وانتقل أخيرا ... لا لم ينتقل فهو باقي و... لا أصدق أنه وئد بهذه السهولة وقتل بهذا الدم البارد .... ليسامحك الله أيتها القاتلة فالقانون لم يطلك بعد ولا أظنه سيفعل . الموت لم يكن متوقعا لامنا له ولا منه لنفسه فقد كان حتى ظهر أمس ينبض بالحيوية ويشرئب للحياة ... هل القتل أصبح سهلا لينال منك بهذه السهولة ؟؟؟ ما جريمتك ؟؟؟ ولماذا قتلتك هذه القاسية ... عفوا للتعبير ولكنها مرارة فجائية المأساة . أدري أن الوقت وقت ترحم وأنك رحلت مقتولا ولن تجدي عباراتي شيئا ولن ترجعك فالموتى لا يعودون من جديد إلى دنيا الحياة . عرفت فيك دماسة الخلق وطيب المعشر ... عرفتك قلبا مفتوحا يسع الجميع ولايفكر في غير الجميع فكيف حدثت لك هذه الفاجعة المريعة التي هزت كل الأوصال وقطعت الأحشاء وجعلتني أبكيك بهذه الحرقة ومن عيني تنهمر دموع من دم !!!!! كنت مثالا للنقاء ... مثالا للترفع ... مثالا لطيب المعشر ... كنت دائما تنأى بنفسك عن حواء ولا أدري هل هو قدرك الذي رماك في هذه القاتلة أم هو النصيب .. قصتك تدمي القلوب وتدمع العيون ورحيلك صدمة لكل من عرفك وأنا أكثر من عرفتك بل كنت ولازلت جزءا لا يتجزأ مني .. ليتني رحلت معك أيها الوفي البار الطاهر النقي فقد قتلك حبك للخير وقتلك أملك في وتفكيرك في الغير . لازلت أذكر آخر نقاش بيننا قبل رحيلك المفاجيء حينما حاولت بكل ما أوتيت من إقناع وقوة أن أثنيك عن هذا الطريق وقلت لك أن طريقها مليء بالمطبات والأشواق وأن فوارق كبيرة توجد بينكما ولكنك كنت كالأعمى الذي بشر بالابصار ... لأول مرة لا تعير كلامي اهتماما وهاهي ذي النتيجة ... قتلوك ... نعم ... الحب العظيم الذي بحت لها به كافأتك عليه بالموت .... لو كنت حيا لقلت لي أن الموت أرخص ثمن لاحساس عظيم ولرددت معي قول الشاعر على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
02-17-2009, 10:46 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
قلت لك أيها الراحل المقيم بأن المغامرة هذه المرة غير محمودة النتائج ولم تصدقني ... تيار قوي كان يجذبك إلى قاعها كالدوامة البحرية التي لم تجدي معها كل محاولاتي بتخليصك منها ... قلت لك مرارا وتكرارا ( ماكل أمل هو الأمل وقلت لك كم ستلاقي من المواجع والنكبات فيه ... إنها رحلة أمل تحولت إلى ألم ... إلى جرح نازف لا تعرف شرايينه المهادنة والتوقف .... قلت لك أن طريقها مستحيل فهي ليست لك ... هي ملك غيرك حتى وإن قالت أن قلبها لم يعرف الحب ... حبك الكبير لها واهتمامك الكبير بها ورغبتك العارمة في غنتشالها لآفاق أرحب واكتشاف مكنوناتها لم تكن في نظرها أسباب كافية لوقف تنفيذ حكمها بقتلك
02-17-2009, 10:50 AM
الزنجي
الزنجي
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 4141
زعيمنا وقائدنا وحكيمنا ... لا أراك الله مكروها ....
( الجواب يعرف من عنوانه ) لطالما كنت تكفر بهذا المثل الذي كنت أضربه أمامك باستمرار وتقول لي دائما بأن هناك فرقا كبيرا بين المظهر والجوهر .. ألم تصح مقولتي أخيرا ؟؟؟؟ ولكن ... كيف ستجيب وأنت الآن في خبر كان ؟؟؟!!!
