|
أبو خليل.. في الديوان (لافي شالو)!..
|
أبو خليل.. في الديوان (لافي شالو)!.. خط الاستواء عبد الله الشيخ تشاهد غداً، إذا لم يحدث ما يعكر الوجدان! تشاهد أبا خليل داخل القصر الجمهوري، بعد إثبات حسن النوايا وتعميق الثقة، تشاهدونه في وظيفة أرفع من كل المستشارين والنواب لأن غزوته الأخيرة ومفاوضاته الصعبة مع (أهله وذويه) قد رفعت من أسهمه.. فالإنقاذ ملتزمة تماماً بأنها لن تفاوض، أو تستجيب إلا لمن يحمل في وجها السلاح.. .. وقد تشاهد غداً أيضاً، إذا استجابت الحكومة بالسرعة المطلوبة لدواعي حسن النوايا (قبل حدوث ما يعكر الوجدان).. قد تشاهد شيخهم، وقرة أعينهم عائداً من المنفى الاختياري و(الخلوة) الصمدية! متوافداً مع الوفود إلى القصر، عاملين معاً كيدٍ واحدة لتجسيد فكرة الوعاء.. الوعاء الجامع.. وما أحلى التصافي من بعد التجافي.. وذاك محفل لن يغيب عنه قادة المعارضة، الحريصون على (لم الشمل) في مواجهة هذا الذي يعكر الوجدان!!.. بالتالي لا مناص من توافد المزيد من الوفود "الحريصة" إلى القصر.. هناك يلتقي الاحبة .. أولي النباهة والفصاحة والوجاهة في مجلس واحد.. ويتحقق مقصود الإنقاذ بتقصير الظل الإداري من خلال مد الجسور مع الجميع بـ "حسن المقالدة"!.. وبمهر الاتفاقيات وعقد ورش العمل.. الخ, ليكون الجميع أمام "العين"!.. فقد قيل في كتب التاريخ إن الخليفة عبد الله التعايشي هو الآخر أراد أن يضع السودان كله أمام عينيه فى ام درمان ،فقد فعل ذلك أيضاً من أجل تقصير الظل.. إلى ذلك والشعب العبقري تراقبه عيون (جدي الريل) أبو كزيمة ويراقبها ، تلك العيون التي يقول شاعر آخر: (خلقوها لي وجعي وعذابي)!.. والشعب داخل حقيبة الفن ما زال يغني للحياة، و لـ(جدي الريل) أبو كزيمة! بعد تقاطر الوفود المسترشدة بأدب الشريعة والحقيقة إلى باحة القصر الجمهوري.. وبعد حط الرحال يستذكر الإخوان النصوص التي تدعو (ثلاثتهم) إلى تأمير أحدهم.. وتنشأ أفكار الإمارة، وتتلاوح أحلام الوزارة في العقول، وأكثر القلوب تهفو وتروق لها وظيفة المستشار.. لأن المستشار في أدبيات الإنقاذ مثل الحق، الذي يعلو ولا يعلى عليه!.. والشعب داخل حقيبة الفن يغني لـ(جدي الريل) أبو كزيمة.. ويتوسل بـ(تعال نتمشى في الغيمة)!.. ويلتئم الجمع الكريم في القصر.. ويزدان الجمع بحضور قادة المعارضة الذين أبدوا حرصاً (حريصاً) على الوفاق، وتضيق مكاتب القصر بما رحبت، وتخرج أفكار جديدة بضرورة التوسع، والتطاول في البنيان عن الحديقة الخلفية على يمين الكنيسة، وعلى يسار الجامع للمداومين على صلاة الصبح في جماعة.. والذين هم بين هذا وذاك فأمامهم حدائق القصر الواسعة.. وينتبه الجمع الكريم بعد التئام الشمل في باحة القصر أنهم بحاجة إلى مجلس رئاسي.. لولا اختلافهم على تفاصيل الوظائف ومسمياتها، وتكتب صحف الخرطوم في صباح اليوم التالي عن تضييق شقة الخلاف بين ممثلي الشعب، وعن تكوين قيادة وفاقية، يدخل بعدها الجميع في دراسة تفاصيل العملية الانتخابية.. ويطالب الأكثر حرصاً على شفافيتها برقابة دولية.. ثم يتدخل أهل الجودية رافعين شعار أن السودانيين الأصيلين لا يمكن أن يدخل بينهم كائن غريب.. ثم تكتب صحف الخرطوم في اليوم بعد التالي أن الجمع الكريم قد أعاد الشفيفين إلى جادة الصواب، لإقامة انتخابات من (واقعنا).. ويبدأ الفرز.. وتشاهد غداً ذات الوجوه، ونفس الشالات.. في نفس الأمكنة.. وبهذه الطريقة الدائرية ينتقل الشعب من التغني لـ(جدي الريل) أبو كزيمة !.. إلى الأعمال الكاملة لعائشة الفلاتية، التي غنت لسمسم القضارف.. وغنت أيضاً لهؤلاء المتلفعين بالشالات: ( شوف الجنى، وشوف فعالو.. في الديوان لافي شالو)!.. ملحوظة: ظل أبو خليل، حتى لحظة توقيع الاتفاق (لافي شالو)!..
|
|
|
|
|
|