حلة دولية لمحاربة تجارة الرقيق الابيض
مشلكة لا تزال تبحث عن حل
نشطاء يجتمعون في واشنطن للبحث في سبل مواجهة النمو المضطرد
لعصابات المتاجرة بالنساء لأغراض الجنس
أصبحت القصة أكثر من مألوفة: فتاة أو سيدة من دولة فقيرة تستمال للسفر خارج بلادها
بعروض عمل مغرية ماديا، ربما للعمل كراقصة، أو نادلة، أو مربية أطفال
غير أنه ما أن تصل الفتاة إلى وجهتها، حتى تسلب من جواز سفرها وتحرم من حريتها و
تتعرض للتهديدات وسوء المعاملة ويطلب منها أن تسدد تكلفة رحلتها من خلال العمل في البغاء
وهناك صور متعددة لويلات الاتجار الجنسي في البشر، وهي صناعة متنامية توقع
في شراكها مئات الآلاف من النساء سنويا، حسبما يشير الخبراء، ولكن جميع
هذه الويلات ترقى إلى نفس المحصلة
ويقول جون ميللر رئيس إدارة مراقبة ومكافحة تهريب الافراد في الخارجية
الامريكية "ما نحن بصدده بالفعل هو مكافحة الرق وتجارة الرقيق في العصر الحديث"
وفي إطار مساعي مكافحة هذا الوبال العالمي، استضافت
الحكومة الامريكية مئات المسئولين والنشطاء من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في مؤتمر
عقد في واشنطن لمدة أربعة أيام هذا الاسبوع
ودعا منظمو المؤتمر مجموعة متنوعة من المشاركين يشملون
ضحايا لتجارة البشر وموظفي خدمات اجتماعية ووزراء للعدل ورؤساء
لادارات الشرطة وقساوسة ومسئولي خدمات صحية
وكان الهدف من التجمع بحث سبل المكافحة المشتركة لهذه الصناعة التي تبلغ قيمتها
عدة مليارات دولار سنويا، وتعتبر ثالث أكبر نشاط لجمع المال بالنسبة
لعصابات الجريمة المنظمة بعد المخدرات والاسلحة
وقال ميللر "أعتقد أنه إذا أدركت دولة مثل الولايات المتحدة هذا التحدي وتصدت له
" قائلة سوف نلعب دورا في مكافحة هذا النشاط، فإن هذه الخطوة سوف تساعد
ويصعب التوصل إلى أرقام محددة بشأن مدى تفاقم المشكلة. وذكر ميللر أن صندوق رعاية
الطفولة التابع للامم المتحدة (يونيسيف) يشير في تقديراته إلى أن أكثر من مليون طفل، ناهيك
عن الكبار، يرغمون على المشاركة في تجارة الرقيق الابيض سنويا
ورغم أن بعض دول آسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق تعتبر من أبرز المناطق
التي تنتمي لها أصول الفتيات والسيدات المتجر فيهن، فإن النشطاء يؤكدون أن السبل التي
تسلكها هذه التجارة منتشرة في جميع أنحاء العالم
وتقول ميشيل كلارك من مركز الحماية بجامعة جونز هوبكنز "هذا بالفعل هو
الجانب المظلم للعولمة". وأوضحت قائلة إن شبكة الانترنت قد زادت عمليات
تهريب البشر لاغراض الجنس دوليا
وكثيرا ما يستخدم جالبو الفتيات والمهربون والقوادون أساليب متشابهة في ممارسة
هذه التجارة المربحة، مثل تشغيل "وكالات للبحث عن شريك الحياة" أو شركات سياحية
كواجهات وهمية لعملياتهم، حسبما يشير الخبراء
وكثيرا ما ينتهي الحال بالسيدات في دول يسمح فيها القانون بممارسة الدعارة مثل
أحياء البغاء في أوروبا والهند. وتشعر الكثيرات بأنهن وقعن في فخ بسبب
خشيتهن من سلطات الهجرة المحلية
وتقول منظمة شيرد هوب إنترناشونال الخيرية الامريكية أن بعض السيدات يحبسن أو يرغمن
عبر العنف على العمل في البغاء. وقد أشارت المنظمة في تقرير عن حالة الضحايا إلى
قضية إحدى السيدات من أمريكا اللاتينية
وقال التقرير إن "إنيز" تم تهريبها إلى الولايات المتحدة على وعد بالعمل في أحد
المطاعم، ولكنها تركت بعد ذلك في عربة مقطورة مع مجموعة من النساء الشابات اللاتي
قلن لها أنها ستضطر إلى بيع جسدها
وقالت إنيز لمنظمة شيرد هوب إنترناشونال لقد حذرتني الفتيات في العربة أنني إذا حاولت
الهرب، فسوف يجدني الرجال ويتعدون علي. ولم يكن هناك مكان أهرب إليه وكنت معزولة تماما
وأشار التقرير إلى أن إنيز أنقذت أخيرا في عملية مداهمة لوزارة العدل
الامريكية ولكنها "حتى هذا اليوم، تريد الاستحمام والاغتسال طوال الوقت لانها تشعر بأنها
" لا يمكن أن تكون نظيفة مرة أخرى