أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودانيان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2008, 03:33 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودانيان

    أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودانيان

    1.

    مقدمة:العنصرية هي شكل كريه من أشكال تكسير الحياة، وجمالياتها، وظاهرة نفسية تتسم بأقسى قدر من انهيار العاطفة السوية وبالسم النفسي.ليس الهدف من هذه القصة الواقعية بث الكره تجاه الآخر، المختلف، أو غير الشبيه، أو دعوته لأن يندمج مع الآخر بلغة الأنا الزائدة، أو الإساءة لوضع كائن من كان، أو إرثه، أو تاريخه، أو عناصر هويته، أو دينه  إنها من واقع الحياة المعاش أثيرها هنا ولو في وقت متأخر جداً ...بكل صدق ... من أجل صديق الدقائق المعدودة الذي ألتقيته ... أخي عبد الله..

    في رحبة أحد الشقق المخصصة لسكن الطلاب - لكلية الطب - بجامعة العرب الطبية - بمدينة بنغازي وداخل إحدى الغرف لأحد الطلاب السودانيين رص سريرين بصورة متعامدة مع بعضهما البعض ثم رصت مجموعة من الكراسي في صفين متعامدين مع بعضهما كذلك .. ليكتمل بناء مربع للجلوس عليه، وجلس عليها عدد من الناس ، بعضهم طلاب مقيمون في السكن ، وبعضهم زوار شباب وصلوا لتوهم من السودان، عبر طريق الكفرة وهم يتحدثون ويحكون عن واقع مؤلم ومذري وارتفاع حاد في الأسعار، يتسابقون في الحديث عن تلك الآلام التي أطلت على شعبنا بعد مرور عامين من انقلاب الإنقاذ على شعبنا المسكين وكيف أن البيوت أقفرت،  وأفلس الناس.

    من أولئك القادمون من كان حديثه أكثر ظهورا فتراه يحكي بألم و إرهاق الطريق باد عليه فيمتزج حزنه بضحك متقطع يحمل ألم وهو يحكي، وحركة يديه التي يحاول أن يرسم بها صورة في الهواء تعكس انفعاله....

    جلس حيالهم في صمت مطبق يلفه الجرح ويكتنفه الأسى ... شاب في مقتبل العمر ممشوق القامة، حنطي اللون - شعره شديد السواد، أجعد (قرقدي ) ... -  بشرته أكثر لمعانا وعينيه العسلية أكثر بريقاً، يرتدي قميصه الرمادي الفاتح اللون ذو الأكمام الطويلة وبنطاله البني الغامق الأميل للسواد وجزمته الإيطالية الراقية البنية اللامعة، جلس هذا الشاب على حافة السرير وأنا أكثر قربا منه على السرير الآخر، جلس هادئا أو هكذا يبدو، شابا يقترب من الثلاثون أو دونها بكثير أو أقرب إلينا سناً حينها، جلس بملابسه ا لنظيفة تلك، وبأنفه الأشم ولونه الأميل للبياض المشرب سمرة، ونحن نختلس النظرات نحو بعضنا البعض.

    ...معكم حتى نهاية هذه القصة الحزينة ..

     

    تم التعديل من أجل تكبير الخط

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 09:59 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-23-2008, 01:31 PM)

                  

09-12-2008, 08:29 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    2.

    جلس ذلك الشاب هادئاً ...أو هكذا يبدو .... وهو يحدق بعينيه الواسعتين في الحضور ويستمع لأحاديث الناس بحس عميق ، نعم كان يحدق في الحضور ويستمع بأدب رفيع ... وحينما تراه تحس أن هذا الإنسان يغوص في حزن سحيق.

    بعد أن استمعنا إلى الكثير من حكاوي الحضور ومزيج من الألم والدهشة يلتف بنا ... وضيعة الوطن حينها وحكاوي ذلك الطريق المؤلم ... والموت .. التفت نحو ذلك الشاب ، وبمحاولة متواضعة مبدياًُ تعاطفا تجاه حزنه محاولاً  كسر صمته ... سالته ... (وأنت يا أخي من وين؟) بادر حديثه بالنظر ناحيتي وبريق عينيه الذكيتين ثم نطق، (أنا كنت حاسس إنك سوف تسألني هذا السؤال، ولطالما سألتني سوف أسرد لك قصتي بالكامل ثم دار بفكره وقطع حبل أفكاره ليسألني من أنت فأجبته أنا ... من ....أدرس بكلية العلوم .... الخ.

    ثم قال لي أنا يا أخي اسمي عبد الله محمد عمر ...أبي عربي من شمال السودان .. من مدينة عطبرة وأمي من جنوب السودان ... مسيحية تنتمي لقبائل الدينكا .. كان أبي يعمل في الجنوب لفترة مؤقتة .. وفي فجر ميلادي الأول ترك والدي الجنوب دون رجعة .. فنشأت مع أمي التي لم تتزوج بعدها، وكانت السيطرة التامة للبيت لجدتي من أمي وهي تلك المرأة القوية الشكيمة، المتدينة مسيحياً لدرجة التزمت والتي كانت تقودني إلى الكنيسة منذ صغري واتبعها يد بيد كالحمل الوديع ولا أفارقها أبداً، حتى عندما يصاب جسدي الصغير حينها بالتعب أجد نفسي أريح جسدي الصغير على أحضان هذه الجدة التي لا ترغب أن أفلت أبداً من ناظريها ولا ترغب إلا أن أنشأ على دين المسيحية وهكذا بدأت تعليمي مع التركيز على النشأة المسيحية ولم أكن أعرف العربية أبدا وحريتي مقيدة بفعل والدتي وتلك الحبوبة التي تطبق علي لئلا أتحرك يمنة أو  يسرة أو افلت منها أبداً.....

    يتبع ....

    تمَّ التعديل لتكبير الخط وفقاً لرغبة الأخوة الكرام.

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:06 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-23-2008, 01:36 PM)

                  

09-13-2008, 11:53 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    3.

    لا ترغب جدتي في أن أحتك بأي فرد وهي تتطبق على حركتي بإحكام، وأعملت تربيتها بمهارة قوية وبشخصية تسيطر على كل أمور البيت. وهي وأمي دوما تثنيان على نفسيهما ويقرظان مهارتهما الفائقة في عملية التربية حيالي والتي يجب أن أكون عليها. نشات مع هاتين الأمرأتين وسط أسرة ثرية ومنعمة ومتعلمة في ذات الوقت بمدينة جوبا.

    مضت ايام قليلة حتى كبرت ونشات في ذلك الوسط المتدين مسيحياً ومع تركيز على تلقي دروسي باللغة الانجليزية .... من خلال الارساليات التابعة للكنيسة وجدتي تسيطر على حركتي بإحكام وعلى أمي كذلك وفي مرات كثيرة أكره نفسي وأكره جدتي وأكره الدنيا كلها ... لحرماني من أن أكون طفلا كبقية الأطفال .... وارى هلوسة وكوابيس مريعة في نومي بسبب هذه النشأة المقيدة لطفل يريد الحرية ليجري ويلعب وينطلق.

    وانا على أعتاب تخطي المرحلة الابتدائية .. ظهر خالي ... شقيق أمي مباشرة .. الرجل المتعلم والذي درس جل مراحله في أوربا والذي يعمل في سفارة السودان بأسبانيا في عهد مايو ... والمتزوج لإحدى قريبات أمي وهو رجل لم يكن لديه أطفال ... لم ينجب .... ورغبته الجامحة في أن يكون له ولد ... جعلته يقنع أمي وحبوبتي ... ومحذرا بأن والد ي لا بد أن يأتي يوماً لأخذي ... طارحاً رغبته في أن يتبناني ويتكفل بتربيتي وتعليمي وأخذه لي لأسبانيا مبديا حرصه العميق على تعليمي تعليما أوربياً جيدا يبنى على أساس الدين واللغة .. كانت جدتي هي الحريصة على تنفيذ هذه الفكرة وهي إن أبدت موافقتها فلا بد من تنفيذ الأمر وفقا لصرامتها الحادة وسيطرتها التامة على أمي .... بدا خالي يرسم في مخيلتها طريقه الذي بناه لي  كرجل مستقبل .... كنت في تلك الفترة وأنا أستمع للحوار الدائر بوعي .... مدركا لكل ما يقال.

    * عبد الله حينما كان يحكي لنا هذا السرد كان عيناه العسليتان تبرقان بريقا مخيفاً .... واشار لنا بأنه كان حينها قد تخطى المرحلة الابتدائية بقليل وكيف انه كان لا يرغب بمفارقة أمه .... وأمه كذلك كانت لا تحب أن يفارقها.... ووسط رعب أمه القاتل وصرخاتها الضارعة المكبوتة لم يكن أمامها بد من تنفيذ رغبة أمها وأخوها .... ولا بد ان توافق لتبدا مرحلة أخرى من حياتي.

    تم التعديل من أجل تكبير الخط حسب رغبة الأخوة القراء

     

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:10 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-23-2008, 01:36 PM)

                  

09-13-2008, 02:16 PM

اتيم سايمون
<aاتيم سايمون
تاريخ التسجيل: 09-08-2008
مجموع المشاركات: 300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    هذه الفنتازيا الغرائبية لا ادرى من اين تجمعت فى ذهن صاحبهاهذا

    جميعكم يدرك من سوءات التفاعل بين الشمال و الجنوب و ارساه نهج التعامل المجافى للطابع الانسانى هذا نماذج استطاعت الثقافة الجمعية لمجتمعات جنوب السودان ان تستوعبهم فى الاطار الاجتماعى بحيث ارتقى هؤلاء الابناء فى التراتب الاجتماعى فاصبحوا من ذوى الشان , علما بان التعدد الدينى و العقدى لمجتمعات الجنوب لم يكن ليمح يوما بالارغام على المعتقد حتى انك لتجد داخل العشيرة الواحدة و البطن الواحد معتقدات متفرقة , هذه البيئة لم تجعل اى من اصحاب هذه الديانات ابدا يجنح الى السعى لاكراه اى فرد من اسرته الى اتباع نموذجه فى العبادة ز. و هذا ما يدعونى تماما للاستغراب من الرواية هذهز
                  

09-13-2008, 07:31 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: اتيم سايمون)

    Quote: جميعكم يدرك من سوءات التفاعل بين الشمال و الجنوب و ارساه نهج التعامل المجافى للطابع الانسانى هذا نماذج استطاعت الثقافة الجمعية لمجتمعات جنوب السودان ان تستوعبهم فى الاطار الاجتماعى بحيث ارتقى هؤلاء الابناء فى التراتب الاجتماعى فاصبحوا من ذوى الشان , علما بان التعدد الدينى و العقدى لمجتمعات الجنوب لم يكن ليمح يوما بالارغام على المعتقد حتى انك لتجد داخل العشيرة الواحدة و البطن الواحد معتقدات متفرقة , هذه البيئة لم تجعل اى من اصحاب هذه الديانات ابدا يجنح الى السعى لاكراه اى فرد من اسرته الى اتباع نموذجه فى العبادة ز. و هذا ما يدعونى تماما للاستغراب من الرواية هذهز


    أخي الفاضل
    اتيم سايمون
    أهدي لك أنبل آيات التهاني والتحايا
    ولك منا وافر الشكر والتقدير ....
    أنا مسلم ولدت في قطري وقطرك السوداني ... الجزء الشمالي منه صاحبت كثيراً من أهلي من قبائل الجنوب في الغربة ، بل سكنت بجوارهم وداخلتهم في أفراحهم وأتراحهم - بل في مناسباتهم الدينية تجدني سباقاً لتلبية دعواتهم دون إحساس بالغرابة في ذلك وما ذكرته صحيحاً لم اشعر يوما بأن أحدهم أشار ولو همساً للتبشير بمزايا ما يعتقد .... كما أرجو ان لا تستغرب هذا السرد مما حكاه ذلك الأخ - صديق اللحظات العابرة - وكما ذكرت أنا في مقدمة هذه القصة والتي من واقع عايشته منذ سنوات مضت ... وحزنت جدا لذلك الأخ لذا أرجو المتابعة حتى نهايتها لتتفهم ما أعنيه أخي الفاضل.

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-13-2008, 10:16 PM)

                  

09-13-2008, 07:55 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    4.

    إبتدا خالي الاجراءات بنشاط وأطبق على كل أوراقي ومستنداتي .... وجعلها داخل حقائبه ... ثم حينما  بدأت بالبكاء قبض خالي على كتفي بيديه القويتان وأنا طفل صغير لا حول ولا قوة له ... والجم الجميع الصمت حينما بدأت بالبكاء وأمي عيناها ترورقان بالدمع ثم حملني خالي ليهدئ من روعي ويعاملني بعاطفة جياشة حينها.

    بدأت إجراءات السفر لأنتزع إنتزاعاً ولأجرجر بعيدا ... بحزن عميق عن وطن وام وأب لم أراه .... تركني ذلك الأب بجبن قميئ ... لأجد نفسي في اسبانيا ... داخل بيت تحكم السيطرة فيه وحركتي زوجة خالي ... وكنت محروما من أشياء كثيرة جداً حتى الجلوس مع من من يزورنا من أبناء الوطن أو غيرهم ... وما بين البيت والمدرسة التي تم إختيارها وفقاً لمزاج خالي .. ومتابعة دراستي الدينية ... كمسيحي نحرص جميعا أنا وخالي وزوجته على آداء مبادئها وممارسة شعائرها بالذهاب للكنيسة.

    وفي إحدى صباحات أيام إنتهاء  الإجازة وضعت اللمسات الأخيرة وانا في الطريق إلى المدرسة مع خالي الذي أشار لي بأنني كبرت وفي طريقي لاكمال الثانوية وأن لغتي الانجليزية لا بأس بها وكذلك الاسبانية ..... وواقع الحال يحتم علي أن أختار تخصصاً يصب في رغبتي ومصلحتي المستقبلية كذلك .... فحددت لخالي بأن لا بُدَّ أن أدرس لغة .... أضيفها لرصيدي في هذه اللغات التي أجيدها دون العربية والتي ستكون نواة لوجود عمل أنتفع به ... ووقع إختياري على دراسة معهد يدرس اللغة اليابانية ....

    وهكذا بدأت دراسة تلك اللغة ... مشيت حاملاً إسماً هو عبد الله الذي ولدت به وحلما بأشعة لم تخفق بعد وأتمنى أن لا تخفق أبداً.

    تمَّ التعديل من أجل تكبير الخط حسب رغبة الأخوة القراء.

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-13-2008, 10:31 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:14 PM)

                  

09-13-2008, 10:38 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

09-14-2008, 01:33 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    الحبوب عثمان
    رمضان كريم

    أخوك فى غاية المتعة ..

    وبينى وبينك .. الخال ومرتو ذاتم ما هينين!

    بريمة
                  

09-14-2008, 11:06 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: Biraima M Adam)

    Quote: الحبوب عثمان
    رمضان كريم
    أخوك فى غاية المتعة ..
    وبينى وبينك .. الخال ومرتو ذاتم ما هينين!


    الأخ الحبيب بريمة ...
    رمضان كريم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ....
    في فترة ما بعد اتفاق السلام حاول التلفزيون السوداني الحكومي أن يقدم نماذج مثالية للتعايش بين مسلمين شماليين تزوجوا من هنالك والتزموا بكل واجباتهم تجاه أسرهم وتربية أبنائهم ...ومنهم من أحضر اسرته معه للشمال وتعايشوا بصورة جيدة مع أوساطهم ونالوا نصيبا من التعليم بل تزوجوا من بنات عمومتهم .... هنالك أنماط من هذه الزيجات ... هرب فبها الأب وترك أبنائه كالقصة الواقعية التي أرويها أنا هنا بلسان صديق الدقائق المعدودة ... أخي عبد الله ...
    عبد الله لم يكن يلقى لوما على خالته وزوجته بقدر ما كان يصب جل إنفعاله وغضبه على جدته ... وتحميلها كامل المسؤولية بما حدث له ...
    محمد عمر الأب زواجه بالكاد كان يقف تحت مظلة الاختيار الهادف إلى مصلحة خاصة فهو سرعان ما ينهار بعد أن يحصل أحد الطرفين على ما يرغب به ... ولكن ما ذنب تلك الروح عبد الله التي عانت وستعاني كثيرا مع مواصلة هذا السرد ...
    لكم فائق التقدير والاحترام أخي بريمة


    -
                  

09-14-2008, 11:52 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    5.

    مشيت ومددت البصر في براحات الحرية الواسعة التي بدات تطل علي ومجتمع الطلاب المنتقون إنتقاءاً للدراسة في هذا المعهد ووجدت سبيلا  للحرية ولإحداث ما كنت أفكر فيه وما أقوله مع الزملاء وأساتذتي دون أن يقطع حبل أفكاري شئ.

    يمر الوقت كثيراً وأنا أكثر سعادة وهكذا الاوقات السعيدة تمر سريعاً ... وكنا نزور بين الفينة والأخرى أهلنا في السودان لفترة وجيزة جدا ولا نجلس كثيراً، ثم نعود بعجالة لا تسمح لي بالاحتكاك كثيرا بالناس .... وفقا لرغبتي وكل حركتي رهنا للإشارة من أهلي بعد موافقتهم .... يمر الوقت سريعا ويرتفع الستار عن رسالة صادرة من وزارة الخارجية بنقل خالي إلى الأردن، خالي الذي حاول أن يعتذر ويقدم إعتذاراته بتقديم الأسباب الكفيلة بعدم نقله ولكن دون جدوى ولم تجدى كل توسلاته وتوسط الكثير من معارفه بأن يترك في أسبانيا ... فأضطر لتنفيذ ذلك وبإصرار غريب كذلك أصر على أن أرافقه.

    مضيت معه للأردن وما بين البحث عن معهد أكمل فيه نفس اللغة مع إصراري عليها ... ورغبة خالي في أن لا أتركه أبداً بالعودة مفرداً .... تمَّ الاتفاق فيما بيننا أن أدرس علم الاقتصاد في أحد المعاهد وأن أتخصص فيه ... وألتحقت بأحد المعاهد الجامعية هنالك ... وما بين قضاء وقتي الكبير في الدراسة وذلك المجتمع العربي الذي يحرص على الحديث بلغته مع أن الدراسة كانت باللغة الانجليزية وجيدة ... أكتسبت الكثير من الكلمات العربية وكنت أباهي بها خالي في تلك الفترة القصير لوجودي ... ولكن الدراسة الأكاديمية كنت لا أرغب فيها البتة ولا أرغب بالسير فيها ومع إضطراب التفكير والذي اصابني بهاجس  رغبة مواصلة اللغة اليابانية مهما كان والذي لم تجدي معه أي مسكنات للقناعة بذلك كان يدب في خالي خوف غير ظاهر .... من وجودي معه في هذا البلد ... وأخيراً نجحت محاولاته بالرجوع إلى إسبانيا حيث تعذر كثيراً بأنه درس في أوربا وعاش فيها فترة عمل ليست بالقصيرة وأنه قد تأقلم مع تلك البيئة الباردة التي عاش فيها كثيراً هذا بالإضافة إلى عوامل كثيرة منها  عامل اللغة.

    فرحت منتشياً بعودتي لأسبانيا، وعدت لمعهدي ولكن طرأ شئ آخر أكثر مفاجأة حيث أن خالي تعذر كثيرا بإعتياده على الأجواء الباردة وبأنه لا بد أن يكون في مناطق باردة ... لم ترحمه وزارة الخارجية من النقل وتم بالفعل نقله لموسكو ....

    تمَّّ التعديل من أجل تكبير الخط

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:19 PM)

                  

09-14-2008, 07:30 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    الاخ العزيز عثمان محمدين
    تحية طيبة
    وراء كل جنوبي سوداني قصة ...فقط من يستمع لهم
    وهذه قصة بيتر الذى وجدته ذات يوم يغسل السيارات في شارع النيل... يحوي هذا العمل الادبي نصف الحقيقة التي قالها لي ونصفها الاخر من ادوات القصة القصيرة وحاولت ان اءنسن القصة واجعل له نهاية سعيدة رغم ان هذا لم يحدث لكثير من ابناء الجنوب التعساء..صدق الاستاذ محمود عندما قال ان حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال
    وطبعا مشكلة السودان اعلى تجلياتها البشعة يجسدها الطيب مصطفى والوعي والعروبي الاسلامي الزائف وما يعرف بثورة الانقاذ وحروب الابادة التي شنت ضدهم وجاءت ب 2 مليون نازح وقامو في بيوت الخيش سنين في تخوم الخرطوم حتى اقتنع الشماليين بالاستماع اليهم في حوار مارثوني بين د.قرنق والاستاذ على عثمان امتد سنين...والحديث ذو شجون

    Quote: قطار الشمال الآخير
    عادل الامين
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20


    استلقت ميري على العشب عارية تماماً تتأمل القمر الشاحب يطل خلف نتف السحب الهاربة، كان خرير الماء في النهر الممزوج بهدير الأشجار وصرخات وعواء الوحوش يشكل سيموفنية الغابة الموحشة، سمعت وقع خطوات ثقيلة متعثر تدوس على الأعشاب الجافة، أجفلت لحظة واستدارت إلى جانبها تتأمل القادم الجديد، والتقت عيناها بعينيه، ذلك القادم الخجول، كان جندي في ريعان شبابه أبيض اللون أزرق العينين، شهقت ميري وهي تتأمل الرجل الذي وقف في ارتباك، عدل عن رأيه في التبول، لكن كان وقف الانسحاب قد فات، فقد استقلت حورية الغابة على العشب مرة أخرى وباعدت بين ساقيها وأغمضت عينيها في استسلام.. اقتربت الخطوات المترددة وبدأت لعبة الطبيعة بكل عنفوانها، كانت تجربتهما الأولى على ما يبدو، ومضت اللحظات، دون صفير حاد في الجوار يؤذن للفصيل العسكري المدجج بالسلاح بالانسحاب من القرية الخالية من المتمردين إلا قليل من النسوة والأطفال والرجال المسنين ركض الجندي على عجل وارتدى ملابسه، حمل بندقيته، وأخذ يعدو نحو القرية تاركاً المرأة في حالة من الغيبوبة الحالمة، عند الفجر استيقظت ميري وتلفت حولها تبحث عن بقايا الحلم اللذيذ.. هل يعقل أنها كانت تنام مع رجل القمر ؟ . ذلك الرجل الجميل الذي يتجول في الغابات ليلاً ويخصب العذارى فيلدن بنات جميلات، يكن مصدر خير وبركة لأهلن، البنت الجميلة تعني المهر الكثير كعادة أهل جنوب السودان، قد جاء رجل القمر بملابس جندي من جنود الحكومة لا يهم أنه نفسه رجل القمر كما كانت تردد نساء القرية المجربات.. نهضت ميري وجمت الملابس التي جاءت بها تغسلها في النهر، حانت منها التفاته إلى شيء يتلامع على الأرض جوارها، كانت سلسلة ذهبية معلق عليها قلادة منقوش عليها اسم باللغة العربية ومفتاح، وحملتها ميري بلهفة وعلقتها على جيدها الأسمر الجميل ومشت تترنح في نشوة صوب القرية.. حدث ذلك في منتصف الخمسينات من هذا القرن!.
    * * *
    عندما ولدت ميري ابنتها يار، شهق الجميع من الدهشة، كانت طفلة خلاسية غاية في الجمال أخذت هذه الطفلة تكبر وتترعرع بين أترابها وجمالها يزيد ويتوهج ويلتف حتى غدت مزيجاً رائعاً بين الكاكاو وذات قامة ممشوقة كأشجار الأبنوس، وعند بلوغها الخامسة عشرة ذاع صيتها بكل مكان، يار الجميلة بنت رجل القمر، تقاطرت وفود الخطاب، وارتفع مهرها حتى صار ألف بقرة وجدها فرنسيس يساوم في اقتدار وأمها ميري تنظر إليها في فخر واعزاز.. تزوجها أخيراً عثمان دينق ابن رث (2) قبيلة المنداري، تزوجت يار من عثمان وعاشا سعيدين في العهد الذهبي للسودان في السبعينات وبعد أن أطفأ مؤتمر أديس أبابا* نار الحرب الأهلية في البلاد.. ولدت يار ابنها الأول بيتر وفي منتصف السبعينات ولدت بنتها فاطمة وتريز.. ومضى الزمان هكذا ليطوي الصفحات المشرقة وينفجر الوضع مرة أخرى في الجنوب بشكل أكثر قسوة نتيجة لعبث السياسيين القذرين.. اشتعلت النار مرة أخرى في منتصف الثمانينات وبدأت حركة نزوح تجري للأهالي في كل الاتجاهات ولأول مرة يتنازع عثمان مع زوجته يار، فقد اختارت يار الاتجاه شمالاً واختار عثمان الاتجاه جنوباً وقد حسما الصراع بينهما، أخذت يار ابنها بيتر ورحلت صوب الشمال إلى مدينة أويل حيث خط السكة الحديد والقطار الذي يقل الناس شمالاً، أما المنكود عثمان اختار السفر جنوباً والعبور إلى الحدود اليوغندية مع ابنتيه للأسف قتله المتمردون هو وابنتيه وعلقوهم على الأشجار وقد شاهد ذلك بعض النازحين شمالاً وأخبروا يار بموت زوجها وابنتيه، بكت يار بكاء مراً في محطة القطار في أويل وكان بيتر المسكين ينظر إليها في إشفاق.. ووضعت وجهة بين كفيها ونظرت إليه بعينيها الواسعتين الدامعتين ورددت في إصرار.
    - بيتر !! لا تكن غبياً كأبيك عليك دائماً بالقطار الذي يتجه شمالاً.
    - نعم يا أمي سأفعل ذلك دائماً ما حييت.
    تحرك القطار من محطة أويل ينؤ بحملة النازحين، كأن الحظ أراد أن يبتسم ليارو ابنها مرة أخرى، شاهدهما سائق القطار محمد عثمان ومعاونه سيد أحمد يجلسان وسط أكوام النازحين.. يبدو أنه نداء الدم، تفضل عليهما الرجل الطيب الركوب في العربة الخاصة بالسائقين في مقدمة القطار بينما ركب جميع النازحين من مختلف القبائل والأعراق في العربات الخلفية للقطار.. ظل القطار ينهب الأرض في رحلته الطويلة وبعد مسيرة مضنية وصل القطار منطقة الضعين (3)، هناك أطلت مأساة بشعة بوجهها القبيح كان أحد المتنفذين الحزبيين يشعل الفتن والنعرات القبلية بين قبائل الغرب والجنوب ونتج عن ذلك أن قام المستوطنون بإحراق عربات القطار التي تعج بالنازحين.. جاهد السائق محمد عثمان في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بفصل العربات المحترقة والانطلاق بالقطار.. نجت يار وابنها من المجزرة بحكم تواجدهما في مقدمة رحلته، أخذت تظهر حواضر الوسط والشمال أمام يار وابنها كالأحلام.. أخيراً جاءت الخرطوم.
    * * *
    في معسكر البانيتو (4) الذي يقع شمال محطة القطار في مدينة الخرطوم بحري حيث يفصل شريط القطار بين الجنة والنار، الجنة التي تمثلها الأحياء الفارهة الصافية وشمبات، والجحيم الذي يمثله معسكر النازحين المصنوع من الصفيح والخيش والجولات استقرت مع ابنها بيتر، كانت تقوم بزيارات يومية للأحياء الفاخرة، تغسل الملابس وتنظف البيوت وتعود عند الغروب منهكة تعد طعام الغداء من الطعام الذي تجود به ربات البيوت الطيبات في تلك الدور الجملية وتجلس في انتظار عودة ابنها من مدارس رمبيك (5).. وهكذا كانت حياة يار وبيتر، كما حكاها بيتر الرجل الغامض الذي التقاه يجلس بمقعد في شارع النيل الظليل في الربع الأخير من الثمانينات.. وجده بيتر يحمل كراسة وقلم يكتب شيء ما.. لعلها أقوال شاهد إثبات (9).
    * * *
    إن السكن في معسكرات النازحين التي لا تعيرها الحكومة التفاتاً شكل مأساة حقيقة ليار الجملية وابنها المسكين.. يتهجم الرجال عليها ليلاً يقضوا وطرهم ويتركونها منهكة ولا تجد من يحميها منهم وتعاني أيضاً من التحرشات عندما تعمل في تلك القصور الفخمة في الجوار.. بدأ الهزل يدب في جسدها وجمالها يذبل تدريجياً وفي زمهرير شتاء يناير البارد كانت تسعل وتبصق دماً، حز ذلك في نفس ابنها، ترك المدرسة ومضى يغسل السيارات في شوارع الخرطوم، جلست يار في البيت تعاني المرض العضال، ذبل كل شيء فيها، فقط بقيت عيناها الجميلتان تنظر بهما إلى ابنها الذي يعود عند الغروب محملاً بالطعام والدواء، في ذلك اليوم غسل بيتر سيارة الطبيب عصام وأخبره بقصة أمه المريضة.. طلب الطبيب منه أن يحضر أمه عنده في المستوصف وأعطاه كرت الزيارة، فرح بيتر بالكرت الذي سيضع حد لآلام أمه، كان الطبيب فلسطيني يعمل في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني (6) جوار حديقة القرشي في مدينة الخرطوم.
    * * *
    نزل بيتر من الحافلة التي أقلته قرب المعسكر.. كان الوقت عصراً، عاد مبكراً اليوم ليزف لأمه الخبر السعيد.. في المعسكر كان ينتظره شيء آخر!! أكوام من النسوة الثاكلات أمام كوخهم.. إذاً رحلت أمه يار دون أن تودعه طفح الدمع في عينيه مدراراً، شاهده الأب لوقا وبعض الأصدقاء الطيبين ينسحب القهقري، ناداه الرجل واحتضنه وحمل الجميع الجثمان إلى الكنيسة المصنوعة من الأخشاب عند الطرف الشرقي من المعسكر، هناك تمت مراسم الدفن، وجلس بيتر يبكي عند قبرها كثيراً، اقتربت الأخت ما جوري وأعطته آخر وصايا أمه السلسلة الذهبية والقلادة والمفتاح وسوار ذهب في خرقة من القطيفة القذرة، أخذ بيتر أشياء أمه الراحلة وشكر الأخت ما جوري وأنسحب من المعسكر مع أشعة الشمس الغاربة وقف عند شريط القطار، كان القطار يتهادى خارجاً من المحطة في طريقه إلى الشمال في منظر اعتاده بيتر مراراً.. ولكنه اليوم يختلف تماماً، اعتملت في نفسه الجريحة أفكار سوداء، " هل يلقي نفسه أمام القطار ؟! أم يستقله ويرحل به شمالاً".. جاءه صوتها الحالم مع نسمات الغروب "بيتر لا تكن غبياً كأبيك.. عليك دائماً بالقطار الذي يتجه شمالاً". ترددت أصداء كلماتها في نفسه مراراً والقطار يقترب ويتخطاه مضاعفاً سرعته، ركض بيتر خلف القطار وتعلق بآخر عرباته وصعد على سطح القطار المكتظ بأفواج المسافرين.
    * * *
    على سطح القطار، قطار الشمال المتجه إلى حلفا كانت الدنيا تتبدل وتتغير أمام عيني بيتر الحزين، بدأت تظهر الصحاري والرمال، أشجار النخيل.. إنه السودان ذلك البلد العجيب. "كيف يتباين بهذه الصورة؟!" غابات دائمة الخضرة في الجنوب صحراء قاحلة في الشمال وتوالت حواضر الشمال كأنما كان يقلب البوم صور، مدينة شندي المزدهرة بالتجارة مدينة عطبرة التي تسبح في الأضواء وهي أشبه بمدينة بريطانية في قلب أفريقيا، مدينة أبو حمد النقطة التي يعبر منها القطار إلى الصحراء الموحشة عبر محطات خلوية إلى مدينة وادي حلفا عند بحيرة السد العالي في الحدود السودانية المصرية.. كان هذا التباين في المدن التي يمر بها القطار مثار دهشة بيتر.. لهجات كثيرة يتحدث بها الناس لا يعرفها، لغة عربية مكسرة لتتداول بين الغرباء، تمكن بيتر من صنع صداقات عابرة مع عدد من المسافرين، طلاب يذهبون للدراسة في مصر جنود يذهبون إلى زويهم، تجار من دارفور يخبرونه عن النهب المسلح في غرب السودان وتداعياته الأمنية، نساء مسنات يشركنه في زادهن.. إن القطار عبارة عن مدينة متحركة، تتشابك في العلاقات الإنسانية وتتعقد يتبدل الناس تباعاً، إنه شيء أشبه بالحياة.. تتخذ صديقاً فينزل ويودعك في المحطات التالية، هكذا رحيل دائم، "كما فعلت أمه يار!!" بعد رحلة مضنية ومثيرة وصل بيتر إلى مدينة حلفا ليلاً وكأنما ناداه الحنين إلى الغابة اتجه نحو المزارع على ضفة النيل هناك تعرى خلع ملابسه وقفز إلى النيل سابحاً إلى جزيرة وسط النيل خرج نم الماء وتمدد على رمال الجزيرة .. شعر بالجوع.. تفلت حوله.. إنه ابن الغابة فقد اعتادت الغابة إطعامه في الجنوب.. شاهد ثمار (10) حمراء ملونة صغيرة لنبات بري ينتشر حوله، أخذ يقطفها ويأكلها كان لها طعم لاذع لا ينسجم مع منظرها الجميل ظل يأكل بنهم وفجأة شعر بخدر يسري في جسده وأنفاسه تتلاحق "تباً لهذه الثمار" قذف بها بعيداً ثم شهق وسقط على الأرض ينتفض من الحمى وراح في غيبوبة عميقة، كان آخر ما شاهده طيف رجل يقترب من البعيد ..
    * * *
    فتح عيناه ببطء شديد وشاهد السلسلة الذهبية تتأرجح أمام ناظره ووجه طيب لرجل ذو لحية بيضاء مصقولة وعينان زرقاوان ينظران إليه بحب عميق وسمع بيتر صوت الرجل يتحدث بلهجة قبيلته المحلية في الجنوب لهجة الدينكا.
    - من أنت ؟! ومن أين حصلت على هذه القلادة ؟؟
    تحدث بيتر بصعوبة ولكن كان يبدو عليه الارتياح.
    - اسمي بيتر عثمان دينق وهذه القلادة أعطتني لها أمي يار وقد ورثتها عن أمها ميري التي أهداها لها رجل القمر (.
    - رجل القمر !!
    - أخبرتني عنه الجده ميري بأنه رجل جاءها بملابس الجنود فنام معها وانجبت منه أمي يار.
    شعر بيتر بأن هناك شيء كالأمطار يتساقط على وجهه، إنها دموع الرجل الجليل الذي ردد في لهفة.
    - أين أمك يار ؟!
    - ماتت في معسكر البانيتو للنازحين بالخرطوم بحري… بالدرن.
    انفض الرجل على بيتر يحتضنه ويبكي بحرقه.
    - آه يا با ابنتي يار .. يا آآ آر..
    أخذ بيتر يجتر بالمأساة للرجل الطيب الذي جلس جواره في سرير المستشفى بعد أن استعاد وعيه وبدأ يتبين الوجوه الطيبة الملتفة حول سريره ينظرون إليه في إشفاق ويتحدثون بلغة لا يفهمها ولكنها ليست العربية..
    أردف الرجل:
    - ماذا كانت تعمل يار ؟
    - تغسل الملابس وأشياء أخرى الـ …
    - ممممم .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
    - ما كان يحزنني ذلك لأنها كانت تفعله من أجلي ..
    - نعم يا ابني أمك كانت عظيمة، يرحمها الله .. إنها الحرب البشعة !! بالنسبة لك يا ولدي انتهت الحرب ستعيش معنا هنا وتدرس في المدرسة عندما تخرج من المستشفى.
    تنفس بيتر الصعداء وأغمض عينيه ونام مرة أخرى في سكينة يشوبها الارتياح..
    * * *
    في الصباح الباكر، كان بيتر يسير مع أقربائه الجدد في طريقه إلى المدرسة يتحدثون بلهجتهم العجيبة التي لا تشبه لهجته وأيضاً ليست بالعربية، يبدو عليهم أنهم فرحون بوجوده بينهم أخذ الجد عبدالجليل يشرح له معالم المدينة الوادعة، حلفا القديمة.. كان ينظر إلى أشجار النخيل الباسقة ويقارنها بغابات التيك والمهوقني في الجنوب، ينظر إلى الأرض الصلعاء والرمال من حوله ولا يجد فيها شبه لإعشاب السافنا الغزيرة، الهدوء العام الذي يسود المدينة إلا من ضجيج السيارات الذي يذكره الخرطوم أو هدير البواخر تمخر عباب البحيرة، بحيرة ناصر، تقل المسافرين إلى مصر شمالاً.. لا صدى أبداً لطلقات الرصاص أو الإنفجارات والقرى المحترقة التي علقت بذاكرته منذ الطفولة البعيدة "هنا في الشمال لا حزن لا دمع سائل ولا ليل ولا هم طائل " (11).. كأنما قرأ الجد عبدالجليل أفكاره انبرى له قائلاً:
    - نعم بيتر.. لا توجد حرب هنا.. ولكن هناك الأسوأ الفيضانات والسيول المدمرة التي تقضي على الحرث والنسل.
    أومأ بيتر موافقاً.
    - هو كذلك يا جدي، لكل مكان في بلادنا الحبيبة آفاته الطبيعية ولكن الحرب من صنع الإنسان!.
    - نعم صدقت يا بني .. باللعار !!!
    عند محطة القطار شاهد بيتر بعين دامعة القطار قادم يتلوى من بعيد، تنهد في أسى وردد في نفسه الجريحة "ليت الموت أمهل أمي يار.. حتى تستقل معي قطار الشمال الأخير".
    هوامش:
    * الحرب الأهلية في جنوب السودان.
    (2) رث: ملك أو سلطان.
    (3) أحداث الضعين : فتنة أشعلها أحد نواب البرلمانيين فى المنطقة.
    (4)معسكر البانتيو: اسم معسكر النازحين في الخرطوم بحري بانتيو في جنوب السودان.
    (5) مدارس رمبيك مدارس فتحت في الخرطوم لاستيعاب الطلاب النازحين من الجنوب، رمبيك مدينة في جنوب السودان.
    (6) الهلال الأحمر الفلسطيني: كان موجود جوار الحديقة ذلك الزمان.
    (7) اتفاقية أديس أبابا 3 مارس 1971م أوقفت نزيف الحرب في الجنوب.
    8- رجل القمر : أسطورة من تأليف الكاتب.
    (9) أقوال شاهد أتبات: ديوان شعر للفيتوري.
    (10) نبات السيكران: نبات بري سام يكثر في الجذر على النيل وضفافه.
    (11) أغنية صابرين للمطرب الراحل / مصطفى سيد أحمد.




    كما ترى الازمة الثقافية تحتاج لسنين طويلة كما حدث في امريكا حتى نستوعب الاخر باسس جديدة
    وعلى المثقف السوداني ان يكون راس الرمح في التغيير
                  

09-14-2008, 08:38 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: adil amin)

    عادل أمين

    قصتك لو فيها فائدة كان قريناها فى محل كتبتها .. لماذا تزج بغثاءك فى هذا البوست الجميل ..



    بريمة
                  

09-14-2008, 09:49 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: adil amin)

    Quote: كما ترى الازمة الثقافية تحتاج لسنين طويلة كما حدث في امريكا حتى نستوعب الاخر باسس جديدة
    وعلى المثقف السوداني ان يكون راس الرمح في التغيير


    أخي عادل ..

    رمضان كريم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ....

    الأزمة فعلا أزمة معرفة وأزمة ثقافية ذات بعدين ... فالشمال والجنوب .... وفقا للأزمات المختلفة ... تعمق سوءاتها ... وتستحفل بسبب الجهل ...  ويا ليتنا نصل لمستوى الشفافية التي وصلت إليها أمريكا في حل مشاكلها .... وتخيل معي أشخاص بلغوا السبعون ونيف أو الثمانون من العمر وبشهادة فرد وجدوا أنفسهم داخل السجون والمحاكم لجرائم ضد الإنسانية أرتكبت ...  في أمريكا ...ثم أنظر للإعلام المتطور والذي يتعامل مع هذه القضايا ويحلها ويبترها بترا نهائيا من المجتمع ....

    كل فرد في هذا المجتمع السوداني الواجب والمسئولية يحتمان عليهأن يبذر ولو بذرة واحدة من بذور الوعي .... فالله سائلنا يوما ما ... ومن واجبنا محاربة كل أنواع العنصرية والكره تجاه الآخر ... فكلنا لآدم وآدم من تراب ...

    عادل شكرا لك ....

                  

09-14-2008, 09:01 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    6.

    التفت فرأيت نفسي واقفا في مكان ما  لا أبدي حراكاً، وبإصرار حاد رافضاً السفر معه وأن أستمر في دراستي حتى التخرج من هذا المعهد. وافق خالي على ذلك وهاهو يجرجر قدميه المثقلتين بعدم الرضاء والخوف.

    - سافر خالي وما بين الخوف والرجاء اللذين قدمهما لي كنصح وان أظل على ما أنا عليه، من أدب ووقار وتدين وأن أظل دوما بين سكني ومعهدي وكنيستي، أدرت ظهري للقيود التي كنت مكبلاً بها، وبدأت بداية مشجعة وتفتحت نفسي لكل شئ بشهوة عارمة ... وأحتككت بالطلاب من كل أنحاء العالم ومن وطني رغم قلة عددهم هنالك وبرغم صعوبة التواصل بصورة متكاملة حيث أنني لا اجيد اللهجة العربية بالدارجية السودانية.

    بدات أصرف ببزخ لأنطلق بحرية وسنوات الحرمان، وفي أحايين كثيرة قبل إنقضاء الشهر اصرف كل ما عندي ولا أرغب في أن أزعج خالي وبالتالي أقدم له طلب فرصة الالتحاق به على طبق من ذهب فأضطررت أن أعمل.

    التقيت بشاب أفريقي وبدات بيننا الصداقة ... وهو شاب ودود طيب ... عرفني على طرق العمل المختلفة وهي جلها مهن هامشية ... عمالية .. مثل عمليات التوزيع ... الطلاء ... غسيل الأواني .... والحمل وغيرها .... والعمل في المواسم الزراعية في المزارع .... فعملنا سوية في أحد المزارع مع رجل إسباني لم ارى مثيلاً لطيبة المعشر وحسن الخلق المتوفران في هذا الرجل الاسباني وتواضعه من نوع غريب .... بل أعجبت بمعرفته العالية وعلمه الوفير ... في المقارنة بين الأديان التي يتحدث عنها بمقارنة لطيفة تجذبك للإستماع إليه ... والرجل مسلم ... وهو الذي قرب لي كثيرا من المفاهيم عن الاسلام وتعامل معنا تعامل المؤدب المتواضع ... هذا بالإضافة إلى ملكة هذا الرجل في تهدئة الأرواح القلقة بفلسفة عميقة تستند على معرفة وعلم غزير ووفير وكثيرا ما كنا نلجا لهذا الرجل في حل مشاكلنا العميقة وتهدئة قلقنا ... ورغم فارق السن صار الرجل الإسباني كالصديق ....  وقد كان مخلصاً ... 

    ملاحظة: أعتقد أن السرد قد بلغ خيطا يمكن القارئ الذي التقى يوما ما بأخي عبد الله من معرفته ... حيث أنني أنقل هذه الفقرات وفقا لما سمعت وبترتيب وفقاً لنصوص أخترتها من عندي دون تغيير ... قمن يعرف عن عبد الله شيئاً أو سمع به فليراسلني عبر هذا الايميل:

    [email protected]

    تمَّ التعديل لتكبير الخط وفقاً لرغبة بعض الأخوة ....

     

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:23 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:39 PM)

                  

09-14-2008, 09:17 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    الكلوكس كلان العزيز بريمة
    القر الينفخك

    شينة وعاجباني

    انت قايل نفسك براك
    بتعرف ود محمدين ولى دي عصبية كردفانية ساكت

    (عدل بواسطة adil amin on 09-14-2008, 09:24 PM)

                  

09-14-2008, 09:26 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: adil amin)


    عادل أمين
    Quote:
    الكوكس كلان بريمة
    القر الينفخك

    هوينا .. والله يفتح عليك وعلينا .. ما تبوظ هذا البوست الرائع ..

    عثمان ما تشتغل بينا .. هو عايز يعمل من نفسه حاجة فى بوستك .. وأخوك ضد المتسلقين



    بريمة
                  

09-14-2008, 10:28 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: Biraima M Adam)

    الأخ الفاضل بريمة
    اشكرك شكرا عميقاً لحسن المتابعة ومداخلاتك لرفع هذا البوست ..
    لكم منا كل التقدير ...
    ومواصلين .. نسأل الله ان يوفقنا والجميع
                  

09-15-2008, 11:20 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    7.

    تأثرت كثيرا بصديقي الاسباني وتعامله ثم لاحت في ذهني فكرة أن أغير ديني للإسلام ... وحاولت كثيراً كبح هذه الرغبة وكبح الأسئلة التي ترد بخاطري كثيراً ولكنها تفلت دون إرادتي ويعاودني الالتياع وتتكرر ذات الأسئلة في ذهني ... وأحيانا كثير أجد نفسي أحدد لها المبررات التي أرسمها أنا أو أناقش فيها الكثير من الناس أو صديقي الاسباني....

    - فاجأت خالي برغبتي تلك، المتعلقة بالدين ليرسل لي نصف المصاريف الكفيلة بمعيشتي ثم يطلب مني التواصل مع جدتي وأمي ليتعمق الحزن وأنا أتلقى رداً قاسياً مفاده "أنك يا عبد الله ... أبوك الشمالي .. العربي ... المسلم تركك ورمى بك دون الشعور بخيبة تصرفه هذا .... وهذا يعني أن لا أب لك ... فإن أصررت على رغبتك هذه .... الواقع سيحتم عليك أن لا أم لك .. ونحن لسنا أهلك .. ولن نرغب فيك" ... كم كانت هذه الكلمات قاسية على شخصي.

    أنتقلت ما بين محطات كثيرة والقلق يلتف بي  .... لأعلن مجددا تغيير رأيي .. وأحسست بأنني أرتكبت خطأ عميق ... وأنني لم أكن باراً بوالدتي ... ثم عدت لحالي أو على ما كنت عليه ... فأتتني المصاريف كاملة بل أزيد .... وإشارة تحمل الرضاء من جدتي ... سبب كل هذه الكوارث وامي.... المغلوبة على أمرها ولكنني لم أحبب منها هذا القول ... بالتخلي عن فلذة الكبد بهذه السهولة.

    - ما أنفككت من قراءة الكتب وكل ما يقع على يديا من وسائل المعرفة المختلفة ... وحوار الناس والتقرب من أبناء وطني - السودان -  رغبت في الدنو ... والتحذير بصوت هامس وعنيف في ذات الوقت من كل أهلي - أمي ، جدتي وخالي وتحذيرات بقطع الجذور والصلات فيما بيننا من منبتها ونفيي عن عالمهم.

    أغمضت عينيا وأخذ يترسخ إحساس لدي ، ومصر على أن يتوحد مسعاي تجاه تحقيق رغباتي .. فانا حر ... وتراود خيالي الخصب الكثير من الأسئلة ... وأصررت على أن يتوحد مسعاي على أن أكون مسلماً .... ثم أخبرت خالي بعناد وبدأت أحس تجاهه بالكره كجدتي ... لمحاولته السيطرة علي وابتزازي بما يرسله لي من مصاريف ... فأخبرته بعناد ومستعد للتصادم والدفاع عن نفسي .... فأتتني المصاريف ليست كما كانت عليه .... واشارات الوعيد من جدتي وأمي والتي أغضبتني كثيرا وأحزنتني حزنا عميقا .... وبصمت أستدرت لأواجه مصيري .... وبظروف ضاغطة أعيشها والأموال تأتيني ناقصة والمطالبة بأن أكون على كا كنت عليه وأن أرجع عن فكرتي ولكني اصررت حتى أنقطعت عني ... دون السؤال عن حالي.

    ملاحظة:أعتقد أن السرد قد بلغ خيطا يمكن القارئ الذي التقى يوما ما بأخي عبد الله من معرفته ... حيث أنني أنقل هذه الفقرات وفقا لما سمعت وبترتيب وفقاً لنصوص أخترتها من عندي دون تغيير ... قمن يعرف عن عبد الله شيئاً أو سمع به فليراسلني عبر هذا الايميل:

    [email protected]

     

     

                  

09-15-2008, 12:08 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    الأخ عثمان
    سلامات ..
    Quote: في رحبة أحد الشقق المخصصة لسكن الطلاب - لكلية الطب - بجامعة العرب الطبية - بمدينة بنغازي
    فى بنغازى فى جامعة العرب الطبية أنت ألتقيت الشاب السودانى .. ولكن القصة قد أوصلتنا إلى هجرته وخاله إلى الأردن ثم العودة إلى أسبانيا لمواصلة دارسته فى اللغة اليابانية عندما عاد خاله مرة أخرى إلى أسبانيا .. ثم ظل هو هناك بعد سفر خاله إلى موسكو ..

    كيف وصل إلى بنغازى؟ هل قطع دارسته هناك أم أكملها؟ هل ألتحق بكلية الطب أم كانت المسألة مجرد صدفه؟

    هل فكرت فى عنوان أخر للقصه مثلاً: الأمومة الزائفه أو الأبوه الزائفه أو الأبوة والأمومه الزائفه
    أو لمن أشتكى؟ أو إيمانى وتعليمى وتربيتى أو شققت طريقى ..


    وفى وجهة نظرك ماهو أثر مثل هذا النشأ فى مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب؟


    شكراً يا عثمان لأشراكنا هذا البوست الرائع ..

    بريمة
                  

09-15-2008, 02:12 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: Biraima M Adam)

    Quote: فى بنغازى فى جامعة العرب الطبية أنت ألتقيت الشاب السودانى .. ولكن القصة قد أوصلتنا إلى هجرته وخاله إلى الأردن ثم العودة إلى أسبانيا لمواصلة دارسته فى اللغة اليابانية عندما عاد خاله مرة أخرى إلى أسبانيا .. ثم ظل هو هناك بعد سفر خاله إلى موسكو ..


    كيف وصل إلى بنغازى؟ هل قطع دارسته هناك أم أكملها؟ هل ألتحق بكلية الطب أم كانت المسألة مجرد صدفه؟


    تحية طيبة أخي الحبيب بريمة ...
    الإجابة عن سؤالك كيف وصل لبنغازي ... هل قطع دراسته .... هو ما ستنبئ عنه الحلقات القادمة ... وكذلك سوء الأب سيظهر جلياً في الحلقات القادمة ....
    أما التحاقه بكلية الطب فهو لم يلتحق إنما أتى زائراً مع بعض من كان يرافقهم لزيارة قريب لهم من الطلاب .

    بالنسبة لبقية الأسئلة ... الفطور عندنا تبقت له ساعتان والشركة أغلقةت ابوابها ... سأعود إن شاء بعدها للرد على ما تفضلت وتكرمت به ... من أسئلة لك منا كل الشكر والتقدير .. أخي بريمة

    -
                  

09-15-2008, 11:00 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    Quote: هل فكرت فى عنوان أخر للقصه مثلاً: الأمومة الزائفه أو الأبوه الزائفه أو الأبوة والأمومه الزائفه
    أو لمن أشتكى؟ أو إيمانى وتعليمى وتربيتى أو شققت طريقى ..



    كما ذكرت في مقدمة هذه القصة الحقيقية ... نكراني ومجافاتي للعنصرية وليس هدفي هو التقليل من شأن كائن من كان ... الهدف من هذا السرد هو فتح بصيص من الأمل يمكن الأخ عبد الله من الظفر بأهله ... وإجتماعه بأسرته ... فلربما تقود الصدف أن يطلع عليها أحد افراد الأسرتين ...وان يتسامح المجتمع ككل مع من أراد أن ينتمي إلي أي دين كان .. وعلينا أن نعترف بواقع التعدد في وطننا السودان وأن نجعل أحد أهداف هذا السرد لخدمة فكرة التعايش ... ثم انني من خلال العنوان أشير إشارات واضحة إلى أن الشر لا يرتبط بدين ولا بعرق ... فالمعادلة هنا موزونة مسلم ومسيحي ... جنوب وشمال ... عنصر أفريقي وعربي .... وبالتالي لو اعطيت العنوان إسما آخر مثل ... الأمومة الزائفه أو الأبوه الزائفه أو الأبوة والأمومه الزائفه
    أو لمن أشتكى؟ أو إيمانى وتعليمى وتربيتى أو شققت طريقى ... صديقي بريمة بلا شك لكنت أقحمت نفسي في كاره ذاته ... وجلابة ... ودرق سيدو .. وانماط من العنصرية أتحاشى الخوض فيها ...وشوف الجلابة أو العرب بيعملوا شنو وغيرها
    أملي أن تكون إجابتي كافية أخي بريمة ومقنعة في ذات الوقت ... أيضاً الوقت يداهمنا وأنا على أعتاب الواحدة صباحا وأنتهى دوامي الآن ٍارد علي بقية أسئلتك إن شاء الله العلي القدير ....

    فتك بعافية مع وافر الشكر والتقدير

    -
                  

09-15-2008, 11:10 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    8.

    أنقطعت عني المصاريف ... والأحزان تتري مابين تصرف خالي وعبارات جدتي وأمي القاسية فبدات مرحلة أخرى من الكفاح لبناء نفسي.

    - ذات يوم وعبد الله يكافح لبناء نفسه وتوفير مالاً يوائم رغبته في مواصلة الدراسة تعرف على شاب سوداني ... يصفه لنا بشعره الغزير الناعم وتسريحته الأفرو "بوب" ... وهو الذي قاد عبد الله ما بين العمل في النقاشة والتجارة على الرصيف في اصناف مختلفة كالفنايل ونوع آخر من الملابس الخفيفة وانواع من التبغ ... ومن خلال عمله مع إبن بلده هذا ... تعرف على الكثير من مهاجري المغرب العربي ... وفي ذات يوم وهم يحملان بضاعتهما التي أحضرها صديقه السوداني وبرفقة مغربي لاحظ عبد الله أن الشخصين كانا حريصين على تسليمه كل الكمية والإنشغال بحالهما في أمور أخرى لم يفهما هو ... فجأة رأي عبد الله صديقيه يلوزان بالفرار وهو قائم في مكانه بكل براءة - براءة الواثق من نفسه بأنه لم يرتكب أي خطأ يذكر ...تنفس بعمق اكثر من مرة, قبل أن يفتح عينيه, تجمد في مكانه، ووجد نفسه محاصرا بنظرات الذهول من قبل أفراد الشرطة .... وتم أسره بقيد يديه وتكبيله بالكلبشات وقيد إلى  ردفات المحكمة ليعتقل ويبدا معه التحقيق ... ووجد أن الأسئلة للمحققين تنحصر في مدى معرفته بالحشيش ... ولماذا يبع هذا النوع من التبغ .... فكان من شدة دهشته متسمراً في مكانه .. وتحجرت الدموع في عينيه وعجز لسانه عن ان ينطلق بكلمة  أو أن يجيب عن عوالم لم يسمع بها فهو سليل أسرة متمسكة دينيا وحريصة على تعاليمها المسيحية ... واخيرا فهم ان هذا النوع من التبع يخلط بالحشيش ... حكم القاضي عليه بسنة كاملة ... وحسب افادته لنا أن سنة السجن تسعة اشهر ولكن افرج عنه دون الستة أشهر بقليل نظراً لحسن خلقه وحسن سلوكه داخل السجن.

    تسكع هنالك عبد الله كثيراً وكافح كثيرا للعمل وجمع مالاً وضاقت به الحياة بما رحبت، وما بين التسكع والتحسر على حاله واستغرابه لتصاريف الزمان الذي حكم عليه أن يهان في دار ليست داره ... راودت فكره المرهف ... وعاطفته الجياشة أن يبحث عن اباه "محمد عمر" وهو يناجي نفسه في وحدته وحينما يسير متسكعا تحت أضواء شوارع مدريد وصخب أزيز إطارات السيارات التي لا تسمع أزيز مكناتها هنالك ... ولكن تسمع صخب احتكاك إطاراتها على الاسفلت .. يناجي عبد الله نفسه دوماً (يا والدي كن صديقي فأنا في ضيقِ وفي محنة من حالي  ِ .. كن صاحبي يا صاحب القلب الحنون الصافي الحاني.. فأنا إذا ما تهت بين الناس في الطرقات والمدنِ.. وذاب من تحتي الطريق وتاه مني عنواني فمن لي سواك). ولسان حاله ينشد أبيات لشاعرنجهله ويحكي عن حاله :

    يا والدي يا صاحبي في الضيقِ والمحن ِ ..

    يا صاحب القلب الحنون الصافي الحاني..

    إذا ما تهت بين الناس في الطرقات والمدنِ..

    وذاب من تحتي الطريق وتاه مني عنواني..

    وتخلى عني الصحب ، وناح القلب بالشجن..

    وهان الحب يا أبتي على القاصيِ والداني ..

    رأيت دمعك الطاهر ، يغلف عينك الحزن..

    أتبكي يا أبي تباً أنا المسئول والجاني..

    فداك العمري يا عمري أهذا دمع أم مزنِ ..

    أيوجد في الحياة حبً كهذا الحب إنساني ..

     وإذا لابد من وجعٍ ، وإذا لابد من حزنِ

    أمات الله أحزانك ، وأحيى فيا أحزاني ..

    وهاهو عبد الله ينتظر الفرصة السانحة لذلك وقد كان  .... وهو لا يعلم شيئا يدله لوالده غير أنه يسكن في مدينة تدعى عطبرة (بلد الحديد والنار).

    هيأ عبد الله حاله وأولى المحطات التي أنتقل إليها في إسبانيا هي مصر ... واقام في القاهرة برهة من الزمن (هدفه وهاجسه أن يجيد اللغة) العربية ... هنالك حيث التقى مجموعة من الأفارقة تعمل هنالك رفقة رجل مصري يمتلك صالة ديسكو يأتي إليه الرواد من الأفارقة ومتسكعي السواح الأوربيون الذين يحبون الأماكن المتواضعة ولا تخلو هذ الصالات من الزوار السودانيين كذلك. .... راقت لعبد الله فكرة العمل والتي كانت له فاتحة خير من ناحية أخرى وفتحت له آفاقاً أرحب ....

    يتبع .....

    ملاحظة:أعتقد أن السرد قد بلغ خيطا يمكن القارئ الذي التقى يوما ما بأخي عبد الله من معرفته ... حيث أنني أنقل هذه الفقرات وفقا لما سمعت وبترتيب وفقاً لنصوص أخترتها من عندي دون تغيير ... قمن يعرف عن عبد الله شيئاً أو سمع به فليراسلني عبر هذا الايميل:

    [email protected]

     

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-16-2008, 10:45 PM)

                  

09-16-2008, 01:37 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

09-16-2008, 10:17 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    Quote: وفى وجهة نظرك ماهو أثر مثل هذا النشأ فى مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب؟


    أخي الفاضل بريمة...

    أعتقد أن مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب لا يتوقف على نشء بعينه بقدر ما هي  مسالة وعي يجب أن تطال المجتمع جله ، وبذر قيمة التسامح في حياته، تلك القيمة التي تعد من ابرز سمات الأمم الهامة والمتطورة في ذات الوقت والتي يمكن أن تسهم في رقي وتطور العلاقة بين الشمال والجنوب ولا أرى مناهج ولا إعلام يخدم هذا الاتجاه.

    حالة عبد الله حالة خاصة، فهو في مجمله كشخص  يحمل وعياً كبيراً ولكن حالته الخاصة هذه جعلته يحس أن السودان ليس ببلده .. ما بالك أن يكون له دور في مستقبل العلاقة بين أهل أمه وأبيه ....

    إذا كان هنالك نشء بذات الخصائص ونتاج ولادة شمالية جنوبية وسمحت له المجتمعات بالتعايش فيما بينها وسط الثقافتين وتلقى تربيته بوضع سليم ... فلربما يلعب دوراً مهما في تبيان الحقيقة وخطأ إحتكارها وتقديمها بصورة مشوهة تبنى على الكره وأثار الحرب والدمار وتفخيمها، ونحن كسودانيون أقرب كثيرا في العادات لبعضنا ولكن معرفتنا عن بعضنا البعض ضئيلة .... وعلى أقل مقدار هنالك قواسم مشتركة بيننا .... وقد لاحظت ذلك في أرض المهجر ... هنالك شئ ما يميزك انت كسوداني ... سواء كنت مسيحي ... مسلم ... عربي .. أفريقي ... قبطي أو ذوو اصول أخرى ... هنالك قاسم مشترك ... بيننا ويميزنا .... ومثل هذا النشء لو كان بكميات كبيرة تربت في وضع أسري طبيعي لا يقوم على التربية ببث الكره تجاه  الآخر فقد يسهم في تحسين الظروف وترسيخ مفاهيم الإعتقاد لدى العامة بمزايا كل شريحة سواء كانت شمالية أو جنوبية ونفي الصور السلبية المرسخة في ذهن الآخر والعكس ...

    علينا أن نعي جيدا كسودانيون أن كل فرد وكل جماعة بشرية لديه ما يسهم به في مسيرة التقدم الإنساني وبالتالي يجب أن تلعب دورها في مستقبل هذه العلاقة وفي رفعة بلدها ... ولكن كيف يتأتى ذلك وقمة نظامي الحكم يشكلان أحادية شمولية من الشمال وأحادية شمولية من الجنوب لن تزيد إلا النيران إشتعالاً وتحتكر قول الحقيقة .... آملين ان يستفيق أصحاب الضمائر ... ويتبينوا مدى الضلال الذي يوقعون أنفسهم فيه ويستجيبوا للنداءات التي تنادي بحل شامل لهذا القطر الدامي

    - ما يجعلنا نتفاءل أن التنوع في أوربا مثيله يوجد في السودان وبرغم أن الأمم الأوربية دفعت ثمنا فاحشاً في حربين عالميتين ومات الناس بالملايين إلا أنه في النهاية تمخض عن الاعتراف بجوانب الآخر الثقافية والدينية والعرقية وتحسن العلاقة ما بين الأنا والآخر.... وإحترامها ... إلا في حالات قليلة ...

    مع الشكر
     

                  

09-17-2008, 10:14 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    9.

    راقت لعبد الله فكرة العمل وسؤاله لأصدقائه الأفارقة عن طبيعة عملهم وأهدافهم ... فافادوه أن هدفهم هو السفر لليابان بأي طريقة وأنهم يعملون فقط من أجل تقليل الانفاق والصرف على أنفسهم والاحتفاظ بما لديهم من أموال تساعدهم للسفر لمكان وجهتهم، تحدث عبد الله مع أحدهم وحكى له عن هدفه وهو السفر إلى بلاده وبعدها يمكن أن يفكر اللحاق بهم وخاصة أنه درس لغة البلد التي يتوجهون لها - ولا يجيدها بالكاد فهي لغة صعبة ولكن يستطيع أن يتحدث بها بصورة جيدة ... عرف صديقه الأفريقي مؤهلات عبد الله من حيث معرفته للإنجليزية والإسبانية وعربية لا بأس بها ... في تطور دائم ولكنها لا ترقى للإجادة ... أخطر صديقه الأفريقي صاحب الديسكو المصري الذي يعمل معه ...  والذي لم يصدق حينها حتى طلب اللقاء بعبد الله ... وأنتهي اللقاء بينهما .... "إسمعني كويس يا عبد الله ... أن العمل كدليل سياحي غير مسموح له لغير المصريين ... ومثلك يمكن أن يجد فرصة للعمل في هذا المجال المربح ... بحكم لغاتك هذه ... أرجو أن تـاتيني يوم غد في كامل زينتك .. لأنني  سأدعوك لولوج هذا العالم ... ولقاء القائمين على أمره ... وكن على أحسن مظهر ... ومستعد للثرثرة بأحسن مزاج ...."

    وقد كان أول إختبار لعبد الله أن كلف بمقابلة سائح ياباني ... وأن نجاحه مع هذا السائح يعني قبوله للعمل ... وقد كان فمنذ الوهلة الأولى من مقابلته لللسائح ... وما كاد هذا السائح يكمل حوار المتعطش لحديث وقفت دونه حواجز اللغة حتى أخذ عبد الله بين أحضانه ..باكياً ...مبديا فرحا عظيما .. شاكيا لعبد الله أنه يعاني في أماكن كثيرة وحتى أن طلب الماء صار له أمراً عسيرا .... فأمتلك المسئول السياحي نوع من الحبور كونه حل مشكلة هذا السائح ... شاكراً جزاء صنيع عبد الله .... أنتهت رفقته للياباني وأستلم أتعابه من جهة تعيينه وبقشيش لا يقل عن 500$ من صديقه السائح ... هذا بالإضافة إلى مرتب شهري مجزئ ...

    هكذا لاحت أمام عبد الله فرصة ذهبية ليتطور وينجح يوم بعد يوم مبدياً مزيدا من الإهتمام لعمله الجديد وهمه الشاغل ... والده والوطن ... وما بين يوم وآخر يتطور عبد الله في عمله ويتلقى تدريبات مكثفة و كثيرة من جهة عمله ولغته العربية تحسنت كثيراً .... وألتقى بالكثير من السودانيين ولكنه كان يكره فيهم ..."حينما صرح بذلك" - أصحاب الشعر المحلزن "بوب" ...

    بنى عبد الله صداقات كثيرة ... ودخله كان جيد .. يروي حكاياته بفرح شديد يتغمده حزن عميق ... وفي إحدى ليالي حزنه ... وعودته من عمله في تلك الليلة مرهقاً ... تعرضت الحافلة التي يستفلها لحادث بسيط نجم عنه إصابة طفيفة ...أستدعت إسعافة ولكنه فوجئ بسقوط جوازه وحفنة من مبلغ مالي بسيط.....

     

                  

09-17-2008, 10:54 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    10.

    بعد أن تمَّ إسعافه .. وبفقدان جوازه أشار إليه البعض ان يذهب للسفارة ... وخاصة أن هنالك حالات فقدان لجوازات وجدت في السفارة أو أن السفارة عادة تبلغ من الجهات الأمنية في حالة وجود جوازات ضائعة ...

    ذهب عبد الله بلغته ... التي هي خليط عجيب مما التقطه من هنا وهنالك ... فهي ليست كلغة الوسط ... ولا الغرب ولا الشرق وليست كعربي جوبا بالكاد ... ذهب بلغته هذه وبلونه الحنطي المشرب سمرة وشعره الأجعد ليفاجئ بكم من اللؤم والإصرار من ... قبل موظف السفارة بأن لغتك غير تلك التي نعرف ... وأن الصورة التي على الجواز .... ليست لك ... أنتهى الصراع بالإفراج عن جوازه بعد شهادة أخ  من قبيلته ... قبيلة الدينكا ... يتردد على لاسفارة كثيراً.... وبعد نقاش حاد.

    حمل جوازه وما لديه منأموال ثم توجه صوب الخطوط .. وأهم بالسفر للقاء والده ... ليروي له حكاياته بفرح عميق ممتزج بأسىً وحزن فريد .. فوصل لبلاده ... ليحبس انفاسه مرة أخري داخل صالة الوصول ... ليطلب منه الشرطي بالتنحي جانباً لحين النظر في أمره .. ويختفي بجوازه ... ثم يواجه أمن المطار والشكوك دائرة حوله .. يا ترى هل لأن صورته على الجواز أخذت وهو في سن صغير .. امأن هنالك تعميما صدر من سفارة مصر ووجه لكل منافذ دخول البلد ... يحبس عبد الله وتؤخذ ما بيديه من عينيات لتسجل امانات ويبدأ في جرجرة التحقيق والإنتقال من سؤال لآخر ... هل أنت تنزاني .. هل تعرفت أين تقع جزيرة ملقاشي .. وهل تجيد الساحلية وهل ... ومئة هل... وهكذا نوع من الأسئلة الاستنباطية ...وما بين تحقيق وآخر راودت عبد الله فكرة أن يحضروا له شخص ينتمي لقبيلة الدينكا فهو القادر أن يوصل لهم كل المعلومات .. فحضر .. وقد كان .. وتبادلا النظرات . ليتدفق نغم الحديث لفترة ليست بالهينة .. فأبتسما وهما يعبران اللحظة تلو الأخرى ... ويتدفق نغم حديثهم ... ليحلم عبد الله بفجر سعيد يحمل البشارات ليزيح ظلمة الليالي ... ويمحو سكونه بتغريد الفرح وشقشقة طيور في صباحات ... شمس مشرقة بعد يوم مطير لتزيح الضباب والكأبة وتنشر والابتسامة ... ثم تنداح من المؤانسة تلك  بشارات المآسي لتغتال في دواخله الفرحة ... فصديقه ينكره بأن عبد الله لا يشبههم كثيرا إلا في شعره وطوله المديد ... وقد يكون من أي من مناطق القارة السمراء .. فهناك الكثير ممن يتحدث لغة الدينكا ...

    رفع عبد الله رحمة ذراعيه في الهواء ملوحاً لملك الملوك .. الله أن يفرج ...عنه ... ليقتاد لحبسه مغردا بحزنه ... وبينما يقتاده رجلين لرغبته في الذهاب للحمام ليعبرا به الصالة ... يطل الشاهد الوحيد بين أفواج القادمين ... وعبد الله ما بين الحيرة والتيه .. وأهازيج الفرح  تعطلت حواسه لينسى إلى أي الأماكن كان يريد الذهاب ... ليصيح .. هاهو سليمان .. أنه يعرفني أنا رأيته كثيرا في ..... هاهو ... هاهو أسألوه ...

     

                  

09-18-2008, 01:18 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    -
                  

09-18-2008, 08:29 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *
                  

09-19-2008, 07:52 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

09-20-2008, 11:35 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    رفع عبد الله رحمة ذراعيه في الهواء ملوحاً لملك الملوك .. الله أن يفرج ...عنه ... ليقتاد لحبسه مغردا بحزنه ... وبينما يقتاده رجلين لرغبته في الذهاب للحمام ليعبرا به الصالة ... يطل الشاهد الوحيد بين أفواج القادمين ... وعبد الله ما بين الحيرة والتيه .. وأهازيج الفرح تعطلت حواسه لينسى إلى أي الأماكن كان يريد الذهاب ... ليصيح .. هاهو سليمان .. أنه يعرفني أنا رأيته كثيرا في ..... هاهو ... هاهو أسألوه ...
                  

09-22-2008, 10:23 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    11.

    سليمان كان الشاهد الوحيد والذي كان يعمل بالسفارة في مدريد ..... يطل عبد الله حائراً تائهاً على عاصمة بلاده التي لا يعرف عنها شيئاً ... ليغني في ثنايا وطيات النوم .... أو في صحيانه بقصصه الحزينة ... لمن يلتقيهم في الفندق الذي نزل فيه ... أو في المطاعم والمقاهي .... ليلتقي بالمخلص العطوف .... الذي وفرَّ له سكناً برفقة مجموعة من العزاب ... من موظفي البنوك بإمتداد ناصر .... وليطرح عليه فكرة عرض العمل في إحدى مكاتب الخطوط السودانية .. حيث انه ذلك الصديق العطوف سمع من قريبه الإداري حوجة المكتب لشخص يتوفر فيه كل ما يملكه عبد الله من مؤهلات ... ولغاته هي المنقذ دوماً له ... يطل عبد الله ضيف جديد في وطنه وعاصمة بلاده ليملأ الدنيا بهجة ويضفي عليها ألوانا وردية.. لعل هذا هو شعوره وخطواته  بعد معاناة .... وهو يأمل بلقاء والده ... ليتقبل ما نسجته أيدي القدر في هذا الوجود، ليواري فيه أحزاننه وألمه وحتى أحلامه المؤودة . ...   يا ليت تسبقه خطواته والقدر لكي يجد اباه ويخبره من خلف ضبابات الحزن ما قد وقع له في هذه الحياة ... لينال من فيض حضنه الدافئ ...

    فرصة عمله أتاحت له أن يعرف الكثير عن بلاده ويجيد لهجة الوسط العربية ويتعرف بالناس ويجمع المزيد من المعلومات عن مدينة حلمه ... عطبره ...يبدأ عبد الله عمله بعقدعمله المؤقت لحين نجاحه وتثبيته ...وهاهي سفن الكوارث تنتشر فوق بحار عبد الله الهائجة دوماً ... ليتم توقيفهم ومجموعة من موظفين أخرين.... بسبب إختلاس مالي لمبلغ لا يعد كبيراً لم يكشف التحقيق عن فاعله ...

    غادر عبد الله بمساعدة نفس الصديق والذي وفر له من يستضيفه في تلك المدينة ... الحلم ...ليطل عبر كرم أهلها و شيمته التفاؤل كعادته وفي عينيه وسامة الأحرار وعلى الكف ِّهناك حمامة ... عسى أن تزيل ضبابة الرؤيا ... التي خلفتها عتمة الحروب الأهلية بين شمال وجنوب لوطن واحد ... وكوارث الأنظمة الاستبدادية والجهل... ولتنشر السلام

    وصل لمدينته الحلم ... ليطرق الأبواب باباً ... إثر باب ... متنقلاً من حي لآخر ... ومن مربوع لمربوع ... بمساعدة من استضافه من أهل تلك المدينة الرحماء البواسل ...  سؤاله فقط بعض كلمات عن شخص ... يدعى ...  "محمد عمر" ... كان في فترة في تاريخ معين .. في النصف الآخر من وطني ... يلح في ندائه الحزين ... حينما لا يجد إجابة ... والبكاء الصاخب القديم لم يصل بعد الى قراره وهو مكبوت بين حناياه .... وكما الشوق في القلب يراوده عشق اللقاء بمحبوبه ...  وبعد إجهاد مضني من البحث لعدة أيام مملة ... عن والد هرب من فلذة كبده وهو صغير ... أتاه صوت مشتعل في جنح الدجى وقد كان ... شخص بهذه الملامح التي تذكرها .. سوداني "شديد بياض البشرة" ... إسمه يدل على أنه فلان .. الذي يسكن في حي (.......) ... ليغني عبد الله فرحه لذلك الحي .. ويأكل نفسه وجع من ذكرياته المرة ... يستريح دونها بالصبر والقهر والانتظار .. ليخفق قلبه خفقانا شديداً ... لعله ....

    يتبع.... 

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-22-2008, 12:30 PM)

                  

09-23-2008, 12:48 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    12.

    يطرق عبد الله وصديقه الذي أستضافه الباب .... لتلوح من خلاله إمرأة يصفها بشدة البياض ... وينعتها بعبارة يشوبها شئ من العنصرية بأنها "حلبية" ... مكتنزة شحما ولحماً ...   نظراتها تحمل ألماً خفي من نوع ما  ... تختلط نظراته بالحزن ... والكثير من دلالات السيطرة ... تحمل في أعماقها أسئلة كثيرة ... وتحمل الف معنى ومعنى ...

    عبد الله يحتشد صدره بالشوق والعبرات والزفير يملأ صدره .... وهو يسمع وقع نعلي خطوات من يهم بفتح الباب ... وياترى لو فتح أباه الباب ... يا ترى هل رعشات الشوق المكبوتة يحتملها فؤاده الكسير؟ .... وعيناه بدأت في فضحه ... والدموع ... وقلبه المسكون بحزن عميق ... لتطلب منهم تلك المرأة الدخول .... ليحكي عبد الله ... وصوته يعلو ... ليسمو ... ثم يبطئ ... فينخفض لدرجة الهمس والحياء ... والحزن مرسوم على شفتيه .... وفي فؤاده .... لتذكر له تلك المرأة إنها زوجة من يبحث عنه .... ثم الانتظار ... ليأتي حاج فلان ... من الجيران الأوفياء ... ثم أدعوا خالكم علان يا أولاد ... ولا تنسوا ... ذاك او تلك ....

