|
البخيل و الغربة !
|
لملم الهديمات من الدولاب , ودنقر تحت السرير ونفض السفنجة القديمة وشرابات كانت مركونة وراء باب الحمام , وهو يدندن ( طلعت القمرا متين يا عشاى تودينا لأهلنا ) . هرول الى محل بيع بطاقات الهاتف , اعتدل فى جلسته وأدار رقم جوال شقيقه فى السودان : يا أمحدأحمد انا نعمان معاك نعمان من .... , قلت ليك انا قايم باكر والطيارة بتصل الخرطوم بعد بكرا الضهر , كلم مصطفى ود قسوم يلاقينى بالحافلة قدام باب المطار . أنا شايل شيل تقيل , شى هدوم وشى موبايلات . وعارف كمان بكون ما عندى فكة , ضرورى تستنونى هناك , الواحد نسى شوارع البلد كمان ما يقوم يروح فى الزحمة ديك . قلت لى الجو عندكم كيف ؟ أوعى الحر يلفحنا أول ما نوصل , الواحد رطب هنا فى الجو البارد دا والهمبريب ! عليك الله تكلم الحاجة قسوم تفرك لى أم رقيقة وكسرة رهيفة , ضربتنا جوعة شديدة من اكل الجاهز الغالى وما عندو طعم ! صوت أمحدأحمد ( ما كنت ترسل قروش نجيب بيها خروف نكرم ليك بيهو سلامة الوصول ! نعمان : يا اخى بالله خروف شنو ! سووا لى ام رقيقة ... أم رقيقة وكسرة وبس ! ( يطنطن ) جنكم قروش .. قروش ... ما عارفين الواحد اتهد بالمكانس هنا ! يواصل : اها يا امحدأحمد جبت ليك جوال , والآ عندك واحد ؟! ممكن تبيعو وتشترى البنطلون , انا والله القروش قصرت معاى . وقول للزهرة المرة الفاتت جبت ليها توب وهسع جايب ليها طرحة بس . صوت أمحدأحمد : الزهرة أختك ؟ تعرف الزهرة للعيد ما جبنا ليها توب , قلنا ليها النعمان جايب ليك ! وعمر ولدى قال زمان طلب منك كومبيوتر صغير , اسمو لاب توب ! النعمان : يا أمحدأحمد انت قايل الشيل من هنا ساهل ! ما تكتروا علينا الشيل ! وكمان التذاكر زاتها ما ساهلة بخمة قروش ! الواحد داير يجى خفيف يشوفكم ساكت ويرجع ! النعمان يحدث نفسه ( خلى بالك الطلبات دى حتكتر ! واخير الواحد يعمل نفسه ما سامع ) يا أمحدأحمد ... ألو ... الله ! الخط قطع ! يضع سماعة التليفون ويواصل الدندنه ( متين يا عشاى تودينا لأهلنا ) يتذكر مواعيد الطائرة , يهب مفزوعا , يدير قرص الهاتف : ألو عبدالله يا اخى ان شاء الله تكون الليلة ما شغال عشان تجى تودينى المطار . عبدالله من الطرف الاخر : انا والله هسع فى الشغل لكن كدى شوف الحورى ,يمكن يكون ما شغال . يتصل نعمان بالحورى : الحورى سلامات , انا بقيت قومة للسودان , ما تجى تودينى المطار ! الحورى فى سره ( يا اخى أنت بخلك دا ماب تخليهو ما تطلب تاكسى !) الحورى يرد : يا اخى انت مندسى مننا ومكتم على سفرك وهسع تجى تقول ودونى المطار فى اخر لحظة ؟ والله غايتو الله يكون فى عون الماشى ليهم ديل ! خلاص يا اخى حاجيك , انت جاهز ؟ نعمان : انا عندى شنطة واحدة وجاهز ! وصلت الطائرة مطار الخرطوم , خرج النعما يحمل شنطته ويتلفت , رأى امحدأحمد ومصطفى ود قسوم فى انتظاره , ركب الحافلة واتجهوا الى أركويت . قسوم تنتظر قدومهم خارج البيت , تمنى نفسها بهدايا ! حباب نعمان ولد اختى حمدالله على السلامة , يا مصطفى شيل منه الشنطة يمكن تقيلة هو براهو فتران من قعاد الطيارة ! نعمان يتشبث بالنشنطة : لا لا يا حاجة الشنطة خفيفة خليها ! قسوم تمصمص شفتيها : يا ربى تكون فاضية ؟ باقى السنة المضت ما جابلنا شى ! أسع اقوم واقع فوق الدوكة و وافرك فى ام رقيقة من الصباح وامرق ملوص ؟؟ اها يا نعمان يا وليد اختى : بلدكم ديك الدهب ماهو رخيس فيها ؟ النعمان : الدهب فى البلد ديك عيار 14 ساكت زى النحاس واخير عدمو ! وانا اصلى قررت السفر دا فجاة كدى ! عشان كدا قلت اخير اجيكم خفيف ! شوفتنا بالدنيا ! قسوم : اها وراجع متين ؟؟؟؟
ست البنات .
|
|
|
|
|
|