كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) (Re: عاطف عبدون)
|
الحزبيّة ليست بالضّرورة هي الدّيموقراطيّة!
فيما يخصّ الممارسة الحزبيّة لما بعد الاستقلال تبيّن أن جميع الأحزاب التي تنافست على قيادة الشعب، اليمينيّة منها واليساريّة على حدٍّ سواء، لم تكن تتعامل مع الديموقراطيّة باعتبارها الوسيلة المثلى للحكم. فالأحزاب العقائديّة، اليمينيّة منها واليساريّة، لم تكن تؤمن بالديموقراطيّة مبدئياً، حيث كانت الديموقراطيّة غائبة في جميع مؤسساتها الداخليّة. ولكنها كانت تتعامل بالديموقراطيّة باعتبارها واقعاً يتيح قدراً من الحريات لا لزوم لها، لكن لا بأس من الاستفادة منها للاستقواء ريثما يتمّ الإجهاز على الديموقراطيّة التي لم تكن تعدو أكثر من فوضى سياسيّة بالنّسبة لهم. وقد تجسّد هذا في تدبير الجبهة الإسلاميّة لانقلاب الإنقاذ. أمّا حال الأحزاب الطائفيّة إزاء الديموقراطيّة فلم يكن أحسن من رصيفاتها العقائديّة. فهي أيضاً لم تكن تؤمن بالديموقراطيّة باعتبارها الخيار الأمثل للحكم، بدليل أن مؤسساتها الداخليّة القائمة على التّوريث ومفهوم العرق النّبيل والأرستقراطيّة الزّائفة خلت من الديموقراطيّة. ومع أن الأحزاب الطائفيّة بدت وكأنها أشدّ حماسةً وتمسّكاً بالديموقراطيّة، إلاّ أن هذا لم يكن أكثر من ذرائعيّة ميكيافيليّة، ذلك لتأكّدها من أن مجيئهم للحكم عبر الانتخابات أمر مضمون بالنّظر إلى الجماهيريّة الطائفيّة الجاهزة. إلاّ أن مجافاتهم المؤسسيّة والمبدئيّة عند المحك العملي للديموقراطيّة كانت أشدّ إيذاءً لها من رصيفاتها العقائديّة. إذ ما إن تصل هذه الأحزاب إلى دست الحكم عبر الانتخابات، حتّى وتشرع في التّعامل مع مختلف مؤسسات الدولة باعتبارها امتداداً لمؤسسات الطائفة التي ينتمي إليها الحزب الحاكم. ولذا كان مجمل هذه السلوكيات المعاديّة مبدئياً للديموقراطيّة، من الأحزاب العقائديّة والطائفيّة معاً، يؤدّي سريعاً إلى تسميم الديموقراطيّة الوليدة، فإن هي إلاّ أشهر قلائل وتتحوّل الممارسة السياسيّة (وليس الديموقراطيّة) إلى فوضى حقيقيّة. ولأن ثقافة الديموقراطيّة من حيث كونها تكنيكاً للحكم (وليس من حيث كونها جوهراً مؤسسياً لقيم الحريّة) لم تكن (وحتّى الآن) قد تمّ توطينها في بنيّة الثّقافة السودانيّة، فإن كل هذا كان يتمّ النّظر إليه باعتباره فشلاً ذريعاً للديموقراطيّة. ولكن فات على القوم الفاشلين التّفريق بين الأحزاب وبين الديموقراطيّة؛ فالأحزاب ما هي إلاّ بنيّة سياسيّة، بينما الديموقراطيّة كيفيّة سياسيّة. والبنيّة السياسيّة متغيّر (بمعنى يمكن لحزب بعينه أن يختفي في ظلّ الدّيموقراطيّة ليحلّ آخر في مكانه) بينما الكيفيّة ثابتة (لأن اختفاء أي حزب وظهور آخر يتمّ من خلالها). فات على القوم أن فساد المتغيّر لا يقدح أبداً في صلاحيّة الثابت. وليتهم اكتفوا بالجهل فقط بل نظّروا له، حيث تفتّقت عبقريتهم عن مفهوم "الحزبيّة" والذي يجمع ما بين البنيّة السياسيّة والكيفيّة السياسيّة في قالب واحد.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:47 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:50 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:53 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:55 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:57 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:59 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:02 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:04 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:06 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:09 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:12 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:13 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:15 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:18 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:21 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:23 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | Yaho_Zato | 02-11-09, 05:27 PM |
|
|
|