسان تجاه نوازع الدين والتملك والحرية
بالنسبة لفكر الجبهة الإسلامية فإنها بلا شك مبنية على الدين الإسلامى كأساس ومنهج من الناحية النظرية لكنها إصطدمت بواقع المجتمع والقوى السياسية السودانية عندما حاولت الإنتقال الى محورالتطبيق الفعلى لبرنامجها الدينى أدخلتها فى صراعات مريرة بعضها غير متكافئ مما حدا بها إلى إعتماد سياسة المهادنة حيناً والتزلف أو الخداع أحياناً كأدوات لا بد منها للسباحة فى أحواض السياسة النتنة, بمرور الزمن وتصاعد وتائر الشد والجذب أكثرت الحركة الإسلامية من الإعتماد على فقه المصلحة من أجل الوصول إلى غاياتها حتى وإن كانت متعارضة مع الدين والتدين, فمداهنة النميرى مثلاً على حساب مصالح الشعب السودانى والتآمرعلى إغتيال المفكر المجتهد الأستاذ محمود محمد طه لم يكن من أجل الدين بقدر ما كان من أجل تحقيق مصالح ذاتية ضيقة ولذلك فقد نفضوا أيديهم عن النميرى بعد أن إستنفذوا أغراضهم منه
كثيراً ما يوصف الدكتور حسن الترابى بأنه ينتهج منهج "التقية" عند الشيعة وهو مذهب يؤمن "بأن الغاية تبرر الوسيلة" وهنا تظهر إشكالية العمل فى الحركة الإسلامية بين محظورات الدين ومطلوبات الدنيا. لقد وضح هذا المنهج على أشده عند تنفيذ إنقلاب يونيو والكذ ب الصراح التى مارسته الجبهة وعلى لسان فقيهها الشيخ الترابى لمدة عشر سنوات بالرغم من أن تلك الحقيقة لا تحتاج لدليل من أجل إثباتها
الدين ليست آيديولوجية بشرية بل منهج حياة متكامل منزل من الله سبحانه وتعالى لكنه يقترب من درجة الآيديولوجية البشرية بفعل ممارسات الإنسان وكيفية تفسيره وتناوله لتعاليم الدين فى حياته اليومية. فعندما تتحول أموال الدولة إلى مصدر نهب دائم رغم المحاذير الدينية والمراقبة الإنسانية, أم حين يكون التعذيب والسجن والفصل من العمل وقطع أرزاق الناس وسائل لإقامة الدولة الإسلامية حينها يصبح الدين آيديولوجية
إن ما يجمع القوميين والشيوعيين والجبهة الاسلامية هى ممارساتهم وتعسفهم ضد رغبة الإنسان فى الحياة بأمن وطمأنينة وأن ينعم بحريته وحركته من أجل عمارة الأرض التى إستخلفه الله عليها
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-19-03, 08:49 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-19-03, 11:58 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | SAMIR IBRAHIM | 04-19-03, 12:07 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-20-03, 06:21 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-23-03, 09:41 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-20-03, 05:16 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-21-03, 07:06 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | omdurmani | 04-23-03, 03:46 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-23-03, 04:12 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-24-03, 07:36 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-25-03, 05:49 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | Haydar Badawi Sadig | 04-26-03, 03:19 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-26-03, 08:46 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | Haydar Badawi Sadig | 04-26-03, 07:14 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-27-03, 08:28 AM |
|
|
|