قصيدتان لبغداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2003, 04:35 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصيدتان لبغداد





    الاحد 13 نيسان 2003



    --------------------------------------------------------------------------------






    سقوط الصنم وتهافت الحرية

    عراق ما بعد الخلاص المرجل الاستفهامي - فاروق يوسف

    أوبرا المستقبل - يوسف حاتم

    حقيقة الحرب ضحية صورتها الشاشات الافتراضية - محمد علي الأتاسي

    على أنهار بابل - عبد المنعم رمضان

    "الارهاب والحرب" لغسان تويني العين الحادة على الحدث، ما قبل وما بعد - محـمد الحجيري

    "مئة قصيدة وقصيدة" لهاشم شفيق - فيديل سبيتي

    "سكّان الصور" لمحمد أبي سمرا حياة العالم السفلي تحت كاميرا البطء - عقل العويط

    مختارات من "فن الحرب" لـ صَن تزو - ترجمة حمزة عبود

    في عين الخطر - الياس خوري





    الدليل

    الملحق الثقافي

    سلامتك

    الاغتراب اللبناني


    --------------------------------------------------------------------------------

    الصفحة الرئيسية

    مساعدة




    عـلـى أنـهـــــــار بــــابـــــل

    عـبـد الـمـنـعـم رمـضان





    في المكانِ الذي سوف يصلحُ

    أنْ تتسابقَ فيه الطبيعةُ

    كان الضحى عالياً

    يتسلَّقُ كلَّ رؤوس النخيلِ

    وكانت عظامُ الذين قَضَوا

    تستريحُ

    وتبيضُّ تحت الترابِ

    أحاولُ أن أوصدَ البابَ

    أوصدُهُ

    وأراقبُ

    أشهدُ ظلّي على شرفةٍ من زجاجٍ سميكٍ

    وهبَّةَ ريحٍ تُرنِّحُ أطرافَه

    ومعارجَ غائمةً

    إنها آلة الموتِ تعملُ

    تكتب أوّلَ أسماء عشاقِها:

    الطائراتُ

    المنافي الوحيدةُ

    بارجةٌ في المحيطِ

    وعينانِ مغمضتانِ

    ونملٌ ونخلٌ وتاجانِ سيفانِ

    والعرباتُ التي وحدها

    والدموعُ...

    وما زال سعدي يطلُّ على ساحةِ البرجِ،

    في أوّلِ الليلِ

    كانت مصابيحُ دجلةَ

    تتركُ أنوارها تتضاءلُ

    والعائدون من الحربِ

    يقتسمون الحنين الى وطنٍ

    قبل أن يتهدَّمَ

    كان يخرُّ

    ويحفرُ ما يسعُ الجسمَ والروحَ

    ثم يواربُ جثَّته

    يختفي خلفها

    ويضيعُ...

    وكان الأئمةُ والشعراءُ وأتباعُهم

    ثم كان الحرائرُ والمومساتُ

    وألويةُ الجندِ

    والسيّداتُ الأراملُ

    والفتياتُ العذارىَ

    وحشدٌ من الريحِ

    حشدٌ من الأغنياتِ التي سوف تحملُها من بلادٍ

    إلى غيرها

    سفنٌ وقلوعٌ...

    وكانت عيونُ الرّصافةِ والكرخِ

    كانت عيونُ الخيامِ التي انتشرتْ

    قرب خط الحدودِ

    وقربَ النهايةِ

    ساهمةً

    تتأمّلُ كيفَ العواصفُ

    كيفَ إذا بدأتْ

    عند أوّلِ منعطفٍ

    يخرجُ الدركيُّ من الظلِّ

    يصعدُ سلَّمَهُ

    يتفحّصُ كلَّ السّياجِ

    ويمسحُ عنها الهواءَ وبعضَ الندى ويفكِّرُ

    كيف سيصبحُ شكلُ السَّماءِ

    إذا جاءت الطائراتُ

    وهامتْ على وجهها الريحُ وانتشرتْ

    ثم هامَ القطيعُ...

    وفي لحظةٍ

    زوجةُ الدركيِّ تفاجئُه وتفكِّرُ

    أطفالُها تحتَ شمسِ الجزيرةِ

    ماذا ستفعلُ؟

    كلُّ المحطّات مائلةٌ في اتجاهِ الخليجِ

    وماذا ستفعلُ؟

    سوفَ تُغادُر غرفتَها

    تتلكَّأُ

    تحملُ آنيةً

    ثم تحملُ أطفالَها

    وتفرُّ إلى كربلاءَ

    وتجلسُ قربَ الحسينِ:

    "ويا سيّدي

    يا أبي"

    تتلصَّصُ ماذا يقولُ:

    "الفرنجةُ

    جيشُ يزيدَ

    الفرنجةُ"

    تمسحُ دمعتَه

    وتنظِّفُ جبهتَه من حشودِ الذّبابِ

    ومنْ صدأ النفطِ

    تحميهِ

    لكنه يتآكلُ

    يخشى من الموتِ أنْ يستعينَ عليهِ

    بكَهَّانِهِ

    أنْ يلاقيَه تحت أوّل نافذةٍ

    ثم يصحبه في الأقاليمِ

    يأمرُه

    ويطيعُ...

    وقد يسهرانِ معاً في الصّوامعِ

    تحتَ القناديلِ

    في غُرَفِ الأمهاتِ

    وفي غُرَفِ النوم

    قد يقطعانِ الفراسخَ

    مُنتعلَيْنِ الهواءَ الخفيفَ

    ويزحفُ خلفهما
    دون أنْ تتعثَّرَ رجلاهُ

    بعضُ ضبابِ المدينةِ

    بعضُ المنازلِ

    بعضُ الطيورِ التي سقطت قبل يومينِ

    بعضُ الندى

    كان يمشي وراءَهما الأوّلون:

    عليٌّ

    وإخوتُهُ

    وبنوهُ وأحفادُهُ

    والحسينُ المراهقُ

    ثم الحسينُ الفتى

    والحسينُ الرضيعُ...

    ولكنها الطائراتُ

    تحاولُ أن توقظ الميّتين

    تُدرّبَهم

    كيفَ ينتظرون المخلِّصَ

    كيفَ يحيطونه بالغيومِ التي اغتسلتْ

    في مياهِ الفراتِ

    وبالظلماتِ

    وكيف يحطُّ على كَتفيه الحمامُ الوديعُ...

    كأنّ الذي لا يضيعُ يضيعُ...

    الضّفافُ البعيدةُ

    والبرمكيّون

    والسادةُ الحنفيّةُ

    بيتُ الشّريفِ الرضيِّ

    سقيفةُ هارون

    والزّنجُ

    والشيعةُ العلويّةُ

    نازكُ

    طائفةُ التركِ والكردِ والديلمِ

    الصّابئون

    الموالي وعَبْدةُ والأصمعيٌّ ورؤبةُ وابنُ بناتةَ

    والمتوكِّلُ والبحتريُّ

    ونازك نازكُ

    بعضُ بيوتِ القرى

    ستطيرُ بأجنحةٍ من ترابٍ

    وأغنيةُ الجسرِ

    أوّلُ أغنيةٍ سوف ننسى ملامحَها

    والمقاهي التي سوف تشبهُ قاربَ صيدٍ

    وساريةُ المتنبي

    وساريةُ الوقتِ

    طيفُ الأمينِ الذي كان يخشى إذا هبطَ الليلُ

    أن يهبطَ الموتُ

    والبابليّون

    والكلماتُ التي تفصلُ البابليّين عنّا

    وطلعةُ آذار

    والنسوةُ الخارجاتُ من السجنِ

    ذات صباحٍ

    ونازكُ نازكُ نازكُ

    سقفُ السماءِ الذي يستطيعُ الفرنجةُ

    أن يسكنوهُ

    وأن يهجروهُ

    ولا نستطيعُ...

    الهواءُ المبقّعُ بالكلماتِ القديمةِ

    كانَ عساكرُ بغداد ينتظرون الخليفةَ

    كانَ الخليفةُ

    ينتظرُ السرطانَ على هيئةِ الدلوِ

    ينتظرُ الدلوَ في الكاظمّيةِ

    يطرد قوّادَهُ

    ويهشُّ الرعيّةَ

    يسألُهم عن قصائدَ يائسةٍ

    تتساقطُ منها الصبابة والجوع...

    خلفهما تتساقط أوديةُ

    وصهاريجُ ماءٍ

    وصحراءُ عطشانةٌ

    ثم يهبطُ شيخُ طويلٌ

    يمدُّ ذراعيهِ

    يحضنُ هذي الخريطةَ

    يحملُها ويرفرفُ

    هذا أبو الفرجِ الأصفهانيُّ

    ييأسُ قبل انصرافِ الظلامِ الى قبوِهِ

    ويحثُّ مريديهِ:

    بغدادُ عاصمةُ الأرض

    حبلُ الخلاصِ

    ارجموها

    ارجموا عاشقيها

    اتركوهم على حافةِ النهرِ

    سوف يجيءُ المحبّون من ردهاتِ التواريخِ

    يغتسلون

    ويعلون فوق الرصاصِ

    ارجموها

    ارجموا عاشقيها

    اتركوهم

    شطوطُ النخيلِ تحاصرُهم والجذوعُ...

    ولكنها آلة الموتِ تعملُ

    تكتبُ أوّلَ أسماء عشاقها:

    أغنياتُ القَصَاصِ

    القصاصُ

    الطبيعةُ حين ينام على ساعديها الربيعُ...

    ويصحو الربيعُ...

    وما زالَ سعدي يطلُّ على ساحةِ البرجِ

    في أوّلِ الليلِ كانت مصابيحُ دجلةَ

    كان السّوادُ العظيمُ

    وبغدادُ عاصمةُ الأرضِ

    والأخرياتُ الفروعُ...


    --------------------------------------------------------------------------------

    بـغـــــداد لا قـبــــــر لـهــــا

    فـاروق يــوســف









    أتشبه بك أيتها الميتة (يعلم الموت أنّا ولدنا معاً، فكيف تموتين من غير أن تتركي حبرك يسيل بكلماتي، لأكتبك. كيف تجرؤين على المضي فيما الحافات تسيل والتخوم تتشظى وما من ارض تحت قدميّ لأمشيك وأمشي بك اليك). أبلغ أقاصيك ولا أجدك. أفتح كتابك فيعميني البياض. أنبش رمادك فلا أعثر على بقيا جمرتك. أحث الخطى بخريفك الى الغابة فلا تغطيني اوراقك. أهش أغنامك بعصا الليل فلا أصل بها الى فجرك. أيتها الساحرة نبذني شرقك وحمّلني نورك. أيتها الملقاة في قعر البئر أعتراني غروبك بنزقه وبلل شهوتي بلهاث حمائمه. أيتها الضائعة، سرابك يمتحن فرسي فأتشبث بخرقتك الخضراء لتكون بوصلتي اليك. أيتها الموجة ولا بحر. ايتها الغابة ولا شجرة. تضيقين. تتسعين. يتسع سؤالي لخرابك فيما تضيق فتنتك بأصابعي. جارحة مثل شتيمة، ملقاة مثل حصاة، لامعة مثل ابتسامة، عابرة مثل منديل. أشمك، سهولك تطردني. أصطفيك، ندمي يقرصني. فأنا المهمل من تجاعيد وجهك. أنا الصامت من بلاغة عريك. أنا المعتق من نبيذ شقائك.

    ثمرة على السياج

    وما من يد

    ورقة من الربيع

    وما من غصن

    لو أمهلني موتك، كل هذا الموت، لو أمهلني حياة فراشة على الاقل، لو أمهلني رفة هدب، لو أمهلني شهقة وداع، لو أمهلني خرير دمعة، لو أمهلني تلويحة منديل، لو أمهلني رشاقة عصفور، لو أمهلني لمعة شمس، لو أمهلني أناقة طعنة، لكنت الآن سعيداً بموتك.

    أبكيك رغبة في البكاء

    أضحكك رغبة في الضحك

    أبكي فلا أصل. أضحك فلا أضل

    أرثيك بثياب المهرج. وأنا أقشّر تفاحة في غابة قطبية. كما لو أنني أنشىء جملاً في مديح الفقمة. كم أنا ضائع وغريب ووحيد وبائس ومشرد ومنفي ومبتذل ومهمل وبائس. يا الهي أعنّي عليها. أعنّي على بياضها وأنا الاعمى. أعنّي على كتابتها في لحظة محو. أعنّي على عتمتها التي تجرح الضوء. أعنّي على مرضها الضرير الذي يسخر من لعثمة الشفاء. أعنّي على صمتها الذي يدحرجني مثل حجر الى بلاغة هلاكي. أعنّي عليها مثلما أعنت موتها عليّ.

    سبحانك، سبحانها

    قبرها الارض كلها

    يتطلب نسيانها آهة بحجم الروح

    يتطلب القيام اليها نزهة بين الكواكب

    يتطلب النظر اليها إغماضة ملاك

    أعرف أنك مقيمة في مكان ما، مكان هو أشبه بالشهقة، هناك تنشدين طفولتك المبعثرة، تستعيدين فتاتك، تنشئين عواصم فطنتك، تلمّعين فاكهتك، تزخرفين حاشية كتابك، تعبثين بالساعات فيما القيامة ترتجل موسيقى صمتك. أعرف أن الملائكة سوف تبحث عنك مثلي يوماً ما فلا تجدك. فتصطف حائرة في الطريق اليك. أعرف أنك تقيمين في مكان ما. لقد شُبِّه لهم. لم يصلبوك. سرت الى الجلجلة، مثلما شئت ومثلما شاؤوا. وقد حلمت الاسماء كلها. أسماء قتلتك وأسماء يتاماك. وحين أمتطيت ظهر براقك كان التاريخ يحلم موتك. أيتها الميتة، لا أرثيك. إنما أرثي الشفاه التي يبست عليها الكلمات من أجلك، أرثي العيون التي خدعت بصيرتها وأغمضت أهدابها على نأيك. أرثي حضورك في الموت المضاد لبهائك.

    أبكي المعنى فأنا اعرف أن بغداد لا تسيل. صلبة مثل دموعها التي قدّت من الحجر، حارقة كأنها استعيرت من الجمر، عالقة كأنها أختلطت بالهواء. أبكيها وأبكي عنها وأبكي اليها. ولكن بغداد لا قبر لها. فهي المدعوة الى السماء، المخطوفة بهواء الملائكة، الرسولة بنايات حوارييها، أخت البرق وأبنة الرحيق. تنتشر كالعدوى وتمكر مثل الشعراء.

    سأل الرب: ما اسم هذا الكون الوافد الى الجنة؟

    قالت الملائكة: بغداد.

    الرسومات للرسامة اللبنانية هلن كرم، "تحية لنساء العراق".





    --------------------------------------------------------------------------------



    PDF Edition (Arabic) | HTML Edition (Arabic) | Listen to An-Nahar | Ad Rates | naharpost | Classified Ads | Archives | Contact us | Feedback | About us | Main | Help


    --------------------------------------------------------------------------------




    Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de