كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) (Re: عاطف عبدون)
|
الدّيموقراطيّة والعلمانيّة وإسلاميّة فصل الدين عن الدولة
يقوم فهمنا في هذا الشأن على استقراءٍ جديد للمصطلح وذلك تحريراً له من ربقة العوامل الخاصّة بأوروبا والتّي لعبت دورا كبيراً في تشكيله. هذا الاستقراء يقوم في أساسه على دمقرطة المفهوم؛ أي اشتراط الديموقراطيّة لتحقيق العلمانيّة. فقد جرى التّقليد أن يضع النّاس الدين ودعاة الحركات الدينيّة مقابل العلمانيّة ودعاتها، باعتبار أنهما يمثّلان طرفي نقيض، ولا شيء أوغل خطأً من هذا. فالعلمانيّة هي الدعوة إلى فصل مؤسسات الحكم عن أي مؤسسة اجتماعيّة، دينيّة كانت أو غير ذلك، بحيث لا يتمّ تشغيل دولاب مؤسسة الدولة من خلال تراتبيّة المؤسسة الاجتماعيّة المعنيّة كامتيازٍ لها. إذن فالمقابل للعلمانيّة من حيث التّضاد هو عدم العلمانيّة، وليس الحكم بأفكارٍ دينيّة. فمؤسسات الحكم هي، مثلاً، رئيس الدولة، رئيس الوزراء، الوزارات بوزرائها، ووكلاء الوزارات، ثمّ دواوين الدولة بأقسامها المختلفة وأجهزتها العدليّة من بوليس وقضاء ... إلخ، ثمّ البرلمان. لتداول السلطة لا بدّ من أن تشغل مجموعة من النّاس مؤسسة الدولة هذه. مجموعة النّاس هذه قد تكون حزباً سياسياً، أو خليطاً من أحزاب سياسيّة، أو مجموعة من التّكنوقراط. فإذا أصبح حزب بعينه يشغل مؤسسة الدولة لأنه فاز في الانتخابات، حتّى لو كان حزباً ذا أفكار دينيّة، فهذا لا يجعل من الدولة دينيّة، أي غير علمانيّة. لكن لو أن حزباً بعينه أصبح يشغل مؤسسة الدولة بناءً على التّراتبيّة التّنظيميّة الداخليّة بوصف أن ذلك امتياز لهذا الحزب، فإن الحكم يكون غير علماني حتّى لو لم يكن هذا الحزب دينياً، كالحزب الشيوعي مثلاً. والآن فلنتصوّر أن طريقة صوفيّة بعينها قد استولت على مؤسسة الدولة باعتبار أن ذلك امتياز يخصّها وحدها، ومن ثمّ شرعت في تشغيل مؤسسة الدولة عبر تراتباتها التّنظيميّة الداخليّة، بمعنى أن مرشد الطريقة بحكم رتبته أصبح يشغل منصب رئيس الجمهوريّة، كما أصبح كبير خلفائه يشغل منصب رئيس الوزراء بحكم ترتيبه في الطائفة. بعد ذلك جاء دور عموم الخلفاء الذين حَكَم ترتيبُهم في الطريقة أن يشغلوا مناصب الوزراء ... وهكذا دواليك، حتّى نأتي إلى رؤساء الأقسام الحكوميّة المختلفة من تكنوقراط وخلافه والتّي سيشغلها أناس من هذه الطريقة حسب موقعهم داخل هيكليّة الطريقة، أي تراتبات الطريقة. بهذا لا تكون الدولة علمانيّة، ولا عبرة بالتّوجّه الأيديولوجي للمجموعة التي تسيطر عليها، دينيّة كانت أم إلحاديّة. من البدهي أن يشهد وضعٌ كهذا غياباً تامّاً للديموقراطيّة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:47 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:50 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:53 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:55 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:57 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 01:59 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:02 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:04 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:06 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:09 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:12 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:13 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:15 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:18 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:21 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | عاطف عبدون | 02-11-09, 02:23 PM |
Re: حول العلمانيّة، الدّيمقراطية والإسلام ( د.محمّد جلال أحمد هاشم) | Yaho_Zato | 02-11-09, 05:27 PM |
|
|
|