|
|
 يموصوها.. ويشربوها
|
يموصوها.. ويشربوها
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
المولد النبوي يرتبط في الأذهان بالأحداث الجسيمة، بالحلوى، وبتلك النوبة، وشيخها الذي (يرجحن).. ويضرب النوبة ضرباً فتئن، وتجن ثم تنفض هديراً..
قد أزعم لبرهة أنني افهم من المجذوب الآن أكثر من أي وقت مضى.. انطلاقاً من أزمتنا الراهنة التي ترتبط بموضوع (دق الطار) على اسم السودان هذه الأيام..
هكذا تفعل كل الفضائيات اليوم.. كلها تنفخ في الأشرعة، بين رفض الحكومة للقرار، وطردها للمنظمات، وبين ابتغاء العرب والأفارقة للتأجيل، وبين تمترس الحكومة في قولتها الأولى التي أطلقها الرئيس (يموصوها ويشربوها)..
وهذه العبارة لا يمكن أن يفهمها إلا سوداني عاش طفولته وصباه، وردحاً من شبابه بين هذه الجغوب السودانية.. وتعتبر عندي دليلاً على صدق الحكومة في أنها لا تعترف أصلاً بالمحكمة الدولية.. وهكذا وجدت نفسي أقع في حالة تصديق الحكومة فيما تقول!. فلو كانت الحكومة راغبة في التعامل مع المحكمة لقالت غير هذه العبارة التي.. ولا السوداني القح يستطيع أن يفك طلاسمها.. وبالتالي، فإن الحكومة صادقة جداً هذه المرة في رفض أية صيغة للتعامل مع المحكمة..
وفي المقابل حاولت، كسوداني أن اشرح لنفسي في كلمات موجزة معنى العبارة.. (يموصوها ويشربوها).. وبعد تقليب الرأي، وبعد الاسترشاد بكل ما أوتيت من فهم للتراث السوداني وصلت إلى أن فهم المقالة يتطلب أولاً تفكيك الفعل.. فعل (المواصة) وتأطيره.. ووصلت إلى أن (المواصة) تعني فيما تعني (فك) عمل السحر.. أي تذويب (العمل) في ماء النيل، مثلما يفعل كثيرون.. ولكن هذا المعنى هو الآخر يحتاج إلى متون وحواشٍ لشرح معنى (العمل) وتأثيراته، الظاهرة والباطنة.. فوجدت نفسي في متاهة..
رجعت من المتاهة (التراثية) باحثاً عن معنى آخر لعبارة (يموصوها).. وقلت إنها تعني فيما تعني المثل العربي الشهير (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها).. ثم تراجعت عن هذا المعنى.. لأنه لا يشبه (السرد) وموضوعه، وأحداثه.. وبحثت عن تفكيك آخر (للمواصة) وشرابها، ورأيت أن المعنى المقصود هو الرفض.. وبهذا أرحت نفسي من عناء البحث في غياهب التراث.. ولكني لم أزعم أنني فشلت في التقاط المعنى.. الذي أحس به، ولا استطيع التعبير عنه رغم أنني عشت في هذا السودان فترة من الزمان تؤهلني لترجمة المعاني والعبارات.. وقررت الخروج من المشهد برمته إلى حيز آخر.. وسألت عن حال المترجمين الذين يعملون لمصلحة المنظمات المطرودة.. كيف كان حالهم مع مرؤوسيهم إذا طلبوا تفسير كلمة الرئيس على طريقة (الكلمة و.. رد غطاها)؟.. دعك عن الخواجات.. كيف تمكنت السفارات العربية الشقيقة من تفسير العبارة؟..
لا شك أن الجميع لجأ إلى حيلة واحدة هي أن المعنى المقصود هو رفض القرار.. وأتحدى أن يكون واحداً منهم قد أطنب في بعد ذلك في الشرح والتفسير.. فهذه عبارة سودانية (طق طق).. وهي الدليل على أن الكثير من مفردات لغتنا لا يمكن تقييد معانيها في أطار الحرف.. فهي معانٍ تحس بها ولا تستطيع تأويلها أو تقييدها في المعاني المقيدة أصلاً في إطارات الحرف.. وهكذا.. تنفخ فضائيات العالم في أشرعتنا.. بما تفهم، وبما لا تفهم من تراثنا.. والشيخ الذي (يرجحن) هو جزء من كل..
لن نقول إن الشيخ المرجحن هو الحكومة، فتغضب الحكومة.. لأن المرجيحة تعني عدم الثبات.. ولا نقول إن الشيخ المرجحن هو المعارضة، فأحزاب المعارضة كلها لا تقبل (الترجيح)!.. ولا نقول إن (المتمرجح) هو القوى الدولية، أو مجلس الأمن، لأن المعنى الذي عناه المجذوب هنا هو معنى قدسي.. والشيء بالشيء يذكر..
وتظل الفضائيات تنفخ في الأشرعة السودانية بين رفض القرار أو تأجيله.. وتفسير عبارات الرفض حتى يأتي المولد القادم ونتحدث عن قصة الشيخ الذي يرجحن وهو يضرب النوبة ضرباً!..
فهل تراني فهمت المجذوب، أم أنني أحسست به؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يموصوها.. ويشربوها (Re: عبد الله الشيخ)
|
مرحب بيك عبدالله
| Quote: فعل (المواصة) وتأطيره |
جماعتك ديل ما بيصدقو يلقو اقتراحات زى دى , بكره يكونو لجان تاصيل المواصة و تتكون وزارة المواصة و اللواصة (اقترح ليها المايص بهاء حنفي) و يتعمل مؤتمر عن المواصة السياسية على ضوء الكتاب و السنة ...
ومن يموص اخيرا يشرب كثيرا
عوافي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يموصوها.. ويشربوها (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
بتبالغى يا سلمى ..
ومن يستطيع تفيك وتصريف هذا الفعل غيرك انت يا الساكنه فوق تلج البحيرات العظمى ..
اما نحن .. هنا فليس لنا إلا ان نقرأ ونضحك ..
الزولة دى بتكتب .. وتقول انها قاعده فى الحتانة أو الثورة بالنص!..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
سلمى الشيخ سلامة
الكيك
مزاحم الضوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست