|
تمهيد أول للقراءة - مفهوم الذراري... ومسلسل الأكوان (Re: emadblake)
|
تمهيد أول
مفهوم الذراري... ومسلسلات الأكوان... والثقب الأبيض
لقد أشار العلماء العرفانيون والإنسانيون إلى أن التعمق في دراسة الكون الأصغر تؤدي إلى ولوج نطاق الكون الأكبر ومعرفة أسراره، وأن التعمق في دراسة اللانهاية الصغرى تؤدي إلى دراسة اللانهاية الكبرى، وأن دراسة الجزء تعني دراسة الكل، وأن دراسة المادة تعني دراسة الحياة والروح. وعلى نحو مماثل، أشار العلماء الحكماء إلى أن دراسة الكون الأكبر واللانهاية الكبرى تؤدي إلى دراسة الكون الأصغر واللانهاية الصغرى.
ندرة اليازجي – في مقال بعنوان:" مفهوم الكونيَّة وكوننة الإنسان"
***
تذهب بعض نظريات الفيزياء الحديثة إلى أن كل ذرة في الكون، هي كون في حد ذاتها مفتوح نحو مطلقه الذي هو كون آخر.. وهكذا تتوالى المسلسلة... everything is cyclic (infinite in time, no beginning, no end) and the same in the infinite small (atoms are like universes) and in the infinite large (galaxies are like atoms).).
من ناحية مبدئية فإن عالم الله هو عالم المطلق.. عالم اللامكان واللازمن... عالم فيه المستقبل والحاضر والماضي قائمة في ذات اللحظة.. حيث "من المستحيل" لنا ان نعرف ماهية "اللحظة".. وبالربط مع التفسير الفيزيائي أعلاه، فالله خارج كل الأكوان التي تشغلها مسلسلات الذراري... التفت الشاعر السوداني التيجاني يوسف بشير بحدس بسيط في قصيدته "الصوفي المعذب" إلى ما قال به علماء الفيزياء فيما بعد، في الربع الأخير من القرن العشرين،، ساعة كتب:
هذه الذرة كم تحمل في العالم سرا قف لديها وامتزج في ذاتها غورا وانطلق في جوها المملؤ ايمانا وبرا وتنقل بين كبري في الذراري وصغري تر كل الكون لا يفتر تسبيحا وذكري
وكأن التيجاني بنفث صوفي، معرفة غير التي تصنعها "عوالم الطريق" ونعني الطريق الذي درج عليه "أهل الظاهر"، بما فيهم العلماء... أي أهل الفيزياء.. كأنه استطاع أن يدرك نظرية "الذراري = الأكوان المسلسلة إلى ما لانهاية".
ثم يمضي التيجاني للقول:
الوجود الحق ما أوسع في النفس مداه والسكون المحض ما أوثق بالروح عراه كل ما في الكون يمشي في حناياه الاله هذه النملة في رقتها رجع صداه هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراه وهي ان اسلمت الروح تلقتها يداه لم تمت فيها حياة الله ان كنت تراه
لو أخذنا هذه الأبيات بقراءة تأويلية مفتوحة، سنجد أنها تعكس تنتقل بنا من عالم "الذراري" إلى عالم" الثقوب السوداء"... حيث يبدأ تداخل المطلق بالمحدود.. أو بالمعنى الأدق ينطوي الأكبر في الأصغر... سأحلل أبيات التيجاني هنا ليس من قبيل الإطالة بل بوصفها مدخل لفهم أشياء لاحقة في هذه القراءة... فالتيجاني في هذه القصيدة بالتحديد، كان "يستلهم سر الوجود" من معرفة "باطنة" ومن "فيزياء غير معرّفة" في الكتب الظاهرة... إلى أن وصل به الأمر قوله:
أنا وحدي كنت استجلي من العالم همسه أسمع الخطرة في الذر واستبطن حسه واضطراب النور في خفقته أسمع جرسه وأري عيد فتي الورد واستقبل عرسه وانفعال الكرم في فقعته اشهد غرسه رب سبحانك ان الكون لا يقدر نفسه صغت من نارك جنيه ومن نورك انسه
تلك"الحالة" التي تحرر الإنسان من "أسر ما هو خارج الثقب"... هي حالة "الفناء في المشاهدة" التي يشير إليها ابن عربي.. وهو فناء متأت بالمعنى الأكثر حداثة في قراءات علمية صرفة.. حيث كل ذرة من خلايا "الكائن" هي "ثقب أسود" في حد ذاتها تنسد في مشاهدات لملايين القرون، وأكثر بما لا يحد... فالخلية التي تكون جزء من جسدك/جسدي ليست هي ميلاد اليوم، بل هي ميلاد "الأزل".. ميلاد ذلك الكون اللامرئي... حيث "اللاكون"... وهي بالتالي... صنعت منذ بلايين السنين.. وهكذا وبمعنى "نظري" يستطيع الإنسان بالسفر في الذات "الكون الأصغر" أن يسافر إلى ما وراء الزمن... إلى ما وراء الأمس... إلى لحظة الشهادة الأولى التي ورد ذكرها في القران الكريم: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " (الآية 172 – سورة الأعراف). ومن غرائب القول، في تفسير هذه الآية.. ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس في قوله [وإذ أخذ ربك] الآية. قال: إن الله خلق آدم ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر، فقال لهم: من ربكم؟ فقالوا: الله ربنا. ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال: مسح الله على صلب آدم فأخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى يوم القيامة، وأخذ ميثاقهم أنه ربهم وأعطوه ذلك، فلا يسأل أحد كافر ولا غيره من ربك؟ إلا قال: الله لكن بقراءة تأميلية بسيطة وبالربط مع التقديم أعلاه عن "الثقب الأسود" و"نظرية الذراري" سنجد أن كلام ابن عباس فيه قول "عجيب" بمقياس ما هو خارج من إطار الظاهر.. وفيه "علم رفيع" بما هو خارج من إطار الباطن/العرفان... وهنا كأنما ابن عباس خرج عن القاعدة ليفسر لنا جزءا من عالم خفي.. من ذلك العلم الذي أشار إليه بقوله "لو ذكرت تفسيره لرجمتموني!!".. هنا كان الذكر.. لكنه الذكر الذي يتم تعريفه للعامة على أنه عادي.. وللملاحدة على أنه "أسطوري" ولأهل الخواص على أنه "علم خاص"... بالرجوع إلى هذا التفسير المحمول بالمعاني والتقاطعات المعرفية التي لها قراءتها الفيزيائية.. يمكن أن نفهم كيف كانت "الشهادة الأولى"... وكيف أنطوى "الكل" في "الجزء".. أي كيف استطاع آدم أن يجسد "البشرية كلها إلى يوم الدين"... لنقرأ مجددا ما قاله ابن عباس: " ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر، فقال لهم: من ربكم؟ فقالوا: الله ربنا. ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه". فقد تمت "الشهادة" وانقضى الأمر... لكن ما الذي شهد، هل هو الإنسان بكامل متشكله في راهن لحظة ما.. بمعنى أنت أنا أو أي شخص آخر.. لا فالذي شهد هو "الذر" أي "الجينوم" الخفي... الذرة التي هي جوهر الإنسان والمتنقلة من صلب إلى صلب.. من آدم "الأول" إلى "الأب" الذي جاء منه التيجاني يوسف بشير – على سبيل المثال -... فالخروج الذي تم هو حالة انعكاسية للثقب الأسود.. وهي معرفة علميا بـ "الثقب الأبيض".... أي عودة الجزء إلى الكل....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ابن عربي ... و"استيلاد الإله في الإنسان"!! - مقاربة فلسفية مع مفكري الحداثة - | emadblake | 02-16-09, 02:10 AM |
Re: ابن عربي ... و"استيلاد الإله في الإنسان"!! - مقاربة فلسفية مع مفكري الحداثة - | emadblake | 02-16-09, 02:24 AM |
تمهيد أول للقراءة - مفهوم الذراري... ومسلسل الأكوان | emadblake | 02-16-09, 12:11 PM |
دريدا و ابن عربي | Masoud | 02-16-09, 04:07 AM |
دريدا متورطاً! | Masoud | 02-16-09, 04:29 AM |
وصلة للقراءة | Masoud | 02-16-09, 04:34 AM |
شكراً | Masoud | 02-16-09, 04:45 AM |
Re: شكراً | هاشم الحسن | 02-16-09, 05:42 AM |
Re: شكراً | Adam Mousa | 02-16-09, 09:45 AM |
Re: شكراً | كمال علي الزين | 02-16-09, 12:27 PM |
Re: شكراً | سمير شيخ ادريس | 02-16-09, 11:18 PM |
IbnArabi | Masoud | 02-17-09, 08:07 AM |
IbnArabi | Masoud | 02-17-09, 08:15 AM |
Re: IbnArabi | سمير شيخ ادريس | 02-17-09, 11:01 PM |
Re: IbnArabi | emadblake | 02-17-09, 11:21 PM |
الثقب الابيض - البذرة الكونية | emadblake | 02-18-09, 00:05 AM |
الثقب الابيض - البذرة الكونية = تابع ... | emadblake | 02-18-09, 00:35 AM |
Know | Masoud | 02-18-09, 01:11 AM |
Re: Know | emadblake | 02-18-09, 01:27 AM |
Re: Know | emadblake | 02-18-09, 01:37 AM |
ٌRest | emadblake | 02-18-09, 01:52 AM |
know | Masoud | 02-18-09, 02:58 AM |
Re: know | emadblake | 02-20-09, 02:32 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-20-09, 10:38 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-20-09, 10:51 AM |
Re: know | عادل فضل المولى | 02-20-09, 01:41 PM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-20-09, 08:19 PM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-20-09, 08:25 PM |
Re: know | Ahmed Alim | 02-21-09, 04:27 AM |
Re: know | emadblake | 02-21-09, 05:13 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 05:20 AM |
Re: know | Adam Mousa | 02-21-09, 07:27 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 11:27 AM |
Re: know | Adam Mousa | 02-21-09, 12:00 PM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 12:31 PM |
Re: know | كمال علي الزين | 02-21-09, 07:34 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 08:08 AM |
Re: know | كمال علي الزين | 02-21-09, 08:19 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 11:18 AM |
Re: know | كمال علي الزين | 02-21-09, 11:59 AM |
Re: know | عادل فضل المولى | 02-21-09, 12:32 PM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-21-09, 01:01 PM |
يا كيموو | عادل فضل المولى | 02-21-09, 01:15 PM |
Re: يا كيموو | كمال علي الزين | 02-21-09, 08:55 PM |
Re: know | haroon diyab | 02-21-09, 08:39 PM |
Re: know | كمال علي الزين | 02-21-09, 08:49 PM |
Re: know | Muhib | 02-21-09, 09:54 PM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-22-09, 04:21 AM |
Re: know | عماد موسى محمد | 02-22-09, 04:35 AM |
Re: know | emadblake | 03-01-09, 00:50 AM |
|
|
|