قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2007, 02:48 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد

    قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد

    في عام 2005 غيّب الموت عنا الكاتب الأمريكي ، والروائي والمسرحي ، أرثر ميلر ، غير الشهرة التي حصدها من زواجه باسطورة القرن الماضي ، مارلين مونر ، إلا أن السيد ميلر نال شهرة من أعماله الأدبية التي كانت سهلة على ذهن القارئ العادي ، فهو كما قال النقاد يكتب بإسم العامة أو الطبقة المتوسطة ، لذلك أُعتبرت مسرحيته " المحنة " Crucible من أهم الأعمال التي تناولت هذه الطبقة ، " المحنة " تناولت قضية "Religious prosecution " في الثقافة المسيحية ، يكفي أن يرمي عليك جارك تهمة السحر والشعوذة ، أو " الكهانة " ، لتجد نفسك أمام قاضي صارم الوجه " دانفورث " ، همه الوحيد تطبيق العدالة الإلهية وحفظ الإيمان بالرب من التلوث ، هذا القاضي كان يقبل بكل الدعاوي الكيدية ، فيصدر الأحكام القاسية على المتهمين ، يطلب من المتهمين إما أن يعترفوا بأنهم تعاملوا مع الشيطان أو أن يواجهوا حبل المشنقة ، أحياناً يستدرجك القاضي على ذكر بعض الاسماء التي تعرفها والتي من الممكن أن تكون قد تقمصها الشيطان ، من هنا بدأت الإنطلاقة ، للنجاة من العقوبة عليك ذكر إسم اي شخص أنت في خلاف معه ، وشت العشيقة بحبيبها لأنه ندم على العلاقة الإثمة التي كانت تربطه بها ، فهو رجل متزوج ، إنتقام العشيقة أرسله إلي حبل المشنقة ، وهناك خلاف بين خادمة ورب عملها ، فأنتقمت الخادمة لنفسها عن طريق الوشاية للقاضي " دانفورث " الذي يُطبق الأحكام التي بالتأكيد ترضي الرب ، عاشت البلدة الصغيرة في حمي الإرتياب "Paranoia" ، أُعدم العديد من الناس الأبرياء لأن العدالة فتحت أذنها للوشاة ، يكفي أن يتضايق جارك من نباح كلبك فيذهب إلي القاضي " دانفورث " ويخبره بأنه رأى الشيطان يحوم حول عتبة بابك ، بمجرد وصول هذه الوصاية تجد نفسك بين يدي الجلاد .
    عُدت لقراءة هذه المسرحية من جديد ، والسبب يعود إلي وقوع نفس أحداث رواية " المحنة " في بلدنا السودان ، الشهود الصغار ، الكيد الشخصي ، هجمة الشرطة والقاضي ، إرتعاشة المتهم وخوفه الشديد من مواجهة المصير المؤلم ، نعيش تفاصيل هذه المحنة في كل يوم ، أراد أرثر ميلر أن يقول لنا أن تهم التجريم الديني والمقرونة بالعدالة القاسية كانت موجودة حتى في المجتمعات المسيحية ، حادثة المُدرسة جليانا لم تخرج من بين فصول هذه المسرحية ، فهي مدرسة دخلت في العقد السادس من العمر الزمني ، وعملها في بلد يدين معظم أهله بالإسلام لن يضعها في خانة المزدرين للأديان ، فهي تحمل جنسية بلد يحترم التنوع الديني والثقافي ، فالإسلام مُكرّم ومُصان في بريطانيا والتي سماها العقيد القذافي يوماً بجنة " الكلاب الضالة " في وصفه الفريد لأصحاب اللحي ومقصري الثياب ، يعيش في لندن عتاولة الإسلام السياسي ، عمر المهاجر ، ياسر السري ، او حمزة المصري ، سعد الفقيه ، فقد كذب من قال أن الغرب يتعمد الإساءة للإسلام ، لأن المسلمون السنة والشيعة يعيشون في بريطانيا في جو من التسامح لا يجدونه حتى في بغداد الفتية ، رمز الحضارة الإسلامية وعاصمة دولة الخلافة ، والإنفلات الفردي لا يمكن أن نحاسب به عامة الناس ، وما فعله الرسام الدنماركي لا يُمكن أن نعاقب به كل الدول الأسكندنافية ، لأننا بذلك نُثبت بأن الرسول ( ص ) يُهان اسمه في كل تلك الدول ، وهذا أمر لم يحدث بإجماع الكل إذا ألتزمنا بحبل الصدق وأهملنا التهويل الإعلامي ، فلولا ضجة الغوغاء لما عرف أحد بتلك الكاركتيرات المهينة ، ولظل هذا الرسام البائس مغموراً في بركة النسيان .
    حادثة المدرسة جليانا أعادت إلي أذهاننا مسرحية الكاتب أرثر ميلر ، المحنة ، عندما يتحكم الغوغاء في شئون الناس ، عندما يتحدثون للناس وكأنهم رسلٌ مبتعثين من السماء ، هنا يسقط الضحايا الأبرياء ، فبإسم حماية اسم الرب والمعتقدات تُفتح السجون ، تُهان العدالة ، يسود الخوف في المجتمعات ، فالرسول ( ص) لم يأمر بقتل المنافقين في المدينة وهو كان يعلم بعددهم وأسمائهم ، وكان يعلم بمدى الأقاويل والإشاعات المغرضة التي كانوا يروجون لها ، والسبب يعود إلي أن الإسلام دين تحمل وصبر على تصلف الطرف الأخرى ، عسى أن يقف هؤلاء الأدعياء موقفاً لا نذمهم عليه كما حدث مع سهيل بن عمرو .
    قصة المُدرسة جليان بدأت في غاية البساطة ، وتصرفت المُدرسة بعفوية تامة وطلبت من طلابها إختيار إسم للعبة " تيدي " ، وقد أختار الطلاب الصغار عدة أسماء من بينها عبد الله وحسين ، لكن النسبة الكبيرة من الطلاب أختارت إسم محمد ، ونسبةً لحداثة هذه المدرسة في عملها الجديد ، فهي قد وصلت إلي السودان في شهر أغسطس الماضي فقد تعاملت مع هذه التسمية بعفوية كبيرة وجارت التلاميذ الصغار في هواهم ، بعدها حدثت الضجة ، لم تقوم وزارة التربية بمخاطبة المشرفين على مدرسة الإتحاد ، ففي المؤسسات التربية يُطلب تفسير أو إستيضاح لأي حادثة تقع داخل المدرسة ، فالمدرسين ليسوا لصوصاً أو قطاع طرق ، تُكوّن في العادة لجنة بغرض تقصي حقائق المشكلة ، هذه اللجنة التربوية تقرر شكل المحاسبة وكيفيتها ، فإما أن تطرد هذه المُدرسة من العمل أو تقدم لها إنذار بعدم تكرار ذلك والإعتذار عن ما بدر منها من خطأ ، خاصةً إذا علمنا أنها فعلت ذلك بحسن نية ولم تقصد إلحاق الأذى بنبينا الكريم ، لكن وزارة التربية السودانية بدأت من الآخر فلجأت للشرطة ، فقبل أن يصل البلاغ النيابة تجمع بعض الغوغاء أمام المدرسة وهم يطالبون بتوقيع أقسى العقوبات على هذه المُدرسة ، المفارقة هناك تنسيق ملحوظ بين الأجهزة العدلية وبين جمهور المحتشدين الغاضبين ، الذين يريدون تطبيق عدالة " دانفورث " كما قرأنا لأرثر ميلر ، هذه الملاحظة سوف تذوب إذا علمنا أن معظم الذين يشكلون هذه الأجهزة هم من نفس تيار السلطة ، وهم كفصيلة العناكب يعرفون كيفية التواصل مع بعضهم البعض ويتجمعون في الوقت المناسب عند حينونة ساعة الصفر ، داهمت الشرطة المدرسة في وضح النهار وخلقت حالة من الذعر والخوف بين التلاميذ الصغار ، أُقتيدت المُدرسة المطلوبة إلي السجن وسط ذهول الطلاب وبقية المدرسين ، هذه الواقعة لم ترد على هذا النحو في صحف الخرطوم ، فليس كل الذين يقبعون في سجون الإنقاذ الآن قد سبوا الرسول ( ص ) أو شتموه ، تصاعدت ردود الفعل ، الناطق بإسم الخارجية أطلق تصريحاً ، والحدث لم يفوت وزير العدل المتواجد بالقاهرة في وقت الحادثة ، أُرسلت هذه المُدرسة المغلوبة على أمرها إلي السجن وهي ترتجف من الخوف ، وصحافة الخرطوم تتحدث عن سجنها بأنه إنتصار حققه الإسلام !!
    هذه هي محاكم التفتيش بعينها ، فنحن أمام إمراة أجنبية ، طاعنة في السن ، فأين النصر الذي يحققه الإسلام من خلال سجن هذه المرأة ؟؟
    سارة عيسي
                  

العنوان الكاتب Date
قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد SARA ISSA11-28-07, 02:48 PM
  Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Tragie Mustafa11-28-07, 02:59 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد bent-elassied11-28-07, 03:04 PM
  Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Mustafa Mahmoud11-28-07, 03:00 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Napta king11-28-07, 03:56 PM
  Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Zoal Wahid11-28-07, 04:30 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد عبده عبدا لحميد جاد الله11-28-07, 05:20 PM
      Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Mustafa Mahmoud11-28-07, 05:39 PM
      Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد عبدالأله زمراوي11-28-07, 05:41 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد noon11-28-07, 07:03 PM
      Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد مزاحم الضوي11-28-07, 08:47 PM
        Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Tragie Mustafa11-28-07, 09:32 PM
  Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد عبدالوهاب همت11-28-07, 10:27 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد amir jabir11-28-07, 10:36 PM
      Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد Zakaria Joseph11-28-07, 10:49 PM
    Re: قصة المُدرسة جليان التي لم يقرأها أحد mohmed khalail11-28-07, 10:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de