تاريخ العنف (4)...جزيرة ابا 1972

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 05:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2009, 06:06 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ العنف (4)...جزيرة ابا 1972

    تأريخ العنف 4
    الجزيرة أبا

    يطفو حقل العشب على سطح النهرالذي يشبه لونه الحساء و تسكنه الخدعة، يطفو في سكون حتى تحرك أطواءه نسمة حائرة، فينشق عن مهلكة مروعة، و مصيدة تعج بزواحف الردى، يشبه لونه الطفيلي لون رداء الجندي الواقف في ( طيبة)، و في الليالي المقمرة، يبدأ النهر في غواية الناس بالخطو المتمهل فوق سطحه، يتهايل كالرمل المتحرك حين تلامسه اقدام الرجال و النساء، ملقيا بأفئدتهم طعاما الى الأسماك و السلاحف المعمرة ، و يبقى العشب الطفيلي باقيا في مكانه.
    تحول القصر في الجزيرة الى ثكنة للجنود، و مأوى للأساطير العليلة، تناثرت شظايا القنابل، و أصداف الرصاص، و قطع من أوعية الصيني باهظة الثمن، فارغة من الحساء، و الأدعية، تناثرت حوله، عربات مدرعة، يرقد في أمانها جنود منهكون، و تحيط بجنباته، أشجار سامقة و نهر من الحساء و عشب طفيلي عنيد، و على امتداد البصر، تتلوى الطرقات و تتلاشى في رهج النهار، ثم لا تلبث اصوات الجهادية أن تتعالى عبر الأزرق الآخر الذي سيلتقي بنهر الحساء ذات نهار قادم، و حينما كتبت النجاة لبعضهم ، هتفوا في صوت موحد
    (يا ناس اب حراز هوى..مهروا نسوانكم فوق الصبي ده)
    وهو واقف كالطود، ممسكا بمرق ( العنقريب)، قاتل دون اهله حتى تبدد جهد ( الجهادية) دون النساء. ثم عاد بعد سنوات، من جهة ( حنتوب)، على صهوة العربة الرومانية المدرعة، تصحبه رايات و ابواق، و اناشيد منتقاة، أناشيد تثير الفزع و فرح مبهم سفيه، تقدم فوق تراب الضفة، تاركا أثاره فوق طينها و فوق أجساد البشر.
    تواطأت شمس الظهيرة و نهر الحساء، على أحكام طوق الهاجرة، فالتهبت الحناجر بهتاف محتقن، ورددت في جفاء ( بالدم....بالروح)، مرات عددا، كانوا جماعة من الصبية، في زى موحد، يدفعهم بيديه، المشرف ذو العجيزة الضخمة، صفق بيديه طربا، و تبدى توتره لفضول الأعين الراصدة، ظل يرقب وجوه الغزاة باحثا في ثناياها عن نأمة تقريظ، فما خاب حدسه، ترجلوا عن بريق نياشينهم، و اقتربوا يداعبون رؤوس الأطفال في قبعاتها الزرقاء، رددوا في خطب مرتجلة، الواحد تلو الآخر، حديثا متشابها، يبدأ بالمنتصرة بأذن الله و ينتهي بنفس العبارة، أبصر الصغار بيت الله الكبير في الجزيرة، و قد تهدم منه جزء السور و المأذنة، فما دروا اى اله يقصده الغزاة.
    في البهو المنهدم العظيم أجلسوهم على الحصائر، اطعموهم حساء العدس المصنوع من حساء النهر و عشبه الطفيلي و السلاحف، و أدوهم حلوى ( الطحينية)، ثم عاد الجنود الى مزاولة تبطلهم، و الى لعب ( السيجة)، و كسب العيش بالتنقل بين الظلال، عاد الأطفال الى طفولتهم في قلق و انكسار، فسارعوا الى التقاذف ببقايا محتويات القصر المبعثرة، فقضوا علي البقية الباقية من ذاكرته.
    في المساء ، تبادل الغزاة التحايا الثورية ( مرحب ..مرحب بالثوار)، ريثما جلست فرقة الأبواق النحاسية في مقاعدها الحديدية المتراصة، أخرجوا من جيوبهم في هدوء حذر، مناديلا حمراء، دعكوا بها ظهور رقابهم المتصببة بالعرق، و قام بعضهم بحشوها هنالك حتي لا تتسخ الياقة المنشية، بصق اصحاب الصفوف الوسطى في ترتيب محكم، قبل ان تلامس افواههم فتحة ( البالوظ)، وفي المقدمة انتصب المايسترو ، و في يده العصا المزوقة، التصقت ساقاه تماماحتى تعذر على الضوء النفاذ بينهما، و حتى كادت ركبتاه من النفاذ من باطن الساقين، رفع العصا عاليا، و امسك مثل ساحر بقبضة من هواء الفضاء، حرك عصاه في دوائر فدوت الطبول من خلف المشهد، و سكن نشاز الألات الى موت ماحق، ثم عادت و اشتعلت مرة أخرى بزفير و لهاث ، و انتظمت في هتاف اغنية ( يا أم قرقدا جبدي)،
    حار نهر الحساء الى موجة من الزئبق، وفي السماء انعكست الأضواء الخائرة من جهة ( كوستي)، و ( طيبة)، حبلت النساء تلك الليلة، فسمين ابكارهن تيمنا بأسم الرئيس، و حينما اتاهن خبر موت صاحب القصر، و جمن و غطين و جوههن بالخمر السوداء البالية، و لم يجرؤن على ابداء الحداد علنا، و لم يجهرن بأطلاق الدمع، و جلسن ينتظرن انصراف الجنود دون جدوى.
    انتهي المشهد الموسيقي بأغنية شائعة، يزغرد الكلارنيت في منتصفها تماما، أطلق ( عثمان) غذاء الزغرودة لدهشة الجميع، الا انها لم تتسق و دهشة الخراب.
    تدرب ( عثمان) على آلة ( الكلارنيت)، في اصلاحية ( الجريف)، قريبا من القصر الذي لم يطاله الخراب، اربعة سنوات، التهى فيها عن النشل و حياة التشرد، و بدأ في بناء أحلام سافر فيها الى جزر غنية بالزيت، فأنتهي به الأمر الى تسلية الثوار في جزيرة يحفها نهر من الحساء وحقل من العشب المتطفل.
    عزف قبلها اما اهل ( كركوج)، صب سائق (الكومر) و هو يجهز العربة لعودة الفرقة ماء( المحاية)، ظنا منه بأنه ماء عادي، اقسم اعضاء الفرقة فيما بعد، و بأتفاق تام، أن الزمن الذى أخذته العربة في العودة، كان نصف الزمن الذي أخذته في الذهاب، أنصرفوا الى منازلهم، يحملون ( البخس) ، و قنائن المحاية، و قصص المعجزات، ما شهدوه منها، و ما حدثهم به الأعراب، و أضافوا بأنهم شهدوا بعض الخواجات بين الحيران.
    كان الشيخ حفيا عطوفا، يمد يده لمصافحة الناس جميعا، حين يعود من غيبة يحرس فيها باب الغرفة بعض خلصاءه، يجيبونك حين تلح في طلب لقاءه ( يا جماعة انا جيت من بلدا بعيد)، بقولهم ( الشريف قافل)

    يستمع اليك في أخلاص حتى تثق فيه تماما، فتتخير كرسي الأعتراف الذي ستجلس عليه، بمحض رضاك، يذوب الحزن بمجرد ملامسة يده الحانية لرأسك.
    و في المساء ، جالسا على الفروة، في فسحة بين المغرب و العشاء، يحف به الحيران، تبدأ فرقة النحاس عزفها، نفسها المناديل الحمراء و المايسترو، و قد يقلد اهل ( كركوج)، واحدة او اثنتين من تثنيات ( الجيرك)، حيث لا تستقيم ( العرضة)، فيبتسم الشريف، و يشير الى الرجال الذين يباشرون ( الرتائن)، ينتزعون اقدامهم حياءا من الطين الأسود في اركان الساحة الأربع، يعاودون ضخ الهواء بالكباس فى الرتينة التي تخبو ذبالتها، يفعلون ذلك ، في همة و امتنان، تلك قرية سعيدة، ترقد في استرخاء قريبا من النهر الآخر الأزرق الذي يلتقي بالشاحب الحسائي في مستقبل شمالي مؤكد.

    من على سطح ( اللوري)، رأينا الرجال المقيدون بالسلاسل الحديدية، و نحن نقترب من ( الشكينيبة)، ومن حولهم يسير رجال بفتتون الأفئدة بصوت ( النوبة)، ويفتنونها بالذكر، و في مشهد قيامة ( العازر)، خبأت النساء وجوههن وراء ثياب ( الزراق)، أو هكذا أدعين حين مر عاريا ، ينفض تراب المقبرة عن جسده، لم ينقطع سيل الرجال عن استقباله، يرفلون في ثياب خضراء و حمراء، مثلهم مثل زينة اعياد الميلاد.


    أصر السائق على صعود الرجال الى سطح اللوري، وأمر بركوب النساء في المقعد الأمامي في صحبته، رضخوا لأوامره، رجال بلا حيلة وبدون وجهة، لم تنبس المرأة التي جلست بجانبه ببنت شفة، اصابتها رعدة الصمت و هى تحس بكفه الضخمة بين فخذيها، كل مرة يحرك فيها عصا تغيير السرعة، يغوص بيده في افواف ثوبها، و كأنما بكفه عيون تهتدي بهما في ظلمة الدغل، بيد انها أقنعت نفسها وهي اسيرة في زنزانة عهره بأهمية عمله، فسكنت الى لذة طائشة استقرت في ذاكرتها الصغرى، ظل اللوري في مسيره يترنح حتي غاص في كثافة الرمل، صاح السائق مثل قائد حربي في الركاب من الرجال
    ( انزلو... انزلو.. لزو.... يلزكم قطر)
    لم يكونوا يفهمون كلامه معظم الأحيان، و لكنهم حدسو ما يرمي اليه، انتهز السائق فرصة اشتغالهم بالدفع، فالتفت الى المرأة الساكنة الى بطشه ، غمزها بعينه كأنما يؤكد لها مدى قدرته على اذلال حراس عفافها، فاستجابت بأغضاءة كسيرة حذرة، و انتقلت بلذتها الى ذاكرتها الوسطى، و لم تلبث ان ابتسمت في سرها.
    ظل يتحدث الى شياطينه بأعلى صوته طوال الرحلة ، أو الي لا أحد تقريبا أن لم تكن ترى شياطينه، متناسيا عار رغائبه في خضم الصياح. كانوا في معيته، قوم من الفقراء، قدموا من ( تسني) و بعض مناح تختلط فيها الحدود، و السدود و الأعراق، يحلمن ورجالهن، بحياة اقل قسوة من حياة الشظف في مدن الملح.
    و في ( الحمرا) مضى السائق يقلب في البضائع المهربة، و انتبذ الرحال ظلا يرشفون القهوة في لذة و شغف، و النساء في المقعد الأمامي مثل سبايا ( قمبيز) جلسن فاقدات للنطق، تبادلن ثلاثتهن الجلوس جوار السائق، تبادلن المواقع كل مرة تغوص فيها اطارات اللوري في كثافة الرمل، لم يعد بينهن سر يخفى، فاحتفلن بطلاقة الحرية ، و تخففن من عبء الأعتراف.

    يمتد طريق التراب مثل جرح قديم على جسد الأرض المتعبة، و خلف ذوائب الغبار ، يسكن حلم ( السمسم)، تتخلق من حباته اللامعه، (القضارف)، (ود الحليو) و ( ود الحداد)، و منازل من القش ، رحبة رطبة، سيحصلن فيها على رزقهن، سيعملن متنفسا لرغبات عمال الحصاد في نهاية كل اسبوع، يتلقين رسائل الأستفزازتحت ذبالة مصابيح الكيروسين الساكنة، وحين يزف الرجال اليهن نبأ الرعشة الأخيرة التي تشبه صرعا موقوتا، او اهتزازة الفناء، قال ( جبارة): ( و الله نحنا بنمشي لل(.........) ديل، احسن من الواحد يقوم يرتكب ليه ( ثواب) في نسوان الرجال).


    حدث ( هانس) ( ابراهيم) بمصيبة النصف ساعة فقال (كنت و صديقتي ( ميكا) في بورتسودان، وصلناها قادمين من ( فرانكفورت)، بطريقة ( الهيتش هايك)، و لما لم يكن معنا مالا وفيرا ، قررنا مواصلة الرحلة الى الخرطوم بنفس الطريقة، نجحنا في اقناع سائق اللوري ( الأمين) بنقلنا الى الخرطوم حين يحين موعد سفره، كان و الحق يقال، طيبا مهذبا، و بشوشا، لا يحسن لغة غير العربية، و لكننا التقينا في منطقة وسطى بين كل اللغات، كانت كافية لنصعد و اغراضنا ، انا و (ميكا) الى مقعد العربة الخشبي، فرحين بهذا التوفيق، جلسنا في المقعد الأمامي تحت اصراره، و صعد ( المساعد) فوقة ارتال البضائع، انقضى النهار و نحن في الطريق، نتآنس، يعلمنا كلمات و نعلمه، و عند حلول المساء، أستأذننا ( الأمين) في التوقف لأداء الصلاة، و تناول الطعام، ولأننا كنا جائعين فقد صفقنا فرحا و طربا للفكرة، بعد أداء الصلاة برفقة المساعد، اوقد النار و ماهي الا دقائق الا و كانت ( الحلة) بين ايادينا، نأكل منها معا ، دون ملاعق و دون اى عون من اسباب حضارتنا الأوربية المقيتة، فرغنا من الأكل، فبعث ( الأمين) بمساعده الى العربة، نقب المساعد وراء المقعد، ثم عاد وهو يحمل زجاجة خضراء، مملوءة بسائل شفاف، ما ترددت و صديقتي ( ميكا) في مشاركته كؤوس ( العرقي)، كان شرابا طيبا، غني المساعد و رقص ( الأمين) حتى ادركه التعب، جلس الى جانب صديقتي يلاطفها ، فدفعته مداعبة اياه، التفت ناحيتي فرايت الدم في عيونه، حدجني بنظرة لا اقدر على وصفها، وفجأة نهض مثل نمرعلى ساقيه، قبض على كتف ( ميكا)، في تصميم ، و قال لها كلاما بلعته، فهمت منه انه يودها، نظرت الى في جزع واضح، استنجدت بي، وانا لا اقوى على النهوض من مكاني فرقا، مضت تحت اسره الى مقعد اللوري، وان هي الا دقائق و صوتها يقطع سكون الخلاء متحدا مع همهماته الحيوانية ، لم تقو على مقاومته، فاستسلمت لشبقه، جلست مطرقا، يغمرني الخوف، فلم انتبه الى المساعد الجالس بقربي، يلكزني على جنبي الأيمن، في الحاح و عجلة، وحينما نظرت ناحيته، رايته ممسكا بقضيب طويل من الحديد، يحشره و يخرجه من قبضة يده في انتظام، لم أكن في حاجة لمترجم لأفهم غرضه، فمكنته من نفسي، فعكف على سعيدا مثل قرد ظامىء عثر لتوه على بركة ماء بالصدفة، تحملت فظاظته حتى فرغ في نصف ساعة كاملة، و ارتمى بثقله على الأرض، يسب و يلعن حتى ادركه النوم، تعالى شخيره، و همدت اصوات ( ميكا) و الأمين وتلاشت كالفحيح .
    في الصباح عاد ( الأمين) و المساعد، مشرقين كما رايناهما اول مرة، عدت و ( ميكا) الى المقعد الأمامي، و صعد المساعد الى السطح يغني كعادته، اغنية وحيدة حزينة مثل لسعة الدمع فوق القروح.
    وصلنا الخرطوم فودعانا افضل وداع، و اصرا على اخذ صور تذكارية معنا، وكان ذلك آخر عهدي بهما و (ميكا). كم انا سعيد بلقاءك يا صديقي ابراهيم، على الأقل يمكنك مساعدتي بأن تدلني على صيدلية.)
    اتنهى حديث (هانس).

    (عدل بواسطة Tagelsir Elmelik on 02-09-2009, 06:11 PM)

                  

02-26-2009, 00:21 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ العنف (4)...جزيرة ابا 1972 (Re: Tagelsir Elmelik)


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de