دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2009, 03:38 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . (Re: سفيان بشير نابرى)

    رهانات التغيير الصعبة:
    1. خيار التحول الديمقراطي النمطي Systematic Democratic Transformation :
    يراهن الكثيرين على فضاء التحول الديمقراطي الذي فتحت مجاله إتفاقية السلام الشامل بإعتباره أداة لهزيمة المؤتمر الوطني وإقصاؤه من السلطة عبر صناديق الإقتراع ومن ثم الإنطلاق نحو إعادة التأسيس للدولة السودانية من جديد. فهل بالإمكان تحقيق هذا الرهان (؟). هناك حقائق بديهية لابد من وضعها في الذهن قبل المضي قدماً مع هذه الفرضية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك أم لا.

    أولاً: المؤتمر الوطني يملك رصيد في ممارسة الحكم يبلغ الأن أكثر من خمسة عشر عاماً، راكم خلالها ـ وبالضرورة ـ تجربة سياسية مكنته من أن يبني قواعد إرتبطت به عضوياً بمصالح مادية مباشرة. وبالتالي فإن الصراع الديمقراطي معه لن يكون بالأمر السهل المنال. في المقابل نجد القوى السياسية الأخرى، والتي كانت وطوال تلك الفترة إما كانت تمارس العمل العسكري من خلف الحدود أو العمل السياسي السري تحت الأرض، وخرجت إلى فضاء ديمقراطي ضيق (أو هامش الحريات كما تصفه القوى السياسية) وفرته الإتفاقيات المتتالية، وهي منهكة تنظيمياً ومتخلفة سياسياً عن واقع الحال في السودان خلال الـ 16 عاماً الماضية. وهذه فترة ليست بالقصيرة نمت خلالها أجيال فاقدة للذاكرة الوطنية.

    ثانياً: سيطرة المؤتمر الوطني على مفاصل الدولة أتاحت له إمتلاك الثروة، عززت من ذلك عائدات البترول، وحتى الكثير من القوى السياسية الآن تجأر بالشكوى من التضييق الذي يمارسه الحزب الحاكم على منافذ دخولها وإستثماراتها، مقابل الثراء الواضح عليه وفقر الآخرين. عليه؛ فإن قدرات الطرفين غير متكافئة على صعيد الإمكانيات المادية، وهو عامل يؤثر بدرجة كبيرة في القدرة التنافسية للأحزاب في المعارك الإنتخابية. ولايقف الأمر عند المستوى الفوقي للسلطة، بل يتعمق في قاعدة المجتمع. فقد خلق المؤتمر الوطني شرائح منتفعة من موارد ومقدرات الدولة تمتد من أعلى قمة الهرم السياسي إلى أدنى المستويات، تملك وتدير رؤوس أموال ضخمة تغذيها عائدات البترول، وهي لا تشبه الطبقة أو البطانة "الرأسمالية" التي كانت تحيط بالنميري وتعيش على إستحلاب رؤوس الأموال من الفساد في دولة هي أصلاً ضعيفة وفقيرة.

    وبالقدر الذي تتضخم فيه هذه الثروة في أيدي هذه الشريحة الطفيلية يقوى إرتباطها العضوي بجهازها الحاكم (المؤتمر الوطني)، مما يتيح لها توسيع قاعدتها الجماهيرية بإستثمار هذه الأموال الضخمة عبر الفساد وشراء الذمم لتثبيت أركان النظام السياسي الذي يدعم مصالحها. عليه؛ فإن المواجهة السياسية عبر صناديق الإقتراع لهزيمة المؤتمر الوطني ستصطدم بهذا الواقع ولن يكون من السهل إقصاؤه طالما ظل هو المتحكم في إقتصاد الدولة، ويدير هذه الشبكة الطفيلية المنتفعة من وجوده وإستمراريته.

    ثالثاً: الظروف الدولية والإقليمية لم تعد كما كما كانت في الماضي، وإن كان في عقد الثمانينيات من القرن الماضي وما قبله بالإمكان التحرك في هامش التناقضات بين القطبين الكبيرين لتأمين قدر كافي من موازنة للضغوط وتوفير المقدرات المادية، فإن ذلك الآن أصبح أمراً غير ممكن وقد وصل هذا الهامش إلى حده الأدنى، وبالتالي فإن أي خيارات ستجد نفسها قد تتصادم مع المصالح الدولية التي تقف من خلفها قطبية واحدة تتحكم على ساحة السياسة الدولية.

    عليه؛ وفي أي تقدير للتوقعات السياسية بالسودان في إطار التغيير عبر الممارسة الديمقراطية يصبح من المهم جداً إستصحاب هذه العوامل. وهنا تنفتح إحتمالات عديدة منها:
    1. ما يرى إن المؤتمر الوطني سيخوض الإنتخابات خلال منتصف الفترة الإنتقالية حسبما هو مقرر في الإتفاق وسيكسب هذه الإنتخابات، لكنه سيعمل على عدم الوصول إلى نقطة الإستفتاء على حق تقرير المصير إستناداً على العوامل الثلاثة المذكورة آنفاً. دافعه: تقنين شرعيته السياسية التي إكتسبها من الإتفاق عبر صناديق الإقتراع فيما يتعلق بمسألة بقائه على السلطة. أسبابه: قطع الطريق أمام الإستفتاء لإبقاء الجنوب ضمن إطار الدولة السودانية والإستفادة من مداخيل البترول في تمويل الدولة والحزب. وهو الأمر الذي قد يدفع بالحركة السياسية في الجنوب في الإتجاه المعاكس حتى نقطة إعلان الإستقلال من جانب واحد (UDI)، فيما يشبه وضعية نظام إيان سميث في ردويسيا (سابقاً).

    2. رأى آخر لا يتفق مع هذه الفرضية تأسيساً على أن هناك تيار قوي وقريب من السلطة يراهن ويعمل على إنفصال الجنوب عن الشمال(تيار الطيب مصطفى/عبدالرحيم حمدي)، وبالتالي فإن من مصلحته وضع العراقيل في طريق الوصول إلى إلإنتخابات، لكنه قد يقبل بالإستفتاء لتحقيق هدفه.

    3. رأي ثالث يعتقد أن كلا الوضعتين قد لا تحدث وأن المؤتمر الوطني سيحقق إنتصاراً ساحقاً على الحركة الشعبية في عقر دارها لتغيير المعادلة السياسية في الجنوب لصالحه كخطوة أولى للتحكم بصورة أو أخرى في سير ونتيجة الإستفتاء على حق تقرير المصير، وقد يسعى من جانبه لإنتخابات مبكرة للتعجيل بالوصول إلى نقطة الشرعية السياسية. وهو ما قد يعقد الأوضاع بالجنوب ويفتح أيضاً إتجاه إعلان الإستقلال من جانب واحد أو إندلاع الحرب مرة أخرى.

    لذلك فإن رهان هزيمة المؤتمر الوطني عبر صناديق الإقتراع هو أمر ـ على أقل تقدير ـ يصعب تحقيقه خلال الوقت الحاضر، ما لم تتدخل عوامل أخرى، مثل تطور الأوضاع في دارفور على صعيد المواجهة والتدخل الدولي، أو تزايد حدة الصراعات داخل الحزب الحاكم بين الأجنحة المختلفة ووصولها إلى نقطة اللاعودة والمواجهة. وكلا الحالتين ستضعفان المؤتمر الوطني.

    2. خيار الفوضي الخلاّقة أو اللانهائية Option of the Infinite or Creative Mess :
    يفرض هذا الخيار نفسه بناء على إعتبارات عديدة تمثل واقعاً يتحرك على الأرض. فالرؤية الشاملة للمسرح السياسي تجعل من هذا الإحتمال أمراً ممكناً. فإذا وضعنا عناصر الأزمة التي تحيط بالدولة من كل جانب فإننا قد نرى فوضى لا مثيل لها، قد تكون إحدى نتائجها الممكنة تغيير النظام الحاكم، بصرف النظر عن التركيبة التي ستخلفه. إذاً فلنضع هذه العناصر على الطاولة:
    أ‌. أزمة دارفور بوجوهها المختلفة حتماً ستؤثر على النظام وتركيبته، فهناك الواقع الميداني الذي في غير صالحه، تطورات ملف المتهمين في جرائم ضد الإنسانية في الإقليم وما قد يفرزه ذلك من صراعات داخل النظام الحاكم نفسه، المفاوضات بينه وبين العناصر الرافضة على التوقيع على إتفاقية أبوجا وماقد تنتجه من أزمة بالإقليم في حال التوصل لتسوية. كل هذه القضايا وعلى صعيد أزمة دارفور تظل قنابل موقوتة للنظام مهما كانت نتائجها.
    ب‌. إحتدام الصراع الداخلي في المؤتمر الوطني سواء نتيجة لتفاقم أزمته مع المجتمع الدولي أو الإقليمي بسبب ملف دارفور، أو لعوامل أخرى مرتبطة بتصفية حسابات قديمة بين القبائل الإسلامية أو لمصالح مادية تدفعها من الخلف مظاهر شبح إنهيار الدولة. هذه كلها عوامل دفعت بدوائر مراقبة لتطور الصراع داخل الحزب الحاكم للتنبوء بإحتمال لجوئه إلى إحداث تغيير في شكل النظام عبر إنقلاب مدروس.
    ج. تفاقم أزمة الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية مربوط بقوة دفع الصراعات داخل الحركة الشعبية مابين تياري الوحدة على أسس جديدة والقوميين الجنوبيين والتي من نتائجها إنها قد تضع الجنوب على عتبة التصويت للإنفصال، مقللة بذلك من فعالية الحركة الشعبية السياسية في التصدي ومواجهة المؤتمر الوطني خلال الفترة حتى الوصول لمحطة الإستفتاء على حق تقرير المصير.
    د. إنهيار إتفاقية سلام الشرق وأبوجا، نتيجة لضعف الطرفين الذين وقعا عليها مع الحكومة مما قد يفتح الباب مرة أخرى لعودة عدم الإستقرار لشرق السودان بصورة من الصور، وتفاقم الأوضاع بدارفور.
    هـ. بروز تحالفات جديدة في المركز تفكر في وراثة تركة المؤتمر الوطني(!). فإذا أقرينّا بفشل تجربة التجمع الوطني الديمقراطي كبديل للنظام القائم، فإن الباب أمام هذا الخيار يظل مشرعاً أمام قوى أخرى في الساحة، أخرى قد تكون غير منظورة، خاصة وأن هناك حركة في هذا الإتجاه سواء بتعاون مع المؤتمر الشعبي وحزب الأمة أو بدونهما، لكن في كلا الأحوال فإن هذا التيار يظل موجوداً حتى ولو على المستوى النظري.

    هذه الخيارات التي تقع تحت رؤية الفوضى الخلاقة أو اللانهائية، وفي واقع العمل السياسي من الصعوبة بمكان ترتيبها حتى يمكن التقرير بأن أيتها الأوفر حظاً للحدوث، وقد تحصل جميعها بشكل متزامن، وفي هذه الحالة فإنها تخلق وضعية الفوضي الخلاقة التي نتحدث عنها ويحصل التغيير بواقع ضغط التأثير المتزامن لكل هذه العناصر، والذي أما أن يكون بشكل إيجابي نحو إعادة التأسيس للدولة السودانية أو الدخول في الفوضى اللانهائية فيما هو أشبه بالحالة الصومالية.

    3. خيار التدخل الدولي:
    هناك مؤشرات عديدة تزكي إحتمال تدخل المجتمع الدولي بإي صورة من الصور، وتقف خلف ذلك دوافع ومصالح إقليمية ودولية. فإنهيار دولة كالسودان ليس بالإمر الذي تقف نتائجه على حدوده فحسب فله تداعياته على جميع دول الجوار سواء في دول القرن الإفريقي أو وسط وغرب أفريقيا أو الشمال الإفريقي والعالم العربي. وهو ما يهدد الإستقرار الأمني على الصعيد الإقليمي والدولي. وبالتالي يصبح التدخل الدولي أمر ممكن الحدوث، وتؤكد على ذلك تصريحات كثيرة من القوى السياسية السودانية نفسها مرحبة بهذا التدخل إن كان ثمنه حفظ السودان من خطر التمزق.
                  

العنوان الكاتب Date
دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن ... سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:00 AM
  Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:10 AM
    Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:17 AM
      Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:24 AM
        Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:32 AM
          Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:38 AM
            Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:47 AM
              Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 03:53 AM
      Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 04:07 AM
        Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 04:58 AM
          Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . Nazar Yousif03-06-09, 07:37 AM
            Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-06-09, 02:23 PM
              Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-07-09, 04:18 PM
                Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . Nazar Yousif03-07-09, 10:51 PM
                  Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . سفيان بشير نابرى03-10-09, 02:24 AM
              Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . Hatim Yousif03-10-09, 05:34 AM
                Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . Nasr03-10-09, 06:48 AM
                  Re: دويلات القبيلة في السودان:- الحركة الإسلامية ومسؤلية الإنهيار :- التجاني الحاج عبد الرحمن . جعفر محي الدين03-10-09, 07:08 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de