وأخيرا: ما دلالة وأهمية فضيحة اختطاف الأطفال من تشاد؟
يشير الفقه الغربي، ولو على مستوى المثاليات السياسية إلى التدخل الإنساني باعتباره عملا من أعمال حماية الأرواح والتخفيف من حدة معاناة البشر التي تسببها الكوارث الطبيعية أو التي جناها الإنسان على نفسه، وتقوم المنظمات غير الحكومية بهذا العبء وتقديم خدماتها لجميع الأفراد الذين وقعوا ضحية هذه الكوارث بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والدينية والإقليمية.
وتظهر وقائع أحداث فضيحة تشاد تورط (16) أوروبيا بينهم 9 فرنسيين ينتمون إلى جمعية خيرية تسمى "زوز آرك"، وقد تم اعتقالهم في بلدة إبيتشي التشادية على الحدود مع إقليم دارفور السوداني، وهم يحاولون السفر إلى فرنسا وفي معيتهم نحو (103) أطفال زعموا أنهم أيتام من إقليم دارفور.
وعلى الرغم من مزاعم الجمعية الخيرية الفرنسية بأن الخطة كانت ترمي إلى إنقاذ أطفال دارفور، فإن تحريات الأمم المتحدة وفيها المفوضية العليا للاجئين وصندوق الطفولة (اليونيسيف) تؤكد أن أحدا من الأطفال لم يكن يتيما، ونظرا للوجود العسكري الفرنسي الدائم في تشاد يصبح من غير المقبول عقلا أن العسكرية الفرنسية لم تكن على علم بهذه المؤامرة، وعوضا عن مراجعة سجلات المنظمات الخيرية الفرنسية العاملة على الأراضي التشادية من قبل حكومة الرئيس ديبي، فإنه تم غض الطرف تماما عن تلك القضية ربما في مقايضة سياسية من جانب تشاد للحصول على الدعم الفرنسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة