صناعة الحشود العمياء. مقال للتأمل والرد أولاد دارفور فقط!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2009, 03:09 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صناعة الحشود العمياء. مقال للتأمل والرد أولاد دارفور فقط!!!

    طلب مني الزميل والصديق الصحفي وائل عبدالفتاح وضع هذا المقال في منبرك المبجل وهومستعد للرد علي أبناء دأرفور وقال يملك حقائق


    صناعة الحشود العمياء
    وائل عبد الفتاح


    نادي عشّاق الطغاة
    الصحافي شهير، وغامض. صوته العالي يسمعه القارئ كأن حنجرته في يده. متحمّس دائماً، لم يضبط مرة واحدة في لحظة تفكير. سيرته تشبه أفلام صعود معتادة للفقير المستكين، الذي يستقبل في العاصمة بصفعة، لكنه ينتقم ويصبح هو نفسه من أصحاب الصفعات. معارض لكن الأجهزة أنقذته من حكم مؤكد بالحبس. هو عاشق سري للأجهزة. مبهور بقوتها. صنيعة ذكائها الناعم.
    عندما سمع الصحافي خبر مذكرة اعتقال الرئيس البشير خرج من مكتبه وحشد صحافييه ونظموا مسيرة احتجاج على «المؤامرة». لم يترك نفسه لحظة ليفكر. الخطة جاهزة في رأسه. حنجرته مدربة ومداها أوسع انتشاراً من صحيفته. وطنيته سهلة الاستعمال.
    لم ينتظر موعد صدور صحيفته. يحجز الصفوف الأولى. ويتصدر الأماكن القريبة من الميكروفون. يصارع دائماً ليكون في طليعة مبشري ثقافة حقوق الإنسان. كانت هذه الثقافة وقتها باباً خلفياً لممارسة سياسة ممنوعة. هجم عليها غوغاء ودهماء ومرتزقة وقطّاع طرق. أرهقوا نبلاء الفكرة. كان للصحافي نوع من المعاناة. حارب من أجل زعامة المنظمة الأولى، وفاز بها. وعندما شعر بالملل وبالمقاومة، اتهم منافسيه بالخيانة والعمالة. وعدّ منظمات المجتمع المدني كلها «أصابع المؤامرة»، التي تتحرك بأموال الغرب المشبوهة.
    اسمه بالطبع كان ضمن المحظوظين بكوبونات صدام حسين. أموال الطغاة ليست مشبوهة. والطاغية عنده ظل شهيد الأمة. يوزع صوره الضخمة هدية على قراء صحيفته. يعيد بناء صورة الديكتاتور في قبره ليبرد نار عشق الطغاة.
    الصحافي مؤثر. الأوساط الصحافية والسياسية تزدحم بنسخ مكررة منه. ليسوا بمواهبه، لكنهم مثله عشاق الطغاة. نادي واسع العضوية. السياسة بالنسبة إليه لعبة عواطف وحنجرة تضبط تردّداتها لتلغي التفكير. حنجرة تقود حشوداً نصف عمياء.
    نائب معارض من حزب وهمي صغير رفع لافتة في البرلمان تقول «انتبهوا أيها السادة الحرب الصليبية بدأت ضد العالم الإسلامي». النائب نفسه قبل فترة قليلة جمع بناته أمام مجلس الشعب ليعلن أمام الجميع أنه يرفض منع الختان. ابتسامة البنات ورب عائلتهم تقول إنهم سعداء. يدافعون عن تربية مختونة. وسلطة خفية تضع قواعد للسيطرة والهيمنة. دفاع عن جرح عنيف، يمنع المتعة الكاملة إلى الأبد، ويحوّل المرأة إلى تمثال بارد.
    ها هو النائب نفسه، المعارض، يدافع عن حق الرئيس في إبادة جماعية ومذابح كبيرة ليحافظ على وحدة البلاد.
    البشير أصبح قائد الأمة. رمز مقاومة الاستعمار. هكذا فجأةً، ومن دون سابق إنذار. فقط لأن المحكمة الجنائية الدولية قررت محاكمته على جرائم دارفور. المذابح أصبحت مبرّرة. وقادت الحناجر المتيمة بالطغاة حملات أربكت شرائح من المجتمع محرومة هي الأخرى التفكير الحر، وتتلقّى الأفكار كما تتلقّى المعلّبات المحفوظة. هذه الشرائح مخلصة في وطنيتها. وتقع تحت ضغط كبير يجعلها في حالة دفاع دائم عن موقفها. وشعور بالاضطهاد يجعل بعض المخلصين يدافعون عن الجلاد بمنطق أن الحاكم هو الأب الذي يمكن أن يكون متسلّطاً، لكن لا يمكن الوقوف في وجهه، وإذا وقفت فإنك لن تسمح لأحد من خارج العائلة بالاقتراب منه. هذا التصوّر كامن بقوة ينظر فيه للدولة على أنها عائلة يحكمها ذكر قوي عليه إخضاع الجميع، وفي الوقت نفسه الدفاع عنهم.
