|
|
 قوات الاتحاد الأوروبي "يوفور" تغادر تشاد
|
يوفور تغادر دارفور(هكذا ورد في المصدر والصحيح تشاد) في أحرج الأوقات
إعداد: فانيسا موك
13-03-2009
ترجمة: علي حمزة
هذا وقت غير مناسب لتغيير طاقم الحراسة. هذا ما يقوله العاملون في منظمات العون الإنساني. لكن ورغم الأزمة الإنسانية التي تحلق فوق الرؤوس، ورغم المخاوف الأمنية المتزايدة، فإن فترة مهمة الاتحاد الأوروبي في تشاد تنتهي بنهاية هذا الأسبوع. وستتولى العمليات بدلاً عنها قوات من الأمم المتحدة.
النساء في ثياب براقة الألوان يتزاحمن بصخب على جوالات الحبوب وعلب الزيت تحت شمس لا ترحم. فورة من النشاط قطعت الهدوء المعتاد لحرارة منتصف النهار، أثارها وصول العاملين بالمنظمات الإنسانية مع الشاحنات، التي تحمل الأغذية لمعسكر أم نبق للاجئين شرق تشاد. هذا المعسكر، الذي يأوي حوالي 16.000 نسمة، هو واحد من المعسكرات الصغيرة، التي أُقيمت عام 2004 لتوفير المأوى للأسر التي هربت من حمام الدم في دارفور، الواقعة عبر الحدود السودانية القريبة إلى جهة الشرق.
لهؤلاء اللاجئين ولعشرات الآلاف مثلهم وللعاملين بمنظمات العون أيضاً، تم تفويض قوات الاتحاد الأوروبي، وهي أكبر مهمة للاتحاد في أفريقيا، لتقديم الحماية. وقد تحدد عمل قوات يوفور، البالغ عددها 2.700 جندي متعددي الجنسيات، بينهم 60 من قوات المارينز الهولنديين، العام الماضي: شبكة معقدة من المتمردين وقطاع الطرق الذين يتحركون جيئة وذهاباً في الصحراء التشادية على سيارات البيك أب، ويلوحون ببنادقهم الآلية ناشرين الخوف في كل مكان.
معلومات عن مهمة يوفور
- 2.700 جندي مرابطين في تشاد وشمال شرقي جمهورية أفريقا الوسطى.
- المهمة: حماية المدنيين الذين يتعرضون للخطر، خاصة اللاجئين (285.000) والنازحين في الداخل (180.000).
- تحسين الوضع الأمني لتسهيل نقل المعونات.
- المساعدة في حماية موظفي الأمم المتحدة وعملياتها على الأرض.
متمردون خيرون، متمردون أشرار؟
يعسكر الجنود عادة في الصحراء لتنفيذ دوريات ليلية حول معسكرات اللاجئين. الليل هو أخطر الأوقات، لذلك لا يُسمح لهم بخلع ستراتهم الواقية من الرصاص ولا بالتخلي عن عتادهم العسكري الكامل إلا خلال ساعات النوم القليلة. يقول الرائد داريك كودليفسكي لدى تجهيزه للدورية: "نحن دائماً في حالة استعداد". "هناك الكثير من المجموعات المسلحة وفي بعض الأحيان لا نستطيع حتى التمييز بينها. هناك دائماً توتر خلال الدقيقة الأولى عندما نكون وجهاً لوجه مع المتمردين، لا ندري إن كان يجب علينا إطلاق النار أم لا. إنها لحظات مشحونة بالتوتر والضغط النفسي. لكن، ورغم ذلك نحن نشعر بأن وجودنا مهم. نحن نقوم بعمل لا يمكن الاستغناء عنه".
الرائد كودليفسكي ينتمي إلى كتيبة بولندية قوامها 400 جندي في شرق تشاد، حيث حققت المهمة الكثير من النجاح: لم تحدث أية حوادث عنف كبيرة حول معسكرات اللاجئين- التي تأوي أكثر من 120.000 سوداني- منذ أن بلغت مهمة يوفور قدرتها العملياتية الكاملة، ويقول السكان المحليون إنهم يشعرون بأمان أكثر عندما تكون هذه القوات موجودة حولهم. يقول رجل في الثلاثينات من العمر من قرية باهاي الصغيرة عندما كانت دورية بولندية تمر بالقرب من القرية: "إنه لمن دواعي الطمأنينة أن تراهم، وأن تعلم أنهم موجودين. كنا نتمنى لو أن دورياتهم تزداد عدداً".
محدودة
الفترة القصيرة للمهمة وتقييد تفويضها يقوّض أي أمل في أن تساعد في جلب استقرار طويل المدى في هذا الإقليم المتفجّر كثير التقلبات- وهو خوف تعبّر عنه منظمات العون وكذلك المسئولون العسكريون التشاديون. ورغم أن قوات يوفور كبيرة، إلا أنها متواضعة مقارنة بحجم البلاد، الأمر الذي يترك أجزاء واسعة من تشاد مفتوحة تماماً أمام الهجمات، خاصة من قطاع الطرق. وكشاهد على انعدام الأمن المستمر، فقد تعرض أكثر من 120 من العاملين بمنظمات العون إلى هجمات كما توفي أربعة منهم خلال العام الماضي وحده. يقول مدير أوكسفام تشاد رولاند فان هاوفرماينين في هذا الصدد: "صحيح أن الوضع قد تغير إلى حد ما مع مجيء قوات يوفور وأن الناس أصبحوا يشعرون بأنهم أكثر أمناً. لكن في الواقع، فإن الوضع ليس جيّداً إلا حول معسكرات اللاجئين، فوجود وحجم عصابات الإجرام وقطاع الطرق في ازدياد". "الأسباب الجذرية للمشكلة لم تتم مواجهتها أبداً، وهذا ليس خطأ يوفور، لكن التفويض الممنوح لهم ضيق للغاية".
تغيير في وقت غير مناسب
من أجل تخفيف آلام الانتقال، سيبقى حوالي نصف قوات يوفور في المنطقة لتعمل تحت قيادة قوات مينيوركات التابعة للأمم المتحدة ابتداءً من يوم الأحد ولمدة ثلاثة أشهر على الأقل. لكن ورغم ذلك، يأتي هذا التسليم والتسلم في وقت حرج لتشاد كما يقول فان هاوفرماينين. "الوضع في دارفور متفجر في هذه اللحظة. وعادة ما تحتاج أية قوات جديدة بعض الوقت لتتسلم مهامها. وأنا لستُ على قناعة بأن لقوات مينيوركات نفس النفوذ العسكري ليوفور".
ورغم أن بعثة الأمم المتحدة ستكون أكبر (قرابة ال 6.000 جندي حتى نهاية العام)، فإن طبيعة هذه القوات متعددة الجنسيات هي التي تسبب المشاكل- حتى الضباط الأوروبيين يطلقون النكات حول الفوضى المحتمل وقوعها. قال احد الضباط الفرنسيين: "مغامرة أخرى للأمم المتحدة في أفريقيا!". "لا يمكنك نقل الناس من نيبال، غرقيزستان، مالاوي وأوروبا للقيام بمهمة بمثل هذه الضخامة وأن تتوقع لها النجاح".
واعترف قائد القوات جين- فيليب غاناشيا بأن "تحديات محددة" ستواجه القوات المقبلة، لكنه شدد على أن الأوروبيين سيقدمون التوجيه الأوّلي. "نحن مستعدون لأي خطر، لدينا خطط للطوارئ، لا شيء سيتغيّر مع قدوم قوات مينيوركات". ورفض العميد الفرنسي أيضاً وجهة النظر القائلة بأن قوات يوفور لم تقدم شيئاً يمكن أن يدوم، لم تقدم أكثر من تأجيل مشكلة انعدام الأمن"."لم يستغرق بقاؤنا هنا أكثر من عام، فقد وصلت القوات متأخرة، كان بإمكاننا تقديم المزيد، لكننا حققنا كثيراً من الانجازات. ظل اللاجئون في أمن وكانوا ينامون بقلق أقل عندما تكون دورياتنا هناك، وهذا هو المهم. لقد أُنجزت المهمة".
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست