حقيقة مذهلة ، أعضاء الوفد الحكومي المفاوض في أبوجا .جمع بين الشوائقة والجعليين والاتراك

Quote: أنا لا أنكر أن اعضاء الوفد الحكومي المفاوض في أبوجاء عباقرة في الدبلوماسية العالمية ، لأنهم استطاعوا بذكاء أن يعلبوا دور المجرم والقاضي والجلاد والوسيط في وقت واحد ، وأنهم كما وصفهم أحد المتداخلين خلاصة السياسة السودانية ، فالحق لا يأتي الا من بين ايديهم ، فلنعبدهم ولنقيم لهم التماثيل في الميادين العامة ، ولنقل لهم أعل .. مجذوب الخليفة الجعلي ، أعل .. امين حسن عمر الشايقي ، فهم الاعلون في كل مطرح وفي كل مناسبة ، انهم ليسوا الا أسماء سميتموها وما أنزل الله بها من سلطان . واذا كان الشمال في خلال سبعة عشر من من حكم الانقاذ لا يملك الا مجذوب الخليفة وأمين حسن عمر وعلي عثمان ، فعلي أهل الشمال السلام ، فهذه القيادات قد هرمت وطعنت في السن ، ولن يجديها التمترس خلف المساحيق وعمليات تجميل الوجه والتي لا تدوم الي الابد ، عبدالواحد محمد نور هو برلومي في جامعة الخرطوم ، وتخرج منها عام 93 ، وقتها كان مجذوب الخليفة واليا علي الخرطوم وعلي عثمان وزير للتخطيط الاجتماعي والغازي صلاح الدين وزيرا للاعلام والثقافة ، وقد فاوض الان العقبان الهرمة من الانقاذيين في أبوجا ، وهم أسن منه بثلاثة مرات ، اما الاخ أركوي مناوي فهو من مواليد عام 1968 ، أنه جيل من الشباب ، يحمل هم تحرير أهل دارفور من الطغيان والظلم . فهناك بون شاسع بين الانقاذيين وحملة السلاح من أبناء دارفور . كانت نيفاشا لعلي عثمان ، ظهر فيها كبطل للسلام ومحب للخير ، وانتهت الضجة ، فالعروض واضحة ، والحلول جاهزة ، منصب نائب رئيس ، مع حق تقرير المصير بعد ستة سنوات ، والقرائن تقول ان الانفصال سوف يقع ، ليس لأن الجنوبيين يحبذون ذلك ، بل لان الحكومة في الخرطوم يستحيل أن تكون قومية ، فهي ملك لبيوتات معينة يتوارثونها اصاغر عن أكابر ، وفي مفاوضات دارفور الاخيرة ورث مجذوب الخليفة عرش عثمان طه في المفاوضات ، فطريق المجد اصبح يبدأ من مجاعة ، ثم حرب أهلية ، ثم مفاوضات تعطي الطرف الاخر منصب سيادي وحق الانفصال بعد عدة سنوات ، سوف يتكرر نفس السيناريو في شرق السودان ، وهو من نصيب الدكتورعلي نافع ، أحد عباقرة الانقاذ وصناع عرشها ، والصفقة معروفة ، كالمطر الذي يبدأ بسحابة ثم برق تعقبه أمطار غزيرة ، روبرت زوليك سوف يكون حاضرا ، ويان برونك لن تفارق عدستاه موقع الحدث ، فالوصفة اصبحت تأتي بالمجان من واشنطن ، ولن يغير تركيبتها المفاوض سواء أكان شايقيا أو جعليا ، منصب سيادي مع حق تقرير المصير لأهلنا في شرق السودان ، وبعدها لن يحكم أهلنا الشوايقة ومن شايعهم سوي الدامر والقرير وفتوار ، فقد اضاعوا السودان الكبير ومزقوه شر ممزق .ومن قال ان مدينة الخرطوم دائرة تقع خارج تماس هذا التمزق ، سوف يأتي دورها في يوم ما ، أمدرمان لاهل غرب السودان ، والخرطوم للاقباط والجنوبيين ، وبحري للشماليين ، هذا هو الطريق الذي تريد ان تجرنا اليه الانقاذ ، كحال فرعون ( استخف قومه فأطاعوه ) ان الاحزاب تكبر عندما تضم اليها كافة مكونات الشعب ، أفارقة وعرب وجنوبيين ، مسيحيين ومسلمين ، أما حزب المؤتمر الوطني فقد قام علي عقلية القبيلة وليس الافكار الانسانية الجامعة ، وخليطه مكون من رجال العشائر ، وبقية المماليك في وادي حلفا ، بالاضافة الي المستوطنين الاتراك من أمثال الغازي العتباني ، وفي عراق صدام حسين كان مستشار الرئيس للشئون العلمية الدكتور ناصر السعدي شيعيا ، ووزير الاعلام محمد سعيد الصحاف شيعيا ، ورئيس الوزارة المرحوم /محمد حمزة الزبيدي شيعيا ، ونائب الرئيس كردي هو الاستاذ/طه ياسين رمضان ، وزير الخارجية طارق عزيز كان مسيحي الديانة ، لم يكن الدين عقبة تقف دون الوصول الي السلطة في العراق ، هذا البلد الموغل في العروبة ، ولذلك كانت الدولة العراقية متماسكة حتي لحظة سقوطها ، فحزب البعث رغم خلافي العميق معه الا أنه وفر مظلة جامعة ضمت تحت سياجها مختلف ألوان الطيف من أبناء الشعب العراقي ، ودعوات الفدرالية والتقسيم وجدت طريقها الي العراق بعد أن سيطر رجال العشائر والدين علي مقاليد الحكم ، وحالة السودان أعنف من النموذج العراقي ، فقد مات أكثر من مليون شخص في دارفور قبل أت تطأ قدم القوات الدولية أرض السودان ، وتشرد أكثر من أربعة ملايين من ديارهم ، من الفاعل يا تري ؟؟ أنه ليس اسرائيل ، وليست الولايات المتحدة ، فما هو الحل ؟؟ الحل هو أن ننكر هذه الكارثة أو نرميها علي شماعة التدخل الدولي ، والصور التي نقلتها الفضائيات ليست لسودانيين بل هي منقولة من رواندا ، أما حالات الاغتصاب فغير موجودة وهي كذبة من تلفيق المنظمات اليهودية ، وما حدث بالضبط هو نوع من الدعارة المقننة ، فأختلف الفاعلان علي ثمن الخطيئة ، فحدث ما حدث ، والازمة سببها بعير عربي ضل طريقه ، فوجد عشبا ( لزرقاوي ) فقام بالتهامه ، فغضب ( الزرقة ) وبلغت صيحتهم عنان السماء فأوسعوا البعير ضربا وتجريحا ، فغضب العرب لكرامتهم الجريحة ، وعلي طريقة العرب في الجاهلية قاموا بالثأر للبعير ، وردوا الصاع صاعين ، هذه هي تفسيرات عباقرة الانقاذ لأزمة دارفور ، وفضل الاتفاقيات التي وقعت مع الحركة الشعبية في الجنوب أو مع حركة تحرير السودان في دارفور يعود الي الرئيس جورج بوش ، فهو حامي السلام في السودان . والسؤال ظل قائما كيف يتم اختيار أسماء الوفود المفاوضة من الجانب الحكومي ؟؟ ولماذا يندب للمفاوضات دائما علي عثمان ؟؟ ولماذا ظل التاريخ السوداني واقفا علي أسماء محددة منذ عام 1989 ، ففي المفاوضات التي جرت بين مصر واسرائيل تغيير المفاوضون في الوفد المصري لأكثر من ثلاثة مرات