التحرير سامية صبحى الناشر صبحى داؤود اسكندرومحمد عثمان مكى الغلاف بهجت عثمان التصميم والرسومات الداخلية : عصام احمد عبد الحفيظ
الطابعون دار الزهراء - الخرطوم
تلك الرائحة ... صنع الله ابراهيم امدرمان .. بانت شرق اول اغسطس 1986
على ان رواية " تلك الرائحة " تكاد أن تكون على حد تعبير مؤلفها " صنع الله ابراهيم " على حافة السيرة الذاتية . ان صنع الله ابراهيم هو السجين الشيوعى نفسه الذى خرج من السجن مع من خرج من الشيوعيين فى منتصف الستينات خلال المرحلة الناصرية بعد اكثر من خمس سنوات من سجن وتعذيب . وفى مرحلة الستينات هذه كانت التجربة الناصرية تسعى للتجذر فى معاداتها للامبريالية والرجعية العربية والبرجوازية المصرية المحلية . ولهذا كانت التامينات الكبرى وقرارات الاصلاح الزراعى الجديد التى ابتدات عام 1961 وكان الميثاق عام 1962 الذى يتبنى الاشتراكية العلمية ( رغم الاختلاف فى تفسير عملية الاشتراكية ).ويؤسس اتحاد اشتراكياوحزبا طليعيا داخله ، ويستكمل المرحلة الاولى من بناء السد وتحتدم معاركة مع الامبريالية وتتعمق علاقات الصداقة والتعاون بينه وبين الاتحاد السوفيتى فى هذا الاطار يخرج صنع الله ابراهيم مع بقية رفاقه الشيوعين من السجن لياخذ فى التعامل مع هذا الواقع الجديد . هل هو واقع جديد حقا ؟ ام ان القديم مازال يعيش ويتنفس ويسود ، الشعارات النظرية تتعارض مع الممارسة والرواية تعبر عن خيبة الامل الذى اسفر عنها اللقاء بين هذا السجين الشيوعى المفرج عنه وبين هذا الواقع " الجديد - القديم "بمفاهيمه وقيمه ومشروعاته وشعارته وتطبيقاته ، على انها ببنيتها الفنية الموحدة المتسقة ترتفع عن حدود السيرة الذاتية الخالصة ولاتكون مجرد تعبير عن خيبة امل او عن مجرد رؤية نقدية رافضة - عامة لواقعها الخاص ، اى تصبح عملا روئيا فنيا لع ذاتيته الخاصة المتميزة. على ان هذا الرواية - فى تقديرى - كما ذكرت فى نهاية المقدمة - ليست الا الجزء الاول من ثلاثية . فجزؤها الثانى هى نجمة اغسطس واذا عدنا الى مسالة السيرة الذاتية لوجدنا ان المؤلف صنع الله ابراهيم ، ما ان خرج من السجن فى منتصف الستينات حتى اتجه مباشرة الى منطقة السد حيث كان العمل دائبا للبدء فى انجاز المرحلة الثانية . "و" نجمة اغسطس " هى روايته التى استلهمها من هذه الرحلة لمنطقة السد العالى وتكاد هذه المرحلة الى السد ، اقصد الرحلة الى " نجمة اغسطس " ان تكون امتدادا لرحلة ايامه الاولى فى القاهرة عند خروجه مباشرة من السجن اقصد الرحلة الى " تلك الرائحة التى تقول " ثم اتجهت الى محطة المترو " على نحو اخر هو " ثم اتجهت الى محطة القطار المتجهة الى منطقة السد العالى" محمود امين العالم " ثلاثية الرفض والهزيمة"
ومن الناشر وصنع الله ابراهيم لا يختنق بتلك الرائحة "فى واقعنا الاجتماعى السودانى . وله فى هذا رؤيته الخاصة: فهو يقول لان للصراع الاجتماعى فى السودان " رائحة عطره اذ هو يتميز بالاستقامة !وكل طبقة وفئه اجتماعية تلزم حدودها " ولهذا ليس فى الواقع الثنائى تلك الثنائية والتجاوزيه التى يتسلل فيها البرجوازى الصغير ذو الرؤية الضبابية الى مراكز الصدارة ، ويصبح فيها الثورى اجيانا كسيحا عاجزا عن تحديد معالم الاشياء... ولهذا كثيرا ماداعبناه بقولنا اننا نغبط حقيقة كونه ثوريا مصريا لانه لوعاش بيننا لحرمنا من اعماله الابداعية ولاصبح تقريرا جافا يرصد فقط وقائع الاشياء.... هذه بالطبع مجرد دعابة نرجو الا تحمل ما لا طاقه لها به ولنرجع ل " تلك الرائحة " هذه الرواية برغم تاريخها القديم 1966 الا انها تكاد تكون جديدة تماما بالنسبة للقارئ السودانى والعربى عموما فقد صودرت مباشرة بعد صدورها ولم تصدر لها اى طبعة جديدة وقد خصنا بها الكاتب الكبير تقديرا منه لعلاقات الكفاج المشترك الوشيجة التى تربط بين شعبينا ... والتى تملك واقعا خاصا فى وجدان كاتبنا ونح بدورنا نشكر للكاتب هذه الحظوة .. ونامل ان يكون هذا الكتاب بداية لسلسةمن الاعمال ننوى نشرها ونعمل فيها ما استطعنا جهدنا نشر الكتاب التقدمى السودانى والعربى والعالمى شهدى للكتاب التقدمىاول اغسطس1986
(عدل بواسطة امبدويات on 03-09-2003, 09:45 PM) (عدل بواسطة امبدويات on 03-10-2003, 02:24 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة