لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2009, 06:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل

    قال عنه الاستاذ محمود محمد طه:
    الصادق تانى ما بطلع قوزا اخدر
    ===
    وقال الأستاذ ما معناه ، " أسوا نقطة في تاريخ رجل عام ، ان يستعمل سلاح أجنبي في تقتيل مواطنيه ، أشان يصل السلطة ، ولو على أجساد ضحاياه ، يجوز الوعي السياسي الحاضر ما يدينو، لكن في الآخر ، الناس الواعين لا بد ان يرفعوا النقطة دي ، لأنها بتكون فيها قيمة كبيرة جدا ، في هدم الطائفية ألواجهتها الصادق المهدي .
    ===
    سماه القراى زعيم الصفقات الخاسرة
    ===
    وقال فيه الامير طه اسماعيل ابو قرجة مثل ذلك
    ==
    ولكن
    لنقرأ ما كتبه عنه ابناء الانصار
    ===
    ثم
    لم يجد من يدافع عنه سوى رباح وشقيقها صديق الصادق الصديق
                  

03-19-2009, 08:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    [size=150]ادم عيسي ابراهيم حسبو .... اِستقالة من حزب الأمة القومي
    الثلاثاء, 17 مارس 2009 22:30

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اِستقالة من حزب الأمة القومي
    الأحباب في الله والاخوان في الوطن العزيز..
    لكم مني الاحترام والتقدير والسلام
    وبعد...
    "الصدق عزٌ واِن كان فيه ما تكره....والكذبُ ذولٌ واِن كان فيه ما تحب"
    لم يكن اِنتمائي الي حزب الأمة القومي نابع من أنه حزب أسلافنا الذين أروت دمائهم الطاهره أرض المليون ميل مربع..وليس لأنه حزب اَل المهدي وأنا ملك لسيدي ومن واجبي الطاعة والانتماء ، ولكن جاء اِنتمائ الي حزب الأمة بعتباره تنظيم سياسي له صفة العمومية والدوام ، وله برنامج يسعي بمقتضاه للوصول الي السلطة ، كما أنه يوفر قنوات الي المشاركة والتعبير عن الراي ، لذا عكفت في دراسة اطروحاته وبرنامجه ، فوجدته الحزب الأكثر قرباً الي جماهيرنا من حيث القبول والواقع التاريخي ..لذلك اِنتميت اليه ودافعت عن أفكاره بكل اِخلاص..ومنحته الوقت بكل صدق..واِجتهدت مع الاحباب بقدر ما استطعت حتي يكون متمدداً في كل أرجاء الوطن الحبيب...لذلك لم اجبن عليه يوماً بدمٍ..أو وقتٍ..او مالٍ لذا تدرجت في مؤسساته منذ الثانويات مروراً بالجامعات الي أن تقلدتُ منصب نائب أمين الاقاليم في دورة الامين السابق (حسين صالح خدام) هذه الوظيفة أتاحت لي الفرصة لكي ألقي الضوء و أتمعن في الحزب وعلاقته بالجماهير فوجدتُ في العلاقة عيوب كثيرة بل أخرام سوداء..لذا عملت مع اَخرين في الحزب علي ترقيعها ...وعاهدنا أنفسنا بأن لا نتكاسل أو نتخاذل حتي تكتمل عملية البناء والاصلاح التنظيمي...ولكن يا أحباب كيف تكتمل عملية الاصلاح ومن عينوه مهندساً يأمر بالهدم والتكسير..!! لذا أردت الوقوف واِعادة القراءه لمجموعة من المواقف والممارسات التي ظلت تقوم بها قيادة الحزب (الرئيس) وهي بلا شك ممارسات و تصرفات ظلت تنفر الجماهير من الحزب وتحول الاعضاء الي مبرراتية علي طول التاريخ..!! فعندما قرأت هذه المواقف بتأني أدركت بأن حزب الأمة في ظل هذه القيادة سيكذب ويكذب علي الجماهير دون أن يفي بعهوده معهم..لذلك قررت أن اِستقيل من الحزب حتي لا أكون مبرراتي أو أكذب علي الجماهير..فأهم النقاط التي اِستندتُ اليها في مراجعاتي التاريخية والتي دفعتني الي الاِستقالة هي : -
    • كيف قاتل الحزب شمولية مايو ؟ عندما تعنت النميري وعصي علي لجام الديمقراطية ، ورفض الاَخر في ظل وطن متعدد ، حينها تداعت أحزاب الأمة – الاتحادي – جبهة الميثاق الاسلامي..الي الجماهيرية وقررت اِزاحة النظام المايوي عن طريق القوة مستقلة جماهير شعبنا البسيطة في تنفيذ ذلك وعبر منفذ ليبيا تحركت الجيوش بقيادة البطل العميد (محمد نور سعد) الذي رمته قيادة حزب الأمة من التاريخ مثلمٌا يرمي الصغير لعبة لا يرغب فيها..حيث دخلت القوات الخرطوم فاتحتاً لها في 1976م ولكن تصرف القيادة السياسية ساهم في فشل المهمة ..وحينها أطلق علينا نميري اِسم المرتزقة فرفضنا ذلك الاسم وتمسكنا باِسم الجبهة الوطنية ، وفيها فقدنا أعظم الرجال منهم من مات ومنهم من بترت رجلة أو يده ولكننا رغم ذلك قد عبرنا فوق أجسادهم قبل أن تجف دمائهم وشاركنا نميري في سلطة الحكم الاشتراكي وركنا ذلك كله في ذاكرة التاريخ..!! وقدمنا مبررات لا أول لها ولا اَخر، مخلفين ضحايا لا احد يسأل عنهم اليوم ..! ولا يعرف أين تعيش أسرهم.
    • كيف قاتلنا شمولية الاِنقاذ ؟ : بالامس القريب كونا نقاتل شمولية الانقاذ من أسمراء التي منحتنا كل أنواع الدعم الحكومي والشعبي واللوجستي وفي هذه الجبهة ايضاً فقدنا اعزاء لنا اَمنوا بقضيتهم واِستشهدوا من أجلها..وفقد البعض اطرافهم بل قدموا ارواحهم رخيصة فديتاً للحرية ..والديمقراطية ونعيم الشعب السوداني..و في ذلك التاريخ قد قامت قواتنا باخطاء فادحه خاصة عمليات النهب والسرقة لبصات المدنيين القادمين من بورتسودان وكسلا ، اضافةً الي استهدافنا الي موارد وطنية لاسيما البترول ، ولكن قيادة الحزب دافعت عن تلك التصرفات ولم تقل هؤلاء مرتزقة ارترين.. او خارجين عن القانون كما وصفت حركة العدل والمساواة.
    • اتفاقية جوبوتي : في الوقت الذي كان يقبع فيه كوادر الحزب الطلابية في سجون الجبهة الاسلامية ويتلقون أشد أنواع التعذيب منهم من فقد بصره (سالم زريبة) ومنهم من اصيب بعاه مستديمه (بشير حميدة ، موسي الحلو، الزين قادم ، حامد الجبوري....الخ) كانت قيادة الحزب في ذلك الوقت تجلس مع الجبهة الاسلامية بصورة انفرادية بل أحادية وتفاوضها سراً دون علم قيادات الحزب ناهيك عن الحلفاء في التجمع ، وبعد مضي سبعة عشر ساعة فقط خرجت علي الساحة الاقليمية والدولية باِتفاق ثنائي بل أحادي ، ووظفت كل كوادر الحزب لكي يبرروا عدم الثنائية في الاتفاق وقد كان.
    • دخول جيش الامة للسودان ! التصرفات الاحادية لقيادة الحزب لم تقف في ذلك الحد ، بل دفعت قوات جيش الأمة للدخول الي أرض الوطن قبل أن توفق أوضاعهم ، بل حشروهم في الداخل ورموهم مثلما فعلوا مع مجاهدين 1976م ، بل قاموا بطردهم و منعهم من دخول دار الحزب كما فعل عبدالرحمن الصادق مع المناضل يحي محمد ساتي الذي ترك قاعة الدرس وذهب الي ميدان القتال من أجل استرداد الديمقراطية للوطن..فقاتل مع اخوانه الي أن بترة رجلة ولكن رغم ذلك لم يتنحي عن العمل العام ولكن هاهو ابن مالك الحزب يصدر قراره وتعليماته بأن لا يسمح لهذا المحارب دخول الدار اِطلاقاً.
    • انقسام الحزب ..! اِنقسام حزب الامة في 2002م لم تساهم فيه العوامل الخارجية بصورة كبيرة ، ولكن كان نتاج للممارسات الاحادية التي ظلت تقوم بها القيادة ، مما دفع المجموعة التي كانت تؤمن بتنفيذ اتفاقية جوبوتي الي المشاركة في السلطة ، ولكن ظلت المجموعة الاخري التي أجبرت القيادة بفعل الضغط الجماهيري أن تنحاذ الي موقفها ، رغم أن الموقف الواضح لرئيس الحزب الذي اتي من أجله من الخارج هو مشاركة النظام في السلطة
    • اتفاقيةً نيفاشا ..! كل الشعب السوداني استبشر خيراً بهذه الاتفاقية ، خاصةً نحن سكان جبال النوبه ومناطق التماس ، لأن السلام يعني لنا الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة.. وحتي سكان المدن الكبيرة ارتاحوا من كشات الالزامية التي كانت تدفع الشباب الي المحرقة في الجنوب ، فرغم هذا الارتياح الجماهيري لم يستطيع زعيمنا أن يتعامل مع المعطيات الجديدة ، وظل يعارض هذه الاتفاقية ويسميها بالاتفاقية الثنائية ، رغم أن هذه الاتفاقية وفرة كثير من الفرص الساسية لكافة الاحزاب ، اضافةً الي ذلك وفرة بئية صالحة لجماهيرنا الحزبية للتعرف علي نوايا الحركة الشعبية ، لذلك ظلت جماهير الحزب في مناطق التماس تتفاعل مع الحركة الشعبية ، لان لدينا مصالح جماهيرية مشتركة ، ولكن لأن رئيس الحزب لا يرغب في تحالف مع الحركة لذا ذهبت كل تطلعات ومصالح الجماهير المشتركة الي مهب الريح.
    • مشكلة دارفور والاخفاق الحزبي ..! دارفور هي تلك الرقعة الارضية التي منحت التفوق لدي حزب الامة في اَخر انتخابات ديمقراطية جرت في السودان.حيث فاز الحزب ب 105 دائرة معظمها من كردفان ودارفور، ولكن حين اِنفجرت الازمة ، لم يستطيع حزب الامة أن ينحاز الي تلك الجماهير المغلوبة في أمرها ، حيث اِكتفي في معظم الاوقات باصدار البيانات الخجولة ، والندوات المركزية التي لا يسمع لها صدي ، وحين أراد أن يقوم بزيارة الي الاقليم في 2004م لفظته الجماهير في المخيمات ، ورفضت ان تسمع للزعيم بل رمته بالحجاره وهذه الواقعة رواها الاحباب الذين رافقوا الوفد، ولكن رغم ذلك لم تفكر القيادة في العلاج السليم للأزمة ، بل شغلت نفسها بتنظيم المظاهرات من اجل نصرة حسن نصر الله ، ودعم حماس التي خرجت عن السلطة الفلسطينية , ورئيس الحزب لم يكتفي بهذا القدر بل قدم مبادرة للصلح بين حماس وفتح..، ولكن هذا الرئيس فشل في أن يقدم مبادرة من اجل دارفور، او من اجل النساء والاطفال فقط ناهيك عن اهل دارفور..هكذا انطبق المثل علي زعيمنا (الغلبها راجلها مشت تادب حماتها ) .. السيد الرئيس وبقراراته الفردية لم يكتفي بهذا القدر من التخلي عن أهل دارفور بل ذهب أبعد من ذلك ، حين اراد عرقلة مجريات العدالة .. وذلك حين قال في دنقلا أن البشير هو جلدنا لم نسمح لاحد أن يجر فيه الشوك..! هكذا سمح للبشير أن يجر الشوك بل النار علي اجساد الاطفال والنساء والشيوخ من أهل دارفور..ولكنه أعلن وقوفه في خندق واحد مع الشمولية.
    • المشاكل القبلية في دارفور: حدثت عدة مشاكل قبلية في دارفور.. وكان المتوقع أن يلعب حزب الامة بقيادة الرئيس فيها دور الوسيط المقبول للطرفين.. ولكن لان الزعيم لا يرغب في أهل دارفورشغل نفسة بقضايا حماس وفتح...وترك الحكومة توظف قواعده ضد بعضهم البعض...حيث اقتتل الفلاتة مع الهبانيه...والرزيقات مع المعاليا... وبني هلبة مع الترجم...والزيادية أهل التحالف الراسخ مع الميدوب..والبرتي مع الزيادية...والمساليت والميدوب مع الزغاوة ...الخ كل هذه الحروب تسبب فيها اطراف من الخارج يعلمهم السيد الرئيس جيداً.. ولكنه رفض أن يتحرك من اجل درأ الفتنة...بل تحرك بسرعة من اجل حماس وحزب الله...وعبر هذه المساحة ارسل تحية خاصة لادارة نادي الهلال التي اقامة صلح تاريخي بين الهبانية والفلاتة.
    • التوقيع مع العدل والمساواه..! في عام 2005م وبصورة أنفرادية وغير مؤسسية وقع السيد رئيس الحزب مذكرة تفاهم مع حركة العدل والمساواة في فرنسا ، وأذكر أن هذا التوقيع واجهه رفض من قبل كوادر الحزب ، وأذكر مقالاً للحبيب عبده حماد بعنوان (حزب الأمة من الجناح السياسي للجناح العسكري للمؤتمر الشعبي).. ولكن طلمٌا الرئيس اراد ذلك لا حياة لمن تنادي..
    • عملية الزراع الطويل كما تسميها العدل والمساواة..! في العاشر من مايو من العام المنصرم نفذت حركة العدل والمساواة عملية جريئة يحسدها عليها كل من جرب العمل المسلح ضد الانقاذ من قبل ، اِنغضت علي الخرطوم نهاراً جهاراً ، وحينها كنت بالقاهرة والحمد لله أعرف بعض قادتها معرفة شخصية أمثال الشهيد الجمالي حسن جلال الدين والذي عرضت جثته أكثر من مرة وهو متوسد تراب الوطن الذي مات من أجلة دون مراعات لحرمة الاموات .. وكنا نفكر في حال أسرته المكلومة وأثناء هذا الحزن العميق خرج علينا زعيمنا واِمامنا الذي بايعناه بتصريحاته التي وقعت علينا كالصاقعة وكدنا نكذب حواسنا لوصفه لامثال جمالي بالمرتزقة التي رفضناها نحن من قبل وطالب بمحاكمتهم الرادعة ..وهو يدري تماماً ماهو ميزان عدالة الانقاذ ، ولكن الحقيقية التي يعلمها الجميع نحن سبقنا العدل والمساواة للعمل المسلح ومن دول مجاورة(ليبيا- اريتريا- اثيوبيا ) فلماذا نحرم عليهم ما حللناه لأنفسنا، ولكن ازدواجية المعايير ربما تدين العدل والمساواة ؛ وتعفي حزب الأمة من الادانة بأثر رجعي من 76 الي أسمرا.
    ولكن الغريب في الامر أن السيد رئيس الحزب هو الذي وقع مع هؤلاء الذين أطلق عليهم المرتزقة مذكرة تفاهم في فرنسا دون أن يرجع الي مؤسسات الحزب.
    • اتفاقية التراخي الوطني..! وهي الاتفاقية التي ولدة معزولة بل منبوذة من كل مؤسسات حزب الامة ، حيث تجاوزت حدود اللياقة السياسية وذلك عندما تم التوقيع عليها في منزل رئيس الحزب في ظل غياب كامل لكل مؤسسات الحزب والقوي السياسية الاخري والمراقبين.. وأغرب ما فيها ذلك البند الذي ينص علي التطبيع الاجتماعي مع كوادر المؤتمر الوطني ، هذه الاتفاقية يا السيد الرئيس تجاوزة حدود الثنائية ، وصارت أتفاقية داخل الحيشان ، لذا لا يحق لنا أن نسمي الاتفاقيات الاخري بالثنائية الا اذا اردنا أن نكذب بالواضح.
    • مبادرة أهل السودان ..! كلمٌا حوصر النظام محلياً واِقليمياً ودولياً يسعي السيد الرئيس الي اِخرجه و لو كان ذلك علي حساب وحدة التنظيم ، فمبادرة أهل السودان تعتبر واحدة من دبلوماسية الامام لفك رقبة النظام التي ظلت تطالب بها العدالة الدولية ، والكل منا تابع كيف سعي الامام الي زبح العدالة الدولية...حين قال لجريدة الحياة أن اوكامبو اتجاوز صلاحياته !! هل كانت يالسيد الرئيس صلاحيات اوكامبو دون مساءلة البشير..؟! وهل السيد الامام حين ايد القرار 1593 لم يضع في الحسبان أن صلاحيات اوكامبو ستذهب أبعد من ذلك ، ولكن معروف الامام دائماً يرغب في أن يكون كل شئي ، مرة صياد أفيال في جوبتي ،ومرة محامي دفاع للبشير ، ومرة دبلوماسي للانقاذ..ومرة ، ومرة ،ولكن يفضل سؤالنا للامام كيف ترفضوا العدالة التي تنتصر للفقراء وتتحججوا بزريعة السيادة الوطنية ؟ هل السيادة الوطنية هي كاكي يرتديه البشير ؟! ام الشعب هو الذي يحدد ذلك ؟ اين كانت سيادة البشير الوطنية حين طرد الشعب السوداني من البرلمان في لظي الهجير قبل أن يصلي الجمعة...وسحبوا سيادتكم من القصر الي كوبر..؟!! هل هذه السيادة التي نتحدث عنها ونريدها لشعبنا...ووطننا..ام رقبة البشير لوحدها هي السيادة الوطنية؟ كيف وافقتم علي تسليم كوشيب واحمد هارون ورفضتوا بالبشير..؟!! ولا عشان ديل اولاد الهامش .. ودا ود عز ؟! ماهي افتاءاتكم الدينية يا امامنا التي ارتكزتم عليها في محاكمة الضعفاء وترك الشرفاء..ألم ينهاكم الحبيب المصطفي عن ذلك ويقول (ص) لوسرقة فاطمة بنت محمدٍ لقطع محمد يدها) فالذي بعث محمد بالحق رسولاً لو كان الامام المهدي موجود لتبرأ من أفعالكم.
    • اِستقالة دكتور أدم مادبو..! قبل أن يرفض المكتب السياسي المنتهية مدته الاستقالة التي تقدم بها متنحياً من منصبه كنائب للرئيس ومن عضوية كل من المكتب السياسي والهيئة المركزية ، وقبل أن يناقشها المكتب السياسي قد نفي الدكتور لوسائل الاعلام بأنه قد استقيل من منصبة وذلك التزاماً منه بالعمل المؤسسي في داخل الحزب، ولكن تفاجأ الجميع ببيان ممهور بتوقيع رئيس الحزب علي صفحات الصحف السيارة يحمل ادانة تنظيمية وسياسية بطريقة غير صحيحية علي حسب رد بيان الدكتور والذي لم تنفيه الي هذه اللحظة ما تسمي بلجنة ضبط الاداء ولا حتي السيد الرئيس نفسة، وحين ناقش المكتب السياسي الاستقالة ورفضها اشاد في رده بالانضباط المؤسسي للدكتور، ولكن علي حسب تقديري الشخصي أن المكتب السياسي فشل في ادانة رئيس الحزب الذي اخترق المؤسسية ووزع البيان الي الصحف قبل الرجوع الي المؤسسة ؛ وقد وضح جلياً أن الهدف من ذلك البيان هو اذلال عزيز قومٍ ، ولكن الدكتور كان ذكياً حين وضح في بيانه الحقائق التي كانت غائبه ، ..ومعروف عن هذا الرجل قد اجتمعت فيه ستة خصال لم تجتمع في غيره.. فمن كان فيه سته خصال لا يعدم ستاً..من كان جواد لا يعدم الشرف..فهو جواد..ومن كان صدوقاً لم يعدم القول فهو صادق..ومن كان شكوراً لم يعدم الزيادة..فهو شكور..ومن كان ذاراعية للحقوق لم يعدم السؤدد..فهو راعي لها..ومن كان منصفاً لم يعدم العافية فهو منصف..ومن كان متواضعاً لم يعدم الكرامة..فهو متواضع.. ورغم ذلك اراد امامنا بجملة من الممارسات أن يذل هذا الرجل الشامخ...السامق...عالي الرفعة
    • وفاة د.عبدالنبي علي أحمد..! وهي كشفت الغطاء المستور لقيمة البني أدم عند اَل المهدي ، حين رفضوا دفن الجنازة في قبة الامام المهدي ، والكل تابع سواء كان عبر الشاشات البلورية او عبر المنتديات تلك التفاصيل السخيفة التي صاحبت دفن الجنازة ، ولاول مرة اتذكر مقولة الاشراف حين رفضوا الخليفة عبدالله التعايشي بعد وفاة الامام المهدي ..حيث قال شاعرهم:-
    ناس قباح من الغرب يوم جونا....
    اولاد ناساً عزاز من البيوت مرقونا
    يابا النجس بالانجليز ألفونا
    هكذا فضل الاشراف المستعمر الانجليزي علي خليفة المهدي، وايضاً رفض اَل المهدي لدفن د.عبد النبي ينسحب في نفس الاتجاه، ولكن الغريب لم تكن الممانعه في عملية الدفن فقط ،ولكن الغريب هو تنكر السيد الامام لكل العادات السودانية ، لاسيما البئية الدارفورية التي أتي منها المرحوم والتي تحتم علي الجميع أن يعزه في داره، ولكن السيد الامام غادر الي سويسرا بعد لحظات من دفن الجنازة ، لكي يبحث هناك سبل نجاة البشير من العدالة، وهذا ايضاً نموزج اَخر لقيمة البشرية عند هؤلاء.
    • المؤتمر السابع لحزب الامة..! قبل أن نخوض في تداعيات المؤتمر ينبغي علينا التعرف علي ماهي الاسباب التي دفعت الي قيامه ؟! انا في تقديري الشخصي توجد مجموعة من الاسباب ادت الي قيام هذا المؤتمر، أولي هذه الاسباب الثقة المفقودة بين المؤسسات والرئيس ، حيث كان المكتب السياسي يري أن الرئيس دائماً يتخذ قرارات احادية لاسيما اتفاقية التراخي ، رفض الجنايات الدولية ، رفضة القاطع لاي حوار جاد مع الحركة الشعبية ،موقفه اتجاه العدل والمساواه التي وقع معها بشخصة دون أن تحثه المؤسسات ؛ التقارب غير المنطقي مع الحكومة، عدم الجديدة في حلحلت أزمة دارفور ...الخ .. وايضاً هناك ثقة مفقودة بين الرئيس ونائبه..وكذلك وفاة د. عبد النبي علي أحمد خلفت فراغاً حاول الرئيس أن يستقله لصالحه وذلك حين عين نسيبه عبدالرحمن الغالي في منصب الامانه العامة وهو ما رفضته الجماهير لأن عبدالرحمن الغالي بالامس القريب كان طالب محايد بجامعة الخرطوم ، عندما كان الاحباب ، فتحي حسن عثمان، عيسي حمودة ، خالد عويس وغيرهم قابعين في زنازين النظام ، ولكن أنظروا كيف اراد أمامنا أن يقفذ بنسيبه دفعةً واحدة الي منصب الامانة العامة متخطياً به كل هؤلاء ، كل هذه الاسباب وغيرها بدلاً من أن تتم معالجتها بطرق سليمية ، حاول الرئيس واتباعه أن يتخلصوا من كل الذين يخالفوهم الراي بمؤتمر صوري وديكوري بأشراف جهاز الامن السوداني، لذلك تمت لملمت الناس بطريقة اقرب من العشوائية ، ولم تقم مؤتمرات قاعدية في اغلب أقاليم السودان ، ولكن طالمٌا الامام يرغب في ذلك علي الجميع السمع والطاعة.
    • ممارسات ونتائج المؤتمر..! دائماً المؤتمرات تعقد من أجل تجديد الدماء ، ومن أجل ترسيخ المفاهيم الديمقراطية ، ولكن المؤسف والمحزن حقاً مؤتمر حزب الأمة السابع برزت فيه مجموعة من المخالفات والممارسات الدخيلة علي المجتمع السوداني اولي هذه الممارسات ، أن السيد الامام وأبنائه نقلوا الي الساحة السودانية وسائل الارهاب الدولي ؛ وذلك عندما سخروا اِمكانياتهم في جهاز الأمن لخطف وتعزيب الكواد الذين يخالفونهم الراي.. هذا مؤشر خطير يؤكد بأن السيد الرئيس وابنائة أول من أدخل اساليب الزرقاوي والقاعدة وحماس في العمل الحزبي في السودان، وهو مايؤكد سر العلاقة بين الامام وحسن نصرالله وحركة حماس.
    ثاني الممارسات كل الشعب السوداني وحتي السفراء والدبلوماسين الذين راقبوا المؤتمر كانوا يأملوا في أن يشاهدوا ممارسة ديمقراطية حقيقية تؤكد بأن الاحزاب السودانية تنعم بخيركبير في هذا المجال ، ولكن كانت أول صدمة لهؤلاء المراقبين عندما شاهدوا كيف ذبح الامام الديمقراطية . وكيف خرج عن القانون الذي يمثل الضامن الاساسي بينه وبين هذه الجماهير...نعم الامام قتل الديمقراطية عندما اضاف وحده نسبة تجاوزت ال 44% من جملة الهيئة المركزية متجاوزاً كل الاعراف القانونية والاخلاقية من أجل أن ينتصر الي ابنائة وياتي بأمين عام مولود من رحم النظم الشمولية ، فعندما كان الانصار يقتلوا ويشردوا في نظام مايو كان سعادة الفريق صديق الامين الموالي للرئيس جزء من اجهزة ذلك النظام ، وعندما عاني الانصار ثانيةً في نظام الانقاذ كان الفريق صديق ممتطياً الاجهزة الامنية والدستورية في الحكومة ، أنظروا كيف أراد السيد الامام أن يصفي حساباته مع الذين يخالفونه الراي وياتي بأمثال هؤلاء..
    الممارسة الثالثة لم يكتفي الامام بهذا فقط بل وظف هيئة شئون الانصار لكي يقصي بها الاستاذ محمد عبدالله الدومة الذي عرفناه مناضلاً..صابراً..ثابتاً لا يتزحزح مثل الجبل، ولكن الامام الذي شق الحزب في سنة 1967م ورفض مسالة الجمع بين الامامة والقيادة السياسية لعمة الامام الهادي ، هاهو اليوم جمع بين الاثنين بل وظف الامامة لصالح اسرته الضيقة ومن سانده من البصمنجية كما وصفهم أحد الاحباب، هكذا ظل اِمامنا يتعامل بالمعايير المزدوجة مع كل من يخالفه الراي.
    لماذا ابتعد هؤلاء...! بما أن السيد الامام لا يحترم قامات الرجال ومجاهداتهم ونضالاتهم وينفرد بالقرارات وحده كان لا بد أن يبتعد هؤلاء( صلاح ابراهيم أحمد..، مولانا حامد محمد حامد...الاستاذ بكري أحمد عديل...مولانا عبد المحمود حاج صالح..،الاستاذ عبد الرسول النور..د.ادم موسي مادبو.....الخ) هؤلاء وغيرهم هم الذين ساهموا بعرقهم من أجل تثبيت الممارسة الديمقراطية ، ولكن طلمٌا هؤلاء وغيرهم صادقين للديمقراطية كان لزاماً علي الامام أن يتخلص منهم كالذي يتخلص من اشياء لا يرغب فيها.
    لماذا ساند الامام الفريق صديق ضد محمد عبدالله الدومة ؟ مساندة الامام للفريق صديق لم تاتي من فراغ ، أولي هذه الاسباب اراد أن يشق الصف الدارفوري ويولد ازمة اجتماعية وربما تكون قبلية طاحنة في دارفور، والنقطة الثانية اراد أن يأتي بشخص ضعيف فاقد الثقة في نفسه وهذا يمكن الامام بأن يحركه بالريموت كونترول ، النقطة الثالثة الاستاذ محمد عبدالله الدومة لديه تاريخ في الحزب ناصع البياض، كما لديه مواقف مشرفة جداً في قضية دارفور، حيث تقلد رئيس هيئة محامي دارفور وناضل من اجل هذه القضية في الساحات الاقليمية والدولية وهو اِنسان معروف لدي الجميع وقانوني محنك لا يمكن أن يدار بالريموت كونترول ، وهو كان مرشح الجماهيرالمسحوقة بكل أمانه..
    وعلية لم تبقي لدي قناعة بحزب الأمة ، وليس لي علاقة بجميع مسمياته في ظل رئيسة الحالي والذي وقف ضد الهامش في كل شيئ حتي سودانيتهم ، ولم تكن العاطفه هي الرسن الذي ننقاد منه ولم يقدر احد أن يسلبنا من أنصاريتنا التي نؤمن بها ولا السماع لصوت الراحل المقيم مولانا ووالدنا عبدالله اسحق عليه الرحمة، و سوف اقاتل مع ثورة الهامش بكل ما املك من قوة ومن اي موقع كما فعلنا ذلك من قبل وتبقي العلاقة الجميلة والاخوة الصادقة التي نشأت أثناء عمرنا التنظيمي بالحزب.
    مع تقديري
    ادم عيسي ابراهيم حسبو
    نائب أمين الولايات السابق بقطاع التنظيم
    مارس 2009م
    [/size]
    from Sudanile March 18th, 2009
                  

03-19-2009, 09:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    [size=150]مـــؤتـــمــر لــمــن حــضــر ... بقلم: د. الوليد آدم مادبو
    الثلاثاء, 03 مارس 2009 19:20

    (تـــعــليق علي فـــوز مرشح البــــلاط !)
    يقول النبي "صلي" : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يلتفت إليهم ولهم عذاب أليم . قال صحابته (رضوان الله عليهم) : خابوا وخسروا يارسول الله ، من هم؟ قال: الملك الكذاب، الشيخ الزاني والعائل المستكبر. صدق رسول الله
    إن علّة الجمع بين هذه الأصناف الثلاثة حسب رأي إبن القيم أنهم يقومون برزايا لا حوجة لهم بها. فالملك لايخش من أحد فلا داع له للكذب، أما الشيخ فيستحيل عرفاً أن يظل شبقاً ولذا فلا مبرر له للتعدي علي حرمات الناس، كذلك الفقير الذي لا مال له فعلام يستكبر ويتعالي علي الناس؟
    إن قيادة حزب الامة القومي الحالية لم تكن في حوجة لمثل هذه المسرحية السياسية السخيفة والتي شهدناها أخيراً لحسم الصراع المتنامي والمستعر بين المجموعة التقدمية التي تريد إصلاحاً مؤسسياً يخرج الحزب من طوره الطائفي وأخري رجعية تريد له مكوثاً في دائرة الوصاية والرعاية البيتية. لكلا المجموعتين أخطاء مفاهيمية (منها ما هو بنيوي، ما هو مؤسسي وآخر شعوري وجداني) يجب أن تصحح. لقد أخطأت المجموعة الأولي إذ ظنت أن هذا الحزب هو حزباً للسودانيين ذلك أن آل المهدي عملياً قد ورثوا عن جدهم الإمام عبدالرحمن (طيب الله ثراه) دائرة المهدي، الطائفة الدينية والحزب.
    لقد ساعدت الظروف السياسية والصدفة التاريخية السيد الصادق المهدي في إقصاء آل المهدي جميعهم (رغم كفاءة بعضهم) والإبقاء علي دائرته الشخصية، كما أعانه أبناء الخليفة بإستسلامهم وتقاعصهم عن خوض المعترك علي أبعادهم بالكلية. إن محاولة آل مآدبو إصلاح ذات البين قديماً وحديثاً لم تنجح لأن كبيرهم، د.آم مآدبو، قد خاض معركة الإصلاح مستفيداً من أرث أسرته، كسبه المعرفي، خبرته المهنية ونضاله المستميت في مقاومة الطواغيت، لا ننسي تسلحه بأدوات أخلاقية، لم تتناسب وخسة المعترك الأخير.لا أخال أن أحداً يمكن في المستقبل القريب شهر سلاحه في وجه القوة الطائفية المتنفسة لأن طبيعة التدافع تعتمد أكثر من الملكات الشخصية للفرد، علي الأوزان التاريخية والمناقب الأرثوية، خاصة في هذه المجتمعات التقليدية. أنا لا أتكهن بإنقضاء الأجل لهذا الفصيل لكنني موقن بتقهقره حتي حين للأسباب الآتية:-
    إن تحالف الطائفية مع النظام الحالي يفسح لها حيزاً لا يتوفر لغيرها في الفضاء العمومي.
    إن حصول القيادة الطائفية علي موارد مالية تهيأ لها فرصة الإستقطاب الشخصي (غير المؤسسي) للأفراد.
    في ظل الإستقطاب الأثني الحاد الذي تعيشه البلاد، فإن القيادة الطائفية تستطيع أن تعزف علي سيمفونية الهوية التي توهم البعض بأن "منظومة الجلابة" في خطر مما يكسبها تعاطفاً حتي من خارج دائرة الحزب.
    ليست أدل من تصريح السيد رئيس الحزب والذي هو نفسه زعيم الطائفة الأخير "البشير جلدنا ما بنجر فيهو الشوك." هكذا وبعبارة نثرية فنية تسقط كل الإعتبارات الإخلاقية والفكرية. لكن هذا الشوك يمكن أن ينجر في جلد الفور، المساليت، التنجر، الداجو وآخرين ممن شيدوا مملكة الكهنوت الزائفة والزائلة بإذن الله. كيف عجز الكهنوت عن ان يصدر بياناً يوزان فيه بين دفع مستحقات السيادة الوطنية وجبر كسر الكرامة الإنسانية؟
    إن القيادة الطائفية قد أحست زحف قوي الريف السوداني فإختارت أن تتحالف مع المركز، الأخطر أنها ربطت مستقبلها بمستقبل النظام الحالي.
    إن القيادة الطائفية لاتستطيع أن ترتمي بالكلية في أحضان النظام إلاَّ إذا زللت بعض العقبات المؤسسية، أولها التخلص من كل الرافضين لمشروع التراضي وإستبدالهم بأشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم لا يعتنون بالتفريق بين الشوري والإشارة (إذا جاز لنا أن نستعير تعبير السيد عبدالله الفاضل عليه رحمة الله). هل ظنت القوة التقدمية أن الطائفية ستظل ساكنة حتي يتم قنطرتها (ولو ديمقراطياً) من قبل فرقاء الإصلاح؟
    لقد أخطأت المجموعة التقدمية إذ عولت علي حيادية القيادة الطائفية التي كان من المفترض أن تتسم بروح أبوية، إلاَّ انها فوجئت بأن الكهنوت مثل جزءاً أصيلاً في المعترك، بل فاعلاً إذ ولي ظهره لدارفور المحترقة ويمن وجهه صوب دارفور الحارقة. إن قليل من الإستدعاء للذاكرة ينبهنا بأن القيادة الطائفية قد إنحازت لفصيل أثني معين يوم أن أهلت قوات الدفاع الشعبي والتي كانت الأداة الأولي والماهرة في حرق قري الفور في الثامنينات.
    إن المجموعة الرجعية تخطئ إذ تظن أنّها قد إنتصرت لأن مثل هذه الإنتصارات الواهية سرعان ما تنقلب إلي هزيمة ماحقة. لقد جاءت جماهير حزب الأمة متحرقة ومتشوقة للديمقراطية طالما حُرموا من ممارستها، فما فتئوا يتحركوا حتي واجهوا عقبة كؤود تغلبوا عليها بأدبهم وصبرهم المعهود. إن المؤتمر لم يكن الغرض منه تفعيل الممارسة الديمقراطية داخل الكيان قدر ما كان يراد منه إعطاء الكهنوت شرعية مدنية وأصباغ حيوية علي أفكاره البالية ومآلاته الملتوية. بإختصار تجيير إرادة الكيان لصالح التحالفات السياسية المرتقبة. لقد أصبح هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، للأسباب الآتية :
    لقد أخطأت القيادة الطائفية خطأً إستراتيجياً إذ عرضت قاعدتها في خضم الخلافات الشخصية لإستقطاب عنيف أفقدها الهيبة وذوب قدسيتها. ليست أدل من سقوط وكلاء الإمام (لأول مرة في التاريخ) الذين كان من المفترض أن يحموا الحزب من الإختطاف علي حد قول أحدهم. أنا أعجب كيف يفهم طبيب متخصص ومثقف نابه التدافع علي أنه إختطاف! إختطاف مِن مَن؟ من الذين شيدوه باموالهم ودمائهم. إفتحوا سجلات "الدائرة" وراجعوا ديونها المنكور منها والهالك قبل أن تجترئوا علي العباد يا أولاد اللواتي! فلم يزل البحث جارياً عن كنز " أبون خير" الذي إختفي في السراية، لعّل في الرواية ماغيبته الحكاية.
    تقاطر الشباب علي المؤسسات الولائية (ممن إنتدبوا أنفسهم لمناهضة الإستبداد) مما يجعل من الصعب تمرير الأجندة بابوياً ًإنما فقط تفاكريا، وإلاَّ كيف نفهم شعارات من مثل "الطابور خلف السور"، "الطلاب ضد الأرهاب"، إلي آخره. لقد فات هؤلاء الشباب أن الإرهاب هو ديدن القيادة الطائفية التي إتخذت من الأنصار درعاً بشرياً في مداراة أخطائها والتخلص من أعدائها. إبتداءاً بمواجهة محمد نجيب، مروراً بإهانة المحامي كمال الدين عباس و إنتهاءاً بالإعتداء علي عضو المكتب السياسي المهندس مآدبو آدم مآدبو. أما وقد إختاروا هذا الطريق فقد سهلوا لنا المخاض، فلن تمض أيام حتي يقيموا الحداد.(إن إرثهم قد مات فوجب أن يبكوه).
    إن إلتزام الأقاليم جميعها بالنسبة المخصصة للمرآة مقارنة بالخرطوم التي أخفقت، يجعل من الصعب التعويل علي الرجعية كوسيلة لتمرير الاجندات العائلية. إن الكهنوت قد أيس من بنيه الذين لا كسب لهم ولا عطا ولذا فما برح يمتدح بناته حتي شبه احداهن ببناذير بوتو. وأنا أقول هل كان لدينا بوتو حتي يكون لدينا بناذير؟ (عِوضاً عن أن يستحثهم علي حضور مجالس العلم والتأدب علي أيدي مشايخ عارفين إتخذ منهم ملازمين يقدمون له الخدمات النهارية منها والليلية! أي أب يرضي هذا الأمر لبنيه؟)
    إن بوتو كان رمزاً لليبرالية والتقدمية، مما جعله يقف وقفة أسدية في وجه القوة الظلامية فلم تملك إلاَّ أن تقتله فإستحق شهادة لقوله كلمة حق عند سلطان جائر. هل يستوي هذا والنعام التي جفلت لمجرد سماعها زئير الإنقاذ عشية (30/يونيو/1989م). أما بناذير فقد كانت تؤمن بالبينية، بيان الرأي قبل نفاذه، فكيف بها تُقارن بمن يصبغون أرائهم صبغة رمادية علّهم يحوذوا علي رضاء الجميع؟
    إن القيادة الطائفية قد تعرضت لهزة عنيفة مما جعلها لا تكتف فقط بقمع الإرادة الجماهيرية، إنما أيضاً تزويرها من خلال : إعتمادها وسيلة "الإستبداد المركب" الذي تمثل في الآتي :
    إن د. إبراهيم الأمين يعد مثقف له رؤا (Vision)، كما أن محمد عبدالله الدومة عُرف عنه المواقف الصلبة غير المتلجلجة (Integrity). أما المرشح الثالث فيفتقر إلي كليهما. لكن القيادة الطائفية التي لا تهتم بالنوعية فقد إنحازت إليه لإحتفائها بدرجة من درجات التردي النوعي؟ والسؤال ما الذي يمكن أن يقدمه أيّاً من هؤلاء في ظل وجود قيادة سياسية/دينية متأرجحة؟
    لقد لجأ الكهنوت إلي إضافة 256 عضواً (متجاوزاً النسبة المخولة له 5% إلي 33%) إلي الهيئة المركزية دون الرجوع إلي المؤتمر العام. لقد صوتت كل هذه المجموعة بإستثناء أفراد لصالح "مرشح البلاط". أنظر كيف يعدل شخص بصوته في عالمنا الثالث صوت 4000 ناخب؟ لا تعجب، إنها الديمقراطية الدينية التي يبشرنا بها حزب الامة جناح " الإمام". إن معادلة الديمقراطية الدينية معادلة مخلة (Paradoxical) لأن الديمقراطية أساسها الإنتخاب والمؤسسة الدينية قوامها الإنتداب. لكن السؤال ما الذي يحوج رجل الدين الخضوع لنظم وضعية؟ بمعني آخر هل يحتاج "الأله" إلي إنتخاب؟ لماذا لا يملي إرادته وينفذ مشيئته مباشرة دون الرجوع إلي أحد؟ لماذا لا يكون صادقاً مع نفسه ومع محبيه مثل السيد محمد عثمان الميرغني فيقول ان هذا الحزب قد ورثه عن أبيه وسيورثه بنيه فيكفي المؤمنين بذلك شر القتال؟ إنه الغرور الذي يغري الإنسان بالتمايز/التفاخر ولو زوراً علي الأخرين. أنظرمقولة "ِحِزبنا يُحلق!" صحيح إنه يُحلق، لكنه يُحلق فوق مستنقع الإنحطاط الأخلاقي وفي فضاء الزور والبهتان. فما أرهق ما يكون التحليق!
    إن القائمة المضافة تضمنت أسماء كل اولئك المرشحين الذين تساقطوا في إنتخابات الكليات المختلفة (نساء،مغتربين،طلبة،إلي آخره). لقد فعلت القيادة الطائفية هذا دونما أدني مراعاة لشعور الناخبين بل إستخفافاً بعقولهم وإزدرائاً بمشاعرهم التي باتت تمني نفسها بحلو التحرر من الأغيار. إن هذا الحزب لم يعد صالة للأحرار بل هو مغارة للصوص، المرتزقة والفجار فهلا وعي السودانيون (أهل الغرب منهم خاصة) هذا الأمر، أمَّا زلنا نحتاج إلي دليل؟
    إن قيادة هذه سيرتها لا يمكن ان توصف بأنها منتصرة، بل هي منهزمة إلي درجة الإضطراب.إن تناقضات القيادة الطائفية لا تحصي ولا تعد لكنني أورد منها ثلاثة فقط. أولاً، لقد إدعي الداعي بأن هنالك 500 مثقف قد تداولوا الأراء حول الأوراق المقدمة للمؤتمر (الامر الذي لم يدعيه حتي الحزب الشيوعي)، فإذا بنا نلاحظ أن خطاب الحزب قد شمل الأراء السياسية الشخصية للزعيم، كما تضمن أيضاً الأراء الفقهية ذات الطابع النشاز، التي تتعلق بالخفاض والنقاب. وانا أقول مامعني أن نحتفل بكمال اعضاء المرأة التناسلية في حبوتنا ونسخر بإنسانيتها في نزوتنا؟ بل ما معني أن نتبع كل زنديق و ناعق فنسخر من إمرأة وزوجها لانهما إرتضيا النقاب كوسيلة لإرضاء الله ورسُوله؟ هل هذه هي أولويات القيادة الطائفية التي زعمت يوماً أن لها 42 حلاً لمشكلة افريقيا فلم تجد حلاً وأحداً لمشاكل السودان التي تكاثرت بسبب إنعدام الرؤي، بؤس الإستراتيجية، وضعف المقدرة التفعيلية. ومع ذلك فهي تتمسك بحقها في التفويض المطلق والفترة الزمنية غير المحددة. ماذا قدمت القيادة الطائفية للأنصار في الأربعين سنة الماضية (غير المناكفات)؟ هل إنتدبت جيلاً للدراسة في الجامعات؟ هل شيدت مسيداً؟ هل كونت بيتاً للخبرة؟ هل إصطحبت أفراداً إلي المؤتمرات التي تُدعي إليها حتي يتعلموا فن الحوارات و المفاوضات؟ هل وظفت الطاقات الروحية والفكرية الهائلة المتوفرة لديها لتكوين جمعية طوعية ولو وأحدة بالمعني المهني وليست التسولي (أم هي أهدرتها في تنفيس مؤامرات من صنعها في الأصل؟)
    ثانياً، لقد إستعار كاتب هذا المقال مصطلحات من مثل كهنوت، بابوية، قيادة طائفية، إلي آخره من ذاكرة القاموس الإكسفوردي (1967) الذي شحذ همة القيادة الطائفية حينها بضرورة الفصل بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية. يوم ان كانت عجلة لحكم السودان فلما سنحت لها الفرصة جمعت بينهما مستخدمة عصا العلمانية لتعجيز المتدينين وملوحة ببخور الدين لتخدير العقلانيين. يالها من براعة فائقة!
    ثالثاً، إن القيادة الطائفية ترفض مبدأ التطبيع مع إسرائيل علماً بأن الوثائق البريطانية التي أزيح عنها الغطاء في 2006م (بعد مضي خمسين عاماً عن الإستقلال) تكشف بأن أسلاف الكهنوت كانوا أول من إتصلوا بقادة الكيان الصهيوني في لندن مطالبين إياهم بالدعم المالي حتي يقدروا علي مواجهة " التمدد المصري" جنوباً! إن مصر تعتبر توسعاًً، أما بني صهيون فلا. يالها من مصيبة! أقول إن صرحكم لم يكن يوماً صرحاً للوطنية،إنما كان دوماً صرحاً للوثنية. وإن كنَّا نحن الذين إرتكبنا خطيئة تشييد معبدكم فإنّا سنكفر عن ذلك بدكه دكاً وركله كفا، ولتعلمنّ نبأءه بعد حين.
    ختاماً، إن فوز مرشح البلاط سيعيق مسيرة الإصلاح لكنه لن يوقفها.إن هذا الفوز مرهون بتحالفات سياسية خارج دائرة الكيان، كما أنه مرتبط إرتباط وثيق بإمكانية الاخير في التغلب علي هذه العقبة النفسية (كونه صنيعة البلاط) وتقديم تنازلات تهيئ له القبول خارج دائرة البيت.لا أظن أن خلفيته الثقافية أو المهنية تهيئ له حبك هذا الدور السياسي دبلوماسياً. إن مثل هذه المؤتمرات، عكس لما نري في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم الاول،لا تتمخض عنها موجهات فلسفية/فكرية،أو سياسية/تنفيذية تتأثر بها حياة المواطن العادي. إذن هي لا تتعدي كونها سلوي لمن حضر وعبرة لمن نظر. [/size]

    from sudanile
                  

03-19-2009, 09:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    السفير علي حمد والصادق
    الأحد, 15 مارس 2009 11:19

    الاخ السفير علي حمد ابراهيم كتب موضوعا جميلا تحت عنوان دفن النهار ابكراعا بره. والمثل هو طبعا دفن الليل ابكراعا بره او مارقة . والمعني هو العمل الغير متقن او كلفته. ولكن ما حدث اخيرا في انتخابات حزب الامة كان في وضح النهار. وبتنظيم. وكانت عملية تزوير انتخابات. خطط لها رجال الانقاذ ونفذها الصادق المهدي. والسفير والكاتب علي حمد ابراهيم منعه الأدب والحياء والانتماء الانصاري لان يوجه اي اتهام مباشر للصادق. وهذه هي المشكلة. فمهما اخطأ الصادق عن قصد او بدون قصد فلا يجرؤ اي انسان علي انتقاده. الاخ علي حمد شخص معروف بالشجاعة وهو كاتب لا يشق له غبار ولكن لمن لا يعرفونه نقول. علي حمد سوداني اصيل نظيف ولا يقبل الحقارة.
    لقد ضمتني مع علي حمد واخوة رائعين مدرسة ملكال الاميرية وداخلية مدرسة ملكال. وكنا نعيش ونتنفس ونأكل ونلهو ونلعب ونشارك في الجمعية الادبية والمناشط الرياضية وكل شيء سويا. علي كان نحيلا وشكلو واضح. وحتي عندما شاهدت صورته لاول مرة في جريدة الخرطوم 1995 لم اتعرف علي الصورة لانه كان قد امتلأ قليلا. وبالرغم من نحافته كان يفرض احترامه علي كل زملائه ويحظي بإعجاب مدرسيه فلقد كان تلميذا نجيبا. وكان يكره الحقارة ويقول رأيه بشجاعة. وكان يواجه طلاب السنة الرابعة وانا منهم وبعضهم من العمالقة. فبسبب قفل المدرسة في ايام انتفاضة 1955 . صار عمر بعض التلاميذ يقترب من الثامنة عشر. وكان اولاد سنة رابعة يفرضون سيطرتهم علي ميادين الكرة والباسكت بول والفولي بول.
    كان لعلي جريدة حائطية اسمها العليان يصدر اغلبها هو ويشاركه علي عبدالله وهو من ابناء السنة الرابعة ومن اولاد واو. واثارت مقالات علي حمد وقتها حفيظة ابناء سنة رابعة. واحدهم الرجل الجنتلمان والمقيم الان في اليابان, جعفر عبدالرحمن وهو من اولاد بور. جعفر كان رئيس المنزل وكابتن المدرسة ورئيس الداخلية.
    الدكتور علي حمد كان ضد سيطرة وديكتاتورية اولاد سنة رابعة الذين كانوا يحرمون الاخرين من ممارسة حقوقهم تحت زعم الاستاذ قال. وكما وقف التلميذ علي حمد ابراهيم وقتها ضد الظلم والحقارة.من العادة لا يهتم الانسان بمن هم خلفه في المدرسة ولكني كنت احب واحترم واعجب بعلي حمد. واذكر انني ارسلت له خطاب قبل نصف قرن من الزمان وانا في مدرسة الاحفاد الثانوية وبدأت الخطاب بعبارة انا لا اكتب اليك لسواد عينيك . وكان يجلس بجانبي الطبيب الان حسن بشير عبد الرحيم واستغرب للبداية. وكنت ابدي اعجابي بشجاعة علي حمد الذي تركته في مدرسة ملكال. كما كانت هنالك مراسلات بين الدكتور كمال ابراهيم بدري وعلي حمد الذي كان طالبا. كمال كان مديرا لمشروع بركة العجب الزراعي في القيقر علي حمد شخص جدير بالحب والاحترام ولو كان هو من الذين يسيرون المور في حزب الامة لهرع الناس للحزب.
    يقف الان الدكتور السفير علي حمد ضد سيطرة الإمام وتسليمه زمام امور حزب الامة للانقاذ.
    لقد قلت وكتبت قديما ان الصادق لا يحب النساء والرجال الاقوياء. وكما قال الدكتور الانصاري الصميم بابكر احمد العبيد .(الصادق لو في الف زول معاهو وفي زول واحد ضدو يخلي الالف زول المعاهو ويركزعلي الزول الضدو عشان يكسرو). الصادق لن يقبل بالسيدة لنا مهدي او الاستاذ عويس او الدكتور علي حمد ابراهيم او اي من الشجعان والذين لا يقبلون الحقارة. ولا يريدون ان يكونوا تحت سيطرة الانقاذ.
    النميري كذلك كان يكره ويبعد عن الرجال الاقوياء. ويبحث عن من فيه عيب او من يمكن السيطرة عليه. كما ورد في كتاب أسرار جهاز الأسرار. فإن النميري قد طلب تقريرا عن الوزير الجنوبي البينو, فأعطوهو اسوأ تقرير عن الرجل. فقام النميري بتعيينه وزيرا مباشرة. والنتيجة كانت فضيحة تضمنت تهريب مخدرات.
    لقد زور الصادق انتخابات حزب الامة. لقد قام كل بساطة بإضافة 50% من الممثلين الذين كانوا في جيبه. وضمن تنفيذ اتفاقيته مع الانقاذ. فالانقاذ تعتبر هذه المرحلة مرحلة حرب ومواجهة. والانقاذ لا تريد امثال لنا مهدي او السفير علي حمد ابراهيم انها تريد فريق لكي تتكلم لغة العسكر. انا شخصيا اول مرة اسمع بهذا الفريق. لقد سمعت بفريق الكراكسة وفريق قلب الاسد والحريقة. ولكن هذا الفريق يطرشني. اين ذهب نساء ورجال حزب والامة واولاد الانصار القابضون علي الجمر .
    المؤلم والمبكي ان الصادق كان يجلس بجانب البشير المطلوب لمحكمة العدل الدولية ويقول الرئيس البشير. يعني جاب استيكة ومسح تاريخو الشخصي. وبصق في وجه الناخبين ورجال حزب الامة الذين ركضوا في الحر والبرد ودعموهو بمالهم وجهدهم لكي يصير رئيسا. ما هو الثمن الذي دفعه البشير لكي يتنازل الصادق عن ما كان ينادي به بعد مهزلة تهتدون وخروجه من السودان؟.
    الاخ محمد عثمان عبدالله يس رحمة الله عليه عضو مجلس السيادة كان يقول لنا في القاهرة(والله الشعب السوداني لو كتلني وحرقني ما يخلص حقو مني لانوانا الجبت السيد محمد عثمان الميرغني واتحدت معاهو بالوقت هو المسيطر علي الحزب الوطني الاتحادي ).
    استاذنا والمعلم الاكبر محمد توفيق رحمة الله عليه كان يقول المشكلة في محمد عثمان الميرغني. انو يتفق معاك ويقول المسؤول هو فلان او فلان. بعدين تحت تحت يقول انا زولي (فلان).
    مشكلة السودان ولعنته الدائمة هي الطائفية واخيرا صارت العسكرية. والصادق يحسب ان البشير مكسور ومنهزم. وان التعاون معه الان سيقوي الصادق قد يتيح له الفرصة لان ينط في المركب. ولكن الجرب المجرب حاقت بيهو الندامة.
    بعد موت لينين كان المرشح الاقوي هو تروتسكي. ولكن بمساعدة رجل المخابرات والكي جي بي البولندي جرزنسسكي. تمكن دوشكافيلي ( استالين) الذي لم يكن روسيا بل من جورجيا من ان يستلم السلطة عن طريق التزوير والارهاب والاغتيالات. فعندما بدأ ان منافسه كيروف سيفوز عليه ارسل ضابطا صغيرا واغتال كيروف. وعندما واجه الضابط حكم الاعدام لانه قد قتل الزعيم الشيوعي والبطل كيروف كان الشاب يصرخ ويقول لقد خدعوني لقد قالوا لي سأكون بطل الاتحاد السوفيتي.
    الاخ العزيز علي حمد ابراهيم هو من سكان القيقر. ولقد واجه والده بشجاعة المفتش الانجليزي. ورفض الانصياع بالرحول مع قبيلته من اعالي النيل وهو شيخ القبيلة. ولقد شاهدت اهله في القيقر. وربطتني به صداقات مشتركة مع عشرات الناس. ولم اسمع عنه وعن اسرته الا ما هو جميل. وكانت مقالاته تجمل الصحف في الخرطوم وهو في جامعة الخرطوم وهو في العشرين من عمره. ولم يكن التحاقه بوزارة الخارجية نتيجة وساطة او لمحسوبية كما كان يحدث كثيرا. فلقد كانوا يختارون اولاد الاسر والقبائل ولكن علي دخل وزارة الخارجية عن جدارة. وكان سجله مشرفا في وزارة الخارجية. وهو الذ ي وقف في الامارات ودافع عن حق الاطفال السودانيين الذين كانوا يستخدمون في سباق الهجن في الوقت الذي جبن فيه الاخرون. وكان كما يقال قديما عن الدبلوماسيين يكون هميم وسكينو حمره.
    حزب الامة ضم اعظم واقوي رجال السودان قديما . واختار السيد عبدالرحمن اكثر الرجال اعتدادا برأيهم واقواهم شكيمة ليكونوا مستشاريه, منهم عبد الرحمن علي طه والمهندس ابراهيم احمد حتي بابكر بدري الذي كان مشهورا بالصراحة الشديدة وقول الحقيقة.
    حزب الامة قد احتضر علي يد السيد الصادق المهدي. والوطني الاتحادي وجهود الازهري وصحبه قد اختزلها محمد عثمان الميرغني في سبحته وجعلها طوع بنانه. القصد هو تجنيب البشير امر المحكمة. سمعت من اخي ابوبكر نكتة تتداولها امدرمان اليوم (واحد مسطول عندما سمع قول البشير انحنا ما موقعين في المحكمة الدولية وكان رده محاكمكم دي انحنا وقعنا ليكم).

    شوفى

    sudanile
                  

03-19-2009, 11:02 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    توثيق جيد اخي الكريم عبد الله عثمان
                  

03-20-2009, 06:31 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    مؤتمر حزب الأمة السابع : أو دفن النهار ابو كراعا بره ! ... بقلم: د. على حمد ابراهيم
    الخميس, 12 مارس 2009 10:30

    [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته
    كأن حزب الأمة ناقص مشاكال . وكأنه ناقص بهدلة . وكأنه غير مرصود فى دفتر الغياب والاحزان . وكأنه غير معقور فى عقبيه من المتربصين به من الحلفاء الجدد . وكأنه داوى جراحات الأمس القريب ، حتى تعمد رئاسته الى مداواة (بعض) الغبائن بآلاف الغبائن. المؤتمر الجهبوذ كان اعظم خبر زف الى جماهير حزبنا العريضة ، والصابرة . والقابضة على جمر الغضا . فقد شمرت الملايين عن سواعد الجد استعدادا ليوم السباق الوشيك. ومولت من العدم مؤتمرا رفع الهامات فخرا فى وقت كان الحديث فيه يدور تباعا وتبكيتا عن الفاقة والفقر الذى يضرب اطنابه فى ديار الحزب العريق رغم ضخامة عضويته الاسمنتة ، لأن القائمين على قيادته لا وقت لديهم لكى يجلسوا ، ويهيكلوا هذه العضوية الكبيرة . ويجعلوها عضوية فاعلة بصورة تمكنها من أن تحدق فى قرص الشمس ،وأن تهصر تحت اهابها ضؤ القمر: ولكن ، ويا للحسرة ، لقد صغرت الهمم ، وعندما تصغر الهمم عند قوم ، يصعب عليهم ارتياد الاعا لى .
    لقد فرحنا لبدايات المؤتمرالسابع ، لأنه ارسل رسالة تهديدية للذين يهمهم الامر جميعا . ولكن ، ويا للحسرة مرة اخرى ، تاهت الرسالة ، ولم يصل الخطاب .
    لقد حشر الناس ضحى فى يوم الزينة الكبير ، ولكن لضيق النظر ، خلص الاوكسجين قبل انتهاء المشوار فانكتمت الانفاس ، ومات الأمل الكبير حين تمخض جبل احد الكبير ، فولد فأرا. او قل ولد تلة صغيرة فى حجم المرخيات!
    الرئيس التنفيذى الجديد يريد ان يجعلنا نسخة من الزعيم . وهو لا يدرى ان استنساخ البشر محرم دينيا وعلميا . تصور معى انسان يطلب اليك ان تكون صورة كربونيا من شخص آخر! لا ورب الكعبة ! كل انسان متبر لما خلق له . ولا نريد ان نكون صورا كربونية من الزعيم . لاننا ان فعلنا نكون قد سرقنا شخصيته المميزة ، ونكون قد اعتدينا على قانون الملكية الفكرية ، ونكون قد ارتكبنا جريمة تزوير من الدرجة الاولى ، والتزوير هو جريمة مخلة بالشرف، والاخلال بالشرف جرم عظيم ، لا يرحم القانون من يأتيه بعلم او بدون علم . لأن من يقع فيه يكون قد اتى الاجرام من اوسع ابوابه، ويكون قد وقع فى حقوق الناس وفى اخص خصائصهم .
    ولكن السؤال المهم هو كيف استساغ حضرة الزعيم أن يحشر هذا الكم الهائل من البشرمن غير المؤهلين للاقتراع ، فقط لكى يدرأ بهم غائلة الغبائن . حتى اذا فعل ذرع اطنانا من غبائن جدية هذه المرة . وشخصى الضعيف واحد منهم . نعم ، شخص ضعيف من غمار الناس الانصار . ولكن ثلة من جدودى الامراء سقطوا فى معركة المهدى الاولى مع ابو السعود. وكان جدى الامير ابو عسل رجلا متطرفا وقاسيا جدا مع خصوم المهدية .اما جدى احمد موسى البشير صاحب البنية الشهباء ، واميرالجناح فى معركة ابوطليح ، فقد كان فقيها يعلم الناس امور دينهم ، وكانوا يأخذون عنه راتب المهدى الامام . بهذه السيرة الاسرية اجد عندى شجاعة استثنائية لكى اقول لا حتى للجن الاحمر.
    اما أن يقر الزعيم على رؤوس الاشهاد أنه قد خرق دستور حزبه لدرء الغبائن ، فتلك شجاعة دونها كل الشجاعات . وتضاف الى شجاعة الزعيم فى ابرام اتفاقات التراضى الوطن ، و(جيبوتى) و (جنيف) فى غيبة منا جميعا . تلك الاتفاقات التى (بليناها ) بالموية وشربنا مويتها و( احبابنا ) فى الانقاذ يتفرجون علينا ونحن نبلل عروقنا من الظمأ بالماء القراح الزعريط كما تقول العرب العاربة.
    زبدة الكلام هى اننا كنا نرغب فى رؤية حزبنا وقد لملم اطرافه فى المؤتمر المهرجان . ولكن رياح حزبنا لم تتجه كما تشتهى سفننا الضاربة فى بحر المجهول.
    ليس عندى اعتراض على أى شخص تأتى به ارادة المؤتمرين . اما أن يأتى البعض عن طريق الباصات البينية التى يمررها قلب الهجوم الى الفرود ويمرر الفرود للانسايد الذى يشوت على الطاير و يحرز الاصابة ، بعد ان تحول له قوائم المرمى فى الااتجاه الذى يريد ، فتلك مصيبتى ومصيبة المؤتمر السابع، ومصيبتنا جميعا ونحن نقبض جمر الغضا منذ عقدين من الزمن الردئ.
    اختصارا : انا مع اعادة انتخابات الامين العام فى مؤتمر استثنائى مصغر من اعضاء اللجنة المركزية . وبخلاف ذلك ، فلا مناص من الاعتراف بأن المسافة قد ضاقت ، وضاقت معها الانفس الشح.

    from sudanile
                  

03-20-2009, 06:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    حزب الأمة : انتخابات جديدة والرهيفة تنقد !! ... بقلم: د.على حمد إبراهيم
    الأربعاء, 18 مارس 2009 09:34

    من المفكرة :
    حزب الأمة : هذا أو الرهيفة تنقد !!
    د.على حمد إبراهيم
    اخبار سخيفة ومؤلمة تواترت طوال فترة انعقاد مؤتمر حزب الامة السابع : ضرب واختطاف عضو مؤتمر! ومنع رئيس مكتب سياسى سابق من حضور المؤتمر! وحشر المئات من الناس فى لحظة الاقتراع ، وليس قبل المؤتمر بوقت طويل تحسبا لأى شكوك حول الهدف من تلك الزيادات . وشطب اسماء اعضاء المكتب السياسى السابق الذين من المفترض ان يشاركوا فى الاقتراع. هذه الاخبار هى نوع من الاحاجى الغريبة التى لا تشبه الانصار و لا تشبه سلوكياتهم التقليدية المنطلقة من المحبة والتوادد ، فهم يتخاطبون فيما بينهم بتعبير "الحبيب". وهذه الاحاجى الدائرة الآن عن وحول مؤتمر حزب الامة السابع تقطع بأن هذه الروح دخلها ما دخلها . وتقطع ايضا بأن الحزب يتدهور ، ولا يصعد الى اعلى ، بدليل ان هذا التجافى لم يحدث بهذه الصور من قبل فى المؤتمر السادس او فى المؤتمرات السابقة . ثم هذه البلطجة من ضرب واختطاف وتهجم ، لم تعرف وسط جماهير الانصار الذين من تربيتهم هم قوم زاهدون فى مباهج الدنيا. ويؤثرون على انفسهم رغم انهم يعيشون الخصاصة فى قمتها ! وهذه الهرجلة التى صاحبت هذا المؤتمر ، والكلفتة الواضحة فى الاعداد ، سببها انفراط عقد النظام وسط القواعد المكلفة باتحضير، وربما كان السبب ناتج عن تقصير قيادات الحزب فى الطواف على الاقاليم والولايات قبل وقت كاف لحل المشاكل وترتيب الاوضاع قبل ان يحين موعد المؤتمر العام . تأجيل موعد المؤتمرالاول قد يقوم دليلا كافيا على عدم الاستعداد الكافى . المهم هذا المؤتمر كشف المستور . واكرم لقيادة الحزب ان تحسم الجدل الدائر حول هذه الانتخابا ت بصورة تقفل الباب امام أى تداعيات سالبة قد تضيف الى الى متاعب الحزب. اذ لا يكفى دمدمة الاشياء أوالسكوت عنها تفاديا للحرج.
    لقد دخل الشك فى قلوب الكثيرين وشخصى الضعيف واحد منهم . ولا سبيل لنزع هذا الشك الا باعادة هذا االعمل الفطير الى النار مرة اخرى حتى ينضج.
    يكون حزب الأمة او لا يكون هذا هو السؤال .هذه القضية الاولى . اما القضية الثانية فهى ان تعود قضية توحيد الحزب الى الواجهة من جديد بعد أن تفادى المؤتمرون مناقشتها بالشجاعة المطلوبة . أهل العقد والحل مطلوب منهم أن يتحدثوا بالصوت العالى حول هذا الأمر. واضح جدا ان رئيس الحزب غير راغب فى عودة بعض الاطراف المنشقة بسبب ما دخل فى النفوس من حزازات . لماذا لم يقل المؤتمر هذا بالوضوح الكامل ويجد حلا لهذه المسألة. فتوحيد الحزب استباقا للمعركة الانتخابية القادمة هو حيثية اكبر درجة من كل الحيثيات . وهى قضية يجب أن لا تترك للأهواء وللحزازات أن تتلاعب بها . لقد وضح الآن ان الحزب يعانى من ثغرات تنظيمية سببها ضعف فى القيادات المكلفة ناتج عن ملئء بعض المواقع باشخاص لا يتمتعون بالكفاءة الكاملة. بل ان اماكن بعض القيادات التى فقدها الحزب بسبب الخلافات ظلت شاغرة عمليا . ولم تستطع القيادات البديلة أن تملأها . فاذا كان المؤتمر قد جبن فى ان يناقش قضية توحيد الحزب بالشجاعة المطلوبة ، فانه يجب أن تعود هذه القضية الى الواجهة من جديد. فانا لا استطيع ان اسكت عن عدم ورود أى ذكر لاسماء قيادات قممية فى هذا المؤتمر . أين هم . ولماذا غابت اسماؤهم ؟ ولماذا لم يسأل احد عنهم : اين السيد عبد المحمود حاج صالح ؟ أين السيد صلاح ابراهيم احمد ؟ أين السيد حامد محمد حامد؟ وكثيرون.هل اعتمد الحزب سياسة جديدة هى أن يمشى بمن حضر ولا يسأل عن من لم يحضر؟ اذا كان هذا هو الديدن الجديد فان القيادة ستجد نفسها ذات يوم نائمة لوحدها فى العراء العريض بدلا من ان تكون قائدة لحزب عريض . ولنا فى حزب الوفد المصرى عبرة وعظة
    اقول هذا ، ولا احد يستطيع ان يعيده الى داخل فمى. والرهيفة تنقد !
                  

03-20-2009, 06:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    : الصادق المهدي: حكومات تحاربني بالنساء

    GMT 0:15:00 2009 الخميس 19 مارس

    السياسة الكويتية



    --------------------------------------------------------------------------------


    اتهم بعض الحكومات السودانية باستخدام النساء للايقاع به

    الرجل الذي يضرب المرأة "ناقص رجولة"


    القاهرة - أسماء الحسيني

    زعيم حزب الامة السوداني الصادق المهدي من القيادات التاريخية بالسودان, وهو سياسي ومفكر وعالم مجدد, صاحب شخصية مختلفة, منفتح على الآخرين, له حضور طاغ ووقار ظاهر, واحترام لا يغادره في تعامله مع الآخرين, مهما قلبت معه الأوراق لا يمكن أن تجاريه في صفاء الذهن وحضور البديهة, فهو دائما قوي البرهان, واضح البيان, وفي الحوار التالي حاولنا أن نقلب معه ملفات أخرى بعيدًا عن أمور السياسة والدولة, لا صلة لها بالتحالفات السياسية ومستقبل السلام, ولا بأزمات السودان التي لا تبدو لها نهاية, لو أننا عرضنا الفكرة على سياسي آخر لرفض دون نقاش, أما الصادق المهدي, وإمام "الأنصار" فكان مرحبا, وفي الحوار التالي تحدث عن دور المرأة في حياته, وعن المؤامرات التي كانت تحاول النيل منه, وتلفيق علاقات وهمية له مع نساء لم يكن يعرفهن, كما حكى عن علاقته بجدته وأمه وزوجتيه وبناته, وعن نساء كان لهن في حياته شأن وتأثير.

    كيف كان دور المرأة في حياتك, ومن هن النساء اللاتي تركن بصمة فيها سياسيا واجتماعيًا?

    أعتبر أن هناك عددا من النساء أدين دورا في حياتي وفي تكوين شخصيتي ودوري في الحياة, وأنا أعتقد أن إعلاء الدور النسوي في حياة الإنسان سُنة, لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: أنا ابن العواتق (أي الحرائر) من قريش وليس هناك شك في إعلاء الدور النسوي. وليس هناك شك أن إعلاء الدور النسوي في حياة الإنسان اقتداء بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم), وأنا أعتقد أن والدتي رحمة قد ادت دوراً كبيراً جدا في حياتي, وكانت بالنسبة لي في مراحل الحياة المختلفة أما ثم أختا بعد أن كبرت.

    وزوجتاك ?

    لاشك أن زوجتي الراحلة سارة لعبت بعد أمي رحمة الدور الثاني في حياتي لأنها كانت صديقتي وزميلتي قبل الزواج, ثم جاء زواجنا ليكمل دورها كصديقة وزميلة في الحياة العامة, أما زوجتي حفية فمع أنها لم تكن صديقتي وزميلتي قبل الزواج مثل سارة, إلا أنها كانت ومازالت شخصية صامدة في كل ظروف الامتحانات التي واجهتها وفي وجه ظروف الحياة القاسية جدا من مصادرات وإساءات, كما أنها استطاعت أن تحفظني في بيتي ومكانتي, وهي سيدة كريمة تفعل كل ما تستطيع وكل ما لا تستطيع للضيوف.

    أهدت ابنتك السيدة رباح أحد كتبها إلى امرأتين وصفت كل منهما بالأم.... فمن هما هاتان المرأتان?

    قيض الله لي بصورة لا يمكن أن تكون إلا رسالة من العناية الإلهية امرأة كمربية لأبنائي من سارة التي انشغلت بالعمل العام وبالمهمات التي اضطرتها ظروفي القيام بها, واسمها مريم, وكانت أشبه ما تكون براهبة غير معنية بحياة الزوجية أو تملك أي شيء, وأوقفت حياتها على مهمة فدائية هي تربية أولادي من سارة, والمدهش هو أن نفس الشيء حدث لامرأة أصلها أثيوبي, كانت مسيحية وأسلمت اسمها عزيزة أصبحت مربية لأولادي من حفية, وكانت أيضا أشبه براهبة وغير معنية بزواج أو تملك, وتعاملت مع هؤلاء الأطفال معاملة فدائية, وهذه مسألة مدهشة بالنسبة لي, وأعتبرها رسالة من رب العالمين, وأن الله يدافع عن الذين آمنوا, وقد جاءتا من بلدين مختلفين, فمريم من دارفور وعزيزة من أثيوبيا, ولكن كانت شخصيتاهما واحدة ولهما ذات الهمة الفدائية في تربية أطفالي, وأعتقد أنهما تضافان إلى قائمة نساء في حياتي.

    النساء هن الأكثر تأثيرا في حياة الأبناء?

    نعم وأذكر السيدة أم سلمة بنت المهدي جدتي لوالدتي, كانت تمثل لي ما يمكن أن نسميه بالشخصية القديسة, لم أرها في حياتي إلا وفي يدها كتاب, كانت دائما تقضي وقتها بين الصلاة والأذكار والاطلاع, كانت مؤمنة بي, توفيت عام 1950وأنا مازلت طفلا عمري 15 عاما, لكنها كانت تقول إنه سيكون لي شأن, وهي التي زرعت في نفسي أن لي دورا خاصا, وحكت لي ولأمي أنها رأتني في الرؤيا وأنا أقف في حشد من الناس وأقول :"وأذن في الناس بالحج يأتوك....", وكانت هذه الرؤيا بشرى لهذا الدور الذي كانت تبشر به جدتي وأنا مازلت طفلا, وهي التي زرعت فكرة أن التربية الأسرية يجب أن تركز على غرس الأيديولوجية المهدية, ولذا لما شببنا وجدنا تركيزا في التربية والقصص والأحجيات التي تروى لنا على هذا الأمر بصورة مختلفة عن بيوت المهدي الأخرى, وهذا هو المعنى الذي غرسته السيدة فاطمة بنت الحسين والدة جدتي لأمي, وبالتالي كانت هذه الشخصيات الثلاث لها أثر في تربيتي وتوعيتي وإحساسي بأن لي دورا مختلفا, فالإنسان يتأثر كثيرا بما حوله من بيئة.

    أرى بناتك يحطن بك في كل المحافل ويقتفين أثرك?

    منذ أن نضجت بناتي صرن يؤدين دورا مهما في حياتي بصورة كبيرة جدا, ويقمن بذلك بتنوع وليس على شاكلة واحدة, فواحدة منهن معنية بمساعدتي في السياسة, وثانية بمساعدتي في إدارة مكتبي وثالثة بصحتي ورابعة بعلاقاتي الاجتماعية وخامسة بمنزلي وسادسة بهندسة المنزل, وأتعجب كيف كل واحدة منهن اختارت لنفسها دورا مهما جدا في حياتي.

    وأخواتك ?

    أخواتي عموما كان لهن دور ودي في حياتي, وأكثرهن مساهمة في مرحلة ما في حياتي مثل أختي شامة, وقد كانت في مرحلة من مراحل المنفى مديرة لمكتبي.
    انحزت للمرأة في آرائك واجتهاداتك ومواقفك, ما الذي دفعك إلى ذلك?
    نعم أنا من الرجال الذين يمكن أن نصنفهم بالانحياز الأنثوي, فلدي انحياز كبير للمرأة, ربما يعود ذلك إلى خلفية علاقتي بوالدتي واحترامي الكبير لشخصها, وأجد نفسي خلافا لكثير من الرجال السودانيين مستعدا لعلاقات اجتماعية مع المرأة, ويبدو لي أن هذا سببه احترامي لوالدتي وتقديري لها فأسقطته على جنسها كله.

    ألم تجد النساء كما يشاع عنهن ناقصات عقل ودين?

    منذ أن سمعت الحديث المنسوب للرسول "النساء ناقصات عقل ودين"استنكرته, وقبل أن أبحث في الأحاديث بدا لي أن هذا الكلام متناقض مع ما أعرفه من أمي, اذ كان واضحا لي تماما أنها كاملة العقل والدين, ثم عرفت بعد ذلك أنه حديث آحاد يتناقض مع معاني أساسية في القرآن الكريم, حيث يقول الله سبحانه وتعالى: إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى "ويقول :"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".

    وحديث "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " ?

    هذا الحديث رواه شخص لكي يعتذر عن المشاركة مع السيدة عائشة في معركة الجمل, مع أن طلحة والزبير (رضي الله عنهما) من أهم الصحابة, ولو عرفا أن ذلك خطأ لما شاركا, وقيل إن الحديث كان في بوران ملكة الفرس, ولكن ثبت أنها كانت من أنجح ولاة الفرس, وثبت أن هذا القول متناقض مع كل الوقائع, كما أن راوي هذا الحديث هو أحد ثلاثة جلدوا بعد أن شهدوا على زنا المغيرة بن شعبة, اذ لم يكتمل العدد لأربعة, ومن يجلد لا تقبل له شهادة ولا رواية, لقد رأيت هذه الأحاديث متناقضة مع ما أعرفه من أمي وما أعرفه من علاقة الرسول بالمرأة, وقد وجدت الرسول (صلى الله عليه وسلم) كثيرًا ما كان يلجأ لخديجة وأم سلمة (رضي الله عنهما), فكيف يلجأ لناقصة عقل ودين في مسألة خطيرة, وكيف يقول خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء, ومن يقيس الأحاديث التي رويت عن عائشة مقارنة بما روي عن أبي هريرة نجد أن ما روته السيدة عائشة أقوى في معناه وأقرب إلى روح الرسالة, وهذا لا يمكن أن يعزز معنى ناقصات عقل ودين الذي يروجه كثيرون, والمعاني التي غرستها أمي في نفسي من تقدير للمرأة ودورها جعلني أرفض كل الحيثيات التي تدعو لدونية المرأة وتقول بها, ووجدت في اجتهاداتي الإسلامية ما يعزز هذا الموقف الذي أظهرته تجاه المرأة وحقوقها.

    كيف ترى علاقة الرجل السوداني بالمرأة?

    نجد النظرة الغالبة في السودان أن علاقتك كرجل بالمرأة إما أن تكون لأنها قريبتك أو لأن لديك نية للزواج منها أو لهدف جنسي, لكن فكرة أن تستعين بالمرأة في عمل أو صداقة اجتماعية أو فكرية فهي غائبة عند كثير من السودانيين والشرقيين عموما.

    هل الأمر عندك مختلف?

    نعم الأمر عندي مختلف ففي كثير من أعمالي أشجع سيدات لاداء دور فيها, كمسؤولات في حزب الأمة وغيرها من الأمور, فأنا لدي استعداد لعلاقات مع المرأة غير معهودة عند كثير من السودانيين, لا تنحصر في القرابة أو التطلع للخطوبة والزواج, فنظرتي إلى المرأة أوسع من ذلك بكثير.

    لكن في بلادنا تظل مثل هذه العلاقة غير مفهومة?

    نعم كثير من الناس لا يستطيعون فهم ذلك, بل يسيئون فهمه, لذا أجد كل شهر شائعة عن مشروع زواج جديد, وهو كلام لا أستطيع أن أفهمه, فالمرأة عندها عطاء كبير خارج إطار القرابة والعلاقة الزوجية, لدرجة أنني طلبت من بناتي - وفيهن ثلاث بنات في الوظيفة الطبية, طبيبتان وصيدلانية - أن يرشحن لي طبيبة لتكون طبيبتي الخاصة, وهذا ما حدث, والفكرة الأساسية أنني أعتبر أن المرأة عندها عطاء كبير إنسانياً ومهنياً, وهذا هو سبب استعانتي بسيدات في مواقع مختلفة من العمل.

    ألم تجلب لك هذه الطريقة في التعامل مع المرأة المشكلات?

    أنا عدو الطغاة في السودان, وكل طاغية حكم السودان جعلني عدوه الأول, فقد حاربت كل الطغاة الذين حكموا السودان, وأعتبر وظيفتي هي مواجهتهم , وقد اعتبروني جميعا رمزا للشعبية التاريخية والشعبية الجماهيرية, لذلك كانوا يحرصون على تحطيمي, ولم يجدوا طريقا لذلك غير تخويني من حيث السيادة والمصالح الوطنية, ولا من حيث عفة اليد ولم يجدوا علي مآخذ ظلم سياسي شكلوا لجاناً ودراسات وفرقاً ليبحثوا ويفتشوا عن مآخذ علي وخصوصاً في عهدي الرئيس الأسبق جعفر نميري وحكومة, فلما لم يجدوا شيئا مما يبحثون عنه, لجأوا لتشويه سمعتي وتلطيخها بمسائل متعلقة بالنساء, وجاؤوا بسيدة انكليزية ادعت أنني تزوجتها وعندي منها ولد.

    من فعل ذلك?

    كل هذه الأمور تقف وراءها أجهزة دولة وأموال كثيرة تصرف لتشويه سمعتي, وساعدهم على ذلك تقديري الخاص للمرأة وتعاملي معها, بنوا على هذه الصفات ما يمكن أن نسميه بمحاولة متعمدة من الدولة لاغتيال شخصيتي.

    هل ترى أنك ظلمت كثيرا?

    نعم ولكنني شخصيا أعتقد أن كل ظلم لي يجد تعويضا من الله والناس, فرب العالمين منحني محبة الناس التي تصل في بعض الأحيان إلى درجة تفوق العقل, والله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدا حبب الناس فيه, وأشعر أن كل هذه المحاولات لاغتيال شخصيتي كانت سببا في بركة من رب العالمين ومحبة كبيرة جدا من الناس لي كرد فعل لهذه المحاولات, وكثيرون من الذين ساهموا في محاولات اغتيال شخصيتي جاؤوا واعتذروا لي.

    مثل من?

    منهم الصحافيون حسين عثمان منصور ومحمد طه محمد أحمد وحسين خوجلي وكثيرون غيرهم, ومن بينهم أيضا الشاعر محمد الفيتوري الذي وظفه خصومي السياسيون في فترة من الفترات ليكتب أشعارا ضدي, وقد اعتذر لي عنها.

    ألم تكن تتأثر وتغضب من هذه الإساءات وتلوم أصحابها ?

    لم يحدث أن توقفت عند حملات الإساءات والاستهزاء, فرسام الكاريكاتير الكاروري بني كل شعبيته أنه يضحك علي في رسومه, ولم يحدث أن تعرضت له وأنا في السلطة أو خارجها, بل كتبت له مقدمة كتابه الذي أصدر فيه رسوماته عني, لقد أساء لي أناس كثيرون إساءات بالغة.
    والمدهش انه لا يوجد في نفسي أي غل تجاه أي مخلوق, وأعتبر ذلك من بركات الله, وأشعر أن الله نجاني من الأمراض لأن كل محاولات اغتيال شخصيتي - هذا غير محاولات اغتيالي الفعلية في عهد نميري وقد اعترف بها - لم تورثني أي نوع من الغل أو الحقد. وقد استغرب وفد أميركي زار السودان أخيراً كان من بينه المبعوث الأميركي إلى السودان ويليامسون حينما قلت لهم إنه يجب استثناء الرئيس عمر البشير من أي محاكمات لأن هناك مضاراً كبيرة ستلحق بالسودان في حال توقيفه, فقال أحد أعضاء الوفد مندهشا :كيف تدافع عن إنسان فعل وفعل? كان من المفترض أن يكون موقفك مختلفا وأن تكون أسعد الناس بما يحدث له, ولكنني قلت: إنني لا أشعر بأنني أحتاج إلى انتقام, وأنظر للموضوع بطريقة موضوعية وأرى أن توقيفه يضر بالسودان.

    هل شعرت أنك مستهدف من هذا الباب الذي تعمدوا الإساءة إليك منه?

    لم يحدث في حياتي أن شعرت أن امرأة ما قادمة إلي من جهة "ملغومة", وهذا أمر غريب, لم أشعر أن هناك محاولة لإختراقي, والنساء اللاتي أقابلهن طبيعيات ويتعاملن معي بصورة طبيعية,لكني سمعت أن بعض النساء زرعتهن الأجهزة الأمنية, فعدن إلى تلك الأجهزة يقلن لها إننا نحب هذا الرجل ونحترمه ولا يمكن أن نؤذيه.

    تعاملك مع النساء ألم يجعل أيا منهن تحبك, وتتعلق بك?

    هن يحببني, حبا إنسانيا وليس شهوانيا.

    ألم يجلب لك ذلك أي مشكلات?

    كثيرات طلبن مني الزواج.

    هل تسيء بعض النساء فهم معاملتك الطيبة معهن ونظرتك الراقية لهن?

    المرأة في الغالب تجد الرجال يسعون إليها من أجل شيء واحد هو الجنس, وحينما تجد إنسانا يحترم إنسانيتها تحبه, لأنها تشعر أن الرجل الذي يريدها من أجل الجنس ينظر إليها باعتبارها شيئا رخيصا, وأنا أحترم إنسانية وكرامة أي امرأة وأتعامل معها مهما كانت, حتى لو كانت خادمة, لأن أي امرأة مهما كانت تريد من يتعامل معها كإنسانة.

    ماذا يعجبك في المرأة?

    لا أعجب إلا بالمرأة التي لديها جرأة وعطاء والمستقلة في نظرتها للأمور, فهذه المرأة تشدني أكثر, لأنها تذكرني بأمي وبزوجتي الراحلة سارة, كما تعجبني المرأة التي تعتز بنفسها وأنوثتها, , فهناك نساء لا يعتبرن أنفسهن محترمات إلا إذا اقتبسن حال الرجال أو الغربيات, أما المعتزة بأنوثتها وأصالتها ومع ذلك لديها شخصيتها وثقتها في نفسها ودورها فأنا أسميها الأنثوية المرشدة, وهي من تشدني وأشعر بميل تجاهها.

    والمرأة الضعيفة?

    أما المرأة ذات الشخصية السلبية المستسلمة فهي تثير لدي الشفقة والعطف وليس الإعجاب, وعموما ثقافتنا الشرقية وليس الإسلامية فيها قسوة على المرأة تبرر الشعور بالإشفاق والعطف.

    ما الذي يزعجك في معاملة المرأة في بلادنا?

    أكثر ما يزعجني هو ما يظهر في المسلسلات والأفلام المصرية من عنف مستخدم ضد المرأة, فالرجل يبدأ في ضرب المرأة حتى قبل أن يفهم ما هي المشكلة.
    ضرب النساء مستنكر في السودان بشكل كبير? المزيد من الاخبار في جريدة الجرائد
    عندنا الرجل الذي يرفع يده على المرأة يعد ذلك نقصا في رجولته, بالطبع هناك من يفعل ذلك, ولكن هذا الأمر بالنسبة لي شيئاً كريهاً جدا ومرفوض.
                  

03-20-2009, 06:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    رباح الصادق المهدي .. تحارب طواحين الهواء

    بتاريخ 16 مارس 2009م العدد 305 من صحيفة أجراس الحرية كتبت الأستاذة / رباح الصادق ضمن سلسلة مقالاتها عن المؤتمر السابع لحزب الأمة القومي ، مقالاً وجهت عبره إساءات للصحافة السودانية ووصفتها بعدم النزاهة ونصبت نفسها حكماً علي الآخرين ووزعت الإتهامات جزافاً ذات اليمين وذات اليسار وقالت رباح :(نحن نؤمن يقيناً بمقولة الإمام المهدي عليه السلام .. ناري هذه أوقدها الله وأعدائي حولها كالفراش كلما إقتربوا منها أحرقوا بها وصار أمري فاشي ) وفي هذه الجزئية أخرجت رباح الحوار والنقاش من الحيز السياسي إلي الحيز الديني وأعطت لنفسها حق محاكمة نوايا الآخرين وهي تصر علي إلغاء الفعل البشري في العمل السياسي وهو أساس التاريخ وإحلال الفعل الإلهي الخارج عن التاريخ والمتعالي عليه .تمضي رباح في توزيع التهم وتقول عن الصحافة السودانية ( وهو مرض أصاب مهنية صحافتنا في مقتل وكذا نزاهتها ) تهتم رباح بهمنية الصحافة فقط عندما توجه النقد للإمام وحزب الأمة أما عندما تنقل الصحافة كل حركات وسكنات الإمام وسفرياته الداخلية والخارجية وتصريحاته التي لا تنتهي فهي صحافة مهنية !! .
    وتتوهم رباح هجمات إعلامية منظمة ضد الحزب وتقول ( يواجه حزبنا هجمة إعلامية مخططة إستعانت بحسب مارشح من أقاويل بخبراء في الإعلام من خارج الحدود ) وتبني مواقفها علي أقاويل !! .
    وتمضي رباح في إدعاءاتها الجوفاء وتقول ( إننا نزعم أن كتاباتنا وكتابة غيرنا في أمر حزب الأمة علي قلتها ستهزم عشرات الأقلام .. وكم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بإذن الله ) . تعيش رباح الصادق نرجسية من نوع عجيب تنظر إلي صورتها منعكسة علي سطح الماء كما حدث في إسطورة النرجسية فتقع في حبها حباً خيالياً فتشيد بنفسها لنفسها وتكون هي المتكلم وهي السامع وأي صوت يرتفع غير صوتها هو صوت نشاز وأي خطوة لا تسير وراء خطواتها هي خروج عن الصف ويصبح صوت الحمار المؤيد لها بلبلاً صداحاً وصوت البلبل المعارض لها هو صوت نعيق البوم . تتحدث عن الديمقراطية ولا تمارسها وتفلسف أخطاء الحزب وتدافع عنها تحلم بإنتصارات علي الورق ، والغرور يعميها فلا تسمع إلا ما يرضيها ولا تنصت إلا للمتزلفين .
    وتواصل رباح توجيه سهام نقدها للصحافة السودانية فقط لأنها إنتقدت بعض الممارسات الخاطئة في مؤتمر الحزب ( وبعد إسبوع واحد خرج – تقصد محمد عبدالله الدومة – بأقوال جديدة فتحت لها الصحف أذرعها كاملة ) تنتقد رباح الصحف حين تستنطق المعارضين لخط الإمام أما في حالة نقل أخبار الإمام الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة فهي صحافة وطنية ومهنية !!
    وحينما تعجز رباح عن مقارعة الحجة بالحجة في القضايا السياسية وفي العمل الحزبي الذي يتوسل العقل الإنساني وما قد يستعين به من العلم المتصل بالموضوع في البناء والتخطيط والتقويم والإصلاح بالإستقلال عن أي عقيدة دينية تلجأ رباح إلي إستدعاء نصوص دينية لمحاكمة خصومها السياسين وتكتفي بأجر المناولة لأفكار الإمام التراثية - الحداثوية وهو يعمل بكل ما يملك من أجل أن لا ينفلت الزمان وتبدل الأحوال من قبضة النص. قضيته هي إرجاعها إلي النص كلما إبتعدت عنه ويزعم قراءة التراث قراءة تقدمية فيسقط رغبته التقدمية علي التراث فيخلط الماضي بالحاضر ويضرب بتاريخية منطق الأفكار عرض الحائط . وكما ذكرنا في كل ذلك لا تملك رباح إلا أجر المناولة وتجتهد في إبراز مدرسة مأزومة في الكتابة الصحفية وفي الممارسة السياسية ، مدرسة تعاني من إختلالات وعقد نفسية وتعادي حس الإعتراف الأصيل بالمشاكل وتصر علي خنقه وسط ركام زائف من القشور والفلكلور الديمقراطي .
    حسن بركية


    رباح الصادق المهدي .. تحارب طواحين الهواء
                  

03-20-2009, 10:58 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    حزب الأمة القومي .. نذر إنشقاق ثانٍ

    تقرير: ضياء الدين


    وجود عمل سياسي سري يدار على مستوى من الاحكام والحذر. كان هذا هو شعور الصحافيين وهم يلجون الى مكتب الأستاذ حامد محمد حامد رئيس المكتب السياسي السابق لحزب الأمة القومي لحضور المؤتمر الصحفي الذي أطلق عليه الأستاذ محمد عبد الله الدومة القيادي بحزب الأمة وصاحب المركز الثاني في سباق إنتخاب الأمين العام للحزب، إسم (مؤتمر كشف الحقائق),
    ولو أن تلك اللافتة التي حملت اسم الجهة التي تنظم المؤتمر (حزب الأمة القومي - الأمانة العامة) لفتت الإنتباه، إلا أنها لم تتجاوز الهمس بين الصحافيين وهم يتساءلون، أي أمانة عامة تلك؟ وبعد إنتظار ليس بالقليل قال حامد -الذي كان موجوداً حينها: (الأمين العام في طريقه الينا) وهو بذلك يقصد الدومة. وخلال مجريات المؤتمر الصحفي أكد حامد للصحافيين أن مجموعة كبيرة داخل حزب الأمة تتعامل مع الدومة بوصفه الأمين العام المنتخب الى أن يبت في أمر الطعون. وإستدرك قائلاً: (إذا كانت نتيجة الطعن في غير صالحنا سيكون هنالك موقف آخر) .
    بالرغم من أن الدومة نفسه ظل يردد (نحن لن ننشق عن الحزب ولكننا أصحاب الخط العام) إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن هنالك إنشقاقاً قادماً في حزب الأمة القومي بقيادة تيار الدومة بعد أن أعلنت مجموعته عدم إعترافها بنتيجة التصويت في إنتخاب الأمين العام. وطعنت في كل أجراءات العملية الإنتخابية في المؤتمر العام السابع عدا إنتخاب رئيس الحزب. ومن بين الطعونات التي تقدمت بها مجموعة الدومة هو عملية إنتخاب الأمين العام قبل إختيار رئيس الهيئة المركزية، وإختيار قيادة المكتب السياسي قبل إجازة تقارير اللجان الفنية للمؤتمر السابع، هذا غير الطعون الأساسية في الهيئة المركزية ذاتها والمكتب السياسي نفسه. وفي حديثه لـ (الرأي العام) قال د. عبد الرحمن الغالي القيادي بالحزب: لم يتم إختيار رئيس الهيئة المركزية في المؤتمر السادس للحزب الذي قام في العام 2003م إلا بعد أربعة أعوام من قيام المؤتمر في العام 2007م، أما مسألة إجازة تقارير اللجان الفنية للمؤتمر السادس فهي لم تجز حتى الآن، ولم يرد في هذا الأمر أدنى مآخذ. وأشار الى أن هذه اللجان لا علاقة لعملها بأجهزة الحزب.
    هنالك قيادات بحزب الأمة تحدثت عن علاقة للدومة بالسيد مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد وصنفت الأستاذة رباح الصادق المهدي العلاقة ضمن أربع جبهات تريد أن تنقض على وحدة حزب الأمة القومي - بحسب رباح. ولكن مصادر نافذة بحزب الأمة قالت لـ (الرأي العام): إن الدومة جزء أصيل من تيار د.آدم موسى مادبو النائب السابق لرئيس الحزب. وأوضحت أن الرابط في علاقة الدومة بالفاضل هي مساعٍ لقيادات قديمة بزعامة صلاح إبراهيم أحمد -بحسب المصادر - كانت تقود الخط العلماني داخل الحزب. وتدعو للتقارب مع الحركة الشعبية، وتريد أن تحدث هذه القيادات تقارباً كذلك بين الفاضل ومادبو. وتقول المصادر: إن كلا التيارين (الفاضل ومادبو) كانا متنافرين قبل خروج الأول من الحزب. وأشارت إلى أن مادبو كان سبباً أصيلاً في خروج الفاضل الذي كان يرى أن مادبو ليس له شرعية التصدي، وطالب الإمام الصادق المهدي بإبعاده عن الحزب. ولكن تشير المصادر أن المهدي أوضح للفاضل أن لمادبو شرعية إنتخابية لايمكن تجاوزها وكان يرى ضرورة التوازن بين الشرعيتين (التصدي والإنتخابية). الشاهد في الأمر أن الدومة أضحى محسوباً عند الطرف الآخر جزءاً من تيار مادبو وإن نفى الدومة تلك المزاعم. ويستشهد الطرف الآخر لمذهبه بأن الدومة إعترف في بادئ الأمر بالنتيجة وغير رأيه بعد تدخلات من تيار مادبو. غير أن الدومة أكد أنه لم يفوض وكيله للإعتراف بنتيجة الإنتخابات وإنما فقط التوقيع عليها. أما فيما يتعلق بعلاقته بالفاضل قال الدومة لـ (الرأي العام): لا ننكر علاقتنا الإجتماعية مع الفاضل ولكننا لم نتقارب سياسياً معهم وهم داخل الحزب ولا توجد لنا معهم علاقة سياسية خارجه.
    الأمام الصادق المهدي الذي كان بعيداً عن هذا الصراع طيلة الفترة الماضية خرج عن صمته وأرسل خطاباً للإجتماع الأول للمكتب السياسي ووصف فيه ما يحدث بأنه قضية سياسي وليس قانونياً وأكد أنه سيعمل على معالجته. ويقول مراقبون إن المهدي يريد كعادته أن يرضي الأطراف كافة. ففي إعترافه هنالك قضية إرضاء لمجموعة الدومة، وبقوله إن القضية سياسية وليست قانونية إرضاء للقائمين على إجراءات العملية الإنتخابية. والمهدي يقصد بسياسية - بحسب المراقبين - ما أثارته مجموعة الدومة من مآخذ على الفريق صديق الأمين العام المنتخب ووصفه بأنه عمل في جهاز أمن الرئيس الأسبق جعفر نميري، وأدى قسم الولاء للإنقاذ حينما عمل محافظاً لمحلية كلبس. ولكن في ذات الإجتماع للمكتب السياسي حدث خلاف آخر حينما شارك فيه الدومة بعد إتفاق تم بمنزل اللواء فضل الله برمة ناصر بأن الإجتماع سيكون فقط للتعارف بين عضوية المكتب ولا علاقة له بإجراءات لإختيار قيادته. وكان الإنسحاب للدومة ومجموعته التى قيل إنها كانت (12) شخصاً من الإجتماع حينما تفاجأ بأن هنالك إجراءات لإختيار رئاسة ومقررية المكتب. وفي هذا الجانب أقر برمة بأن هنالك بالفعل إتفاقاً بأن يكون الإجتماع عبارة عن علاقات عامة غير أنه قال لـ (الرأي العام): كنا نريد من الدومة أن يطرح هذا الأمر على المجتمعين، وكنا سنتبنى له طرحه بأن يتم تأجيل العملية الإجرائية حتى يبت في أمر الطعونات المقدمة في الهيئة المركزية والمكتب السياسي، ولكن الدومة لم يصبر وخرج دون أن يطرح هذا الأمر.
    وعلى أية حال فمن العقلانية أن لا نستبق الأحداث في تأكيد أمر الإنشقاق من عدمه، فبالرغم من تلك المؤشرات فإن الدومة ظل يردد بشكل دائم أنه لن ينشق عن الحزب ولن يتعاون مع الفريق صديق. وفي ذات الشأن تقلل قيادات في الطرف الآخر من تأثير إنشقاق مجموعة الدومة - إن حدث - على قواعد الحزب وتصف المجموعة بـ (القلة القليلة).

    http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=463&id=33923
                  

03-20-2009, 11:00 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    الحزب يغلي .. فأين الإمام ..؟؟


    ** المؤتمر العام للحزب ، أي حزب ، سانحة ديمقراطية تطرح فيها الأفكار والرؤى بكل وضوح للنقاش ، ثم ينفض الجمع ببرامج وقيادة متفق عليها .. هكذا يجب أن يكون أي مؤتمر عام لأي حزب عام .. ولكن المؤتمر العام السابع لحزب الأمة القومي لم يكن كذلك ، بحيث إجتمعت العضوية واتفقت على أن لا تتفق في ..( الامين العام ) ..!!
    ** وعدم الاتفاق على الامين العام ، أو عدم الاعتراف به يعني - ضمنيا - عدم الاتفاق على مجمل برامج الحزب في السنوات الاربعة القادمة وعدم الاعتراف بها ، وكذلك التشكيك فى الوسيلة التى جاء بها الامين العام لهذا المنصب لا يعني إلا التشكيك في الديمقراطية التى تمثل روح الحزب ..وبكل صدق ، فان تيارا عريضا في حزب الأمة لا يعترف بالفريق صديق أمينا عاما للحزب ، وكذلك تجاوز هذا التيار مرحلة الهمس إلى مرحلة الجهر بالتشكيك والطعن في ذمة ديمقراطية الحزب ..!!
    ** فالصراع لم يعد كما كان ، أيام جلسات المؤتمر العام ، بين الفريق صديق محمد اسماعيل والاستاذ محمد عبد الله الدومة .. لا ، الصراع لم يعد كذلك .. لقد تمدد ولا يزال يتمادى فى التمدد ..بحيث أصبح صراعا بين قواعد الحزب وقيادة الحزب .. وكل هذا الغليان رفضا للامين العام ، الفريق صديق محمد اسماعيل ، الذي فاز بفارق .... على الاستاذ محمد عبد الله الدومة ، بعد أن أضاف رئيس الحزب ( 208 عضوا ) للهيئة المركزية للمؤتمر العام ، وهذه الإضافة المهولة هي القشة التي قصمت ظهر اللوائح ، إذ لا يحق للرئيس إلا إضافة ( 5%) من جملة أعضاء الهيئة المركزية ( 600 عضو ) ، وهى اضافة ما كان عليها أن تتجاوز الـ ( 30 عضوا ) ، وليس ذاك ..( الرقم الفلكي ) ..!!
    ** والتيار الرافض لماحدث يؤكد ان ذاك الرقم الفلكي المضاف في غفلة عيون اللوائح ، هو الذي رجح كفة الفريق صديق على كفة الاستاذ الدومة ، أو هكذا يقول التيار الرافض ..ثم أن الفريق صديق تولى شغل منصب معتمد فى عهد الانقاذ ، وتحديدا في زمن الحزب الذي كان حاكما بلا شريك أو شركاء ، كما الحال الآن ، ولذا يرى فيه ذاك التيار الرافض كل موبقات ذاك العهد ، تشريدا كان أو اعتقالا أو تعذيبا أو مصادرة ..بمعنى : تخلى عنهم وقت الشدة ، وتمادى فى التخلى بالارتماء فى حضن السلطة .. أو هكذا أيضا يبرر ذاك التيار رفضه للفريق صديق .. وتبرير آخر مفاده بان الفريق صديق من انصار..( اتفاقية التراضي ) ..!!
    ** المهم : بلغ الغليان في حزب الامة لدرجة أن الاستاذ الدومة ، القيادى النافذ والمرشح للأمانة العامة ، قالها بكل وضوح للرأى العام : لن أتعامل مع الفريق صديق فى المرحلة القادمة ..وهذا تقريبا لسان حال ذاك التيار العريض ..وعليه ، قادمات الأيام حبلى بالمواجع فى هذا الحزب العريق ، ما لم يتدخل الرئيس بمعالجات عادلة وحاسمة ..وبالمناسبة : أين رئيس الحزب ، الامام الصادق المهدي ..؟.. الإجابة : للاسف بعيد عن أرض الحدث وربما لا يبالي بما يحدث ، ولو لم يكن الأمر عنده كذلك ، لما سافر إلى القاهرة تاركا وراءه كل هذا ..( الغليان ) !!
    ** فالحدث اليوم يختلف عن حدث إلتحاق بشرى بجهاز الامن الوطنى وما صاحبه من ضجيج ، حيث سافر رئيس الحزب يومئذ بعيدا عن الضجيج الى القاهرة .. وكذلك يختلف عن اتفاقية التراضي وضجيجها ، أيضا غادر رئيس الحزب آنذاك بعيدا عن الضجيج إلى القاهرة أيضا .. واليوم أيضا ، حدث وضجيج ، بيد أن رئيس الحزب في القاهرة ، بعيدا عن هذا وذاك ..ولكن حدث اليوم يختلف عن الأحداث الفائتة ، والحل ليس فى القاهرة ، بل في أم درمان ، حيث الحقائق التى يجب مواجهتها تتعاظم ، و كذلك الواقع الذي لا مفر منه يزداد مرارة ..نأمل في حل عاجل وعادل يا حكماء الحزب ، فالسودان كله - وليس حزبكم فقط - مل ّ التشظى و سئم التمزق و...( شبع خلافات ) ...!!

    ==
    التعليقات

    1/ المنتصر بالله - (أم درمان) - 17/3/2009
    الإمام مافى طيب وينو المأموم ..

    --------------------------------------------------------------------------------


    2/ قائد الأسطول - (منطقة مكة المكرمة) - 17/3/2009
    إذا لم تحل المسألة خليهم يرفعوا دعوة للمحكمة الجنائية يمكن أوكامبو يحل الإشكال .. تحياتنى .

    --------------------------------------------------------------------------------


    3/ قائد الأسطول - (منطقة مكة المكرمة) - 17/3/2009
    إذا لم تحل المسألة خليهم يرفعوا دعوة للمحكمة الجنائية يمكن أوكامبو يحل الإشكال .. تحياتنى .

    --------------------------------------------------------------------------------


    4/ عصمت محمد مختار - (السعودية) - 17/3/2009
    الله يهديك يا ساتي حزبهم وهم حرين فيهو و السنة و شوف مشاكل السودان الأخرى تكفيك كتابة حتى يمد الله في أيامك و الإنتخابات الجاية الأخ الذي تم تعيينه أمين عام حينزل في دائرة أبا مثلاً و يفوز و من ثم بعد فترة سيتنازل للصديق أو عب الرحمن أو السيدة مريم أو السيدة رباح ثم يقوم أحدهم بعمل إنقلاب و يحكم ثم يهرب لمصر و يعود مرة أخرى الرئيس ثم ياتي من يقول أنه لا حزب له ثم غنقلاب و بعدين يجي واحد إسمه الطاهر ساتي ليكتب عن محمد صديق محمد غسماعيل و أنحنا قاعدين دخل علينا الأستاذ الملواني ووو

    --------------------------------------------------------------------------------


    5/ Mack Komi - (Sudan) - 17/3/2009
    اخى ساتى اضافة هذا العدد الكبير للهيثة المركزية من الاعضاء غىر المصعدين من القواعد لا يشبه الامام الذى يعتبر المدافع الاول عن الديمقراطية فى البلاد

    --------------------------------------------------------------------------------


    6/ عامر جعفر - (السودان - كسلا) - 17/3/2009
    القاليك ده حزب منو ؟. كلام فارغ . ديل شوية اسرة مرطبة بتتسلى بالانصار . لاقينهم مساكين وطرش و امامك واولادهم بيلعبو بيهم . قال امام قال . صحفى جاهل مابتعرف معنى الامام . امام على منو وفوق كم ؟. تانى مافى حاجة اسمها حزب امة ولاحزب اتحادى ولا كلام فارغ بتاع شيوعيين . فى كيان جامع ومؤتمر وطنى و القائد حبيب الشعب . الداير يحكم يجينا والداير قروش يجينا والداير يحمى البلد يجينا والمادايرنا بيكون لافى صينية زى الامام والدجال التانى بتاع الختمية داك . او بيرجع الحفرة تحت الواطة زى زعيم الكفار بتاع الشيوعيين داك . البلد بلدنا والزارعنا غير الله اليجى يقلعنا . احزاب اوانطة وكرور . يحيا الكيان الجامع ويعيش المؤتمر الوطنى ونحن فداك ياحبيب الشعب . اكتب كلام كويس وفيهو فايدة بلاش امة بلاش ختمية معاكم . فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء لادنيا قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء . وطظ فى اوكامبو بتاعك ياقائد الاسطول تعليق رقم 3 . وطظ فى عبيد امريكا وخدم اوكامبو .وشكرا

    --------------------------------------------------------------------------------


    7/ اياس سيداحمد - (الخرطوم) - 17/3/2009
    وااسفى على مستوى التخاطب لدى الجيل القادم. يا اخ عامر جعفر الاسلام دين سلام ومحبة ولا يجوز ان تستخدم مثل هذه اللغة فى الرد على من تخالفهم الرأى. فى ردك هذا اسأت للاستاذ ساتى وللامام الصادق المهدى ولطائفة الانصار. انت لازلت طالبا وامامك الكثير من الامور لتدركها؛ اولها انها اذا دامت لغيرك لما آلت اليك.

    --------------------------------------------------------------------------------


    8/ علي عثمان - (السودان) - 17/3/2009
    يا أستاذ ساتي الواحد بقى يخاف على لغته الدارجة و الفاظه لما يقرأ بعض التعليقات المكتوبة للتعليق على عمودك أنا حأقاضيك في بوسطن ليقال إذا شعرت بأنني فقدت السيطرة على ألفاظي وصرت لا سمح الله ما مؤدب زي ما بقولوا أهلنا

    --------------------------------------------------------------------------------


    9/ احمد عبدالسلام - (السودان) - 17/3/2009
    أطالب بطرد وحزف تعليق المدعو عامر جعفر فوراً لأنه سب واهان الصحيفة وكاتب المقال. أما لو عاجبكم كلامو ده فعلي كيفكم

    --------------------------------------------------------------------------------


    10/ كمال موسى - (باسنده) - 17/3/2009
    المثل السودانى بيقول : الما شفته فى بيت ابوك بيخلعك . الشافع عديم الالفاظ والتربية عامر جعفر تفتكروا شاف شنو فى بيت ابوه ؟ واللوم ما عليه على البينشروا مثل هذا السقوط والاسفاف .. نحن لسنا ضد أى رأى ورأى آخر ولكننا ضد قلة الادب .. ياناس الصحافة هل نسيتم تعليق عامر جعفر بعدد الصحافة رقم 5637 بتاريخ8مارس2008 وبعد هذا السقوط الاخلاقى تواصلون النشر .. وبالتاكيد الجماعة اللى وافقوا على نشر هذه الصفاقات سيحجبوا تعليقى

    --------------------------------------------------------------------------------


    11/ السهم - (السودان) - 17/3/2009
    بصراحة كنا نتوقع تجديدات في المؤتمرات سواء كان حزب امة أو قبله الحزب الشيوعي لمجرد القول أنو في نقلة نوعية أو لمجرد التداول والتبادل .. يعني مثلاً في الحزب الشيوعي كان مثلاً يكون السكرتير واحد تاني غير نقد . وما في مشكلة خلي نقد يجي في المؤتمر القادم وهكذا في حزب الأمة .. يعني القصد هو التغيير والتجديد والناس شركاء وسواء سواء كان في القيادة أو القاعدة.... المدعو عامر جعفر من كسلا أو عبد العظيم ماليزيا بمعنى اصح . يذكرني بواحد في حلتنا زمان كان يعمل فيها شيوعي لمن يلاقي كيزان واذا كان الناس هلالاب يعمل فيها مريخابي . والمشكلة اساساً هي خلل في الدماغ . والمعالجة لا تكون إلا بالاهمال وعدم التعقيب علي كلامه لانو من جنس خالف تعرف ومجرد سفسطة

    --------------------------------------------------------------------------------


    12/ كمال موسى - (باسنده) - 17/3/2009
    هاكم كلام زولكم/ عامر جعفر - (السودان - كسلا) - 8/3/2009 هنا لبشير اقل حتى ان سلمو . اوكامبو شماراديق ديب انقبو لأتي . واى اناس باك اوكامبو باتير هنا نيرويو . وشكرا

    --------------------------------------------------------------------------------


    13/ عيسى طاهرالامين جيلانى - (السودان هداليا) - 17/3/2009
    شنوياالطاهركنت بتكتب مواضيع فىقمة الموضوعية قضاياالسودان

    --------------------------------------------------------------------------------


    14/ المرزوق هلال الدين - (السودان نيالا) - 17/3/2009
    لا ارى خطأ يستوجب الحذف والطرد فى تعليق عامر جعفر ... الحرية لنا ولسوانا .... وعامر جعفر شاب واعى وطموح وبيغرد خارج سرب الطائفية والابوية وغيرها من أشكال الدجل السياسي ..... أين الخطأ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    --------------------------------------------------------------------------------


    15/ عمر عبد الله - (الرياض) - 17/3/2009
    شكرا الطاهر ساتي وانت تتطرق دائما للقضايا الملحة في الساحة السياسية السودانية . بعض السذج يجب ان تراجع وتصحح مشاركاتهم . الهتر لغة سفهاء لم يحسن ابائهم تاديبهم . واصحاب العقد ا لنفسية يجدون متنفسا في التطاول على العظماء .

    --------------------------------------------------------------------------------


    16/ عوض الكريم - (السودان) - 17/3/2009
    ايها التلميذ غير المهذب بطريقتك واسلوبك تسى لحزبك الذى تنتمى اليه اولا والى الاسلام الذى ترفع شعاره نفاقا وان كنت المسول المباشر عنك فى الجامعة لعاقبتك على اقل تقدير او فصلتك نهاءيا ,فعد الى رشدك والزم الجادة واترك السفاف وعبر عن رؤيتك بالفاظ حسنة وصورة افضل حتى لاتكون مصدر ذم وعورة عن من تتحدث وتمثل.

    --------------------------------------------------------------------------------


    17/ أمين عبدالسميع - (الامارات) - 17/3/2009
    طالما الحزب يغلى فالامام طبعاً منتظر حتى يبرد ! تماماً كما أوصى السيد على الميرغني أبناءه من قبل بأن لا يدخلوا أيديهم أبداً في الفتة وهي ساخنة ! فالحال من بعضو ! مش كدا برضو ؟

    --------------------------------------------------------------------------------


    18/ Adaroub - (UK) - 17/3/2009
    الاخ كمال موسى التعليق رقم 12 يا أخي أنا قمت بترجمة هذه التعابير للصحيفة يوم تم نشرها و سحبو التعليق بالإضافة إلى تعليقي. هذا الكلام بذيء و تافهه أكثر مما تصورو. بالنسبة للأخ المرزوق هلال الدين يا ريت تشيل الكلام المنشور في تعليق الاح كمال تعليق رقم 12 و تشوف ليك أي زول يتكلم تغرينا عشان يترجم ليك و بعدها أنا متأكد بأنك حتغير وجهة نظرك في المدعو عامر. عامر أتحداك لو إنت راجل ترجم تعليق الأخ كمال. أتحداك لو أنت راجل. بالمناسبة التغرينا ليست حتى لغة سودانية!!

    --------------------------------------------------------------------------------


    19/ ذمبا - (عطبرة) - 17/3/2009
    لاغبار فى ماقال الطاهر ساتى الذى لازالت موضوعاته قمة فى الموضوعية وإذا لم يفهم (محمود) الكلام فهذا مرده لخلل فى الدماغ وياعامر جعفر ما تتكلم بلغة ( الجاغريو) والله والله كل الأحزاب مالم تصبر على الديمقراطية فكل الأمور سوف تسير هبتلى وإذا كان الإمام قد تجاوز اللوائح فأين الحزب إذاً وهو فى ذمة 600 من المفوضين نحن نرجو أن لاتمضى هدراً العمائم المنفوشة وكل الشلة الكاتلة الأمة وخاما قروشا ويا عبد السميع والله الفتة حارة هى عزالطلب وهى ساخنة من نوع أكل ودأبسن الذى صار مثلاً يضرب فى سخونة الطعام والإيدو فى الفتة ماذى الإيدو فى النار وياساتر من الدعاتر.

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=64766
                  

03-20-2009, 11:16 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    من كلمة الإمام الصادق المهدي في عيد ميلاده الثالث والسبعين
    ثانيها:- أي الملفات- متعلق بأولادي الذين لفت بعض الأنظار دورهم في الحياة العامة فصاح بعضهم الذئب الذئب! صحيح أن هناك نزعة أن يحل الأولاد محل آبائهم وأمهاتهم ففي بلاد متقدمة كالولايات المتحدة يحاول كثير من أعضاء الكونغرس إحلال أولادهم محلهم وفي البلدان العربية تشاهد ظاهرة تحول النظم الجمهورية الثورية إلى نظم وراثية سماها بعضهم جملكية. وفي الهند توارث آل نهرو حزب المؤتمر وفي باكستان حدث توارث تراجيدي كوميدي. المدهش أنني منذ البداية حرصت على تربية أولادي بقاعدتين ذهبيتين هما التحرر من امتيازات النسب والتحرر من امتيازات النوع وكان نهجي معهم يقوم على غرس التزام روحي، وأخلاقي، ووطني عام ثم الاعتماد على الذات في تلقي الحياة، واختيار مصيرهم في نوع التعليم وفي الزواج وفي الوظيفة العملية اختيارات حرة. وقد اختاروا ما اختاروا فاختارت أقلية منهم عملا في الحياة العامة دون طلب مني لأحدهم إلا ما اختاره أو اختارته لنفسها ووجد قبولا من الجهات المعنية بالانتخاب. والأسئلة المشروعة المحترمة هي:

    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=m...d=190&msg=1230490020
                  

03-21-2009, 00:50 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: عبدالله عثمان)

    مؤتمر حزب الامة . . . المهدي وتحدي الديمقراطية ...
    بقلم: علاء الدين محمود
    الثلاثاء, 10 مارس 2009 16:11

    [email protected]

    (الحزب على وشك الانهيار ..) قالها لي واحد من القيادات الشابة بحزب الامة القومي مشفقا من مالات الحال داخل الحزب العريق على خلفية الاحداث التي صاحبت وتلت انعقاد المؤتمر العام للحزب . ويمضي ذاك الشاب قائلا : ( كان هنالك لجنة تكونت للاعداد للمؤتمر العام دار داخلها جدل ونقاش لاسباب معينة وبدلا من معالجة المشاكل داخل اللجنة قام الامام الصادق بقرار فردي بحل اللجنة وكون لجنة جديدة في خطوة وصفت من قبل عديدين داخل الحزب بأنها غير مؤسسية وغير ديمقراطية ) . ظل الامام الصادق المهدي زعيم حزب الامة يردد دائما ان مشاكل الديمقراطية تحل بمزيد من الديمقراطية ولكن فيما يبدو ان رياح الديمقراطية داخل الحزب جأت على غير ما يشتهي الامام الصادق المهدي وربما من هنا لجأ المهدي الى فكرة الحل من خارج اليات الديمقراطية كما يقول محدثي الشاب الذي فضل عدم ايراد اسمه . ومن خلال المتابعة لمجريات الاحداث قبيل انعقاد المؤتمر نجد ان هنالك رأي غالب داخل الحزب كان يرى بضرورة الاعداد الجيد والمتأني لعقد المؤتمر العام للحزب الا ان رئيس الحزب فيما يبدوكان متعجلا يريد عقدالمؤتمركما اتفق وكانت حجة الذين يرون بضرورة التأني ان هنالك انتخابات عامة في الطريق وان البلاد بدأت تدخل في تمام الازمة فكان هنالك بالتالي ضرورة للاعداد الجيد ولكن بدأ ان للامام رأي مختلف وكان هنالك جدل حول عودة الخارجين عن الحزب اليه مثل مبارك الفاضل والمجموعة التي خرجت معه باعتبار انها الفرصة النهائية الا ان كل تلك العملية اصطدمت باصرار الامام على قيام المؤتمر العام ‘ وفيما كان متوقعا ان يناقش المؤتمر العام العديد من القضايا الا ان ذلك _ حسب افادت عديدين _ لم يحدث بالرغم من ان رئيس الحزب وعد وكان يبشر بحل كل القضايا داخل المؤتمر . ويبدو ان رياح التغير بدأت تهب بالفعل مكتسحة كل المسلمات مبشرة بحزب ديمقراطي خالقة تحديات جديدة امام قيادة الحزب التي وجدت نفسها فيما يبدو محتارة امام الوضع الجديد الذي اصبح يبرز بشدة يريد فرض واقع جديد يؤسس لعملية اصلاح وتغيير حقيقي داخل الحزب العريق في الاقاليم مثلا كان واضحا حدوث تغيير ديمقراطي حيث تم انتخاب عدد من القيادات بشكل ديمقراطي ففي جنوب كردفان مثلا فاز علي شيخ تاج الدين برئاسة الحزب هنالك وسقط عبد الرحمن ابو البشر الذي كان رئيس الحزب ورئيس هيئة الانصار الذي كان محسوبا على الامام وهكذا في عدد من الولايات وهذا ما شعر به الامام وأقلقه فكان حدوث عدد من المشاكل في الولايات التي فشل فيها المحسوبين على الامام وظهرت بشكل واضح في الولاية الشمالية وبخصوص تصعيد الطلاب للهيئة المركزية لم يتم ذلك كما يفيد قيادي شاب الا بالضغوط الطلابية وبعد اصرارمن قبل الطلاب تم عقد اجتماع للطلاب وتم اختيار 30 طالب كلهم ضد التراضي الوطني وضد تولي صديق للامانة العامة وضد التقارب مع المؤتمر الوطني وبعد فوزهم اكدوا دعمهم لمحمد عبدالله الدومة ضد مرشح الامام صديق محمد اسمعيل ويبدو ان قضية منصب الامين العام كان لها النصيب الاكبر في اشعال الصراع اثناء وبعد المؤتمر العام الكثيرون كانوا لهم تحفظات على مجرد ترشيح صديق باعتباره انقاذيا وضابط امن سابق في نظام نميري لكن الامام الصادق المهدي بذل كل امكانياته لترشيح صديق وفوزه وبدا الدومة واثقا من فوزه بلأمانة العامة للحزب وكذلك الامام ففي اليوم الذي عقدت فيه الهيئة المركزية وقبلها بلحظات اطلع الامام على قائمة الهيئة المركزية وتاكد ان الدومة سيفوز الالية التي نفذت ذلك كانت ذكية جدا فيما يبدو بحيث انها _ كما ذكر عدد من اعضاء المؤتمر للزميل عباس محمد ابراهيم _ مررت عليهم دون ان يحسوا بها الا ضحى الغد وعندما تقدموا بسؤال للامام حول ما جرى اقر بوجود تجاوز لمعالجات الا ان تلك القيادات فيما يبدو لم تقنع برد الامام واستبعدوا توفر حسن النية واعتبروا في سياق تحليلهم لمجمل ما حدث ان الامر ليس خاصا فقط بسعي الامام لوجود صديق في منصب الامانة العامة بل يتعدى ذلك الى سعيه ادخال ال بيته الى الهيئة المركزية بعد ان تأكد له عدم رغبة القواعد فيهم الامر الذي سيضعف موقفه . الكثير من قواعد الحزب واعضاء المؤتمر اعتبروا ما حدث خرق للدستور وتقدموا بطعن مازالوا ينتظرون البت فيه ويرى عدد من القانونين في الحزب من الذين تقدموا بالطعن بضرورة الغاء النتيجة واجراءات الهيئة المركزية معتبرين ما حدث خطاء ومخالف للدستورمطالبين بضرورة اعادة انعقاد الهيئة المركزية واعادة انتخاب الامين العام . ويرى المعارضون لترشيح صديق للمنصب ان الرجل ليس بصاحب عطاء وبلاء وغير مؤهل لقيادة الحزب في هذه المرحلة معتبرين ان انتخابه كارثة ربما تؤدي الى انهيار الحزب وأساءة للعمل الديمقراطي غير ان الاما الصادق المهدي فيما يبدو كان مصرا على ان ياتي صديق في المنصب وبذل في سبيل ذلك الكثير ففي المؤتمر السابق للحزب ترشح صديق وتم تقديم طعن باعتبار ان اي شخص تولى منصب في عهد الانقاذ لا يحق له الترشيح وبينما تم اعتماد الطعن اعاد الصادق المهدي الرجل مرة اخرى وفي المؤتمر الحالي اعاد الصادق الكرة مرة اخرى مما ادى الى سَيطَرَت خلافات حَادّة على أجواء المؤتمر العام السابع للحزب في يوم الانعقاد الثاني، واحتج عدد من عضوية المؤتمر على ما وصفوه بالخرق الدستوري، حيث أضاف رئيس الحزب إلى الهيئة المركزية أكثر من مائتي شخص أي ما يفوق نسبة (30%) من العضوية ويتجاوز النسبة المخولة له وهي (5%)، واعتبر الأعضاء الذين خرج بعضهم غَاضباً الأمر تجاوزاً للدستور واللوائح والديمقراطية ومما نتج عن ذلك ان احرز صديق 425 صوتا والدومة 315 صوتا بينما احرز ابراهيم الامين 58 صوتا ولولا هذه الذيادة التي دفع به رئيس الحزب لكان فوز الدومة مؤكدا واوضح الطعن المقدم ضد هذه الاجراءات ان لجنة المؤتمر قامت بإجراءات خاطئة بعدم عرضها للائحة الانتخابات على المؤتمر العام مما تسبب في خلل فيما يتعلق بحضور الجلسات وعدم ضبطها.اضافة الى تركها رئاسة جلسة الانتخابات لرئيس المؤتمر الذي يفترض ان يكون انفض مع انفضاض الجلسات، الأمر الذي افقد اللجنة حياديتها، وأعتبر الطاعنون القائمة الاضافية التي دفع بها رئيس الحزب مخالفة صريحة للدستور، موضحين ان المضافين والبالغ عددهم 250 شخصا ليسوا أعضاء حقيقيين ولايحق لهم الانتخاب، لكنهم شاركوا في انتخاب الامين العام، واشارت المجموعة الى ان بداية اجتماعات الهيئة كانت خاطئة لانها لم تبدأ باختيار رئيسها ومقررها، انما دلفت مباشرة الي انتخاب الامين العام، وهو قرار مخالف للدستور، كما رأوا في التصعيد الى عضوية الهيئة ازدواجية، موضحين انه تم إلغاء كلية المكتب السياسي السابق واستحدثت كلية جديدة للمنشقين العائدين لصفوف الحزب.وذكر الطعن ان دستور الحزب حدد عضوية الهيئة بـ 15% من جملة المؤتمر العام البالغة 4000 عضو، اي ما يعادل 600 عضو لكن قائمة المهدي رفعت العدد الى 856 شخصا، شاركوا في انتخاب الامين العام، ما عدوه خرقا بينا للدستور ويرى العديدون ان المحصلة النهائية لهذه العملية هي تمكين ال بيت الصادق المهدي من السيطرة على الحزب ويقول مادبو ادم موسى مادبو الذي تعرض للضرب خلال مجريات المؤتمر إن الهيئة المركزية كونت من اسرة المهدي، معتبرا أن ابناء المهدي غير مؤهلين لقيادة الحزب، اوالانخراط في اجهزته القيادية. وتوقع حدوث انشقاق جديد في الحزب بعد تولي صديق اسماعيل المنتخب حديثا الامانة العامة، مشككا فى إنتمائه، واتهم زعيم الحزب بالتعنت والتراجع والنكوص عن مبادئ الحزب، وقال "إن رئيس الحزب استعمل عصا الانصارية بتوجيه الانصار بعدم تعديل الدستور".وعند مقارنة ماذهب اليه مادبو بواقع الامر نجد ان مايفوق العشرين قيادي في الهيئة المركزية هم من اسرة المهدي بينهم احدى عشرة عضوا بالمكتب السياسي ومنهم الامام الصادق المهدي ومريم الصادق المهدي وعبدالرحمن الصادق المهدي ومحمد احمد الصادق المهدي وامام عبدالرحمن الحلو زوج رندة الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي ونصر الدين الصادق المهدي وزينب الصادق المهدي ورباح الصادق المهدي والشيخ محجوب زوج انعام الصادق المهدي والواثق البرير زوج زينب الصادق المهدي وعبدالرحمن الغالي زوج رباح الصادق المهدي اضافة الى حفية زوجة الصادق المهدي وانعام عبدالرحمن المهدي ورندة الصادق المهدي. ولعل ذلك ما دفع الكثيرون داخل الحزب بالتوقع بحدوث انقسامات او انشقاقات أو كما عبر محدثي اعلاه ( الحزب على وشك الانهيار )
                  

03-21-2009, 05:11 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: Abdel Aati)

    الاستاذ الفاضل عبدالله عثمان

    لك التحية


    Quote: وكنت ابدي اعجابي بشجاعة علي حمد الذي تركته في مدرسة ملكال. كما كانت هنالك مراسلات بين الدكتور كمال ابراهيم بدري وعلي حمد الذي كان طالبا. كمال كان مديرا لمشروع بركة العجب الزراعي في القيقر علي حمد شخص جدير بالحب والاحترام ولو كان هو من الذين يسيرون المور في حزب الامة لهرع الناس للحزب.



    اولا اود ان اؤكد لك و للقارئ ان ما ذهب اليه الاستاذ عبدالله عثمان لهو الحق فى حق الدكتور على حمد و أنا لا اقول ذلك

    بحكم ما يربطنى "بعمى" الدكتور على حمد و لكن الحق ابلج

    الدكتور السفير عرقف عنه دوما قول الحق للحزب الذى ينتمى اليه و غيره من القوى السياسية الاخرى , و يا ليت لو ان

    الرجل كان من الذين يمسكوت يذمام الامور فى حزب الامة .
                  

03-21-2009, 05:42 AM

يوسف الولى
<aيوسف الولى
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 1312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لنا مهدى وعويس: درب الفيل غطى درب النمل (Re: الطيب رحمه قريمان)

    Quote: وقد جاءتا من بلدين مختلفين, فمريم من دارفور وعزيزة من أثيوبيا

    وهنا يؤكد الامام انه من بلد اخر ... اسمه امدرمان
    ليت احدكم ياتى برابط بوست الكاركتير عن الامام هنا ليكتمل التوثيق..... خصوصا بعد ان اثبتت الايام بعد نظر من رسمها
                  

03-21-2009, 05:31 AM

فارس موسى
<aفارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محن (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: بواقع الامر نجد ان مايفوق العشرين قيادي في الهيئة المركزية هم من اسرة المهدي بينهم احدى عشرة عضوا بالمكتب السياسي ومنهم الامام الصادق المهدي ومريم الصادق المهدي وعبدالرحمن الصادق المهدي ومحمد احمد الصادق المهدي وامام عبدالرحمن الحلو زوج رندة الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي ونصر الدين الصادق المهدي وزينب الصادق المهدي ورباح الصادق المهدي والشيخ محجوب زوج انعام الصادق المهدي والواثق البرير زوج زينب الصادق المهدي وعبدالرحمن الغالي زوج رباح الصادق المهدي اضافة الى حفية زوجة الصادق المهدي وانعام عبدالرحمن المهدي ورندة الصادق المهدي. ولعل ذلك ما دفع الكثيرون داخل الحزب بالتوقع بحدوث انقسامات او انشقاقات أو كما عبر محدثي اعلاه ( الحزب على وشك الانهيار )
    Quote: بواقع الامر نجد ان مايفوق العشرين قيادي في الهيئة المركزية هم من اسرة المهدي بينهم احدى عشرة عضوا بالمكتب السياسي ومنهم الامام الصادق المهدي ومريم الصادق المهدي وعبدالرحمن الصادق المهدي ومحمد احمد الصادق المهدي وامام عبدالرحمن الحلو زوج رندة الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي ونصر الدين الصادق المهدي وزينب الصادق المهدي ورباح الصادق المهدي والشيخ محجوب زوج انعام الصادق المهدي والواثق البرير زوج زينب الصادق المهدي وعبدالرحمن الغالي زوج رباح الصادق المهدي اضافة الى حفية زوجة الصادق المهدي وانعام عبدالرحمن المهدي ورندة الصادق المهدي. ولعل ذلك ما دفع الكثيرون داخل الحزب بالتوقع بحدوث انقسامات او انشقاقات أو كما عبر محدثي اعلاه ( الحزب على وشك الانهيار )


    مبالغه !!

    دا حزب شارك فى اخر إنتخابات (86) ب 9 مليون ناخب و102 مقعد وأغلب ال البيت الوارده أسماؤهم بعاليه كانوا قصر !! بعد 20 سنه من التواطؤ مع اللصوص

    والقتله الإمام واسرتو ومواليهم بطلعوا طبخه باهته ومسيخه ذى دى بإسم مقطوعة الطارئ الإنتخابات .


    فى إنتظار المبرراتيه .
                  

03-21-2009, 10:48 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محن (Re: فارس موسى)

    عودة .. المهدية؟!(1)

    بعد الأزمة الأخيرة ، التي أدخل فيها السيد الصادق المهدي حزبه، بتوقيعه – دون الرجوع للقاعدة - على ما عرف باتفاق "التراضي الوطني" مع الحكومة، وبالرغم مما أثاره الناشطون في الحزب، من ضرورة التمسك بالديمقراطية، والاحتكام لمؤسسات الحزب، بدلاً من تصريحات (الإمام) ، ومواقفه الإنفرادية، خرج علينا السيد الصادق المهدي، بحملة جديدة، مفادها الدعوة لإعادة المهدية من جديد!! والاتجاه في حد ذاته لم يحدث لأول مرة ، فقد اشار اليه على استخفاء في كتابات سابقة ، ولكنه لم يسفر عنه كما فعل الآن.
    ولقد بدأ تلك الحملة بخطبة الجمعة ، ثم كررها في مناسبات أخرى، وكان مما قاله، في تلك الخطبة العجيبة: (لقد آن الاوان أن يرد إعتبار الدعوة المهدية لا في نطاق أنصار الله وحدهم ولكن على النطاق الأوسع ...)(الصادق المهدي 19/9/2008م). وفي شرح موضوع المهدية قال السيد الصادق: (تقديم قيادة صاحبها معروف بالصدق والامانة أعلن أنه خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله وان المهدية قائمة بهذين المبدأين ... وأن اتباع هذه الدعوة واجب لأن الله يقول "واتبع سبيل من أناب الي"...)(المصدر السابق) . والمستمعون وان كان معظمهم من الانصار، دهشوا لتوجيهه لهم ، باتباع المهدية الآن، في القرن الواحد وعشرين، وهي حركة انتهت، في القرن التاسع عشر!! لكن السيد الصادق، لم يدعهم في هذا الإستغراب طويلاً ، وانما قال: (أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز مهما كانت إنجازات المهدية التاريخية فقد قال الإمام المهدي: في مقبل الايام، تظهر لدعوتنا كرامة أكبر، مما ظهرت حتى الآن ...) (المصدر السابق) . فهو إذاً، يهيئ جمهور الأنصار- ولا يستثني أعضاء حزب الأمة- لمهدية جديدة قائمة ، يمكن ان ينخرطوا فيها الآن .. ورغم ان السيد الصادق، قد تحدث عن هذه الكرامة، في إطار ظن كتشنر بانه قضى على المهدية في كرري، ثم ظهور حزب الامة كاكبر حزب في السودان بعد نصف قرن، إلا ان الكرامة التي يقصدها حقاً، هي عودة المهدية الآن لتحل مشاكل السودان الحاضرة!! ولذلك قال (وفي بلادنا الآن في وجه استقطاب بين اقصاء وإقصاء مضاد فان بذرة الدعوة المهدية بما استصحبت من مستجدات تسعف الوطن برفع راية السودان العريض الذي يعطي كل ذي حق حقه والكيان الذي غرسته صالح للمساهمة في جمع أهل القبلة حول دعوة وسطية للإسلام وهو كذلك صالح للمساهمة في حوار الأديان والحضارات الذي سيؤدي في نهاية المطاف لميثاق روحي وأخلاقي تدين له الإنسانية ...)(المصدر السابق).
    إن ما دفع السيد الصادق، لطرح موضوع المهدية، الآن، بعد ان انشغل عنه بغيره من الأطروحات، طوال السنين الماضية ، هو ما وجده من معارضة، داخل حزبه، من ناحية .. ثم شعوره بتورطه في "التراضي الوطني"، ومحاولته الإبتعاد عنه، من ناحية أخرى . فهو يريد ان يلبس نفسه هالة من القداسة الروحية، تمنع الشبان الثائرين داخل الحزب، من نقده أو الإعتراض على قراراته، وإن خالفت الديمقراطية، واتجهت الى تمكين ابنائه وبناته من المواقع النافذة. ثم هو يريد أيضاً، ان يبلغ المؤتمر الوطني رسالة مفادها، أنه صاحب دعوة، يريد بعثها، ولا يستمد مشروعيته فقط ، من وجوده في السلطة مثلهم، ولهذا لن يذوب فيهم. ولقد أكد اختلافه معهم، حين أعلن تأييده للمحكمة الجنائية الدولية، وإن تحفظ على توقيف السيد رئيس الجمهورية، باعتبار انه قد يؤدي الى فوضى وعدم إستقرار . ومع انه قد حاول ان يجعل رأيه موضوعياً، الا انه لم يوفق في ذلك، إذ لا يمكن ان يعلن موافقته على المحكمة، واحترامه لها، ثم يرفض قراراتها، قبل ان تصدرها، بناء على توقعاته .. ومهما يكن من امر، فان موافقته على المحكمة، إنما يقرأها المؤتمرالوطني، على أنها بداية التنصل عن الإتفاق، الذي كان يفترض الإنسجام، في المواقف، بما فيها موقف المؤتمر الوطني، الرافض تماماً للمحكمة الجنائية الدولية، وللتعامل معها بأي صورة من الصور. ولعل السيد الصادق إختار أن يركز على المهدية، لأن شخصية المهدي، شخصية مقبولة لدى كثير من المثقفين السودانيين، حتى خارج حزب الأمة، باعتبار دوره الوطني، في مقاومة وهزيمة الإستعمار التركي. ولكن السيد الصادق لا يقبل بذلك، بل يريد من كل السودانيين، ان يعتقدوا معه في المهدي!! ولذلك يقول: (فالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى اعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصّور المهدي كأحد الابطال الوطنيين ...) (المصدر السابق).
    والسيد الصادق يعلم ان الناس ، لو اعترفوا بصدق دعوة المهدي، فإن هذا لا يعني بالضرورة قبول المواقف المتضاربة، والمتخبطة ، للصادق التي يتأرجح فيها بين المعارضة والتراضي!! ولهذا فهو لم يطرح المهدية كحدث تاريخي، مر وانتهى ، وانما يرمي من وراء طرحها، الى ان الإعتقاد فيها، يجب ان يتبعه انتظار لظهورها، بصورة جديدة، على يد قائد جديد .. ولهذا ظل يؤكد كثيراً، ان الإسلام يحتاج الى بعث ، وان المهدية هي التي سوف تبعثه، فقد قال (إذاً سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة أو استعرضنا وجوداً واقعياً محدداً سنجد ان كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي) (الصادق المهدي: يسألونك عن المهدية ص 248). ويقول عن المهدية (أعطت مثلاً وابانت وسيلة البعث الإسلامي في زمانها وفي الزمان اللاحق) (المصدر السابق ص 35) . فإذا كانت المهدية ستبعث الإسلام، في الزمان اللاحق، فإنها -حسب فهم السيد الصادق- تحتاج الى شخصية ملهمة تقوم بهذا البعث .. وعن ذلك يقول السيد الصادق (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه وبتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان ومن صفة هؤلاء العمالقة ان الواحد منهم يشعر بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) (المصدر السابق ص 19). والشخص العادي، لا يمكن ان يكون لديه يقين، بأنه ملهم، الا اذا كانت لديه مسائل غيبية، غير عادية، ترسخ في نفسه هذا اليقين .. ولهذا فإن السيد الصادق يقول عن المهدي (خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله ...) (الصادق المهدي – الخطبة 19/9/2008م). فاذا كنا ننتظر بعث الإسلام، بالمهدية، من جديد ، فان المهدية لا تأتي بغير مهدي .. فمن المرشح لدور المهدي الجديد، غير السيد الصادق نفسه؟! ولما كان هذا الدور الخطير، يقتضي مسائل غيبية ، وإشارات روحية ، فان السيد الصادق المهدي، يحدثنا عن نفسه ، فيقول (فتحت عيني على الحياة على صدى بعض الاحاديث العارضة وكانت تصدر من ثلاثة أشخاص أولهم حديث عمي يحى عبد الرحمن وكان يكبرني بأربعة سنوات وهو طفل في الرابعة من عمره كان يردد "مهاجر سيأتي من كبكابية" والمعنى الذي يقصده ان شخصاً ما ذا دور ما سيأتي من كبكابية وهي مدينة معروفة في دارفور – غرب السودان- وكان بعض النساء في الاسرة من اللواتي كن على وشك وضع حملهن، يسألن يحى المهدي "هل هذا مهاجر؟" فيجيب بالنفي . وذات يوم حكت لي والدتي ان يحى قال "مهاجر جايي الخميس" .. وبالفعل ولدت يوم الخميس وكانت هذه إشارة غيبية غامضة . وثانيهم ان جدي الإمام عبد الرحمن روى أنه عندما جاءه نبأ ولادتي كان يقرأ سورة ابراهيم وكان والدي يريد ان يسميني ابراهيم ولكن كان لدى جدي الإمام ضيف وبينما هما جالسان جاء طائر القمرية واستقر فوق عمامة جدي الذي اقر بأن هذا نبأ وخلال حديثه مع الضيف أخبر بمولدي ورد عليه الضيف لماذا لا تسميه بأحد أسميك؟ وكان أسم جدي الإمام عبد الرحمن الصادق .. الحديث الثالث ان جدتي السيدة سلمى بنت المهدي رأت رؤيا وحكت لبنتها بحضوري وقالت لها: إنها رأت في رؤياها أنني أقف على مئذنة وأقول "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" وقالت لوالدتي: إبنك هذا سيكون له شأن) (مجلة الوسط العدد 126 بتاريخ 26/6/1994م).

