|
|
 الفاتح جبر ..والله (يطرشنى) يا أستاذ ما سمعت بيهو !!
|
ساخر سبيل
قسط
كعادتى صباح كل يوم ما إن فرغت من شراب فنجان (قهوتى الصباحية) حتى إلتقطت مفاتيح العربة من التربيزة وهرولت بإتجاه الباب متجها إلى (العمل)، وكعادتها دائماً فقد لحقت بى زوجتى (مع إنو كنا سوا قبل دقيقة) وأعطتنى كشف الإحتياجات اليومى للأغراض التى تريدها من (السوق)، تناولت الورقه (بأدب ودون أى علامة إمتعاض) ودسستها فى جيبى دون أن أنظر لها . بعد أن وصلت إلى (المكتب) أخرجت (الورقة) من جيبى ووضعت ورقة (بيضاء) أمامى لأقوم بإعادة ترتيب (المتطلبات) حسب أماكن تواجدها فى السوق وقد بدأت أقوم بمسأله الإعادة هذه اخيراً بعد أن اكتشفت أن (حرمنا المصون) تتعمد بعثرة المتطلبات فى الورقة بقدر ما تستطيع، فإذا احتاجت مثلا لستة أصناف من (التوابل) فهى لا تقوم بوضعهم متجاورين بل تكتب ثلاثة منهم متجاورين لتعطينى الإنطباع بأن هذا كل ما تريده من محل (التشاشة) ثم تقوم بتوزيع الثلاثة الأخرى بين (أصناف اللحوم) و(الخضار) و(الصابون) فلا أكتشف هذه (الثلاثة الأخيرة) إلا عند (الجزار) وأكون عندها قد إبتعدت عن محل (التشاشة) وتركته بعيداً فى (نص السوق) حيث (الزحام الشديد).
انتهيت من مسألة ترتيب (المتطلبات) وبعد نهاية (العمل) إنطلقت إلى السوق وبدأت بمحل (التشاشة) وبدأت فى تملية البائع .. توم .. بصل .. فلفل أسود ..كمون … ثم وأنا أقوم بتملية (البائع) وبعد أن قمت بتمليته (الكمون) وقفت عند الكلمة التالية وهى (قسط) وهى كلمة لم أسمع بها من قبل لكنى لم أستبعد أن تكون نوعا من أنواع (التوابل) لا سيما وأن (ثقافة أهل زوجتى الغذائية) تختلف عن ثقافتى بحكم أنها من (طائفة الأقباط) فتوكلت على الله وقمت بسؤال البائع:
- عندك بالله (قسط) يا أخونا ؟
- لا والله ما عندنا يا أستاذ حاجة بالإسم ده
أخرجت هاتفى الجوال واتصلت بها حتى توضح لى أين أجد هذا (القسط)، لكن جاءتنى تلك الرسالة (لا يمكن الوصول إلى هذا المشترك حالياً) التى توضح بأن هاتفها مغلق وبينما كان البائع يقوم بتجهيز (التوابل) ووضعهم فى (كيس بلاستيكى كبير) كنت أنا أفكر فى كيفية الخروج من هذا المأزق فعودتى بدون (القسط) تعنى أن أعود من جديد لهذا السوق(المزدحم) وهذه الروائح (الغريبة) التى تنطلق من أرجائه هذا مع صعوبة بل استحالة وجود مكان (لركن العربية) بعد أن قامت المحلية (بتأجير) كل شبر فى السوق!.
عند وقوفى أمام محل (فوزى الجزار) لشراء (اللحم) وبعد أن قام بتمشية (الزبائن) وتوضيب (اللحم) بالمقدار الذى هو مكتوب على الورقة سألته هامساً:
- يا فوزى ياخى ألاقى ليا (قسط) وين؟؟
- قلت (تلاقى) شنو يا أستاذ؟؟
- قسط .. قسط
- والله يا أستاذ أنا أول مرة أسمع بالحاجه دى.
- (وأنا أمد له بالورقة): والله يا فوزى أهو كاتباهو ليا (الولية) بى أيدا.
وبعد أن قام فوزى بقراءة ما خطته (المدام) فى الورقة رفع رأسه لى قائلاً:
- أيوه والله (قسط) لكن والله (يطرشنى) يا أستاذ ما سمعت بيهو.
قلت فى نفسى إذا كان (فوزى) شيخ الجزارين وليهو فى السوق (أربعين سنة) ما عرف (القسط) ده و(يطرشو) ما سمع بيهو تكون (الولية) دى جابت الحاجة دى من وين؟؟ .. قمت بمعاودة (الإتصال) بها عل وعسى أن أجدها لتوضح لى أين أجد هذا (القسط) إلا أنه فى هذه المرة وجدت أن شبكة (الهاتف) كعادتها (مشغولة) فى مثل هذا الوقت . حملت (لحمتى) وإتجهت صوب (خليفة) بتاع الخضار بعد أن قمت بإخراج (ورقة المتطلبات) من جيبى وبعد أن قام (خليفة) باللازم قمت عملاً بالمثل القائل (اللى بيسأل ما بيتوه) بسؤاله :
- يا (خليفة) ياخى ليا ساعتين بدور ليا على (قسط) ما لاقيهو.
- قلت شنو يا استاذ؟؟ اسمو شنو؟؟
- قسط .. قسط … يا خليفة
- والله يا أستاذ أنا ما بعرف (القسط) ده لكن أقول ليكا حاجة؟ كدى أمشى (عطارة التيمان) وأسأل هناك..
قلت فى نفسى (مالو نمشى نسأل) وفعلاً قمت بالذهاب (لعطارة التيمان) التى تتوسط السوق وفى (تلعثم) قمت بسؤال (البائع) :
- بالله ياخى عندكم (قسط)؟
-(ضكر) وإلا (إنتاية)
قلت فى نفسى النسوان ديل بتاعين (شبك) هسع تقوم تشيل (ضكر) بعدين تقول ليك أنا كنت عاوزه (إنتايه) وتقوم تشيل (إنتاية) تقوم تقول ليك (إنتاية شنو الجايبا ليا دى) لذلك وعشان ألعب على المضمون طلبت من (البائع) أن يدينى شوية من (الضكر) وشويه من (الإنتاية) .
حملت (أكياس أغراضى) واتجهت فى ذلك الجو الحار .. نصت نهار ..أفج الزحام إلى مكان وقوف عربتى وأنا ألعن (القسط) واليوم اللى جابو فيهو (القسط) متجها إلى المنزل حيث ما أن دخلت حتى أخرجت الورقة التى كتبتها (المدام) من جيبى ووضعتها لها على التربيزة قائلاً :
- دى حاجاتك جبتها ليكى وعشان أجيب ليكى (القسط) ده روحى طلعت .. أهو ده منو (ضكر) وكمان أهو منو إنتاية !!
- قسط شنو وضكر شنو وإنتاية شنو يا راجل؟؟
أمسكت بالورقة ووضعت أصبعى على (قسط) قائلاً :
- ده شنو ؟؟ ده شنو؟؟ مش (قسط) ؟
- (قسط) شنو يا راجل؟؟ ده (مشط) … (مشط) بس (نقط الشين) زحو شوية.
___________________________________________________________________________
الرأى العام الأربعاء 14 يناير 2009م، 18 محرم 1430هـ 22561
|
|
 
|
|
|
|
اسعد الريفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست