|
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية (Re: WadalBalad)
|
صباح الخير أيها الإخوة والأخوات
فى خضم الهجوم العالمى على حركات الإسلام السياسى تحت دواعى محاربة الإرهاب وخلافه من مبررات الهيمنة والتسلط يجب على المسلمين عدم التسرع ورفع الشعارات المناهضة التى تفور مثل فقاقيع الصابون لا تلبث إلا أن تنتهى سريعاً كما قامت و بنفص ذات السرعة. إن التعامل مع أعداء المعسكر الإسلامى, كما يظن البعض, يجب أن يبدأ من النظر فى ذاتنا وأوضاعنا وطرح سؤال هام على مستوى الإستراتيجية: هل نحن مؤهلين داخلياً لإدارة صراع خارجى مع قوى الإستكبار العالمي؟؟ هل بلغنا من القوة والمنعة لكى نقول مثلاً "أن أمريكا قد دنا عذابها"!! و"لمى جدادك يا أمريكا"!! وهل الحكومات والأنظمة التى ترفع مثل هذه الشعارات متصالحة مع شعوبها إبتداءً وضمنت سندها اللامحدود حتى تنجر وراء مثل هذه الأوهام الجرداء؟؟ من خلال نظريات التخطيط الإستراتيجى الإجابة على تلك الأسئلة بالنفى أو الأيجاب تحدد منطقياً نوعية الخطوة التالية وإلا ستضحى تلك الشعارات نوعاً من العنتريات الزائفة
إن الأنظمة التى تهضم حقوق مواطنيها بإسم الدين تارة وبإسم الإشتراكية تارة أخرى وتستخدم فى ذلك كل أساليب البطش والتعسف قد أثبت التاريخ بأنها أكثر الأنظمة ضعفاً وفساداً والتحليل السيكلوجى لمثل هذه الممارسات يشير إلى أن الركون إلى الجبروت والقوة الغاشمة ما هى إلا غطاءً باهتاً لضعف عميق فى هياكل تلك الأنظمة لا تستطع الوقوف على أقدامها إلا بالتوكؤ على عصى غليظة من التسلط والبطش, إن تجربة الإتحاد السوفيتى ودول أوروبا الشرقية والعراق الآن ثم الإنبطاح الحالى لحكومة الخرطوم أمام أمريكا كلها تثبت أن هذه الأنظمة كانت تمارس سياسة جعجعة بلا طحين
مصالحة الأنظمة الإسلامية الحاكمة مع شعوبها أولى من غيرها, حسب تعاليم الإسلام, بإتباعها, بل هى أمر إلآهى بمقتضى آيات القرآن الكريم وما وصلنا من الأثر النبوى الشريف, إذ يمثل الإختلاف فى الرأى سنة الله بين خلقه (إختلاف العلماء رحمة بالمسلمين), لماذا؟ لأنهم ينطلقون من مرجعية واحدة وعليه تبقى الإختلاف درجة من درجات الشورى تصحح المسار ولولا ذلك لما كانت هنالك ضرورة للشورى نفسها
إن ذلك يقودنا إلى سؤال واجب هو لماذا تتعسف الحركات الإسلامية على حقوق مواطنيها عندما تتمكن من السلطة وتنتهج الدكتاتورية سبيلاً وكيفيةً فى ممارسة الحكم؟ والأغرب من ذلك أن نفس هذه الحركات تظل تجأر وتطالب بالحرية والديمقراطية فى أوان ضعفها ولين عودها! إذا نظرنا إلى الأنظمة الإسلامية الحاكمة فى عالم اليوم نجدها كلها متورطة فى الإساءة إلى حقوق مواطنيها يتساوى فى ذلك السودان وإيران والسعودية وطالبان حتى عهد قريب. حتى الجماعات الإسلامية غير الحاكمة, والمعارضة لأنظمتها دوماً, لا تتردد فى التحول إلى العنف إن لم تجد سنداً لمنطقها حتى بدا وكأن العنف قد سرى فى سيكلوجية هؤلاء البشر بالنسبة إلى السودان فإن سلطة الجبهة الحاكمة قد مارست كل سياسة إلا الإسلام الصحيح وهم, و بين أنفسهم, لا ينكرون ذلك, فبعد إغتصابهم للسلطة ظل سفك دم المسلم وغير المسلم سمة النظام, وبالرغم من الإدانات المتوالية من كل وكالات حقوق الإنسان العالمية والأمم المتحدة لم يرعو النظام عن خطإه و العمل على مصالحة شعبه بل العكس قتلوا من قتلوا بإسم الدين وشردوا من شردوا تحت دعاوى الصالح العام, وأعدموا إنقلابيين مثلهم فى نهار رمضان وقبل أيام قليلة من عيد الفطر غير آبهين بيتم أبنائهم وترمل زوجاتهم وإغتيال المستقبل فى عيون أسرهم وكأنهم لم يفعلوا نفس جنس الفعل قبل نحو عام, إستحلوا اموال الشعب السودانى ومكنوا عناصرهم من الهيمنة على حركة الاقتصاد, حتى حرمات أموال الزكاة والحج والعمرة لم تعف أيديهم عنها, وقطعوا أرزاق الناس بفصلهم عن العمل وأحلوا عناصرهم فى كافة مرافق الدولة تحت حجة التمكين دون مراعاة لكفاءة أوأهلية, لقد مثلت المرأة الضحية الأولى لسياسات النظام تجاه إصلاح المجتمع وأطلق أيدى شرطة النظام العام بتعسف غير مألوف لطبيعة الشعب السودانى الوديع وزج بالأطفال الغرر فى جحيم حرب الجنوب ونتيجة لذلك فقد إنتشر الفقر وضاق العيش بالناس حتى بلغ نسبة الذين تحت خط الفقر 96% من الشعب, وهجر الناس بالملايين أرض السودان المليون ميل مربع هائمون بجوازاتهم المتهمة مسبقاً فى مطارات العالم ودوائر الهجرة حتى قيل أن عدد السودانيين الذين يعيشون فى الخارج الآن قد بلغ نحو 7 مليون سودانى! وإذا عادوا يوماً ما فقد لا يجدون السودان الواحد الذى تركوه باكين منه و قد يعودون إليه باكين عليه, والقائمة تطول
أى نظام هذا الذى يحكم بإسم الإسلام؟ وأين هو الإسلام من كل ذلك؟ إن على أهل الجبهة مهمة عسيرة فى محاسبة أنفسهم وتوجيه نقد ذاتى لما إقترفوه فى حق الشعب السودانى خلال الأربعة عشر سنة الماضية من الضيق والألم, عليهم أن يتصالحوا مع هذا الشعب الذى أفقدوه كل شيئ وحاولوا إذلاله بشتى السبل. إن الإعتراف بالذنب فضيلة وتبقى المكابرة بغير ذلك, مصالحة الشعب يبقى رهناً بإحترام ذاتيته ومراعاة حقوقه وتقديس كرامته التى كرمها الله تعالى قبل حتى أن يخلقه, بخلاف ذلك يبقى الحديث عن الإسلام ضرباً من الهذيان
الجانب المشرق والذى يعكس بعض الأمل فى عتمة هذا الظلام هو أن الشعب قد تعلم الدرس أخيراً وها هى ثورات الأغلبية المهمشة, والتى تمثل أكثر من 90% من السودان, قد أسمعت صوتها, فهل من مجيب من الذين فى كراسى السلطة؟ نتمنى أن يكونوا قد وعوا الدرس قبل فوات الأوان
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-19-03, 08:49 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-19-03, 11:58 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | SAMIR IBRAHIM | 04-19-03, 12:07 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-20-03, 06:21 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-23-03, 09:41 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-20-03, 05:16 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-21-03, 07:06 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | omdurmani | 04-23-03, 03:46 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-23-03, 04:12 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | adil amin | 04-24-03, 07:36 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-25-03, 05:49 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | Haydar Badawi Sadig | 04-26-03, 03:19 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-26-03, 08:46 AM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | Haydar Badawi Sadig | 04-26-03, 07:14 PM |
Re: نحو سودان جديد: (10) الأحزاب السودانية فى الميزان – الجبهة الإسلامية | WadalBalad | 04-27-03, 08:28 AM |
|
|
|