    إن المسألة الأساسية، التي يعتمد عليها السيد الصادق المهدي، في إدعاء المهدية الجديدة ، هو ظنه ببداهة صحة مهدية جده الإمام محمد احمد المهدي، حتى انه يريد لكل الناس، ان يعتقدوا في ذلك بما فيهم الشيعة!! فقد ذكر انه تحدث عن فكرة المهدي، في سمنار (أقامته هيئة الاعمال الفكرية بالتعاون مع المستشارية الثقافية لسفارة جمهورية إيران في 6 سبتمبر 2006م بحضور علماء من أهل السنة والشيعة والصوفية فاستحسنوا الرأي ....) (الصادق – الخطبة 19/9/2008م). هذا مع ان عقيدة الشيعة، هي ان المهدي لم يأت بعد ، وهو عندهم السيد محمد الحسن العسكري، الذي إختفى في "سر من رأى" قبل حوالي ألف عام ، وهم ما زالوا ينتظرونه كل يوم ليعود!! ولقد سبق ان نبهنا لهذا التناقض، وذلك حين إفتتح السيد الصادق المهدي، مع القائم بالأعمال الإيراني بالخرطوم ، في اواخر السبعينات ، معرض الثورة الإيرانية بجامعة الخرطوم .. وقلنا يومها، أن حفيد المهدي الذي جاء ومضى لربه، يحتفل بثورة المهدي الذي لم يجئ بعد ، مع ان المهدي المبشر به في الحديث ، شخص واحد!! على انه من المعلوم، ان كثير من أهل السودان إعترضوا على مهدية السيد محمد أحمد بن عبد الله ، فخالفه العلماء، والصوفية ، و عدد من زعماء العشائر، ولم يسلموا له، حتى اخضعهم بحد السيف .. وذلك لأن مسألة المهدية ، مسألة جدلية ، تعتمد على أحاديث نبوية ، أدخل في التأويل ، من مجرد معناها الظاهر، وهي لهذا قابلة للأخذ والرد .. والسيد الصادق، يعطي من الناحية النظرية، الفرصة في الإختلاف، فيقول (قلنا ونقول للآخرين من إخواننا في الإسلام لكم ان تعتقدوا ما تشاءون في أمر المهدية ...)!! ومادام هو قد أثارها، ومادام يقبل من الآخرين الإعتقاد المختلف، ومادام قد قال ان الوقت قد حان لرد الاعتبار للمهدية ، فقد فتح الباب على مصراعيه ، للنظر فيها، والحوار حول تجربتها، وما يمكن ان يستفيده الناس من عبرها، ثم إمكانية إعادتها ، لتخدم غرض توحيد هذا الشعب، إن كانت تملك حقاً تلك القدرة، كما يزعم ، أو تجاوزها لمفاهيم ، اقدر على الاستجابة، لمقتضيات المرحلة الحاضرة، التي تعيشها بلادنا، بما فيها من تنوع في الأفكار، والثقافات ، والأديان .

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 07:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عودة.. المهدية؟ (Re: عبدالله عثمان)

    عودة.. المهدية؟!(2)

    قال السيد الصادق: (فالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى إعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصور المهدي كأحد الأبطال الوطنيين...) (الصادق المهدي ، خطبة الجمعة 19/9/2008م).
    والحق ان صورة المهدي كبطل وطني، ثائر، استطاع ان يهزم الإستعمار التركي البغيض، رسخت في وجدان الشعب، لأنه شعب تواق للحرية ، وحريص على الكرامة ، وشديد الوفاء للذين يدافعون عنه ، بصدق، وتجرد.. ولقد كان الإمام محمد أحمد المهدي، من هؤلاء الصادقين الشجعان. فقد بدأ بالزهد، والتقشف ، وتجويد العبادة على نهج التصوف. ثم أنه عندما حارب، كان يقود الجيوش بنفسه ، ويكون في مقدمتها ، فلا يخاف، ولا يتراجع ، من شدة إيمانه بدعوته.. الأمر الذي انتقل الى أتباعه ، وهم يرون نموذجه أمامهم ، مما زاد اعتقادهم فيه ، وتصديقهم لكل ما يقول. ولعل كل هذه الإيجابيات ، بالإضافة الى الانتصارات المتتالية ، التي توجها بهزيمة الترك ، وطردهم ، جعل الحس الوطني يتعلق به ، كزعيم ، وكبطل ، دون الوقوف عند موضوع المهدية الجدلي ، الذي يحتاج الى مستوى من المعرفة ، لم يتوفر لعموم أهل السودان ، في ذلك الوقت.
    ولقد أدى تشكل الحس الوطني، تجاه المهدية بهذه الصورة ، لإحجام المؤرخين عن الحديث عن سلبيات المهدية.. ولهذا لم ترد في مناهج التعليم ، أي إشارة لما يمكن ان يعتبر نقصاً ، مما يعد قصوراً مزرياً، من الناحية العلمية ، التي تفترض الحياد الصارم. كما أدى وجود حزب الأمة في أول حكومة وطنية ، الى التأثير على كتابة التاريخ ، وتدريس المهدية بالصورة التي استمرت حتى الآن. وبطبيعة الحال ، كان ابناء المهدي واحفاده ، أحرص الناس ، على تصوير المهدية ، وكأنها كاملة ، لا عيب فيها ، حتى يعتمدوا عليها ، في جمع الأتباع ، وتبرير زعامتهم المتوارثة للطائفة وللحزب. على أنهم جميعاً ، لم يطالبوا كل الناس ، ان يعتقدوا في المهدية ، ولم يشيروا الى عودتها مرة أخرى ، كما فعل السيد الصادق المهدي ، كما ذكرنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع.
    على ان السيد الصادق المهدي ، وقد درج على التناقض ، والإضطراب،ً كما اوردنا مراراَ ، ربما صرّح في حديث آخر، بما يمكن ان يفهم منه ، أنه لا يعتقد ان محمد أحمد جده هو مهدي آخر الزمان ، الذي وردت به البشارات الدينية!! وانما يعتبره مهدي بالمعنى الحرفي للكلمة، أي رجل إهتدى وسعى في هداية الآخرين!! وبطبيعة الحال ، فإن هذا لم يُقبل من الأنصار، بل يشق عليهم ، ان يأتي من أحد احفاد المهدي ، وهم أولى الناس بتصديقه واتباعه.. ولهذا قامت هيئة شئون الأنصار، بالرد على السيد الصادق المهدي ، وكان مما جاء في ذلك الرد: (في ليلة السابع عشر من رمضان القى السيد الصادق المهدي خطاباً احتفالياً بمناسبة الإحتفال بغزوة بدر الكبرى ومعركة الجزيرة أبا الاولى ، وقال: أما بالنسبة للإمام محمد المهدي في السودان فقد تناولت جدل العلماء حول الموضوع في كتابي يسالونك عن المهدية ، ولكنني هنا أتناوله من زاوية جديدة الى ان يقول: وبنص أقواله وافعاله فهو ليس مهدي آخر الزمان بدليل أنه رفض مقولات الوقاتين وأنه مع كثرة النصوص الواردة عنه لم يذكر انه جاء في آخر الزمان ، وقال إنه أسوة بالصدر الأول الإسلامي عين خلفاء لخلفاء رسول الله ويقول ان مهديته هي مهدية بالمعنى الاصلي للكلمة شخص هداه الله وهدى به)(آخر لحظة 29/9/2008م).
    إن المرجع الاساسي لفكرة المهدية ، هو الأحاديث النبوية.. فقد جاءت في عدة احاديث، قيل انها زادت قليلاً على العشرين حديثاً ، عند أهل السنة ، وأكثر من ذلك عند الشيعة. ومع ان ألفاظ الأحاديث متباينة ، ومختلفة بين الرواة ، الا أنها جميعاً ، تقرر انه قبل قيام الساعة ، سيظهر رجل من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فيملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً. ولقد أدت هذه الاحاديث ، المتفق على صحتها ، على رواج الفكرة ، وانتشارها في كثير من البلاد، خاصة عندما ينتشر الظلم والفساد ، ويعجز الناس عن مقاومته ، فينتظرون الفرج من الله ، ويربطونه بظهور المهدي ، الذي يخلصهم من الظلم ، وينشر العدل، و الأمن في ربوع أوطانهم.. وعندنا في السودان ، قد راجت فكرة ظهور المهدي ، مع اشتداد قبضة الأتراك وتفشي ظلمهم ، (فقد روى بابو نمر الناظر السابق لقبيلة المسيرية عن جده علي الجلة الذي اصبح فيما بعد من قادة المهدية ، ان رجلاً جاءهم من الغرب واتصل بهم قبل محمد أحمد بسنوات. وكان ذلك الرجل يخرج الى العراء ويأخذ في استنشاق الهواء. وعند سؤاله قال انه يستنشق رائحة المهدي القادم. وتحدث يوسف ميخائيل في مذكراته عن رواج الفكرة في كردفان وفي الأبيض بالذات حتى كان يتداولها الأطفال في ألعابهم. وظهر على أيام المهدي من إدعاها. فهناك على سبيل المثال فخر الدين حسن معلاوي الذي قال بأنه المهدي المنتظر (1844م) وكاتبه محمد أحمد المهدي في هذا الشأن راجياً هدايته. وظهر بعد وفاة المهدي من رفع لواءها. وابرز مثلين هما أبو جميزة في الغرب ومحمد آدم البرقاوي في منطقة القلابات) (محمد سعيد القدال: الإمام المهدي لوحة لثائر سوداني. مطبعة جامعة الخرطوم. ص21). أما شهادة يوسف ميخائيل وهي قبل المهدية بسنوات فهي (وما تسمع الا السخط على الحكام وعلى كل من هو متولي على مصلحة في مصالح الحكومة وسبحان الله تعالى من ما جعله في قلوب خلقه صارت أغلب الناس من رجال الى نساء يقولو "ليس لنا مهدي؟ ما قالوا هذا اوان المهدي!" يعلم الله سمعت هذه الكلمة بأذني من أولاد الحارة وبعد كم يوم وما نشعر الا الاولاد بالحارة قاموا مع بعضهم البعض وعملوا لهم رايات: أهل فريق النوبة واولاد فريق حسن أفندي الصول ، أولاد النوبة المواليد قالوا: "نحن راياتنا رايات المهدي" واولاد حسن افندي الصول قالوا: "نحن راياتنا رايات الترك") (مذكرات يوسف ميخائيل. دار النصيري للنشر. ص 15).
    في هذا الجو، وعلى خلفية من التصوف ، ظهر محمد أحمد ، واشتهر بالتقوى والصلاح ، وهو سالك على نهج السمانية ، حواراً مجداً للشيخ محمد شريف نور الدائم، حفيد الشيخ أحمد الطيب البشير مؤسس الطريقة السمانية في السودان. ولقد كان محمد أحمد يشدد على نفسه كثيراً، ويأخذ بالاتجاه المعروف في التصوف ، الذي يرمي الى كسر النفس ، بل قتلها تماماً ، بكثرة المجاهدات حتى لا تتحرك فيها شهوة. فقد روي انه كان في البرد يجلس على صخرة في النهر، يتلو اذكاره وفي الحر يدخل الى غار، في باطن الأرض ، يصلي فيه!! (وقد حكى محمد أحمد لعبد المحمود نور الدائم قائلا: كنت إذا زرت سيدي الشيخ أحمد الطيب رضي الله عنه فإني أطرح رأسي على عتبة قبته واكلم الناس أن يطأوا على ظهري عند مرورهم الى زيارته ، وقاية للعتبة ، وذلك من ضحوة اليوم الى الظهر) (محمد سعيد القدال: الإمام المهدي لوحة لثائر سوداني. مطبعة جامعة الخرطوم. ص41-42). ومع ان مثل هذه المجاهدات ، قد ترفع صاحبها درجات عاليه من السمو الروحي ، إلا ان خطورتها تكمن في ان النفس تحتال على صاحبها ، كي يريحها من عناء هذه المجاهدات، بأن تصور له بكل سبيل، انه وصل الى مقام أكبر من كل الناس ، لتشغله بمهام أخرى، تبعده من المجاهدات الكبيرة ، التي كان يرهقها بها.. ولقد يظن السالك أنه متواضع ، ويلتصق بالأرض إمعاناً في تحقير نفسه، كما فعل السيد محمد أحمد ، ولكن العبرة بالتواضع الفكري وليس المظهري.. وعندهم ان المقامات التي تطالع السالك، انما هي إختبارات لمدى صبره على الإستقامة ، فعليه ان يصرفها عنه ، ولا يقف معها ، والا أضلته.. ولهذا كان كبار المرشدين من السادة الصوفية ، يوصون تلاميذهم بالاعتدال، ويقولون "النفس كالطائر إذا قبضت عليه بيدك بشدة قتلته واذا فتحت يدك طار". ولقد كان الشيخ محمد شريف نور الدائم، من كبار مشايخ الصوفية ، المسلكين ، ذوي المعرفة بدسائس النفس.. ولهذا قام بترشيد محمد أحمد على نهج الطريقة ، وعرف له ما حققه من الفضل والصلاح، وحين أخبره بانه المهدي ، لم يوافقه ، بل حذره ، ودعاه الى الصبر، على منهاج الإستقامة ، وحين سئل عن مهديّة محمد أحمد قال في ذلك ، ابياتاً من الشعر منها:
    لقد جاءني في عام زع لموضع * على جبل السلطان في شاطئ البحر
    يروم السراط المستقيم على يدي * فبايعته عهداً على النهي والامر
    فقام على نهج الهداية مخلصاً * وقد لازم الاذكار في السر والجهر
    أقام لدينا خادماً كل خدمة * تعز على أهل التواضع في السير
    كطحن وعوس واحتطاب وغيره ويعطي عطاء من لا يخاف من الفقر
    وكم صام كم صلى وكم قام * كم تلا من الله لا زالت مدامعه تجري
    وكم بوضوء الليل كبر للضحى * وكم ختم القرآن في سنة الوتر
    لذلك سقي من منهل القوم شربة * بها كان محبوباً لدى الناس في البر
    وكان لدينا عيشه صدقاتنا * وخادمنا عشرين عاماً من العمر
    الى الخمس والتسعين أدركه القضا * على ما مضى في سابق العلم بالشر
    فقال انا المهدي قلت له استقم * فهذا مقام في الطريق لمن يدري
    (راجع القصيدة كاملة في جغرافية وتاريخ السودان لنعوم شقير ص 642).
    ولعل هذا الخلاف الاساسي ، بجانب خلافات أخرى، هو ما حمل السيد محمد أحمد لترك الشيخ محمد شريف نور الدائم ، والتحق بالشيخ القرشي ود الزين ، وهو ايضاً ، من كبار مشايخ السمانية ، ولازمه حتى وفاته ثم شرع بعد ذلك في نشر الدعوة المهدية.
    وكان أول من استهدفهم محمد أحمد بدعوته ، اصحابه في الطريقة السمانية ، وكان حريصاً على ان يخبرهم بأن كل مشايخهم ، قد وافقوا على مهديته ، في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ففي خطاب له الى محمد الطيب البصير قال (ومن البشاير التي حصلت لنا بعدك: انه حصلت لنا حضرة نبوية حاضر عليها الفقيه عيسى فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجلس معي ويقول للاخ المذكور: "شيخك هو المهدي" ، فيقول: اني مومن بذلك. فيقول صلى الله عليه وسلم: من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله قالها ثلاث مرات.... فيقول الشيخ الطيب: ان شيخك حين ولادته عرفوه أهل الباطن والحقيقة انه المهدي. فلما تم أربعين يوماً عرفته النباتات والجمادات بأنه المهدي... ثم يأتي الشيخ التوم ويقري على السلام بالمهدية .... ثم يأتي جدنا الشيخ البصير ويقري على السلام بالمهدية.... ثم يأتي الشيخ القرشي فيقري علي السلام بالمهدية... ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الشيخ عبد القادر الجيلاني لابس جبة وعليها سيور ، فيقول الشيخ عبد الله: ياسيدي يا رسول الله الناس منكرون الجبة ويتعففون عنها، افهي سنة واردة عنك أم لا؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: وذات الإنسان رقع في راسه رقعة زرقاء وباطن شفتيه رقعة حمراء واسنانه رقعة بيضاء واظافره رقعة صفراء... ويقول صلى الله عليه وسلم: لو لا اني خشيت عليك ان تصير مغشياً لاريتك جبب الخلفاء الاربعة. وأمر صلى الله عليه وسلم عزرائيل ويقول: من هذه الليلة اصحب المهدي لا تفارقه... ثم تلى لنا جميع الاحوال الى دخول مكة ومنازعة أهلها ومبايعة الضعفاء والغرباء أولاً وثم مبايعة الشريف ملك مكة وجميع اشرافها معه...) (محمد ابراهيم أبو سليم: منشورات المهدية ص 14-18). ولسائل ان بسأل ، إذا كان المهدي قد شهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد الجيلاني الذي توفي قبل حوالي ألف عام ، وشهد كل اشياخه السمانية ، وتحدث معهم جميعاً ، ولم يقع مغشياً عليه ، فلماذا يقع كذلك لو أراه النبي ، جبب الخلفاء الأربعة؟! ولقد يلاحظ ان المهدي قد صرح في هذه الحضرة النبوية ، ان النبي صلى الله عليه وسلم ، بشره بانه سيفتح مكة ، ويبايعه اشرافها ، وهذا لم يحدث له ولا لكل من زعم انه المهدي من قبله وبعده.. ويروى في التاريخ الشفاهي ، ان محمد أحمد قد مر وهو في طريقه لفتح الخرطوم بالنيل الابيض، والتقى بالشيخ برير في شبشه ، وكان يعرفه كزميل في الطريقة السمانية. فامسك بيده وقال له: "تاني غير مكة ما في فكة" فسحب الشيخ برير يده منه وقال: " أنا شجرات أبوي ديل ما بفوت منهن.. وانت مقرن البحرين ماك فايتو!! ". وبالفعل دفن الشيخ برير قرب تلك الشجرات ، ودفن محمد أحمد قرب مقرن النيل الأبيض والأزرق بأمدرمان.

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 07:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسكين (Re: عبدالله عثمان)

    عودة.. المهدية؟!(3)

    إن السيد محمد أحمد بن عبد الله، لم يقل بأنه المهدي المنتظر فحسب، ولم يصف الذين أنكروا مهديته بأنهم ضالين، أو جاهلين بالدين، كما يفعل بعض المتصوفة، حين يتحدثوا عن مقامات روحية، ومشاهدات غيبية، لا يقبلها العامة.. وإنما قال ان من يشك، مجرد شك، في انه المهدي المنتظر يعتبر كافراً!! ولقد أصر على تكرار هذه الإتهام العظيم، الذي وصم به مخالفيه، في معظم نشراته، فمن ذلك مثلاً: (وقد أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأن من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله وكررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وجميع ما اخبرتكم به من خلافتي على المهدية الى آخره فقد اخبرني به سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة في حال الصحة خال من الموانع الشرعية لا بنوم ولا جذب ولا سكر ولا جنون) (أبو سليم:الآثار الكاملة للإمام المهدي – الجزء الاول ص 137) والمهدية ليست من أركان الإيمان، فما الذي يجعل من يشك فيها ، أو ينكرها كافراً؟! والمسلمون الذين يعتقدون بصحة الاحاديث النبوية، التي اشارت لها ، يؤمنون بصورة عامة، بان المهدي سيجئ في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ولكن لديهم الحق، في ان يشكوا في كل مدع لهذا المقام، حتى يثبت صحة ادعائه، بتحقيق كل البشارة النبوية بملأ الأرض عدلاً.. فإذا ظن أحدهم ان المهدي هو السيد الحسن العسكري، كما يظن الشيعة ، أو ظن انه هو السنوسي ، كما يعتقد بعض المغاربة فهل يجعلهم هذا كفاراً لأنهم لم يروا محمد أحمد أهلاً لذلك المقام؟!
    لقد بنى السيد محمد أحمد مهديته على رؤى نبوية ، ومشاهدات، ذكر انها تأتيه في النوم، وأحياناً في اليقظة.. وما دام الناس لم يحضروا معه هذه المشاهد، وانما مصدرها الوحيد بالنسبة لهم محمد أحمد نفسه ، فكيف يتوقع منهم ان لا يشكوا فيما أخبرهم به؟! أليس من المعلوم ديناً، ان الرؤيا مهما كانت، لا تلزم غير صاحبها؟! وهي حتى بالنسبة لصاحبها قد تحتاج الى تأويل، لأن الرؤى عبارة عن رموز من حديث النفس، وخطراتها، ولهذا لا تؤخذ بها بظاهرها ولا تترتب عليها أي أحكام شرعية؟!
    والرؤيا قد تكون من الوضوح، والدقة ، حتى يظن رآئيها انها يقظة، وليست مناماً.. وقد يكون النوم لأقل من دقيقة، ويرى فيه النائم ، رؤى تشمل أحداثاً، لو كانت في الواقع، لامتدت ساعات طويلة.. وقد يرى النائم شخصاً يحدثه بكلام ، وبمجرد استيقاظه ، يتذكر كل تفاصيل الرؤية، الا ذلك الكلام ، فيحاول استرجاعه ، فتأتيه من داخل نفسه، المعاني التي استقرت فيها ، فيظن انها مما قاله له الشخص، الذي رأه في الرؤيا ، فيلحقها بالرؤية، وما هي في الحقيقة منها ، وانما هي من رغبة نفسه الملحة، فيختلط الأمر عليه.. لكل ذلك، وأكثر منه بكثير، في إشكالات الرؤى، ولكونها مزج بين صور العقل الواعي والعقل الباطن ، فإن السادة الصوفية كانوا يعتبرونها أدنى مستويات العلم، فلا يبنون عليها شئ من أمرهم ، وان قدروها كإشارات للمعاني، لو توفر لها التأويل الصحيح..
    ثم ان الشك في المهدية ، أو في غيرها ، لا يجعل صاحبه كافراً ، لأن الشك طرف من إيمان كل مؤمن.. ولا يتخلص الإنسان من الشك في مرحلة الإيمان ، وانما في مرحلة أرفع هي مرحلة اليقين.. قال تعالى يحكي عن ابراهيم الخليل عليه السلام (وإذ قال ابراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟! قال: بلى!! ولكن ليطمئن قلبي...) فابراهيم قد كان مؤمناً، ولكن في قلبه شك، يريد ان يتخلص منه ، ويبلغ تمام اطمئنان القلب.. ولما كان ذلك لا يتحقق الا بالرؤية (قال خذ اربعة من الطير فصرهن اليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً، ثم ادعهن يأتينك سعياً ، وأعلم ان الله على كل شئ قدير). فلما ذبح ابراهيم الطير وقطعه، ووضعه على رؤؤس الجبال، ثم دعاه فالتأمت اطرافه، وطار الى ابراهيم، زال شكه وبلغ اليقين.. ولذلك قال تعالى (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).. الشاهد انه عندما كان شاكاً في كيفية أحياء الله الموتى، لم يخرجه الله من الإيمان، ولم يغضب عليه، وانما ساق له من البراهين ما أزال شكه.. وهذا مالم يفعله المهدي، لمن شكوا في مهديته، حين وصمهم بالكفر، مع انه لم يسق اليهم الأدلة التي تزيل شكوكهم..
    ولقد حاول المهدي، ان يجد أدلة على مهديته، متشبهاً فيها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما كان من علامات النبي، خاتم النبوة على كتفه، فان المهدي قد قال (وقد أعلمني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: ان الله جعل لك على المهدية علامة وهي الخال على خدك الأيمن وجعل علامة أخرى: تخرج راية من نور فتكون أمامي)(أبو سليم: الآثار الكاملة للإمام المهدي – المجلد الاول ص 98). ولكن الفرق هو ان علامة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت معروفة لأهل الكتاب، قبل ظهوره، ولم يذكرها هو.. فقد جاء في السيرة، أن سلمان الفارسي، قد تنقل من المجوسية الى اليهودية الى النصرانية، وكان كل رجل صالح ، يحوله عندما يقترب أجله ، لمن بعده.. ولما كبر القسيس الذي كان يخدمه سلمان، اخبره بان يذهب للمدينة ذات النخيل، حيث يظهر النبي القادم، ومن علاماته انه لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية، وعلى كتفه خاتم النبوة. وبالفعل قدم سلمان المدينة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم له تمر على انه صدقة ، فلم يأكله. وفي اليوم التالي، قدم له تمر، وذكر انه هدية فأكل منه.. فصحبه سلمان حتى كشف كتفه فرأى خاتم النبوة فأسلم. (راجع سيرة ابن هشام – المجلد الاول). ولكن محمد احمد المهدي ، بعد ان ذكر انه المهدي ، بحث عن علامات ، فوجد ان لديه خال في خده، فقال ان النبي اخبره بان هذا علامة مهديته!! ولم يذكر أي من معاصري المهدي أو اتباعه أو معارضيه ، بانه رأى راية من نور تخرج أمامه ، فإن كان يراها المهدي وحده، ولا يراها خصومه واتباعه ، فما العبرة بها؟!
    ومع أن وصف أناس يشهدون ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله بالكفر، لمجرد شكهم في مهدية السيد محمد أحمد أمر خطير، في ميزان الدين، إلا أن الأخطر منه، ان السيد محمد أحمد عاملهم بالفعل، مثل معاملة الشريعة الإسلامية للكفار، فقتلهم ، وأخذ اموالهم ، وممتلكاتهم غنائم، وسبى نساءهم ، واستحل أعراضهم ، وهو لا يتردد في تلك الأفعال، ويخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم أجازها له!! يقول المهدي في رده على يوسف الشلالي: (وقولكم انا قتلنا جملة من المسلمين المتوطنين بهذا المكان ظلماً وعدواناً باطل ، لأنا ما قتلنا الا أهل الجرادة بعد ان كذبونا وحاربونا. وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم واخبر جميع أهل الكشف بأن من شك في مهديتنا وانكر وخالف فهو كافر ودمه هدر وماله غنيمة ، فحاربناهم لأجل ذلك وقتلناهم وبعد ذلك لما انقاد باقيهم لحكمنا رجعنا لهم جميع امتعتهم التي بأيدي اصحابنا رفقاً بهم مع انها حلال لنا) (المصدر السابق ص 123). على ان المهدي احياناً يفقد هذه الوثوقية الشديدة، ويتجه الى تبرير قتاله للمسلمين، بآراء بعض الفقهاء!! فقد قال (وقولكم ان الذين قتلناهم من العسكر مسلمون ومتبعون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ونسأل عن دمائهم بين يدي الله تعالى باطل لأن القطب الدرديري قد نص في باب المحاربة على ان أمراء مصر وجميع عساكرهم واتباعهم محاربون لأخذ أموال المسلمين منهم كرها فيجوز قتلهم...)(المصدر السابق ص 123). وفي خطاب من المهدي لعساكر ابوكلام (إنه ياحبيبي اول وصول جوابنا اليك قم بنفسك وابحث متروكات جبر الدار الحميدي واظبتها جميعاً واحضرها لدينا سريعاً لأنه مات كافراً فتركته غنيمة للمسلمين. وقد جعلناك نائباً عنا في هذا الامر واخترناك له فلا تتهاون فيه. وان تعرض عليك احد في تركت "تركة" المذكور فقد ابحنا لك دمه وماله ... وان اولاده ونساءه وجميع ما احتوى عليه ملكه غنيمة للمسلمين...)(المصدر السابق ص 133). ويبدو من هذه القصة المحزنة، ان المدعو جبر الدار الحميدي، قد كان مسلماً ، ولما اعترض على المهدية ، اعتبر كافراً، واستحلت امواله ونساءه!! وأعجب من هذا، ان من يعترض على ابو كلام وهو يقوم بهذه المصادرة ، يباح دمه وماله أيضاً، حتى لو كان مسلماً غير معترض على مهدية محمد أحمد، أو كان حتى من الانصار، فإن توجيه المهدي لم يستثن أحداً!!
    وهكذا بدأت المهدية كثورة على ظلم الأتراك، ولكنها أثارت كثيراً من الحروب، كان وقودها السودانيون المسلمون، من الذين كانوا جنوداً يتبعون أمر الاتراك، أوغيرهم من القبائل، والمجموعات، والأفراد، الذين إختلفوا مع محمد أحمد في انه المهدي المنتظر، فقتلهم دون رحمة، وأخذ اموالهم غنيمة دون تردد.. وكان يرسل الحملات بقيادة أتباعه، فيخضعون القبائل والمجموعات، التي تبدي أدنى تباطؤ في إطاعة اوامره، لينكلوا بأصحابها، أبشع تنكيل. حتى جأر الناس بالشكوى للمهدي، مما يفعله بهم أنصاره، ولكنه بدلاً من التحري ، ثم معاقبة اتباعه ان كانوا مخطئين، يؤكد لهم ، انهم استحقوا ما حدث لهم ، فقد كتب (من خليفة رسول الله محمد المهدي بن السيد عبدالله الى جماعة الشيخ منة وجماعة الشيخ عبد الرحمن سليمان وجميع الأهالي والعمار المتضررين من شرذمة سرايا أخوانهم المشهورين بالأنصار.... وأما ما أصاب من ما ذكرتموه من الموت والضرب والوثوق بالحديد ونتف اللحية وغيره ، وكله بسبب اساءتكم الادب معي ، وعدم مناصحتكم في الله ، وتواطئكم على الخلاف. فكان حقكم طاعتي وسماع قولي وامتثالكم للشيخ موسى الأحمر. فجميع ما نالكم مما ذكرتموه فبما كسبت أيديكم....) (المصدر السابق ص 350).
    ولما كانت مثل هذه التوجيهات، وهذه المعالجات ، تشجع اعتداء الناس على بعضهم، وليس هنالك قانون يحكمها، ويمكن للقوي ان يأخذ حق الضعيف، بحجة مخالفته للمهدية، ولما كان أمر الغنائم نفسه، مغرياً للنفوس الضعيفة ، التي لم تجد فرصة في التربية ، فقد خرجت بعض القبائل، التي كانت موالية للمهدي، على اوامره، وأنكرت مهديته ، وانفردت بالغنائم، وقطعت الطريق ، فكتب اليهم (فمن عبد ربه محمد المهدي بن السيد عبد الله الى طائفة الحرانية والطريفية والسريحات والحيادية المعدودين لنصرة الدين ومحاصرة اعداء الله الكافرين. أما بعد ، وكان ظننا بكم ذلك ، والآن بلغني عنكم انكم تركتم الجهاد والمحاصرة في سبيل الله وخرجتم حاملين الاسلحة الغنيمة هاربين من الله ورسوله والجهاد في سبيله وقتلتم ما قتلتم وسلبتم ما سلبتم ونهبتم ما نهبتم وقطعتم الطريق لكافة المهاجرين الينا ولبستم لباس اعداء الله الترك وتشبهتم بهم ، فاننا لم نرضى لكم ولم نأذن لاحد في لبسهم. وما حملكم على مخالفتي مع تكرار جواباتي اليكم...) (المصدر السابق ص 457-458). ومع انه لا يمكن لأحد ان يتصور ان يفعل الاصحاب رضوان الله عليهم مثل هذه الأفعال، والنبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم ، إلا ان المهدي قد كتب (وقد بشرني صلى الله عليه وسلم بأن اصحابي كأصحابه ، وان ادناهم له رتبة كرتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني...) (المصدر السابق ص 107).
    ولقد إهتم المهدي كثيراً بأمر المقامات ، ودرج في معظم كتاباته، للإعلاء من قدره، وقدر اصحابه ، ربما بغرض كسب ثقة الناس، وارهاب خصومه دينياً.. على ان ذلك، يعتبر مفارقة لنهج التواضع ، الذي هو أصل الخلق الرصين، الذي يهدي اليه العلم الصحيح. وفي هذا الاتجاه، إعتبر خلفاءه خلفاء الخلفاء الراشدين، كما إعتبر نفسه، خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم. وحين سمع بحركة السنوسي في ليبيا، والتفاف أهل المغرب حوله، واعتقاد بعضهم بأنه المهدي، كتب اليه قائلاً (فمن عبد ربه الفقير اليه محمد بن السيد عبد الله الى حبيبه في الله الخليفة محمد المهدي بن الولي السنوسي... وأعلم يا حبيبي ، قد كنا ومن معنا من الأعوان ننتظرك لاقامة الدين قبل حصول المهدية للعبد الذليل.... ولا زال التاييد يزداد من الله ورسوله وأنت منا على بال حتى جاءنا الاخبار فيك من النبي صلى الله عليه وسلم انك من الوزراء لي. ثم لا زلنا ننتظرك حتى أعلمنا الخضر عليه السلام باحوالكم وبما انتم عليه. ثم حصلت حضرة عظيمة عين النبي صلى الله عليه وسلم فيها خلفاء اصحابه من اصحابي فأجلس أحد أصحابي على كرسي ابي بكر الصديق واحدهم على كرسي عمر واوقف كرسي عثمان فقال: هذا الكرسي لابن السنوسي الى ان ياتيكم بقرب أو طول ، واجلس احد اصحابي على كرسي علي ، رضوان الله عليهم أجمعين. ولا زالت روحانيتك تحضر معنا في بعض الحضرات مع اصحابي الذين هم خلفاء خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.) (المصدر السابق ص 335-337).
    ولم يحضر السنوسي للمهدي، ولم يحفل بثنائه عليه، أو اخباره بان النبي صلى الله عليه وسلم عينه خليفة له، بل لم ير فيما أرسل اليه المهدي، ما يستحق الرد، أو التعليق فأهمله تماماً!! بل يروى انه قال ساخراً (من هذا المسكين من دنقلا ، الذي يريد من هم أمثالنا ، ان يتبعوا من هو مثله؟!) (راجع أحمد محمد البدوي: مسكين من دنقلا).

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 11:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسكين (Re: عبدالله عثمان)

    عودة.. المهدية؟! (4)

    لقد نتج من إعتقاد المهدي في مهديته ، واعتبار ان من يخالفه هذا الإعتقاد كافر، أن قتل عدد من السودانيين المسلمين، وعدد من الاتراك المسلمين، الذين انتصر عليهم ، ووقعوا في الأسر، فقد جاء: (المهدي جاته حضرة نبوية في حقهم بقتلهم ارسل الى الشيخ اسماعيل بقتل محمد سعيد باشا والى المك عمر بقتل علي بك شريف والى ابراهيم المليح بقتل احمد بك دفع الله ومحمد آغا ياسين واصدر لهم الاوامر بذلك وصار قتل الجميع) (مذكرات يوسف ميخائيل. دار النصيري للنشر. ص 37). ولعل تكرار مثل هذه الحوادث، وتفشي القتل ، هو الذي جعل الجو السائد، يتقبل هذا الامر بيسر ، فينتقل بعد وفاة المهدي، بزيادة كبيرة تجعله ظاهرة ، الى الخليفة عبد الله.. فلو أن المهدي توقف عند هذا الامر، وحرص على عدم قتل المسلمين من معارضيه، إعتباراً لحرمة الإسلام ، ولعظم أمر أزهاق الروح عند الله ، لسار الخليفة على نفس المنوال، ولما قتل كل من يخالفه دون رحمة، كما سنرى، ولتغير تاريخ السودان الحديث.
    ولقد إلتحق السيد عبد الله ، بالمهدي، وآمن به ، قبل ان يدعو المهدي نفسه لمهديته!! فقد جاء عن أول لقاء بين الرجلين: (قيل انه لما رآه وقع مغشياً عليه ولم يفق من غشيته الا بعد ساعة أو اكثر. ولما افاق عاد فنظر الى محمد أحمد، وتقدم لمصافحته ، فأغمى عليه مرة ثانية ثم أفاق وتقدم الى محمد أحمد حبواً على الأرض، فأخذ يده وشرع يقبلها وهو يرتعد ويبكي. فقال له محمد احمد: من انت يا رجل وما شأنك؟ قال: يا سيدي أنا عبد الله بن محمد تورشين من قبيلة التعايشة البقارة وقد سمعت بصلاحك الى دار الغرب فجئت لأخذ الطريق عنك. وكان لي أب صالح من أهل الكشف وقد قال لي قبل وفاته انك ستقابل المهدي وتكون وزيره. وقد اخبرني بعلامات المهدي وصفاته، فلما وقع نظري عليك رأيت فيك العلامات التي أخبرني بها والدي بعينها، فابتهج قلبي لرؤية مهدي الله وخليفة رسوله ومن شدة الفرح الذي شملني أصابني الذي رأيته...) (نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان. دار عزّة للنشر والتوزيع. ص643-644).
    على ان هذا الموقف، نفسه ، قد تكرر من قبل ، فقد روى الزبير باشا، عن مقابلته مع السيد عبد الله ، قبل ذلك بعدة سنين، فقال (وبعد فتح دارفور طلب مني أرضاً في قيجة غرب الكلكة فاعطيته إياها، على ان يكف عما كان به من التدجيل فرضي. ولكن لم يمض الا القليل حتى اتاني منه كتاب وانا في داره يقول فيه: "رأيت في الحلم انك المهدي المنتظر واني احد اتباعك فاخبرني ان كنت مهدي الزمان لاتبعك" .. فكتبت له في الجواب: "استقم كما امرتك انا لست بالمهدي وانما انا جندي من جنود الله احارب من طغى وتمرد") (المصدر السابق ص583). فإذا صحت هذه الروايات ، فانها تعني ان السيد عبد الله، كان يبحث عن زعيم قوي ، يمهد له الطريق للزعامة بعده ، وهو أمر يدخل في باب الكياسة و السياسة، ولا علاقة له بالدين..
    ولقد رأى البعض، ان السيد عبد الله، هو الذي أقنع محمد احمد بالمهدية!! ولعل في ذلك قدر من المبالغة، ولكن ما لا شك فيه، هو ان إيمان السيد عبد الله المبكر بالمهدي، واظهاره التسليم التام له - ولو انه ربطه بالاحتفاظ لنفسه بالخلافة - قد وقع موقعاً حسناً في نفس المهدي، جعله يفضله على سائر اتباعه.. ولما كان اتباع المهدي ، لا يرون في السيد عبد الله كفاءة كبيرة ، تجعلهم يذعنون له، بل ان أهل الشمال ينظرون بتعال للقادمين من الغرب ، ولما كان متوقعاً من أهل المهدي، ممن عرفوا بالأشراف، الطمع في ان يرثوا أمر المهدية من بعده، فقد حرص المهدي، على تقريظ عبد الله، ومطالبة الانصار بطاعته والتسليم له، حتى اسرف في ذلك على نفسه، وعلى الدين.. فقد كتب الى اتباعه: (أعلموا أيها الاحباب ان الخليفة عبد الله خليفة الصديق المقلد بقلائد الصدق والتصديق فهو خليفة الخلفاء وأمير جيش المهدية المشار اليه في الحضرة النبوية ، فذلك السيد عبد الله بن محمد ، حمد الله عاقبته في الدارين.
    فحيث علمتم ذلك يا احبابي ان الخليفة عبد الله هو مني وأنا منه وقد اشار اليه سيد الوجود صلى الله عليه وسلم فتأدبوا معه كتأدبكم معي وسلموا له ظاهراً وباطناً كتسليمكم لي وصدقوه في قوله ولا تتهموه في فعله. فجميع ما يفعله بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أو بإذن منا لا بمجرد اجتهاد منه ولا هو عن هوى بل هو نايب عنه في تنفيذ امره صلى الله عليه وسلم والقضاء باشارته. فان فعله بكم وحكمه فيكم بحسب ذلك.
    واعلموا يقيناً ان قضاءه فيكم هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً ان تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" فمن كان في صدره حرج لأجل حكمه فذلك لعدم ايمانه وخروجه من الدين بسبب غفلته وذلك بشاهد قوله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" ولا شك في شرك من استنكف عن حكم الله ورسوله سيما بقول صلى الله عليه وسلم: "ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي" الخ الحديث. مع انه خليفة الصديق واول المصدقين في المهدية. فانظروا لمكانة الصديق عند الله ورسوله بنص القرآن العظيم وانظروا لمن اورثه الله مكانة الصديق واوزره بالباطن بالخضر عليه السلام. فهو مسدد مؤيد من الله ورسوله ويد من ايادي الله لنصرة دينه باشارة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في فضله كثير. فحيث فهمتم ذلك فالتكلم في حقه يورث الوبال والخزلان وسلب الايمان. واعلموا ان جميع افعاله واحكامه محمولة على الصواب لأنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب ولو كان حكمه على قتل نفس منكم أو سلب اموالكم. فلا تعترضوا عليه فقد حكم عليكم بذلك ليطهركم ويزكيكم من خبايث الدنيا لتصفى قلوبكم وتقبلوا على ربكم. ومن تكلم في حقه ولو بالكلام النفسي جزماً فقد خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين ، ويخشى عليه من الموت على سوء الخاتمة والعياذ بالله ، لأنه خليفة الصديق الذي قال الله في حقه "إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا" وقال صلى الله عليه وسلم "ان آمن الناس علي في الصحبة أبوبكر" وقال أيضاً عليه السلام "ما طلعت الشمس على أحد بعد النبيين أفضل من ابي بكر". وحيث علمتم ذلك فهو بمنزلته الآن لأن اصحابنا كأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وهو المذكور خليفتنا في الدين وخلافته بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. فمن كان منكم مؤمناً بالله واليوم الآخر ومصدقاً بمهديتي فليسلم للخليفة عبد الله ظاهراً وباطناً. واذا رايتم منه أمراً مخالفاً في الظاهر فاحملوه على التفويض بعلم الله والتأويل الحسن واعتبروا يا أولي الابصار بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام حكاها الله في كتابه العزيز كحكم داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام لتسلموا من الشكوك والأوهام.
    وانما انذرتكم بهذا رحمة لكم وشفقة عليكم. وليبلغ الشاهد منكم الغائب لئلا تسبوه وتنسبوا له الظلم والجور فتهلكوا...) (منشورات المهدية: أبو سليم ص66-68).
    أول ما تجدر الإشارة إاليه ، هو ان هذا المنشور العجيب ، إعتمد على مسائل غيبية، وافتراضات لمقامات روحية ، ليبني عليها سلطة دنيوية لا تنازع.. فهو يمكن لحكم الخليفة كسلطة مطلقة، لا تقبل المعارضة ، حتى لو كانت بالخاطر!! ثم هو يقوم على التهديد والوعيد بغضب الله ، لمن يعترض على الخليفة ، ولا يتوعد الخليفة بشئ ان هو مارس المفارقة الدينية ، التي ضرب لها المثل ، باخذ اموالهم وقتلهم ، مما يجعل ميزان العدل يسقط تماماً في دولة يفترض انها دينية.
    والحجة الاساسية ، التي يعتمد عليها المهدي ، في ان الناس يجب ان يطيعوا الخليفة ، مهما فعل بهم ما يخالف الشريعة، هي ان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي عينه خليفة.. وهذه هي نفس الحجة ، التي اصبح بها هو المهدي.. ولكن الناس لم يشهدوا ساعة تنصيبه مهدياً ولم يشهدوا ساعة جعل عبد الله التعايشي خليفة ، فكيف يسلمون لهذا الأمر دون إعتراض؟! فإن كان المهدي قد اقام من نفسه نموذجاً، يمكن ان يقبله سائر اتباعه ، فان الخليفة قد قصّر عن ذلك النموذج تقصيراً كبيراً، مما اثار كافة الخلافات ، والحروب ، التي اندلعت مباشرة بعد وفاة المهدي.. كما بنى المهدي مطالبته اتباعه بالطاعة المطلقة للخليفة على انه مثل ابي بكر الصديق رضي الله عنه. ولكن الصدّيق نفسه ، لم يخلفه النبي صلى الله عليه وسلم بنص صريح، حتى لا يمنحه قدسية ، تمنع الناس من الاعتراض عليه، كما فعل المهدي.. بل ان الصدّيق حين ولي الخلافة قال (وليت عليكم ولست بخيركم فان رأيتموني على حق فاعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني.. اطيعوني ما أطعت الله ورسوله فيكم فان عصيت فلا طاعة لي عليكم) (راجع تاريخ الطبري). وهكذا جعل الصدّيق الاكبر نفسه تحت القانون لا فوقه ، ورد الطاعة الى الحق لا الى شخصه ، واعطى الجماهير مشروعية المعارضة ، وحق تقويم الحاكم ، وعدم طاعته في الباطل.. ولكن المهدي قال: (واذا رأيتم منه أمراً مخالفاً في الظاهر فاحملوه على التفويض بعلم الله والتأويل الحسن واعتبروا يا أولي الابصار بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام)!! والعبرة من قصة موسى والخضر، هي ان هنالك فرق بين علم الشريعة وعلم الحقيقة.. ويجب على كل صاحب علم ان يتقيد بعلمه، ويكون صادقاً في ذلك. ولهذا لم يقبل موسى عليه السلام ما فعل الخضر، واستنكره ، وكرر ذلك ، حتى شرحه له الخضر، واتضحت حكمته فقبله عقله.. ولما كان الخضر يتصرف في منطقة، لا تظهر حكمة الفعل فيها، لمن غابت عنهم الحقيقة، فانه كان وحيداً، ورفض ان يتبعه موسى، حتى لا يرى ما لا يستطيع ان يتحمله.. ولقد قص الله علينا من خبرهما (قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا * قال انك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا).. فإذا كان المهدي يرى ان الخليفة صاحب علم باطن مثل الخضر ، فان هذا لا يؤهله لأن يحكم الناس، إلا ان يتنزل اليهم بما تطيق عقولهم ، ويتقبل اسئلتهم ، ونقدهم ، ويملك القدرة على إقناعهم. وموقف الناس يجب ان يكون مثل موسى، ما داموا في مرحلة الشريعة الأدنى، ولهذا من حقهم ان يستنكروا اذا رأوا أمراً مخالفاً لما علموا من ظاهر الشرع.. فالقصة إذاً ليست في مصلحة المهدي ، هذا فهم بديهي ، لا يغيب عن كل من له نظر في أمر الدين ، فكيف بمن هو مهدي ، يريد ان يملأ الارض عدلاً؟!
    وأبعد من هذه عن مقاصد الدين ، ان يطلب المهدي من الناس، ان يسلموا للخليفة ظاهر وباطناً!! وذلك حيث يقول (فمن كان منكم مؤمناً بالله واليوم الآخر ومصدقاً بمهديتي فليسلم للخليفة عبد الله ظاهراً وباطناً). ويقول أيضاً (ومن تكلم في حقه ولو بالكلام النفسي جزماً فقد خسر الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين).. ومعلوم إن الله قد تجاوز للناس في الشريعة ما جال في خواطرهم، وما حدثوا به نفوسهم ، فقد جاء في الحديث (إن الله قد غفر لأمتي ما حدثوا به نفوسهم ما لم يقولوا أو يعملوا).. فلماذا يريد له المهدي ان يحاسبهم على ما غفره الله لهم من خواطرهم ضد الخليفة؟!
    ومن الإسراف، والتزيد الذي لا يليق بالعلماء ، قول المهدي عن الخليفة (واعلموا يقيناً ان قضاءه فيكم هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً ان تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" فمن كان في صدره حرج لأجل حكمه فذلك لعدم ايمانه وخروجه من الدين بسبب غفلته وذلك بشاهد قوله تعالى "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" ولا شك في شرك من استنكف عن حكم الله ورسوله سيما بقول صلى الله عليه وسلم "ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي" الخ الحديث. مع انه خليفة الصديق واول المصدقين في المهدية. فانظروا لمكانة الصديق عند الله ورسوله بنص القرآن العظيم وانظروا لمن اورثه الله مكانة الصديق واوزره بالباطن بالخضر عليه السلام. فهو مسدد مؤيد من الله ورسوله ويد من ايادي الله لنصرة دينه باشارة سيد الوجود صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في فضله كثير)!! فليس هناك رجل من الأمة إذا قضى أمراً، كان قضاؤه قضاء النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يقرأ الناس في حقه الآيات التي نزلت في حق الطاعة للنبي الكريم. وذلك لأنه ليس هناك من اطاع الله مثله، حتى يطيعه الناس بصورة مطلقة. وكيف يخرج مسلم من الدين، لو شعر بحرج من حكم حكمه عليه الخليفة عبد الله، وكأن الخليفة هو النبي الكريم؟! هل يحدث كل ذلك لأن الله أورثه مكانة الصدّيق؟! فما ظن المهدي بمن اعترضوا على الصدّيق نفسه، من كبار الأصحاب؟! ألم يعترض عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغيره من كبار الأصحاب، جهرة ، حين عزم على قتال المرتدين؟! ألم تعترض عليه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، حين منعها ميراثها في النبي من أرض فدك؟! ألم يعترض عليه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويمتنع عن البيعة ، حتى توفت فاطمة؟! (راجع تاريخ الطبري). فاذا لم يخرج هذا الخلاف، والإعتراض الصريح ، هؤلاء الأصحاب ، من الدين، فلماذا يخرج من الدين من خالف الخليفة عبد الله التعايشي؟! ولماذ لا يعرف المهدي هذه الأمور، وهي من بديهيات الإسلام؟!

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 11:02 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسكين (Re: عبدالله عثمان)

    عودة.. المهدية؟! (5)

    نسبة للتوقف الذي حدث لصحيفة اجراس الحرية، لم يستطع كثير من القراء، متابعة هذا الموضوع بالقدر المطلوب. ولربما غاب لبعد الشقة ، الدافع وراء التعرض لنقد المهدية، في هذا الوقت بالذات. فلقد بدأت هذه السلسلة، بسبب خطبة قدمها السيد الصادق المهدي عن المهدية، دعا فيها الى ان يصدق الناس بمهدية محمد أحمد بن عبد الله، ولا يعتبرونه مجرد بطل وطني، فقد قال:(فالمهدية الآن تدرس في مدارسنا بلا أدنى اعتراف للمهدية بصدق الدعوة بل يصّور المهدي كأحد الابطال الوطنيين...) (خطبة السيد الصادق المهدي يوم الجمعة 19/9/2008م). ولم يكتف بذلك، بل اوجب علينا جميعاً اتباع المهدية، فقال (تقديم قيادة صاحبها معروف بالصدق والامانة أعلن أنه خوطب خطاباً غيبياً بإحياء الكتاب والسنة وانه هو مهدي الله وان المهدية قائمة بهذين المبدأين... وأن اتباع هذه الدعوة واجب لأن الله يقول "واتبع سبيل من أناب الي"...)(المصدر السابق). ولقد اقترح علينا السيد الصادق، بأن الوقت قد حان، لرد الاعتبار للمهدية: (لقد آن الاوان أن يرد إعتبار الدعوة المهدية لا في نطاق أنصار الله وحدهم ولكن على النطاق الأوسع...) (المصدر السابق). وعندنا ان رد الاعتبار، لا يتم بغير تقييم، ولهذا شرعنا فيه. ولقد رأينا ان حديث السيد الصادق عن المهدية، انما هو محاولة تمهيد لإدعاء مهدية جديدة، وذلك بدلالة قوله (أحبابي في الله وإخواني في الوطن العزيز مهما كانت إنجازات المهدية التاريخية فقد قال الإمام المهدي: في مقبل الايام، تظهر لدعوتنا كرامة أكبر، مما ظهرت حتى الآن...) (المصدر السابق). ولهذا فضلنا ان ننظر في المهدية القديمة نفسها، وهل نحتاج الى تكرار تجربتها، فكانت هذه السلسلة من المقالات.
    ذكرنا في الحلقة الماضية، ان المهدي قد ذكر ان الخليفة عبد الله التعايشي، قد جعل خليفة في الحضرة النبوية.. وانه خليفة الصدّيق رضي الله عنه، ولذلك يجب الا يعترض الناس على أي شئ يفعله، ولو قتلهم، وأخذ أموالهم، واوضحنا مبلغ المفارقة في ذلك. ولعل اول من تضرر من هذا التفويض، وهذه السلطة الروحية الممنوحة بغير حساب، هو الخليفة عبد الله نفسه. فقد اتجه الى التمديد فيها، متبعاً نفس أسلوب الرؤى والحضرات، وجاعلها مصدره ، ومرجعه الرئيسي، والمبرر لكل ما يفعله. ولقد خشى الخليفة ، ان يظن الناس ان الكرامات قد انقطعت بوفاة المهدي، فلا يعطونه المكانة التي يتطلع اليها. ولذلك كتب في أول منشوراته (واعلموا ان المدد الإلهي الذي أيد الله به مهديه عليه السلام لم ينقطع بانتقال المهدي عليه السلام الى الدار الآخرة. فلازال عزرائيل عليه السلام حامل راية النصر ولا زال المصطفى صلى الله عليه وسلم مقدم الجيش. وكذلك امداد الله تعالى للمؤمنين بملائكته وجنه واوليائه لم ينقطع كما ان سيف النصر بيد العبد لله آيل الي من المهدي عليه السلام بمقتضى حضرة نبوية في حياته عليه السلام وكذا عمامة الخليفة الرابع كما هو مدروك عند الاصحاب وغير ذلك مما لا يحيط به الدفاتر)(منشورات المهدية – أبوسليم ص 93). ولعل الأنصار أنفسهم لم يصدقوا ذلك، لأن الخليفة لم يكن في حروبه منتصراً مثل المهدي، حتى يقوم أدنى لبس، بأن عزرائيل وسيف النصر والأولياء معه، وقد منوا جميعاً بالهزائم المنكرة، التي حدثت لجيوشه، في حروبه الداخلية والخارجية.
    ولقد كان الخليفة ، شديد الحرص على كرسيه ، لا يحتمل أدنى معارضة او اختلاف، ولعل هذا سبب معظم خلافه مع الأشراف، وحروبه الداخلية، وقتله للبطاحين، والشكرية، والجعليين، وقتله، وحبسه، لقادة المهدية الكبار أمثال الزاكي طمل، وابوقرجة، وأحمد ود سليمان، وغيرهم. ولكنني هنا لست بصدد المواقف السياسية، وخطئها من صوابها، وانما بصدد استغلال الدين، في هذه الخلافات.. فلقد كان الخليفة يتهم أحمد ود سليمان، الذي كان المهدي قد قربه، وجعله أمين بيت المال، بالتواطؤ مع الاشراف ضده. ولقد علم ان احمد يحتفظ بشعرة من رأس المهدي، خشي ان تجمع حوله، وحول الأشراف بعض الناس، فسأله ان يحضرها ليراها، فلما اعطاها له بلعها. ولعل همهمة سرت، تنتقد هذا الفعل، ولا ترى فيه التقدير الكافي للمهدي، أو الصدق المطلوب للتعامل. ولهذا كتب الخليفة ، عن حضرة حدثت له، قال فيها: (وبعد ان سلم الخضر عليه السلام قال لي ربك يقريك السلام والملائكة يقروك السلام والنبي صلى الله عليه وسلم يقريك السلام والمهدي عليه السلام يقريك السلام ويقول لك: بارك الله فيك فيما صنعته في الدين. ويقول لي الخضر عليه السلام: قال لك المهدي عليه السلام ان الله اخبر جبريل وجبريل عليه السلام اخبر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر المهدي والمهدي عليه السلام اخبرني انا بأن اخبرك بأن الله قد جعلك هدية في الأرض من مشرقها الى مغربها، ويقول الحباك وقبل قولك قبل منا الهدية والذي يقبل منا الهدية قبلناه وآمن من مكر الله والذي لم يحبك ولم يسمع قولك صار من الفاسقين والفاسق مأواه النار.... ثم سألت الخضر عليه السلام عن سبب انقطاعه مني منذ انتقل المهدي عليه السلام فقال لي: سبب ذلك انه منذ انتقل المهدي عليه السلام كنت غافراً على شعرة من شعر المهدي عليه السلام أمنها لأحمد سليمان وولد سليمان حافظها بمحل ومرات في وقت انتقال المهدي عليه السلام يفتحها ويبكي ، وفي الخرطوم كذلك فتحها وأنا أخشى ان تقع منه في الهبوب أو تقع منه في محل وسخ وتروح فيه. واذا وقعت في الهبوب انا لا تضيع مني والوسخ لا يغيبها عني فلذلك مغفر عليها ليلاً ونهاراً وبعد ان بلعتها أنت أمس استرحت انا. واصل الشعرة المذكورة أمانة بطرف احمد ود سليمان لك فالآن اذا رضي ببلعك لها له ثواب حفظ الامانة من وقت أعطاها له الى الآن وان لم يرض لا ثواب له. ثم قال الخضر عليه السلام: ان القلب الذي تدخله هذه الشعرة آمن من النفاق وانها تدخله بنور. وجميع هذه الحضرة سببها هذه الشعرة. وأما السر في هذه الشعرة التي بلعتها في ضريح المهدي عليه السلام وقال الدنيا جميعها إذا هاجموها لا توازن هذه الشعرة..... يقول الخضر عليه السلام أخبرني المهدي عليه السلام بان اخبرك ان في ساعة الحرب النبي عليه الصلاة والسلام معك والمهدي عليه السلام معك والخضر عليه السلام معك والملايكة معك. فقلت له: الملايكة الذين معي من هم؟ فقال: جبريل ومكائيل واسرافيل وعزرائيل ومنكر ونكير ورقيب وعتيد ومالك ورضوان وارواح جميع المؤمنين من أبينا آدم الى الآن معك وابينا آدم بذاته معك وكذلك جميع المؤمنين من الجن والله ناصرك وناظرك... وكيفية هذه الشعرة انها كانت طرف الحبيب أحمد ود سليمان جاعلها في ورقة لافيها وانه بيوم الاثنين أمس 27 ذو القعدة الذي يبين فيه التابوت الحبيب احمد من محبته لنا وارادته لنا الخير اراد ان يكشفها لنا من الورقة للتبرك بها ، فلما حضر لنا بها قبل انكشافها شممت رايحة عجيبة وأول ما بدى لي رأس الشعرة حصل لي انشراح قلبي وشيئاً لا يعلمه الا الله فتناولتها وقصدت ان اشمها فاراد الله ادخالها في فمي وابتلعتها حينئذ فطلبها الحبيب المذكور ففتحت له فمي فلم يجدها ولله الحمد على ذلك وجميع ذلك بمراد الله وقدره ....) (المصدر السابق ص 100-101).
    في هذه الواقعة العجيبة، يخبر الله تبارك وتعالى، عن طريق النبي صلى الله، وجبريل عليه السلام والمهدي، الخليفة انه هدية الله لأهل الأرض!! وهي هدية غريبة، من لا يقبلها بالطاعة التامة للخليفة يعتبر فاسق ويدخل النار!! ثم ظهر ان سبب انقطاع الخضر عليه السلام من الخليفة، هو انه كان مشغول بحراسة شعرة واحدة، من شعر المهدي كانت محفوظة لدى احمد ود سليمان.. وان الخضر يخشى ان تقع وتضيع في الهبوب!! فإذا كان المهدي نفسه مدفون تحت التراب، فما الخوف ان يدفن الغبار شعرة من شعره؟! وهل الخضر وهو من يعلم ما خفي على نبي الله موسى، ونبأه بما سيحدث لكل الاشياء المذكورة في قصة موسى والخضر، لايعرف ما اذا كان احمد ود سليمان سيضيع الشعرة أم لا؟! وهو يستريح لأن الخليفة بلع الشعرة ، وكأنه لم يكن يعرف ان هذا سيحدث!! وما قيمة هذا الخضر لنصرة المهدية ، وهو منزعج على شعرة؟! ولعل الخليفة قد لاحظ خلل منطقه، فيما يخص الخضر، وقدراته ، فبعد ان قال على لسان الخضر: (وأنا أخشى ان تقع منه في الهبوب أو تقع منه في محل وسخ وتروح فيه.) حاول ان يستدرك، فقال على لسانه ايضاً (واذا وقعت في الهبوب انا لا تضيع مني والوسخ لا يغيبها عني)!! فلماذا الإنزعاج إذاً؟! أما الشعرة نفسها، فقد بالغ الخليفة في وصفها، حتى قال ان الدنيا جميعها لا توزنها!! هل حقاً يصدق الخليفة نفسه، دع عنك غيره من الناس، ان شعرة من رأس المهدي توزن كل الدنيا؟! وان من تدخل في قلبه آمن من النفاق!! وكيف تدخل الشعرة في قلبه؟!
    وحين سأل الخليفة الخضر عليه السلام عن الملائكة ، الذين معه، ذكر له كل الملائكة، الذين ورد ذكرهم في القرآن والحديث. فالخليفة نفسه، لا يعرف أكثر من هذه الأسماء المعروفة، فلماذا لم يقل كل الملائكة ويختصر الأمر.. أليس هذا منطق مقلوب، لا يجوز الا على البسطاء ، ان يكون الملائكة معك وانت لا تعرف من هم وتسأل عنهم غيرك؟!
    لقد وجد الخليفة صعوبة في تبرير ما عمله اخلاقياً، فهو قد ذكر انه يريد ان يرى الشعرة، ولما احضرها صاحبها احمد له، أخذها وبلعها ، وحين طلب منه ارجاعها له ، فتح له فمه، ليريه انه بلعها!! ولم يجد ما يبرر به ذلك غير قوله (فتناولتها وقصدت ان اشمها فاراد الله ادخالها في فمي وابتلعتها حينئذ فطلبها الحبيب المذكور ففتحت له فمي فلم يجدها ولله الحمد على ذلك وجميع ذلك بمراد الله وقدره ....) (المصدر السابق ص 100-101). ولو كان الاحتجاج بالقدر يعفي من المسئولية ، فلماذا قتل الخليفة معارضية ، وعذبهم، ومن ضمنهم احمد ود سليمان نفسه؟!
    إن العجز عن تحقيق نموذج مقنع، والدخول في العديد من الخلافات، والمؤامرات، والحروب، هو الذي دفع الخليفة الى ان ينسب لنفسه، قدرات خارقة، ومكانة روحية سامية، تستوجب التسليم له والخضوع التام.. وتهدف الى تجريد المعارضين له، من اتباعهم من البسطاء، الذين يتأثرون بالاحاديث الروحية، التي نقلها الخليفة عن المهدي. وربما فعل الخليفة أشياء، كقتل بعض الزعماء الموالين للمهدي ، خوفاً منهم، ثم شعر بسخط عام على قتلهم، فإنه في هذا الحالات، يلتمس التبرير من الحضرات النبوية، ومشاهد الخضر، وغيرها. فلقد جاء مثلاً (إنه قد حصلت لي حضرة نبوية مبشرة: حضر لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ومعه المهدي والخضر عليهما السلام فجلس سيد الوجود صلى الله عليه وسلم عن يميني واستقبلني بوجهه الشريف. وجلس المهدي عليه السلام مطرقاً أدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس الخضر عليه السلام من خلفي.... ثم اخبرني صلى الله عليه وسلم ان كافة الاجراءات التي صدرت مني، كقتل صالح الكباشي، وولد ابروف، ودارفور، وما فعلته مع الشكرية، والبطاحين، وما اجريته بالبقعة، وغيرها فهو صواب.)(المصدر السابق 105-106). ولقد علق البروفسير محمد ابراهيم ابو سليم، محقق هذه المنشورات بقوله (يعدد الخليفة هنا القرارات الخطيرة التي التي اتخذها: فصالح الكباشي زعيم الكبابيش قتل في مايو سنة 1887م وقتل المرضي ابوروف ومن اجتمع معه في سنة 1304هـ وقمعت حركة الأمير يوسف بن السلطان ابراهيم في دارفور في يناير 1888م وقتل مادبو زعيم الرزيقات في سنة 1304هـ ، ونكل بالشكرية تنكيلاً. ونكل الخليفة بالبطاحين لاعتدائهم على الانصار. ويبدو من اشارة الخليفة ان الرأي العام لم يكن معه في هذه الإجراءات)(المصدر السابق 106). ولم يكتف الخليفة بذلك، بل قال (اخبرني ايضاً ان الله تعالى قد كان ملكني زمام الكون جميعه والآن قد جعله في قبضتي...ثم اخبرني صلى الله عليه وسلم بمدة اقامتي في الدنيا ومفارقتي لها وما سيصير في الكون بيدي وبالوقت الذي ينزل فيه نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام وبانتهاء مدته وما سيصير بعده من التصرفات وبمدة بقاء الإسلام في الأرض انه لا يبقى بعد انتهائها على وجه الأرض مسلم... واخبرني صلى الله عليه وسلم بأني أفضل من كل من كان على وجه الأرض الآن بعد المهدي عليه السلام ...) (المصدر السابق 106-107).
    لقد اعتمد الخليفة عبد الله، في كل ما ذهب اليه من اقوال، وافعال، على منشور المهدي الذي اشرت اليه في الحلقة الماضية، والذي طلب فيه من الناس، ان يصدقوا الخليفة، في كل ما يقول، وان يطيعوه، ويتقبلوا حكمه مهما فعل بهم. (جمع الخليفة هذه المنشورات و طبعها بمطبعة الحجر واشهرها منشوره عن مكانة الخليفة) (منشورات المهدية – ابو سليم ص 93). فهل يظن أحد، بعد كل هذا، ان المهدي غير مسئول عن ما حدث في عهد الخليفة؟!

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 07:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسكين (Re: عبدالله عثمان)

    عودة.. المهدية؟!(3)

    إن السيد محمد أحمد بن عبد الله، لم يقل بأنه المهدي المنتظر فحسب، ولم يصف الذين أنكروا مهديته بأنهم ضالين، أو جاهلين بالدين، كما يفعل بعض المتصوفة، حين يتحدثوا عن مقامات روحية، ومشاهدات غيبية، لا يقبلها العامة.. وإنما قال ان من يشك، مجرد شك، في انه المهدي المنتظر يعتبر كافراً!! ولقد أصر على تكرار هذه الإتهام العظيم، الذي وصم به مخالفيه، في معظم نشراته، فمن ذلك مثلاً: (وقد أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأن من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله وكررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وجميع ما اخبرتكم به من خلافتي على المهدية الى آخره فقد اخبرني به سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة في حال الصحة خال من الموانع الشرعية لا بنوم ولا جذب ولا سكر ولا جنون) (أبو سليم:الآثار الكاملة للإمام المهدي – الجزء الاول ص 137) والمهدية ليست من أركان الإيمان، فما الذي يجعل من يشك فيها ، أو ينكرها كافراً؟! والمسلمون الذين يعتقدون بصحة الاحاديث النبوية، التي اشارت لها ، يؤمنون بصورة عامة، بان المهدي سيجئ في آخر الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ولكن لديهم الحق، في ان يشكوا في كل مدع لهذا المقام، حتى يثبت صحة ادعائه، بتحقيق كل البشارة النبوية بملأ الأرض عدلاً.. فإذا ظن أحدهم ان المهدي هو السيد الحسن العسكري، كما يظن الشيعة ، أو ظن انه هو السنوسي ، كما يعتقد بعض المغاربة فهل يجعلهم هذا كفاراً لأنهم لم يروا محمد أحمد أهلاً لذلك المقام؟!
    لقد بنى السيد محمد أحمد مهديته على رؤى نبوية ، ومشاهدات، ذكر انها تأتيه في النوم، وأحياناً في اليقظة.. وما دام الناس لم يحضروا معه هذه المشاهد، وانما مصدرها الوحيد بالنسبة لهم محمد أحمد نفسه ، فكيف يتوقع منهم ان لا يشكوا فيما أخبرهم به؟! أليس من المعلوم ديناً، ان الرؤيا مهما كانت، لا تلزم غير صاحبها؟! وهي حتى بالنسبة لصاحبها قد تحتاج الى تأويل، لأن الرؤى عبارة عن رموز من حديث النفس، وخطراتها، ولهذا لا تؤخذ بها بظاهرها ولا تترتب عليها أي أحكام شرعية؟!
    والرؤيا قد تكون من الوضوح، والدقة ، حتى يظن رآئيها انها يقظة، وليست مناماً.. وقد يكون النوم لأقل من دقيقة، ويرى فيه النائم ، رؤى تشمل أحداثاً، لو كانت في الواقع، لامتدت ساعات طويلة.. وقد يرى النائم شخصاً يحدثه بكلام ، وبمجرد استيقاظه ، يتذكر كل تفاصيل الرؤية، الا ذلك الكلام ، فيحاول استرجاعه ، فتأتيه من داخل نفسه، المعاني التي استقرت فيها ، فيظن انها مما قاله له الشخص، الذي رأه في الرؤيا ، فيلحقها بالرؤية، وما هي في الحقيقة منها ، وانما هي من رغبة نفسه الملحة، فيختلط الأمر عليه.. لكل ذلك، وأكثر منه بكثير، في إشكالات الرؤى، ولكونها مزج بين صور العقل الواعي والعقل الباطن ، فإن السادة الصوفية كانوا يعتبرونها أدنى مستويات العلم، فلا يبنون عليها شئ من أمرهم ، وان قدروها كإشارات للمعاني، لو توفر لها التأويل الصحيح..
    ثم ان الشك في المهدية ، أو في غيرها ، لا يجعل صاحبه كافراً ، لأن الشك طرف من إيمان كل مؤمن.. ولا يتخلص الإنسان من الشك في مرحلة الإيمان ، وانما في مرحلة أرفع هي مرحلة اليقين.. قال تعالى يحكي عن ابراهيم الخليل عليه السلام (وإذ قال ابراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟! قال: بلى!! ولكن ليطمئن قلبي...) فابراهيم قد كان مؤمناً، ولكن في قلبه شك، يريد ان يتخلص منه ، ويبلغ تمام اطمئنان القلب.. ولما كان ذلك لا يتحقق الا بالرؤية (قال خذ اربعة من الطير فصرهن اليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً، ثم ادعهن يأتينك سعياً ، وأعلم ان الله على كل شئ قدير). فلما ذبح ابراهيم الطير وقطعه، ووضعه على رؤؤس الجبال، ثم دعاه فالتأمت اطرافه، وطار الى ابراهيم، زال شكه وبلغ اليقين.. ولذلك قال تعالى (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).. الشاهد انه عندما كان شاكاً في كيفية أحياء الله الموتى، لم يخرجه الله من الإيمان، ولم يغضب عليه، وانما ساق له من البراهين ما أزال شكه.. وهذا مالم يفعله المهدي، لمن شكوا في مهديته، حين وصمهم بالكفر، مع انه لم يسق اليهم الأدلة التي تزيل شكوكهم..
    ولقد حاول المهدي، ان يجد أدلة على مهديته، متشبهاً فيها بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكما كان من علامات النبي، خاتم النبوة على كتفه، فان المهدي قد قال (وقد أعلمني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: ان الله جعل لك على المهدية علامة وهي الخال على خدك الأيمن وجعل علامة أخرى: تخرج راية من نور فتكون أمامي)(أبو سليم: الآثار الكاملة للإمام المهدي – المجلد الاول ص 98). ولكن الفرق هو ان علامة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت معروفة لأهل الكتاب، قبل ظهوره، ولم يذكرها هو.. فقد جاء في السيرة، أن سلمان الفارسي، قد تنقل من المجوسية الى اليهودية الى النصرانية، وكان كل رجل صالح ، يحوله عندما يقترب أجله ، لمن بعده.. ولما كبر القسيس الذي كان يخدمه سلمان، اخبره بان يذهب للمدينة ذات النخيل، حيث يظهر النبي القادم، ومن علاماته انه لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية، وعلى كتفه خاتم النبوة. وبالفعل قدم سلمان المدينة، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم له تمر على انه صدقة ، فلم يأكله. وفي اليوم التالي، قدم له تمر، وذكر انه هدية فأكل منه.. فصحبه سلمان حتى كشف كتفه فرأى خاتم النبوة فأسلم. (راجع سيرة ابن هشام – المجلد الاول). ولكن محمد احمد المهدي ، بعد ان ذكر انه المهدي ، بحث عن علامات ، فوجد ان لديه خال في خده، فقال ان النبي اخبره بان هذا علامة مهديته!! ولم يذكر أي من معاصري المهدي أو اتباعه أو معارضيه ، بانه رأى راية من نور تخرج أمامه ، فإن كان يراها المهدي وحده، ولا يراها خصومه واتباعه ، فما العبرة بها؟!
    ومع أن وصف أناس يشهدون ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله بالكفر، لمجرد شكهم في مهدية السيد محمد أحمد أمر خطير، في ميزان الدين، إلا أن الأخطر منه، ان السيد محمد أحمد عاملهم بالفعل، مثل معاملة الشريعة الإسلامية للكفار، فقتلهم ، وأخذ اموالهم ، وممتلكاتهم غنائم، وسبى نساءهم ، واستحل أعراضهم ، وهو لا يتردد في تلك الأفعال، ويخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم أجازها له!! يقول المهدي في رده على يوسف الشلالي: (وقولكم انا قتلنا جملة من المسلمين المتوطنين بهذا المكان ظلماً وعدواناً باطل ، لأنا ما قتلنا الا أهل الجرادة بعد ان كذبونا وحاربونا. وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم واخبر جميع أهل الكشف بأن من شك في مهديتنا وانكر وخالف فهو كافر ودمه هدر وماله غنيمة ، فحاربناهم لأجل ذلك وقتلناهم وبعد ذلك لما انقاد باقيهم لحكمنا رجعنا لهم جميع امتعتهم التي بأيدي اصحابنا رفقاً بهم مع انها حلال لنا) (المصدر السابق ص 123). على ان المهدي احياناً يفقد هذه الوثوقية الشديدة، ويتجه الى تبرير قتاله للمسلمين، بآراء بعض الفقهاء!! فقد قال (وقولكم ان الذين قتلناهم من العسكر مسلمون ومتبعون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ونسأل عن دمائهم بين يدي الله تعالى باطل لأن القطب الدرديري قد نص في باب المحاربة على ان أمراء مصر وجميع عساكرهم واتباعهم محاربون لأخذ أموال المسلمين منهم كرها فيجوز قتلهم...)(المصدر السابق ص 123). وفي خطاب من المهدي لعساكر ابوكلام (إنه ياحبيبي اول وصول جوابنا اليك قم بنفسك وابحث متروكات جبر الدار الحميدي واظبتها جميعاً واحضرها لدينا سريعاً لأنه مات كافراً فتركته غنيمة للمسلمين. وقد جعلناك نائباً عنا في هذا الامر واخترناك له فلا تتهاون فيه. وان تعرض عليك احد في تركت "تركة" المذكور فقد ابحنا لك دمه وماله ... وان اولاده ونساءه وجميع ما احتوى عليه ملكه غنيمة للمسلمين...)(المصدر السابق ص 133). ويبدو من هذه القصة المحزنة، ان المدعو جبر الدار الحميدي، قد كان مسلماً ، ولما اعترض على المهدية ، اعتبر كافراً، واستحلت امواله ونساءه!! وأعجب من هذا، ان من يعترض على ابو كلام وهو يقوم بهذه المصادرة ، يباح دمه وماله أيضاً، حتى لو كان مسلماً غير معترض على مهدية محمد أحمد، أو كان حتى من الانصار، فإن توجيه المهدي لم يستثن أحداً!!
    وهكذا بدأت المهدية كثورة على ظلم الأتراك، ولكنها أثارت كثيراً من الحروب، كان وقودها السودانيون المسلمون، من الذين كانوا جنوداً يتبعون أمر الاتراك، أوغيرهم من القبائل، والمجموعات، والأفراد، الذين إختلفوا مع محمد أحمد في انه المهدي المنتظر، فقتلهم دون رحمة، وأخذ اموالهم غنيمة دون تردد.. وكان يرسل الحملات بقيادة أتباعه، فيخضعون القبائل والمجموعات، التي تبدي أدنى تباطؤ في إطاعة اوامره، لينكلوا بأصحابها، أبشع تنكيل. حتى جأر الناس بالشكوى للمهدي، مما يفعله بهم أنصاره، ولكنه بدلاً من التحري ، ثم معاقبة اتباعه ان كانوا مخطئين، يؤكد لهم ، انهم استحقوا ما حدث لهم ، فقد كتب (من خليفة رسول الله محمد المهدي بن السيد عبدالله الى جماعة الشيخ منة وجماعة الشيخ عبد الرحمن سليمان وجميع الأهالي والعمار المتضررين من شرذمة سرايا أخوانهم المشهورين بالأنصار.... وأما ما أصاب من ما ذكرتموه من الموت والضرب والوثوق بالحديد ونتف اللحية وغيره ، وكله بسبب اساءتكم الادب معي ، وعدم مناصحتكم في الله ، وتواطئكم على الخلاف. فكان حقكم طاعتي وسماع قولي وامتثالكم للشيخ موسى الأحمر. فجميع ما نالكم مما ذكرتموه فبما كسبت أيديكم....) (المصدر السابق ص 350).
    ولما كانت مثل هذه التوجيهات، وهذه المعالجات ، تشجع اعتداء الناس على بعضهم، وليس هنالك قانون يحكمها، ويمكن للقوي ان يأخذ حق الضعيف، بحجة مخالفته للمهدية، ولما كان أمر الغنائم نفسه، مغرياً للنفوس الضعيفة ، التي لم تجد فرصة في التربية ، فقد خرجت بعض القبائل، التي كانت موالية للمهدي، على اوامره، وأنكرت مهديته ، وانفردت بالغنائم، وقطعت الطريق ، فكتب اليهم (فمن عبد ربه محمد المهدي بن السيد عبد الله الى طائفة الحرانية والطريفية والسريحات والحيادية المعدودين لنصرة الدين ومحاصرة اعداء الله الكافرين. أما بعد ، وكان ظننا بكم ذلك ، والآن بلغني عنكم انكم تركتم الجهاد والمحاصرة في سبيل الله وخرجتم حاملين الاسلحة الغنيمة هاربين من الله ورسوله والجهاد في سبيله وقتلتم ما قتلتم وسلبتم ما سلبتم ونهبتم ما نهبتم وقطعتم الطريق لكافة المهاجرين الينا ولبستم لباس اعداء الله الترك وتشبهتم بهم ، فاننا لم نرضى لكم ولم نأذن لاحد في لبسهم. وما حملكم على مخالفتي مع تكرار جواباتي اليكم...) (المصدر السابق ص 457-458). ومع انه لا يمكن لأحد ان يتصور ان يفعل الاصحاب رضوان الله عليهم مثل هذه الأفعال، والنبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم ، إلا ان المهدي قد كتب (وقد بشرني صلى الله عليه وسلم بأن اصحابي كأصحابه ، وان ادناهم له رتبة كرتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني...) (المصدر السابق ص 107).
    ولقد إهتم المهدي كثيراً بأمر المقامات ، ودرج في معظم كتاباته، للإعلاء من قدره، وقدر اصحابه ، ربما بغرض كسب ثقة الناس، وارهاب خصومه دينياً.. على ان ذلك، يعتبر مفارقة لنهج التواضع ، الذي هو أصل الخلق الرصين، الذي يهدي اليه العلم الصحيح. وفي هذا الاتجاه، إعتبر خلفاءه خلفاء الخلفاء الراشدين، كما إعتبر نفسه، خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم. وحين سمع بحركة السنوسي في ليبيا، والتفاف أهل المغرب حوله، واعتقاد بعضهم بأنه المهدي، كتب اليه قائلاً (فمن عبد ربه الفقير اليه محمد بن السيد عبد الله الى حبيبه في الله الخليفة محمد المهدي بن الولي السنوسي... وأعلم يا حبيبي ، قد كنا ومن معنا من الأعوان ننتظرك لاقامة الدين قبل حصول المهدية للعبد الذليل.... ولا زال التاييد يزداد من الله ورسوله وأنت منا على بال حتى جاءنا الاخبار فيك من النبي صلى الله عليه وسلم انك من الوزراء لي. ثم لا زلنا ننتظرك حتى أعلمنا الخضر عليه السلام باحوالكم وبما انتم عليه. ثم حصلت حضرة عظيمة عين النبي صلى الله عليه وسلم فيها خلفاء اصحابه من اصحابي فأجلس أحد أصحابي على كرسي ابي بكر الصديق واحدهم على كرسي عمر واوقف كرسي عثمان فقال: هذا الكرسي لابن السنوسي الى ان ياتيكم بقرب أو طول ، واجلس احد اصحابي على كرسي علي ، رضوان الله عليهم أجمعين. ولا زالت روحانيتك تحضر معنا في بعض الحضرات مع اصحابي الذين هم خلفاء خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.) (المصدر السابق ص 335-337).
    ولم يحضر السنوسي للمهدي، ولم يحفل بثنائه عليه، أو اخباره بان النبي صلى الله عليه وسلم عينه خليفة له، بل لم ير فيما أرسل اليه المهدي، ما يستحق الرد، أو التعليق فأهمله تماماً!! بل يروى انه قال ساخراً (من هذا المسكين من دنقلا ، الذي يريد من هم أمثالنا ، ان يتبعوا من هو مثله؟!) (راجع أحمد محمد البدوي: مسكين من دنقلا).

    د. عمر القراي
                  

03-22-2009, 09:02 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسكين (Re: عبدالله عثمان)

    ــــ
    كل التحايا عبد الله عثمان .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de