    لا تخفت هنا مفاهيم ترى أن الدولة لم تعد عائلة. ولا الرئيس رب العائلة. والعالم ليس عدواً مطلقاً ولا صديقاً مطلقًا. والحرب الحقيقية هي ضد هذه الصورة التي تبرّر الخضوع لحكام تُبنى «شرعيتهم» على دفاعهم عن «الوطن» ضد مؤامرة خارجية، رغم أن وجودهم هو نوع من مؤامرة نتيجتها إدمان الطغاة.
    إدمان يجعل الطاغية بطل الجموع المهزومة فوراً عندما يطلق خطابات مواجهة الاستعمار. عشق الخطابة أصيل. والطاغية يداعب العشق. يجعله بديلاً عن الفعل. يشعر نادي عشاق الطغاة بالانتصار فعلياً عندما يفور الدم في رؤوسهم. تتفرّغ حمولتهم العاطفية مثل مدمن العادة السرية، يتعوّدها وتصبح هي فعل الجنس ذاته.
    الخطب والتلويح بالأيدي واستعراضات الحناجر تصيب بالعمى الطويل المفعول. لم يخطر على بال خطابات العمى السياسي أن القبول بجرائم نظام البشير في دارفور، تبرير ضمني لجرائم إسرائيل في فلسطين وأميركا في العراق.
    نادي عشاق الطغاة له جماهيرية واسعة، مبررة نتيجة الشعور بالظلم في النظام العالمي، وهو شعور حقيقي، فالدول المسيطرة على العالم «تمارس عدالة مزدوجة». الظلم هو مقدمة الشعور المتضخم بالاضطهاد. وبأن العرب ضحايا مؤامرة كبرى موجودة في كل التفاصيل، من السياسة إلى الماء والهواء.
    و«المؤامرة» قد تكون موجودة. لكن الإيمان بها تحوّل إلى بديل عن مواجهتها أو تفكيكها. وهذه طريقة مريحة جداً. تمد أحياناً المؤامرة بجذور تاريخية وتجعلها استنساخاً للحرب الصليبية. استنساخ يستورد الصور من «العدو» نفسه. فصاحب التعبير هو الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. واستنساخ تعبيراته أو صوره باعتبارها حقائق، يعدّ إفرازات عقل كسول.
    شاب في الثلاثين أنهى حواراً طويلاً عن المقارنة بين القدرات العسكرية لمصر وإسرائيل برؤية مريحة مستوحاة من «صورة حرب خرافية»، سينادي فيها كل شيء على المسلم ليخبره أن هناك يهودياً مختبئاً خلفه، إلّا شجرة واحدة ستمتنع عن الكشف: «هذه الشجرة تزرعها إسرائيل في كل مكان»، كما أكد الثلاثيني لصديقه الذي استغرب كيف انتقل الحوار بهذه البساطة من التفاصيل التقنية إلى خرافة تتنازل عن كل هذا لتصبح المواجهة بأسلحة بدائية وبأساليب تضمن النصر من دون مجهود يذكر.
    الانتقال من «التفكير» إلى «الخرافة» سمة من سمات نادي عشاق الطغاة. فالعجز وحده يجعل البحث عن «أب قوي» هو القادر على مواجهة العدو الذي تتضخم صورته تضخّماً لا يقبل أن يُهزم إلّا بقوى سحرية.
    وهنا، لا سحر أقوى من سحر الطغاة.

    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 03-07-2009, 04:05 PM)

                  

03-08-2009, 03:22 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صناعة الحشود العمياء. مقال للتأمل والرد أولاد دارفور فقط!!! (Re: زهير عثمان حمد)


    وين الببورداب من أبناء دارفور
    الراجل منتظر رد ياجماعة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de