........ يوم فجيعه سودانــــــــي

لم تستطع الحرب القذرة ضد العراق ولا الاشلاء المتناثرة في جنوب وشمال ووسط العراق ان تنسيني ان اليوم 24مارس 2003م هو بداية امتحانات الشهادة الثانوية السودانية حيث يجلس اكثر من ربع مليون طالب وطالبة في منافسة الدخول للجامعات السودانية.. في تقديري ان الشهادة الثانوية اضحت مرآة تنعكس عليها التنمية غير المتوازنة في السودان وينعكس عليها التباين الحاد في المجتمع السوداني . كيف ؟

أفقياً ان نسبة الطلاب والطالبات في الربع مليون اعلاه من وسط السودان الى بقية اطراف السودان لا تقارن وتحديداً ان المُمتَحنين من العاصمة وبعدها الجزيرة ثم النيل الابيض ونهر النيل عدد كبير جداً مقارنة مع بقية ولايات السودان (الاثنين وعشرين) ، اما رأسياً وهو الادهى والأَمر انه لا مقارنة بين الجالسين للامتحان من حيث النوعية، فمعظم الطلاب العلميين احياء ورياضيات من العاصمة وما جاورها اما طلاب الاطراف وعلى قلتهم فهم في المساق الادبي لا لضعف في قواهم الذهنية انما لعدم وجود المعمل والكتاب والاستاذ.

وداخل الكتلة المتميزة « الكتلة العلمية» نجد تفاوتاً يشيب له الولدان فطلاب العاصمة غير طلاب اقرب الولايات اليها فهؤلاء في المدارس الخاصة والمدارس النموذجية يتلقون جرعات مكثفة في المواد العلمية فخيرة الاساتذة المتخصصين هم الذين يقومون بتدريس تلك المواد هذا بالاضافة للدروس الخاصة كمجموعات وافراد وحصص تركيز وامتحانات تجريبية واخيراً « الفقرا» الذين يعزمون على الاقلام ، فهؤلاء هجروا الارياف وجاءوا للعاصمة حيث « الفاتحة بالشي الفلاني» وبذا تكون اللياقتان الذهنية والنفسية قد اكتملتا لطالب العاصمة .
وزارة التربية والتعليم زادت الامر ضغثاً على ابالة فاضافت مواداً جديدة كالحاسوب والعلوم الاسرية فاصبحت المدارس الخاصة تعج بالحواسيب بينما طلاب مدارس اطراف السودان لم يشاهدوا الحاسوب الا في الصورة فمثلما يدرس الضوء والصوت نظرياً اخذوا يدرسون الحاسوب نظرياً وبعد كل ذلك يجلسون لأداء امتحان واحد مع الذين يجلسون أمام الحاسوب في المدرسة وفي البيت وفي الشارع ولا نضيف المسرح لانه يعرض فيه (عرس ابو الدرداق) و(الناس السعرانين) وكل هذه الأسماء القبيحة التي تجسد التنمية غير المتوازنة في بلادنا . اغرب ما في الشغلانة ان المواد الحديثة التي اضيفت اخيراً وهي مواد اختيارية في الامتحانات ولكنها يجب ان تدرس كثقافة عامة، فالمدارس الخاصة التي توفر مستلزمات تلك المواد تقوم بتدريسها « ويخم » طلابها الدرجات خماً أما المدارس التي لا توفر مستلزماتها فتحذفها من الجدول بينما تقوم المدارس الحكومية ومدارس الارياف بوضع تلك المواد ضمن الجدول وتدريسها نظرياً فتستنزف بذلك تلميذها المغلوب على أمره.

لقد سبق لنا ان كتبنا وقلنا ان اللجنة القومية للامتحانات في السودان كانت وما زالت رمزاً للنجاح والانضباط ويقوم على رأسها تربويون يندر ان يجود الزمان بمثلهم وقد كانت امتحانات السودان وما زالت رمزاً للنزاهة وحسن الاداء ولكن هذه اللجنة المحترمة ترعى منافسة غير متكافئة منافسة نتيجتها معروفة سلفاً لذلك طالبنا « بفدرلة» .ــ وهذه من فدرالية ــ هذه اللجنة لكي تقوم كل ولاية بوضع امتحاناتها على حسب مستويات طلابها كما يحدث في مرحلة الاساس وبعد ذلك تقوم الولاية المعنية بأخذ طلابها الذين يحرزون درجات عالية ووضعهم في كليات جامعاتها التطبيقية بعد سنة اعدادية، فطالما انه استحال اصلاح التعليم في المرحلة الثانوية فيمكن تدارك الطلاب في بداية المرحلة الجامعية ولكن السؤال: أين هي الفدرالية ؟ قال فدرالية قال !

على العموم مبروك لأبناء العاصمة كليات الطب والصيدلة والهندسة وبقية الكليات التطبيقية وعلى أبناء الارياف الدراسات الانسانية ــ حلوة انسانية دي ــ وليبشر سوداننا بتنمية غير متوازنة مستدامة ، وان كان هنالك عزاء فان وظيفة الطبيب والمهندس اليوم ــ ما جايبة حقها ــ فيا أهل النور والدثور ابحثوا لكم عن استثمار في مجال آخر .
المصدر

عبد اللطيف البوني
http://www.rayaam.net/

ود العم.. الن .. عطبراوي
دي واحده من الوجعات البتحرق في الجوف
فالتعليم في السودان اصبح في الخرطوم وفي الخرطوم عند الزي يمكل القدره عليه
حقيقه في اخر زياره لي في الخرطوم سمعت حاجات غريبه وشفتا تفاصيل اغرب
مثال بسيط
في اغلب مدارس الاساس الحكوميه في اطراف العاصمه لايوجد استاذ للتربيه الاسلاميه بل يوجد شيخ
وهو عباره عن طالب خريج الخلوه .. ولا يتقاضي مرتب من الحكومه بل من الطلاب وفي يوم الحصحه الذي لا يسدد الرسوم لا يحضر الدرس .. والادهي والامر اذا كان المبلغ الاجمالي اقل من ما يرضي طموحه يلغي الحصه ايضاً بعد ان ياخذ القروش

وماذال الوجع يتفشي ويتفشي