    عبد الله يتفرس في ناس يتجمعون .... يأتون فجأة ... من كل المداخل ... ليسلمون عليه وينظرون عليه بشذر ... وفكره يغلي ... أهذا الي يحكي مع المرأة التي فتحت لنا  الباب ... أهذا أبي ؟ ... ثم ينتقل ببصره .... نحو صغار كزغب الحمام .... ليختال بإحساسه أهم أخوتي من ابي؟ ...هؤلاء الوسيمون ... النحيلون ... الأكثر وسامة مني والذين تبدو عليهم صفة طولي  ... هل أبي فارع "كالملك" ... لهؤلاء الأمراء .... وكم كنت أخشى أن يغشى عليا صريعا إن عرفت أيهم أبي ....من بين الحضور ... وأخشى إن قام .... أن أقعد قعدة لافكاك منها أبداً ... أيعقل أخيراً ... لي اب يحمل داخله كل الحنان ... ليبذره في دواخلي .... لا .... لا .... يجب أن لا أسامحه أو أسامحه ولا شك بأن جبروته الجامح يحمل بين صدريه قلب حاني ... نعم يجب أن أسامحه

    يفاجأ عبد الله من الحضور أن أباه مسافر وسوف يعود بعد يومين ... ليشير جارهم الوقور ... حاج (.......)  بأن يبقى عبد الله في البيت لحين عودة رب الأسرة ... وما بينهم وبين إصرار مضيفه على العودة معه .... وإصرار عبد الله والحب الدفين الذي يبحث عنه ... في صدر والده الحنون ... وفي فؤاد وطنه ... يبقى في ذلك البيت ...بيت ابوه ... ليفاجأ في اليوم التالي لوصوله ... أن زوجه أبيه ... تاتيه بين الفينة والأخرى ... لتشير بعبارات مفادها ... والتأتأة تخرج من جوفها المخادع وبحروف منمقة بشكل ما ولكنها مخادعة ... مفادها أن  لامكان لك بيننا يا عبد الله ... عليك أن تغادر .... لن نصدقك فأنت خيالاً .. أنت وهماً ... ليأتيه صوت أبيه المتهدج من خياله المتفائل .... وصدى يردد لا يا عبد الله أنت حقيقة , لا وهما ولا خيالا سوف أتي مرحباً بك بك ترحابا وترحابا وترحابا سنسلم قلوبنا وأرواحنا , وعقولنا ستفتح لك الأبوابا ...

    وبين ذلك الهم والوهم .. الذي سقط عبد الله في قمقمه ... أصر على الصبر والانتظار .. فلربما يظفر بتلاؤم وتوافق مع ما يظنه أنه ذاته وروحه ودمه أبوه .... وأنتظر لحين عودة والده ....

    يتبع ...

                  

11-04-2008, 11:23 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    نبتن
                  

09-23-2008, 02:14 PM

ياسر الامير ابوجكة
<aياسر الامير ابوجكة
تاريخ التسجيل: 08-06-2007
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    شكرا أيها القاص الممتع ونتابع معك ،،،فعجل بإكمال هذه القصة الحقيقية
    ولنا رأي آخر حول أيهما أكثر سوءا ،،،ولي مداخلة
                  

09-23-2008, 11:48 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: ياسر الامير ابوجكة)

    Quote: شكرا أيها القاص الممتع ونتابع معك ،،،فعجل بإكمال هذه القصة الحقيقية
    ولنا رأي آخر حول أيهما أكثر سوءا ،،،ولي مداخلة



    أخي الفاضل / ياسر الأمير أبو جكة ...

    خواتيم مباركة وكل عام وأنت بخير ...

    أرحب بك وبرأيك ... وشكرا لتصنيفي بأنني قاص .... وتجربة هذه لا ترقى لتصنيفي كقاص ولكنها .... نتاج عطاء التمس مشاعر الكائن الآخر  ... آخاه الانسان .... وغاص بعمق في تيارات أحزانه الجارفة ... وكان الوفاء له .... عسى أن يرد الله غربة عدم الانتماء هذه ...

    إن رأيك بلا شك يمثل موقفا. والموقف يمثل مبدأ والمبدأ يمثل تغييرا للأفضل بإذن الله تعالى .

     إحترامي.

                  

09-23-2008, 03:12 PM

سناء عبد السيد
<aسناء عبد السيد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 2093

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    Quote: شكرا أيها القاص الممتع ونتابع معك ،،،فعجل بإكمال هذه القصة الحقيقية



                  

09-24-2008, 10:35 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: سناء عبد السيد)

    الأخت الفاضلة/ سناء
    كل التقدير والاحترام ...
    ٍتعرفي يا أختي ... أنا أكتب في ظل ظروف صعبة جدا ... وطبيعة عملي دوامين في هذا الشهر الفضيل وسهر يمتد حتى بواكير الفجر ... والخيط لهذا السرد دونه خطوات معدودة .... لنفتق جراحاً ونتاج أبناء من هذه الشاكلة ... لنبدئ آراءً آملين أن تصب في مصلحة الإنسانية والتوافق والتعايش بين تنوع مجتمعنا السوداني ...
    لك الشكر على المرور ...
                  

09-24-2008, 11:31 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    12.

    وصل ... الوالد ... أبي ... أبتاي ... لقاء الإلفة روحا وجسداً ... لجسد يحمل جينات من ذلك الجسد ... ليلتحما وتلتحم أرواحهما ... ليتحدا روحاً وجسداً .. وكيمياء التجانس تؤدي دورها ليتفاعلا ... كمواد أولية لتفاعل كيميائي متجانس ....والمادة الأولى في التفاعل "عبد الله" كان أكثر ثباتاً ... وتكتظ شعيرات رأسه الدمويه بالدم المندفع من قلبه الثائر ... ليمتلئ صدره ويشهق لدرجة زهقان الروح لتنزف حروف الأشتياق... وكلما حاول الكلام ... يخرج حديثه كتأتأة .. بصوت متهدج ومتقطع وأنفاسه تلاطم جسد والده كثور هائج ... والذكريات تستنزف مافي القلب ... وتشغل مافي العقل ... ليزداد زفير عبد الله للهواء ... والشهقات المكتومة ليبحر في الوجد  والحنين لكل شئ ... لوطن واب يتوخاه للخلاص وأم يرى أنها تركته ... ثم تنتهي الشهقات ولحظات الحنين ... لينكسر الفؤاد ... وتؤدي هرمونات الجسد فعلتها لجهازه العصبي اللاإرادي ... لتتحول شهقاته إلى تنهيده كالوميض الخافض ... ليكسر حاجز اللقياء ويحاول أن ينطق بها ... والدي... أبي ... أبتاي ... ولكن يعجز لسانه عن النطق بها وجل محاولاته للنطق بها مزيج من تمتمة ،وظلمة الأجواء حوله لحياته الغامضة ، حنين ، اشواق ، جروح من نوع اخر ... لتستمر كتأتأة متقطعة تنتهي بشهقة الصمت ... فيا ترى هل فطرته أدركت أي صنف من الرجال هذا "المحمد عمر" ليرفض اللسان أن ينطقها لينتهي  بتنهيدةكومضة بدات في الإنخفاض لتكسر حاجز اللقياء وهاجس عبد الله ... ويديه تربتان على جسد والده ... وشعور مابين اللوعة والانتقام ... والمسامحة تجاه والده ... وحنين له ولوطنه...

    طرف المعادلة الأخرى هذا "المحمد عمر" كان أكثر بروداً والطيف العابر في مخيلته ... لرائحة إمتزج فيها عبق الأرض برائحة النهر والخصوبة وخضرة المكان ... وطعم ثمار تلك الأرض ورائحة تلقفتها حواسه ... للريح المشبع بالرطوبة ورائحة الزهر ... وأصوات لمزيج من ثرثرة حديث الجيران للغات غير مفهومة و... ولغات عربية يتحدثها كل فرد بطريقته التي يعرفها ... واشكال الناس تمر سريعا وتلك الشجرة ... شجرة المانجو التي كان يقف عليها ... في النصف الآخر من بلده جنوب السودان ... لينحني علي جسد تلك الحسناء الرفيعة الطويلة ... وجسدها المتناسق الذي يغري كل من ينظر إليها و الجالسة تحت ظل الشجرة وهي تحمل طفلها الحنطي اللون ... ليحاول أن يتحسس جسده الصغير والذي كان يراه شفافاً ... كأثير ... ليرتفع ذلك الجسد فوق رؤوسهما ولا يستطيعان الامساك به ... لا الأب ولا الأم .. وهنا ينداح عن عنيي الأب دموع ساخنة بللت خديه وأنهمرت في جسد ولده .. فلذة كبده ... ليستجمع قواه ... لينظر لوجه ولده ... ذلك الوجه الذي أعياه الشوق والتنقل والترحال ولؤم الحياة ... وعينان غائرتان يسيل منهما دموع بللت أكمامه .. ليردد بصوت قوي ... عرفتك أنت فؤادي ... من فعل بك هذا ... ليعم البيت سكون عجيب .. ليبكي الأطفال والزوار .. وزوجة الأب والأرض والشجر والحجر ... ليعقب كل ذلك اهازيج من الفرح ... الذي يكتنفه غموض عجيب ...

    يقضي عبد الله يومه ... فالثاني والثالث .. وفي اليوم الرابع ... يطرح الأب  ... نفس كلام زوجته قبل عودته ... بأن لا مكان لك بيننا يا "عبد الله" .. وهذا "العبد الله" ... الوحيد الهوية ... وحيد السلوك ... وحيد الإتجاه قرر أن الوطن الذي تنكرت وتبرأت فيه أمه عنه ... وفي ظل الصراع المدهش لأب ظاناً أنه سيحتضنه ولكن نفره ... أن هذا الوطن ليس بوطنه ..."نعم قالها كذلك" .... فعاد لصديقه بالخرطوم .... وطفقا يجريان وراء الأمل بصبر دؤوب يخلو من الملل ... وأمل يحمل عبد الله في جوانحه ليوصله للثريا ... وهاهو يحمل شعلة الأمل لتضئ له ظلمات اليأس ... ولا بد لشجرة صبره أن تطرح ثمار الأمل ...

    وعلينا أن نتابع آلام هذا الإنسان لحين لقائي به وماذا فعل به القدر ....

    يتبع ...

    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-24-2008, 11:32 PM)
    (عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-24-2008, 11:38 PM)

                  

09-25-2008, 09:56 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

09-25-2008, 02:28 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    ولا بد لشجرة صبره أن تطرح ثمار الأمل ...
                  

09-28-2008, 08:55 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    يحمل شعلة الأمل لتضئ له ظلمات اليأس
                  

09-29-2008, 09:15 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    كل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد
    ظروف العيد ... ونهاية رمضان حالت دون الاكمال
                  

10-01-2008, 04:35 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    الاخ العزيز عثمان
    كل عام وانتم يخير
    الاختلالات المزمنة في السودان؟ التي قادت الى هذه الانشراخ...
    هل ترجع لاسباب
    1- سياسية...اذا علينا معلجتها عبر كتابات المحترف د.منصور خالد
    2- اقتصادية...وعلينا معالجتها عبر كتابات الدكتور محمد سليمان خبير الاقتصاد السياسي
    3- اجتماعية وعلينا معالجتها عبر كتابات العلامة د.فرانسيس دينق
    4- نفسية.....وهذه تحتاج لدكتور فيل حيث يظل علم النفس السياسي البعد الرابع الغائب في السياسة السودانية
                  

10-01-2008, 08:52 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: adil amin)

    Quote: الاخ العزيز عثمان
    كل عام وانتم يخير
    الاختلالات المزمنة في السودان؟ التي قادت الى هذه الانشراخ...
    هل ترجع لاسباب


    أخي الفاضل عادل محمود
    كل عام وأنت بخير
    وعيدك مبارك ... وسعيد
    لا توجد إختلالات مزمنة قادت لهذا الإختلال بفعل مؤثرات خارجية سواء جهل الانسان نفسه، وتشويه فطرته السليمة وبناءه غير الأخلاقي ...من قبل من قام بتربيته ... أو المؤسسات التي يرزح تحت حكمها أو سيطرتها الدينية وأفكارها المخلة ...تعددت الشخصيات هنا في السرد وكل منها يحتاج لعلاج ... الجدة ... الأم .... والأب ... وعبد الله ضحيةكل ذلك تجده محقا في ما قام به وسنرى ما قام به في نهاية هذا السرد .. فهو نمط عن إنسان يبحث عن حريته في معتقده وفي كل شئ تحبه نفسه ...ويعكس لنا تنوع بلادنا الذي يجب أن نحترمه وأي كائن من كان في المليون ميل مربع عليه أن يقبل ذلك ويحترمه ... وكما تردد دائما أنت .. كل زول حر في تصرفاته ...

    أنا من ناحيتي أرى أن عبد الله شخص حساس ، حذر دقيق وعملي جداً ، كذلك أراه ذكي ، موهوب، نابغ ومتواضع . شخص يستطيع أن يكون صداقات ويدخل في الناس بسهولة ووفي جداً لأصدقائه ، متسامح وخير دليل على ذلك رحلة البحث عن والده رغم الالام التي تعرض لها من جهة والده ولكنه من النمط الذي يحتاج لوقت طويل إذا ما أتخذ قراراً يتطلب العودة عنه. ... ونموذج دكتور فيل هو الأنسب في معالجة هذه الأنماط من ناحيته كحلل نفسي ... أما الاختلالات الأخرى ... فقد تختلف الناس فيمن طرحتهم كفيصل لحل إختلالات تختلف وتتعدد فيها الرؤى ... ولكم تقديرنا وشكرنا
                  

10-02-2008, 03:40 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    Quote: أنا من ناحيتي أرى أن عبد الله شخص حساس ، حذر دقيق وعملي جداً ، كذلك أراه ذكي ، موهوب، نابغ ومتواضع . شخص يستطيع أن يكون صداقات ويدخل في الناس بسهولة ووفي جداً لأصدقائه ، متسامح وخير دليل على ذلك رحلة البحث عن والده رغم الالام التي تعرض لها من جهة والده ولكنه من النمط الذي يحتاج لوقت طويل إذا ما أتخذ قراراً يتطلب العودة عنه. ... ونموذج دكتور فيل هو الأنسب في معالجة هذه الأنماط من ناحيته كحلل نفسي ... أما الاختلالات الأخرى ... فقد تختلف الناس فيمن طرحتهم كفيصل لحل إختلالات تختلف وتتعدد فيها الرؤى ... ولكم تقديرنا وشكرنا


    العزيز عثمان
    تحية طيبة
    هذه العوامل الاربعة متداخلة..السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي
    وكما ترى ان البعد النفسي الغائب في المعالجات السودانية هو المشكلة
    وقد نوه الاستاذ محمود للحل الثقافي لمشكلة الجنوب
    وقال حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال
    وكما ترى ان الافكار الوافدة اسهمت في تدمير النسيج الاجتماعي السوداني
    ولكن هناك نماذج ايجابية اشرت لها في قصة قطار الشمال الاخير..حيث تم قبول بيتر وانتهت معاناته..بالاعتراف به...اذا الامر نسبي..ويعتمد على درجة وعي الانسان..
    .............
    يجب علينا فعلا ان نعترف جميعا كما يحدث في برنامج دكتور فيل تماما ..لنتخلص من عيوبنا
    واصل لحدت ما تكتمل القصة ونعمل ليها ورشة متكاملة مع الناس المحبة للسلام..
    ذى بريمة..الكلوكس كلان
                  

10-04-2008, 08:09 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: adil amin)

    13.
    آب عبد الله إلى الخرطوم، وشئ من التغيير انتاب ملامح وجهه ... وما فتئ عبد الله منكس الرأس من فعلة والده المخذية ... وهو يلتقي بصديقه في الخرطوم وحاله يغني عن سؤاله ... ليعبر عن حاله وحالة من الصمت تطبق عليه ... في خزي واستحياء وهو يستعرض بذاكرته ما حدث له دون أن يذكر لصديقه ما حدث له ... فلقد ماتت الفرحة وذبلت، ولا يدري ما يصنع ... ,أنفاسه بدأت تخفض وهو يزفر هواءً ... زفرة من اليأس طووووووووويلة ..... ثم لينطلق جزلاً وهو ينساب على حافة الطريق مع صديقه ... لينتقلا من حافة لأخرى ... ليفضي الطريق إلى مكان فسيح يدعى "حدائق أبريل" .... لتتجلى حولهم صبايا كاللؤلؤ المكنون، يلعبن في زهو ورشاقة وبجوارهم والدهم بجلبابه الناصع البياض والمحلى بعمامة وشال وساعة يد براقة ... وامرأة زولة "حيزبون" تضحك وتلوح بيديها لبناتها والمشهد واضح أمام ناظري عبد الله ... والمعنى (= أسرة) وهي ما يفتقده عبد الله ليعاوده الإحساس بما كان ينتابه من قلق، ثم ليرمق خضرة المكان وامتدادات خضرة الأرض على مد البصر، ولقد راعه وبهره لأول مرة جمال لمعان مياه النيل في ذلك الليل ... والمياه تتراقص في شكل أمواج تعلو ثم تهبط .... إنه ماء عذب ... زعريط ... ما أحيلاه ... وبصره يجول ما بين الفتيات وصياح الأطفال وخضرة الأرض ولمعان النيل في الظلام بما ينعكس عليه من أضواء ... لينظر إلى ساعته فألفاها تشير لما دون العاشرة، عندئذ أحس بوخز مؤلم وهو يهم بإخبار صديقه وعيناه على الأطفال اللذين يشبهون أخوته من أبوه ويتذكر ..... ليسترجع صيحاتهم ونحيبهم نتاج تعبيرهم الفطري الصادق عند التقاءه بوالده .... ثم تحادثه نفسه وهو يهم بفراق ... وطن بقدر هذا الجمال وخصوبة الأرض والضرع والزرع والماء العذب .... ولقد أدرك جمال بلاده حينما تذوق مياه نيله في اللحظات الأولى من دخوله لعاصمة بلاده ... وطن بكل هذا الجمال يتملكه عدم الإحساس إليه. ..... لا يمكن؟

    جلس الصديقان والصمت قد ... ران، وعبد الله يحكي له كما كان يحكي لنا اللحظات الأخيرة من مقابلته لوالده... ليفاجأ عبد الله بصديقه ... يصرخ في توتر ويبكي بتشنج ... و هيجان واضطراب ... وهو في قمة انفعاله ليجد الكثير من الحضور من العمال والحراس وزوار الحديقة يلتفون حوله ... والكل يطمئن فيه بعبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون – الموت واحد – يا رجل اصبر" ... ولقد همَّ البعض برفع الفاتحة .....إلا أنه وضح لهم أن لا موت .... حيال صياحه الأليم هذا ... ليدب الذعر في نفس عبد الله وترتعد فرائصه ... وهو يهم بمغادرة وطن وإنسان بكل هذا الجمال ... ولم يجد عبد الله بد من وضع يده على كتف صديقه الوفي لينطلق ويقرر السفر إلى القاهرة ... وفي لمساته الأخيرة من أمر عمل فيزا دخوله لاسبانيا يفاجأ بالرفض ... وخاصة أن إقامته بأسبانيا منتهية ..ثم إن عليه أن يكون قد أقام بمصر لمدة ستة أشهر ليكون من حقه الحصول على فيزا دخول جديدة .... ليلعن حظه العاثر وحيث أن انتهاء هذه الفترة يجعل من جوازه غير صالح للتجديد لسنتين أخريين تؤهله بإيفاء كامل الشروط ... وليس أمامه غير الانصياع للوائح هؤلاء الأوربيون .... فهؤلاء الأوربيون دقيقون في كل شئ وقوانينهم ستقابله في كل مكان ... ولا مهرب أمامه ولا فكاك إلا العودة مجددا للخرطوم .... لمعالجة وضع جوازه واستخراج جواز جديد .... " حامداً الله الذي لا يحمد على مكروه سواه" ... ليلوذ بالصمت وهو خجل أمام صديقه الذي ساعده كثيرا ... ويطرق مليا ووسوسة الأنفاس ... ليتعانقا عناق المودع وداعاً لا رجعة فيه ... وبذل عبد الله مجهودا لكي لا تبدو على محياه أي حالة من الضعف النفسي ولكن هيهات فقد خطَّ الحزن أنامله على محياه المكفهر ... ليهم بصعود الشاحنة " الكي .. زد ... أو الكي واي ... لا أذكر" المغادرة من أم درمان غرباً صوب الكفرة بالجماهيرية الليبية ... فالمال ولا الوقت يكفيان للسفر للمصر والانتظار .... وصديقه يمعن النظر في وجهه الشاحب والمنتقع وهو يوشك أن يسقط مغشياً عليه، ليتأوه تأوه الأسيف، على حال عبد الله وينبجس العرق ويخفق القلب سريعاً وأنفاس تتسامى في ذعر ، وهو يلوح بيديه مبتعداً .... مع السلامة يا عبد الله
    عبد الله الذي يستعد لذهاب لا إياب فيه ... وزاده ذكرى عطرة من ذلك الصديق الشمالي الوفي ... الذي لا يري سواه ..... وهو يهم بمغادرة أم درمان في ذلك المساء الذي ينداح عن ليل حزين عيونه تبرق ويصدر فمه أنين ثم يدمع كما لم يبك لسنين ولوعة الشوق لفراق وطن به أمه وأباه .... وأخوته الصغار .... وأنا أسمع لسرده العميق كنت أرى دمعة يخبؤها عبد الله موجوعا لظل إياب او أمل عودة .... عبد الله الذي لم نرى ضحكته أبداً متيقنون أن ضحكته ستلمس أوتار الشتاء في قلوبنا أو أوتار الليل ودياجير الذكرى السحيقة الصارخة فيها روحنا ورحيل الأحباب ... برغم إن عبد الله لم نلتقي به سوى للحظات .....

    وتبقى لنا خيط قصير لنرى نهاية صديق اللحظات المعدودة ... وأين رمى به القدر

                  

10-05-2008, 09:23 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    13.
    آب عبد الله إلى الخرطوم، وشئ من التغيير انتاب ملامح وجهه ... وما فتئ عبد الله منكس الرأس من فعلة والده المخذية ... وهو يلتقي بصديقه في الخرطوم وحاله يغني عن سؤاله ... ليعبر عن حاله وحالة من الصمت تطبق عليه ... في خزي واستحياء وهو يستعرض بذاكرته ما حدث له دون أن يذكر لصديقه ما حدث له ... فلقد ماتت الفرحة وذبلت، ولا يدري ما يصنع ... ,أنفاسه بدأت تخفض وهو يزفر هواءً ... زفرة من اليأس طووووووووويلة ..... ثم لينطلق جزلاً وهو ينساب على حافة الطريق مع صديقه ... لينتقلا من حافة لأخرى ... ليفضي الطريق إلى مكان فسيح يدعى "حدائق أبريل" .... لتتجلى حولهم صبايا كاللؤلؤ المكنون، يلعبن في زهو ورشاقة وبجوارهم والدهم بجلبابه الناصع البياض والمحلى بعمامة وشال وساعة يد براقة ... وامرأة زولة "حيزبون" تضحك وتلوح بيديها لبناتها والمشهد واضح أمام ناظري عبد الله ... والمعنى (= أسرة) وهي ما يفتقده عبد الله ليعاوده الإحساس بما كان ينتابه من قلق، ثم ليرمق خضرة المكان وامتدادات خضرة الأرض على مد البصر، ولقد راعه وبهره لأول مرة جمال لمعان مياه النيل في ذلك الليل ... والمياه تتراقص في شكل أمواج تعلو ثم تهبط .... إنه ماء عذب ... زعريط ... ما أحيلاه ... وبصره يجول ما بين الفتيات وصياح الأطفال وخضرة الأرض ولمعان النيل في الظلام بما ينعكس عليه من أضواء ... لينظر إلى ساعته فألفاها تشير لما دون العاشرة، عندئذ أحس بوخز مؤلم وهو يهم بإخبار صديقه وعيناه على الأطفال اللذين يشبهون أخوته من أبوه ويتذكر ..... ليسترجع صيحاتهم ونحيبهم نتاج تعبيرهم الفطري الصادق عند التقاءه بوالده .... ثم تحادثه نفسه وهو يهم بفراق ... وطن بقدر هذا الجمال وخصوبة الأرض والضرع والزرع والماء العذب .... ولقد أدرك جمال بلاده حينما تذوق مياه نيله في اللحظات الأولى من دخوله لعاصمة بلاده ... وطن بكل هذا الجمال يتملكه عدم الإحساس إليه. ..... لا يمكن؟

    جلس الصديقان والصمت قد ... ران، وعبد الله يحكي له كما كان يحكي لنا اللحظات الأخيرة من مقابلته لوالده... ليفاجأ عبد الله بصديقه ... يصرخ في توتر ويبكي بتشنج ... و هيجان واضطراب ... وهو في قمة انفعاله ليجد الكثير من الحضور من العمال والحراس وزوار الحديقة يلتفون حوله ... والكل يطمئن فيه بعبارة "إنا لله وإنا إليه راجعون – الموت واحد – يا رجل اصبر" ... ولقد همَّ البعض برفع الفاتحة .....إلا أنه وضح لهم أن لا موت .... حيال صياحه الأليم هذا ... ليدب الذعر في نفس عبد الله وترتعد فرائصه ... وهو يهم بمغادرة وطن وإنسان بكل هذا الجمال ... ولم يجد عبد الله بد من وضع يده على كتف صديقه الوفي لينطلق ويقرر السفر إلى القاهرة ... وفي لمساته الأخيرة من أمر عمل فيزا دخوله لاسبانيا يفاجأ بالرفض ... وخاصة أن إقامته بأسبانيا منتهية ..ثم إن عليه أن يكون قد أقام بمصر لمدة ستة أشهر ليكون من حقه الحصول على فيزا دخول جديدة .... ليلعن حظه العاثر وحيث أن انتهاء هذه الفترة يجعل من جوازه غير صالح للتجديد لسنتين أخريين تؤهله بإيفاء كامل الشروط ... وليس أمامه غير الانصياع للوائح هؤلاء الأوربيون .... فهؤلاء الأوربيون دقيقون في كل شئ وقوانينهم ستقابله في كل مكان ... ولا مهرب أمامه ولا فكاك إلا العودة مجددا للخرطوم .... لمعالجة وضع جوازه واستخراج جواز جديد .... " حامداً الله الذي لا يحمد على مكروه سواه" ... ليلوذ بالصمت وهو خجل أمام صديقه الذي ساعده كثيرا ... ويطرق مليا ووسوسة الأنفاس ... ليتعانقا عناق المودع وداعاً لا رجعة فيه ... وبذل عبد الله مجهودا لكي لا تبدو على محياه أي حالة من الضعف النفسي ولكن هيهات فقد خطَّ الحزن أنامله على محياه المكفهر ... ليهم بصعود الشاحنة " الكي .. زد ... أو الكي واي ... لا أذكر" المغادرة من أم درمان غرباً صوب الكفرة بالجماهيرية الليبية ... فالمال ولا الوقت يكفيان للسفر للمصر والانتظار .... وصديقه يمعن النظر في وجهه الشاحب والمنتقع وهو يوشك أن يسقط مغشياً عليه، ليتأوه تأوه الأسيف، على حال عبد الله وينبجس العرق ويخفق القلب سريعاً وأنفاس تتسامى في ذعر ، وهو يلوح بيديه مبتعداً .... مع السلامة يا عبد الله
    عبد الله الذي يستعد لذهاب لا إياب فيه ... وزاده ذكرى عطرة من ذلك الصديق الشمالي الوفي ... الذي لا يري سواه ..... وهو يهم بمغادرة أم درمان في ذلك المساء الذي ينداح عن ليل حزين عيونه تبرق ويصدر فمه أنين ثم يدمع كما لم يبك لسنين ولوعة الشوق لفراق وطن به أمه وأباه .... وأخوته الصغار .... وأنا أسمع لسرده العميق كنت أرى دمعة يخبؤها عبد الله موجوعا لظل إياب او أمل عودة .... عبد الله الذي لم نرى ضحكته أبداً متيقنون أن ضحكته ستلمس أوتار الشتاء في قلوبنا أو أوتار الليل ودياجير الذكرى السحيقة الصارخة فيها روحنا ورحيل الأحباب ... برغم إن عبد الله لم نلتقي به سوى للحظات .....

    وتبقى لنا خيط قصير لنرى نهاية صديق اللحظات المعدودة ... وأين رمى به القدر

                  

10-05-2008, 06:12 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    Quote: يجب علينا فعلا ان نعترف جميعا كما يحدث في برنامج دكتور فيل تماما ..لنتخلص من عيوبنا
    واصل لحدت ما تكتمل القصة ونعمل ليها ورشة متكاملة


    هذا ما نرجوه أخي الفاضل/ عادل محمود
    وفي الانتظار ..
                  

10-06-2008, 03:18 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    14.

    هكذا وصل عبد الله - ليبيا عبر رحلته الشاقة التي حكى لنا عنها رفاقه .... ونحن نجلس في في رحبة أحد الشقق المخصصة لسكن الطلاب - لكلية الطب - بجامعة العرب الطبية - بمدينة بنغازي وداخل إحدى الغرف لأحد الطلاب السودانيين فوق  سريرين رصا بصورة متعامدة مع بعضهما البعض ثم فوق  مجموعة من الكراسي في صفين متعامدين مع بعضهما  .. ليكتمل بناء مربع للجلوس عليه، وجلس عليها عدد من الناس ، بعضهم طلاب مقيمون في السكن ، وبعضهم زوار شباب وصلوا لتوهم من السودان، عبر طريق الكفرة وهم يتحدثون ويحكون عن واقع مؤلم ومذري وارتفاع حاد في الأسعار، يتسابقون في الحديث عن تلك الآلام التي أطلت على شعبنا بعد مرور عامين من انقلاب الإنقاذ على شعبنا المسكين وكيف أن البيوت أقفرت،  وأفلس الناس. ليستمع عبد الله دون التدخل أو تعديل رواية رفاقه ... وآلام الطريق ... ثم سؤالي لعبد الله ... الانسان ... الروح ... الحب الفياض ... والذي خرجت كلماته كشعاع من نور لتكشف وتعري عن كل مافي ثنايا هذا الانسان السوداني من نقاط خير إيجابية يغلفها سوء عميق عليه أن يتخلص منه ... ليفسر ويشرح بطريقة غير مباشرة ما تخبئه مكنونات هذا الانسان السوداني ... ثم ليتعاطف ليقدم خيرا موازياً تكتنزه نفسه ... وهو برفقة الاصحاب من مختلف بقاع القطر السوداني ... وحينما أنتهي من سرده المؤلم ... الذي كنا نستمع إليه مما يفوق الساعة من الوقت .. لينهض منتصباً وبطريقة غير مباشرة يخرج جوازيه ... متوجهاً نحوي لأقف من مكاني مستقبلاً مقدمه ثم ليريني جوازه القديم وكل التأشيرات المجراة عليها وصورته وهو صغير ... ثم يؤوب لمكانه الذي كان يجلس عليه ... ليوجه كلامه نحوي بإنفعال .. عثمان  ... أنت بالذات لو رمى بك القدر في أسبانيا .. تعال هنالك .. ثم أبحث عن نادي برشلونة .. حيث أتدرب كثيرا في ملعب الكرة الطائرة ... تعال هنالك يا عثمان فالبلد جميل ...

