وتساقطت الحبات...

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 12:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2003, 09:13 AM

Mayada
<aMayada
تاريخ التسجيل: 08-21-2002
مجموع المشاركات: 1817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وتساقطت الحبات...

    ماتت والدتها وهي لم تبلغ السابعة...
    لم ينتظر والدها كثيراً حتى تزوج بأخرى...
    ومنذ دخول زوجه الاب البيت... بدأت معاناتها...
    تمنت أن تكون لها أماً رؤوم... لكنها لم تجد إلا الحقد والكراهية...
    أما والدها فهو لاهي في وادٍ آخر...
    أقنعته زوجته أن ابنته مازالت صغيره على المدرسة...
    حزنت لهذا الأمر أيما حزن...
    لم تجد سوى قلادة والدتها تشكي لها...
    كانت قلاده جميلة... من حبات خرزٍ صغيره...
    لؤلؤية اللون... بيضاويه الشكل...
    هي آخر مابقي لها من والدتها... وهي أغلى ما تملك...
    احتضنت القلاده...
    تشمها... تقبلها...
    تحدثها وتبكي...
    وغصه في حلقها... مُرّه كالعلقم...
    تخنقها... و تكاد أن تقتلها...
    رأتها زوجه والدها...
    أمسكت بالقلاده ... شدتها...
    فانقطعت وتساقطت حباتها وتناثرت بعيدا...
    صفعتها على خدها الغض, صفعه، أوقعتها أرضاً...
    فتناثرت دموعها اللؤلؤيه واختلطت مع حبات القلادة...
    قامت تمسح دموعها وتلملم قلادتها, وهي تردد (سأصلح القلاده)...
    لم تكتفي زوجه والدها بهذا, بل أمسكتها من شعرها، وشدتها...
    أخذت ما كان في يدها... وقذفت به من النافذه... وقالت( لن تكملي القلاده)...
    دفعتها أرضاً وغادرت...
    أحست أن قلبها قد أُنتُزِع منها...
    شعرت أن جزءا منها اجتُث وقُطِع...
    لم تزد اي منهما كلمه واحده... فكلاهما عرف ما عنى الآخر...
    جلست تبحث عن حبات القلادة ...أو بقاياها...
    وجدت... سبع حبات فقط .. بسنين عمرها...
    أما ما بقي من عمرها فالله اعلم به...
    لا يظهر في الأفق... فهو خلف النافذة ...
    أدخلت الحبات في خيطها...سبعة فقط...
    انهمرت دموعها... إنها بقايا قلادة...
    وجدت تحت الأريكة... حبه صغيره... دائرية... سوداء...
    أخذتها ووضعتها في الخيط...
    وقفت بين الماضي... ومستقبلها المظلم...
    خبأت حبات القلادة بين طيات ملابسها الرثه والتي تكشف اكثر مما تستر...
    ملابس أقرب ما تكون إلى الخيوط المتراصة منه إلى النسيج المحكم...
    وقبل أن تقوم... وجدت حبة أخرى سوداء... لكن كبيرة...
    دست وجهها بين كفيها و أخذت تبكي...
    سافر والدها...وسيغيب أياما...
    وسنحت الفرصة لزوجته...
    حبستها في قبو المنزل...
    كانَ بارداً... مظلماً... موحشا...
    لم يكن لقلبها الصغير القدرة على الاحتمال...
    خافت... بكت... صرخت, وأخذت تدق على الباب بكفيها الصغيرين...
    بكل قوتها تدق وتستنجد...
    جاءت زوجه الأب... وفتحت الباب...
    تعلقت بها وهي ترتجف... انكبت على يدها تقبلها, وترتجف...
    من الخوف ترتجف ومن البرد... تستحلفها بالله أن ترحمها...
    تعدها أن لا تتكلم مع والدتها الميته... تقسم أن لا تخبرها...
    دفعتها زوجه الأب , فأمسكت بقدميها تقبلهما...
    أخبرتها أن المكان بارد و إنها خائفه...
    ركلتها زوجه الأب لداخل القبو...
    سقطت وتدحرج جسدها الصغير على عتباته...
    أغلقت زوجه الأب الباب...
    صرخت من الألم, وبكت...
    صاحت ترجو الرحمه...
    غضبت زوجه الأب وثارت...
    (لماذا لا تصمتين؟.. إذا كنتِ تخشين الظلام فسأطفئ النور)
    و أطفأته...
    صرخت من الخوف وبكت...
    ازدادت زوجه الأب شراسة...
    (لماذا لا تصمتين؟.. إذا كنتِ تبكين من البرد فسأصب عليكِ الماء)
    وصبته...
    انحدر الماء نزولاً حتى لامس جسد هند, الغض و بلله...
    صرخت من البرد وبكت...
    من البرد تصرخ وترتعش...
    من الخوف تبكي وترتجف...
    ومن الألم...
    لم تستطع حتى أن تنأى بجسدها عن الماء...
    الألم يعتصرها ...الخوف يقتلها والبرد يقطعها أوصالها
    رأت الضوء من تحت الباب ...
    حلم بدى لها ... غاية الأمل ... كمستقبلها البعيد ...
    خف صوتها ... صمتت ... ونظرها على الباب...
    جاءت زوجة الأب ...
    ( ألان صمتي ... هذا هو علاجك...وسترين منى ما هو اكثر)
    فتحت الباب ... وقذفت لها بقطعه خبز... اليوم ستنامين هنا ...
    أضاءت القبو ...هالها ما رأت ...
    راتها ...على عتبات السلم ... كنورس جريح...
    ساقطه ...... عيناها على الباب شاخصه...
    كسى وجهها لون ازرق كئيب ...زاد المكان وحشة ...
    دموعها تلمع على وجهها البريء...
    لا حراك... صمت... خلى الوجود من أي صوت...
    إلا همسها وهي تردد( لن اُخبِرَ أمي )...
    اقتربت زوجه الأب...
    نظرت إلى الوجه البريء...
    وجه ملاك... وجه طفله...
    تحملت ما لن يتحمله اشد الرجال...
    بصعوبة حركت يدها ...
    أخرجت القلادة ... والخرزة السوداء ... الكبيرة ...
    وضعتها في الخيط ...وناولتها لزوجة والدها ...
    وهى تقول( ألآن اكتملت القلادة) ...
    سرت رعشة قوية في جسدها الصغير ...
    سالت دمعة على وجنتيها ... سقطت يدها ...
    ونظرها مازال معلقاً على الباب...
    أخذت زوجه الأب القلاده...
    نظرت إليها... أحصتها...
    سالت دمعتها, و قالت...
    ( لم تكتمل القلاده)...
    احتضنتها وبكت...
                  

04-24-2003, 09:19 AM

benyya
<abenyya
تاريخ التسجيل: 03-09-2003
مجموع المشاركات: 774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتساقطت الحبات... (Re: Mayada)

    السلام عليكم

    رائعه يا مياده

    تحياتي

    و



    لى قدام
                  

04-24-2003, 09:29 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتساقطت الحبات... (Re: benyya)

    ميادة العزيزة

    سلام

    ما اقسى الانسان وما اشد ظلمه لاخيه ؟؟

    حقا اتمنى ان تنتهى كل مظاهر القسوة والوحشة وان نتعايش بسلام مع واقعنا الذى نجد انفسنا فيه لا سيما وان كان هنالك من هو اضعف منا ويحتاج اكثر الى عطفنا وحناننا..

    قصة مؤلمة ويقينى انها تتكرر كثيرا وانها من الواقع المعاش فعلا..

    لك تحياتى وودى
                  

11-07-2003, 12:21 PM

sentimental


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتساقطت الحبات... (Re: Mayada)

    واصلى ارجوك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de