|
الغربة بتغير الناس
|
الغربة بتغير الناس
إحساسنا بالغربة قديم ومتأصل – إغتربنا عند الفطام عن فراش الأم، وإغتربنا بعد الزواج لحوش مستقل، وإغتربنا عن مسقط رأسنا لمدن داخل الوطن بحثا عن تعليم أحيانا وعن لقمة العيش احيانا أخر، وإغتربنا لوطنا العربى، وإغتربنا عن أرض العرب والمسلمين ( ورواد الفضاء إغتربو عن الكرة الأرضية ). الغربة أحساس يلازمنا ويختلف مقدار وتأثير الإحساس به حسب المكان والزمان ... كلها غربة ويبقى القاسم المشترك فى الإعتماد على النفس والتحرر فى الكثير من القيود بإتجاه الإستقلال فى شتى دروبه وعلى إختلاف أشكاله ودرجة نمو هذا الإستقلال من شخص الى آخر – إستقلال فى العيش والتعايش والفكر والرأى الى حد يمكن معه خلق إسلوب متميز للتعايش مع الواقع الجديد كرفض للماضى من ناحية أو كواقع جديد تفرضه مستجدات وأشكال الغربة من ناحية أخرى.
وبصرف النظر عن ما آلت إليه الشخصية المغتربة من تغيير أملته ظروف الغربة وفرضه واقعها أو نتاج لرغبة فى تصحيح الماضى نتيجة وعى نمى بحكم الزمان والمكان فالنتيجة واحدة هى التغيير فى الشخصية ذلك التغيير الذى يجب أن لايقابل بالرفض أو الإستنكار حتى التغير الذى يطول الفكر، لان الفكر سمته التغير والمبادى والعادات والتقاليد البالية التى لاتواكب متطلبات العصر وتعترض مساره وتعوق إيقاعة المتنامى .
وفى الختام فإننى أقر وأسلم بحتمية التغيير والتطوير والمواكبة والتجديد ولاننسى ما أضافته هجرة وإغتراب العقول والأقلام فى إنتاجها الأدبى والعلمى والثقافى من إبداع وتجديد فى الروأى والمفاهيم ، والتميز الواضح عن من لم يحظوا بإغتراب أو هجرة.
( مع تحياتى للأخ عضبراوى وأخص بالذكر مقاله عن صاحبنا الذى غيرته الغربة وطلب عروس زى اللمبة دى. ذلك المقال الذى إستهلاه بأن الغربة سلبتنا الكثير وغيرت ناس نعرفهم )
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
|
|