     

     وهكذا ينثر عبد الله دفء مشاعره الكريمة والدفينة ليحدد الملامح العامة لشخصيته التي تحمل الوفاء و حتى تاريخ عمره ذلك يخرج بفاتورة يلخصها في حبه للخير ووفاءه للناس.... ليوجه قوله لي بألم عميق ... عثمان ... البلد الذي نفرتني فيه أمي .. وتنكر لي فيه والدي رغم آلام البحث عنه أنه ليس بوطني يا عثمان ... وأنا على يقين بأنني سوف أصل ... والطريق إلى مراكش .. فلا سفارة لأسبانيا هنا ... ولا بد من الطريق إلى مراكش ... حيث يعانق مضيق جبل طارق المغرب وأسبانيا ... فوطني هو أسبانيا ... سوف ٍاصل هنالك وسأتزوج من ارض الحضارة والناس الطيبون .... والتي فتحت لي أبواب ونوافذ الخير ... والتي وهبتني العلم ... نعم العلم وخيري كله فيها ... وهي البلد التي أرتقت بي وشكلت حياتي ... وعمقت الوعي لدي بأن الانسان كائن واحد .. وأن الفروق العرقية والطبقية والطائفية ليست إلا عوائق وستراً تحجب هذه الحقيقة البسيطة ...

     

    وجدت نفسي حين تملكني الحزن والجمني عن الكلام ... أوجه سؤالي له .... "والاسلام يا عبد الله ..؟ " ... ليجيبني بأنه لن يتركه ... ولا أدري لماذا سألته هذا السؤال؟ .... هل لعاطفتنا تجاه ديننا ... أم لم يكن هنالك شئ أقوله ...

    نعم يا عبد الله ذلك جله يصب في إهتماماتنا ... وهذه رسالة نوجهها لإنساننا السوداني ... بأن يؤمن بفضيلة الحوار ويقدس حق الآخر في التعبير وليعترف بأن الآخر خلق كما خلقه الله ... وأن يحترمه ويحترم إنتمائه لنعش في رخاء ومحبة ...

     

    ما أجمل رضى عن النفس وما أجمل التواضع ... فعبد الله راضٍ عن نفسه ... وأنا أنصفه .. فلقد بحث عن أهله ... وسلك طريق بَرَّهما ... وهائنذا أقف علي مسافة من روحه ... وسرده الذي خزنته ذاكرتي لسنوات طوال ... أعيب على  نفسي التقصير حيال صمتي هذا ... سامحني الله ... فلقد كان أمر عبد الله بالغ الصعوبة على نفسي ... ويومها أرقني السهاد ونمت بعد معاناة ... لأفكر في صباح اليوم التالي عن وجود حل لعبد الله ... الواجب يحتم علي ذلك ...

     

    يتبع ...

                  

10-07-2008, 07:12 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    ما أجمل رضى عن النفس وما أجمل التواضع ... فعبد الله راضٍ عن نفسه ... وأنا أنصفه .. فلقد بحث عن أهله ... وسلك طريق بَرَّهما ... وهائنذا أقف علي مسافة من روحه ... وسرده الذي خزنته ذاكرتي لسنوات طوال ... أعيب على نفسي التقصير حيال صمتي هذا ... سامحني الله ... فلقد كان أمر عبد الله بالغ الصعوبة على نفسي ... ويومها أرقني السهاد ونمت بعد معاناة ... لأفكر في صباح اليوم التالي عن وجود حل لعبد الله ... الواجب يحتم علي ذلك ...
                  

10-08-2008, 07:28 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    up
                  

10-08-2008, 07:39 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    .
    .

    أخونا الكريم عثمان محمدين

    أنا بدون ما أعرف الموضوع شنو طوالي بقول إنو الأب الشمالي غلطان ، وذلك تفادياً لأي تهمة عنصرية أو جهوية توجه إلى شخصي الضعيف ، والخواف ربى عيالو .



    من يجروء على الكلام ؟

    تحياتي وتقديري
                  

10-09-2008, 08:10 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: ALazhary2)

    Quote: أنا بدون ما أعرف الموضوع شنو طوالي بقول إنو الأب الشمالي غلطان ، وذلك تفادياً لأي تهمة عنصرية أو جهوية توجه إلى شخصي الضعيف ، والخواف ربى عيالو .



    أخي الفاضل/ الأزهري
    لكم التحية ...
    شكرا لمداخلتك كلنا ونقمة العنصرية الطافحة في هذا المنبر من قبل قلة تتسلق بسلم الانسانية متناسية أنها تفتت وحدة بلدنا السودان - نجد أنه معك الحق فيما ذكرت راجيا قراءة الموضوع وخلاصته في أن الشر يتجسد في جهل الانسان ولا إرتباط له بعرقية محددة أو دين أو قبيلة أو منطقة محددة دون الأخرى ... فقط عدم وعي الانسان - لذا المقارنة هنا بين مسيحي وإسلامي .. عروبية وافريقية ... شمال وجنوب ... ورصد السوء ... نتاج سوء فهم اي طرف كإنسان فقط ومكوناته الثقافية المبنية على إرث خاطئ ومفاهيم متبلدة وليس لأنه ... شمالي أو جنوبي ... مسلم أو مسيحي ...
                  

10-09-2008, 10:25 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    15.

    يمزقني الألم وأكتب عن عبد الله الآن بضمير الغائب ... حيث أن بعض الظروف حالت حينها دون أن التقي بعبد الله لأخذ صورته وكتابة ما حدث له في إحدى الصحف حينها ليؤوب والده عن رشده ... مترجياً إياه ... وفي ذات الوقت لأحمل رسالة لأمه الجنوبية بعد أن آخذ العنوان من قبله ... بأن تتقبله كإبن بكامل حرياته ومطلق إنتمائه .... وأنا في طريقي لسوق العرب ... مكان تجمع السودانيون ومجموعة من دول أفريقية أكثرهم من الغانيون ...  وقلة من العرب ... فالسوق سوداني صرف .. يمتلك فيه أهل البلاد متاجر يعمل بها السودانيون ولا يحضرون إلا في المساء لاستلام أموالهم أو حين الرغبة في الشراء ... وفي طريقي لذلك السوق قابلت مجموعة من أبناء جنوبنا الحبيب "من قبائل الدينكا" وعبد الله بقدرته الفذة على السخرية من كل شئ ... وتجربة حياته الفائقة أراه وأستمع إليه وهو يتحدث ويرطن "لغة أهله الدينكا" بطلاقة عجيبة ... لأنظر إليه بزهو وتعجب ... عبد الله الذي تعذب كثيراً .. يؤكد لي مجدداً أن روايته لا يجاريها كذب .... جوازاته ... ثم إجادته للغة الدينكا ... ليزيل شيئ قليل من الألم الذي تملكني حينها .. وهو بالذات في تلك اللحظة كقارب نجاة يخفف الألم عن رفاقه من أبناء بعض القبائل السودانية والذين لا يجيدون العربية مثل غيرهم وبالتالي يكونون مصدر لسخرية من سذج تلك الدول العربية .... في تلك الديار التي لا يعرف فيها مواطنها ... ما هو السودان؟ ... بل الكثير من الدول العربية ... لايعرفون ... ما هو السودان ...؟؟؟؟؟ ويحتقر السذج منهم .... أهله إذا ما وجدوا لذلك سبيلا .... توقف عبد الله عن حديثه مع أصحابه وتقدم نحوي بأدب رفيع ليؤكد لي إنحيازه .... لي كإنسان من بلده في ديار غربة ...ويؤكد لي إنحيازه لقيم الحرية فيما أختار من إنتماء ... وإنحيازه للخيروالعدل ... ومسيرة حياته تحولت في ناظري لحياة باقية دوما ... فلقد ترك فينا قطعة من روحه والعطاء والجد والاجتهاد فهو ليس بميت طالما كنت أنا حي ... يتوقف عبد الله ليسلم علي ويحييني ... ثم علمت أنه قد شرع في فتح مقهى بسيط في سوق العرب آنف الذكر.... ليواصل حياته دون كلل أو ملل ... ثم لأعود معه وأعرف مكان مقهاه الصغير لنرشف القهوة سوية وهو يتناول حديثه معي بالبساطة وبالعمق معاً وبسلاسة وجماليات بساطته أستأذنه الانصراف وأفاتحه برغبتي في العودة وتناول موضوع يخصه هو فلقد كنت في عجلة من أمري واللحاق بالمحاضرات وذلك النظام القاسي "سمستر" - نظام الفصول الدراسية وامتحاناته الكثيرة وتخصصي التطبيقي وعمليه الكثير ...

    تمضي أيام دونها الاسبوعين ... وأنا أتلحف بمشاعر البهجة والسرور في ذلك الشتاء القارس ... لمناخ البحر المتوسط وكل أملي أن اساعد عبد الله ... لعودته لأهله ... وفي التضحية من أجله تكمن سعادتي .... وفيها أبصر أكثر أشكال الحياة بهجة وإمتاعاً وأنا أرد تلك الروح لذاتها .. ولكنني لم أكن أعلم أن أقدار الحياة عادة تلبس اقنعة التغيير في كل وجه من وجوه الحياة ... لا يمكنك أن تراه أو تتنبأ به ... لتفشل كل خططك ... ليتفجر حولك صدى صوت حزين ... كموسيقى حزينة ... ينحني وينكسر القلب كزهرة الشمس .. حين ولوج الليل وإختفاء الضوء ... لتركن للهدوء والاستسلام .. لتحتفظ بقصة وصورة عبد الله الحقيقية في ذاكرتك التوثيقية فقط ... لأخلدها أنا هنا ... عسى أن يقرأها هذا "المحمد عمر" أو أم عبد الله ... ليعودا لرشدهما .. فالآوان لم يفت بعد ... ليعيش عبد الله وأسرتهما عالمهما الطبيعي ليرى أبناءهما أجدادهم من السودان ... مخيلتي وأنا أتوجه للسوق حيث المقهى .. بخيال فرح تعزف الفراشات فيه على أزهار أملي الملونة ... وسلام الزهور مع ربيع تلك البلاد الحلو وزغزغة العصافير ... الممتزجة بأهازيج الطبل في جنوبنا الحبيب ... وأمواج النيل ونهر عطبرة الموسمي المتماوجة ... ومع كل ذلك الحلم أفاجأ بأن ....

    يتبع

     

                  

10-11-2008, 09:58 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    ***
                  

10-12-2008, 03:40 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    16.

    أفاجا أن السوق قد تحول لخراب ... وأن البلدوزر ....قد فعل فعلته والدخان والاتربة والغبار تعلو ثم تهبط لتغير اتجاهها الريح ... وما بين القبح الذي بدا عليه السوق أنظر وأجول ببصري يا ترى أين دكان عبد الله أين هو؟ .... لأعيد التأمل بدون وعي ... وكم كنت أخفي من الحزن حروف ! ثم بدأ يسكنني الوجع ليتألم فؤادي بشدة وأكاد أصيح ليخنقني الدخان المتصاعد ثم لأعود ... ورغم قسوة المشهد فلقد فاضت روحي بالجمال وأجد نفسي أرسم إبتسامة ساخرة .... من هذا القدر وهي حزينة في ذات الوقت.

    فلقد حاولت ولكنه القدر قد خط إرادته ... ولربما ذلك لخير ثم ليختفي عبد الله عن حياتي .... وخيالي دوما والطريق للرباط أو مراكش وقوارب الموت عبر مضيق جبل طارق .... ومنذ ذلك الوقت وأنا أتابع أخبار قوارب الموت وتلك الجثث المتزنخة نتيجة الغرق على المتوسط وأرقب من نجح منهم بالوصول لعلي أرى "عبد الله" ... وحتي سماعي لآخر خبر كارثي يتعلق بحرق البعض لأيديهم في إيطاليا لإخفاء البصمة التي صار يعتمد عليها في تحديد الشخص وتاريخ دخوله للبلاد وإبعاده إن عاود الكرة مجددا .... ولم أزل أبحث عن عبد الله فهل يا ترى وصلت؟ .. ثم تزوجت .. فأنجبت.. أم تلاطمت بك الامواج .. وهل تخطيت تلك الأسورة الأسمنتية العالية التي تحاط بها جزر المتوسط ... والمنتهية بأسلاك شائكة ؟ ... إياك ان تيأس وإياك ان تعجز فلقد وهبتنا معان ... علمتنا .. أن علينا إعمال كل أدواتنا الثقافية لنحارب الجهل في بلادنا  وفتنته العنصرية التي ستجتث وطننا من جذوره وتهدد عيش الإنسان الآمن ... تلك الفتنة التي ليس لها علاقة بدين أو عرق وكل الأديان منها براء ... إنها فتنة الجهل والعنصرية التي علينا معالجة جزورها ومقدماتها التي ساقها بعض من أفراد مشوهون منهم من تسلق كراسي الحكم لينشر ذلك العفن الذي هو بلا ريب أشد من القتل ..... والتي فتحت أبواب الشر واهدرت الطاقات والأرواح وحضارتنا جميعا وأطاحت بدورنا النبيل لننحط حضارياً .... ثم لنتعنصر فالعنصرية ثقافةالفتنة التي تطيح بدور الانسان النبيل لإعمار الأرض ... علمتنا أن نفتح صراع الحضارات في بلدنا وذلك التنوع لبلد بها أكثر من من خمس ديانات وأكثر من مئة وستون لهجة ....  وقبائله تفوق السبعمائة بكثير ... هذا الوضع يحتم علينا مسؤولية اجتماعية وإختيار نوع من حرية التعبير والحكم تحترم الكل .... وتوزع ثرواته بالتساوي ... فالله العلي القدير سائلنا وسائل كل فرد من بني وطنه عن غاياته إن كانت تجنح للإساءة للآخر ...أو التقليل من شأنه عنصريا تلك الغايات التي لا علاقة لها بدين أو ثقافة أو حضارة بل لتبرير ... إهانة الآخر والانتقاص من قدره ...وصنع المزيد من الفتنة وسط صراع المصالح وبسط السيادة والتفوق العرقي والذي لا علاقة له بدين أو قبيلة إنما فكرة عفنة تربى عليها بعض الناس المشوهون ...

    ومن هن نطلق صيحة رسالتنا بأنه علينا أن نعي هذا التشوه الموجود فينا - شمال وجنوب شرق ثم غرب وإحتوائه قبل فوات الأوان

    والسلام عليكم ورحمة الله - وأعوذ بالله من ذلك الشر المكنون في نفوس الكثير منا ... وأيهم أكثر سوءاً هذه الأم أم ذلك الأب؟
    تمَّ بحمد الله ..... هل من متداخل من أجل النقاش البناء

                  

10-15-2008, 11:27 AM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *&^%$%
                  

12-29-2008, 05:24 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)

    *****
                  

02-19-2009, 03:14 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيهم أكثر سوءاً هذه الأم الجنوبية المسيحية أم هذا الأب الشمالي العربي المسلم!!!وكلاهما سودا (Re: othman mohmmadien)




    ****

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de