02-19-2009, 10:16 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
ومع حزني الشديد عليك والذي فاق حزن الخنساء على أخيها صخر تتقافز إلى مخيلتي بداياتك التي أودتك إلى حيث اللاحيث ... قلت لك من قبل يجب أن تسأل ... هل كانت منذ البداية تستحق كل هذه المشاعر المختزنة منذ أمد بعيد ؟؟؟ ولماذا هي بالذات ؟؟؟ كيف استطاعت أخيرا أن تدك حصونك وأنت الذي ظللت صامدا كل هاتيك السنوات أمام كل رفة أو خفقة أو إحساس غازي ... وكيف أفلحت في أن تجرك لتلك الأحلام الرائعة التي تمضي بلامنتهى ؟؟؟ هل تستحق منك كل هذه الاحاسيس الجياشة التي تشتاق القرب وتشتهي اللقاء ؟؟؟؟ هل تستحق منك كل هذا التفكير في بناء قصر عاجي لها تهدهدها فيه بأسمى آيات الحب وتلفها بالاهتمام وتجعل حياتها أروع من الأحلام ؟؟؟؟ هل تستحق منك أن تحول بوصلة إهتمامك تجاهها ؟؟؟ رباه ... قلت لك توقف عند هذه الأسئلة قبل التفكير في ولوج عالمها ولكنك لم تطاوعني فكانت النتيجة أن فقدتها وفقدت ذاتك ياقيس الزمان . رحمك الله رحمة واسعة وألهمني الصبر والسلوان فقصتك أقرب للخيال ورحيلك كان الخيال عينه . لازلت غفر الله لك أذكر قصة البداية ... البداية الغريبة التي التقيتها فيها حينما صعقتك نظرات العيون وأنت واقف وهي جالسة ... تلعثمت وقتها بكلمات مترددة تجمعت حروفها بعناء شديد لتشكيل تحية مضطربة ردت عليها بثبات ولا اكتراث وبدأت تناقشك بعفوية بالغة في العمل الذي جمع بينكما لحظتها . سألتك عندما سرقت نظرة منها إسمك على ورقة من الأوراق التي ارتاحت على راحتها هل أنت فلان ؟؟؟ لازلت أذكر عمر تلك اللحظة وأنت تتفاجأ بأنها فلانة التي تعرفها إسما وتعرفك إسما ... وليت المعرفة كانت على سطحيتها إسما في إسم وما أروع معرفة الأسماء فللأسماء والأصوات جرائم لاتغتفر في حق البشرية ... فكم من معذب كانت بذرة عذاباته معرفته الآخر بالسمع ... وكم من ساهد شاحب الوجه كان صوتا على الهاتف هو كل أدواته في رسم ملامح محدثه وربما التعلق به حد الموت . ليته ما أتاكي في تلك اللحظة ولا رآك أوعرفك ... ليت عيناك الرائعتين ما اصطدمتا بنظراته ... فلكم عشق عينيك ... آه من عينيك كان دائما يقول ففيهما رأى خلسة كل عوالم السعادة تفتح ... رأى فيهما وطنه الضائع وجنته المفقودة ...أحبك لحظتها ولكنه كان حب انطباع ... حاول تجنيب نفسه ذلك الحب ... عاهد نفسه على أن لا يمشي حتى بالطريق الذي يقع فيه عملك وإبعاد نفسه عن العاصفة القادمة .
02-21-2009, 06:35 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
العاصفة كانت أقوى من ( تسونامي ) فقد جرفته معها غير آبهة باستماتته في المقاومة ولكنه كان كإبرة تصارع برج .ونملة تحاول دفع ديناصور ...... هكذا كان يحس كما كان يقول ... قال أيضا أنه حاول تجنيب نفسه تلك الأحاسيس المزلزلة التي غزت أعماقه بتلك الصورة السافرة وقد وقفت أمامه العقبات الثلاث التي كانت السبب في محاولتي إبعاده عن طريقك .... فالوشائج القوية بين عالمك وعالمه كانت عقبة كبيرة تلتها حقيقة أن أصبعك قد حاصرته حلقة ذهبية صفراء وقفت كعبارة غير معلنة تقول ( محجوز ... ممنوع الاقتراب - ملك للغير ) ... عبارات عديدة كان يقرأها من خلال واقعك فتلظيه نيرانا تحرق الجوف ولاتبقي على الأحاسيس وهو الآخر أيضا ربطته قيود ربما هي أعقد من القيود التي ترتبطين بها ... والأقوى من السببين أيتها القاسية المشاعر هو أنت ..ز كان يدرك أن نظرتك للأمور ليست بذات الزاوية التي ينظر بها فهو ينظر بعين رغبته وإرادته بينما تنظرين للأمر من زاوية الفريسة التي تخاف دخول الغابة شية الصياد لتتحولين تلقائيا وحشا كاسر يفترس أجمل ما خلق الله من أحاسيس بشرية في أعماقه . لم تفكري مرة واحدة في النظر للنصف المملوء من الكوب بل كان موقفك منذ البداية ( حازم ومحدد ) .... أسأليني أنا .... كم فرصة تضيع على الانسان نتيجة أحكامه المسبقة وأن كل شيء في الدنيا يمكن أن يشتريه غلانسان ويناله إلا الحب الصادق فأن يحبك آخر ويرهن تفكيره من أجل إسعادك ومحاولة حمل همومك عنك ليس بالشيء السهل خاصة في زماننا الأغبر الذي أصبح فيه الحب عبارات إستهلاكية منمقة ومعاني باهتة وأحاسيس تمثيلية مصطنعة . رآك عالما آخر أراد أن يبني لك فيه قصرك ويقود حياتك نحو مسار آخر يعوضك عن كل قديم .... رآك وردة شذية ورأى نفسه بستاني أحب هذه الزهرة ... كان حبه لك صادقا حد الجنون ... كان أمله فيك كبيرا حد العشم ... لم يفكر في شيء وركل الدنيا كلها جانبا وشد الرحيل في اتجاه عينيك ولكنها كانت كالقطاع ... المعابر مغلقة والفسفور الأبيض المحرم يمطر من السماء ودبابات تحاصره في الأرض وجن جنونه فالمهرب منك يبقى إليك . قال لي أنه ثمن الوله فقد قال المتنبي :- على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وبالمقابل فإن لكل شيء ما يوازيه من ثمن فالحب الصادق العميق ليس رخيصا ليكون بخس الثمن ولكنه يستحق ثمنا غاليا يتحمله المحب طالما أنه يتحلى بصدق المشاعر .... غير أن الثمن المدفوع لم يقابله حتى إحساس بنية الاقتراب والعطاء ... ويمضي اليوم كالعام والمرحوم كان ينتظر بقلق شديد فالزمن حالة إحساسية بحتة لأن المنتظر لخبر مفرح تمر الساعة عنده كالعام بينما الخائف من خبر محزن تمر أمامه الساعة كاللحظة ... ونواصل
02-22-2009, 08:59 AM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عاش آخر أيامه بتلك الحالة الاحساسية للزمن ... كان يتعجل الأمل ولكن كم قتيل في سبيل أمل وكم معذب في طريق الأمنيات ؟؟؟ حذرته كثيرا غير أن لكل إنسانا مدارا لو فلت عنه يصعب إرجاعه له ...ز لقد أفلته حبك عن مساره فقد مساره ولم تستقبله مساراتك البخيلة فأضحى كسهم ضل هدفه ومشرد يقتات أوجاع الضياع
02-24-2009, 08:36 PM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عاش آخر أيامه بتلك الحالة الاحساسية للزمن ... كان يتعجل الأمل ولكن كم قتيل في سبيل أمل وكم معذب في طريق الأمنيات ؟؟؟ حذرته كثيرا غير أن لكل إنسانا مدارا لو فلت عنه يصعب إرجاعه له ...ز لقد أفلته حبك عن مساره فقد مساره ولم تستقبله مساراتك البخيلة فأضحى كسهم ضل هدفه ومشرد يقتات أوجاع الضياع
02-25-2009, 06:29 PM
عبدالدين سلامه
عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
كاندائما يستغرب منك .... دائما يقول لي أنه دائم التساؤل بينه وبين نفسه ... من هي هذه الانسانة التي استأسدت باهتمامك وملأت حياتك وأصبحت كل تفكيرك ؟؟؟ وهل تستحق منك كل هذا الحب ؟؟؟؟ هل تستحق هذا الاهتمام ؟؟؟؟ هل تستحق هذا الصبر الطويل ومرارات الانتظار ؟؟؟؟ ألم تلد حواء غيرها ؟؟؟ كنت دائما أقول له ( أنسها ) فهي لم تصل بعد لمرحلة أن تفهم معنى هذا الاحساس العميق الذي تكنه لها ... لم تصل مرحلة أن تعي معنى أن يفكر شخص آخر في همومها ومستقبلها ... معنى أن يكون آخر مستعد للتضحية بكل عمره من أجل توفير لحظة إبتسامة في حياتها ... قلت له أنها مسكينة لم تعرف الحب الصادق ولا أبعاده ومعانيه وكما يقول المثل الخليجي ( اللي ما يعرف الصقر يشويه )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة