كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: قصة الأطفال المختطفين في تشاد وقراءة الزوبعة في الفنجان (Re: SARA ISSA)
|
وركبت الإنقاذ الحصان الأبيض ، كالشاطر حسن الذي خاطر بحياته من أجل إنقاذ الأميرة بدر البدور ، تحدثت وزيرة الشئون الإجتماعية عن الأزمة وطالبت بتقديم الجناة للمحاكمة العادلة ، بسرعة تم تكوين عدد من اللجان تضم وزراء من الدفاع والداخلية ، أنها معركةٌ في غير مُعترك ، على هؤلاء الرسميين أن يسألوا أنفسهم ..ما الذي أودي بمائتي طفل مشرد إلي تشاد ؟؟ وهل سألوا أنفسهم وهم يتقلبون على فرشهم الوثير في " كافوري " و " يثرب " أن آلاف الأطفال مثل هؤلاء وليس مئاتاً ، يواجهون أوضاعاً مأساوية محزنة أسوأ بكثير من هذه الحادثة ، وهناك المئات منهم يموتون من نقص الغذاء والدواء يومياً ، لكن لا بواكي عليهم لأنهم بعيدين عن بؤر الإعلام ، نقتل ذويهم بدمٍ بارد ، نحرق قراهم ، نصادر الثمر ، نغتصب النساء ، نترك الجناة يفرون من يد العدالة ، ليس هذا فحسب ، بل نضع الجناة في كرسي الإنسانية ، ونطلب من الجزار أن يرأف بالشاة ويشحذ السكين حتى لا تشعر بالألم ، لكن هذا لا يمنعنا أن نركب الموجة مع الراكبين ، فنبكي على الإنسانية المهدرة في دارفور ، نطلق البيانات الصحفية ونكوّن اللجان ونتحدث بحرقة وألم لوسائل الإعلام عن ما جرى وعن ما سنفعله ، حتى هذه اللحظة لم تطالب حكومة الإنقاذ بإستعادة هؤلاء الأطفال ، أو على الأقل تتحقق من هوياتهم هل هم سودانيين بالفعل أم تشاديين ؟؟ ، فقد تجاوزت الواقع الإنساني وأختارت المضي إلي مربع التنديد وإجراء المحاكمات ، والإنقاذ شريكة في كل كارثة تحدث في دارفور .وإن كان لا بد من المحاكمات فلنبدأ برموزها لانهم صنعوا هذه الكارثة .
اصبتى كبد الحقيقة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|