أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2009, 06:19 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول)

    أشقياء ثمود وناقة الشعب السودانيسالم أحمد سالم/باريس
    [email protected]

    (1)
    ما كرهت في حياتي عبارة مثل عبارة "جمع الصف الوطني" عندما تصدر هذه العبارة عن فوه من أفواه الحكومة السودانية الراهنة ورهطها أو عن بوق من أبواقها الإعلامية. أكره هذه العبارة عند هؤلاء لأنهم يدمجون بها دمجا ممجوجا وسخيفا بين متطلبات الوطن وبين رغبات الحكومة. فكلما ضاقت الضائقات وادلهمت الأمور في وجه الحكومة بسبب جورها وأفاعيلها، ترفع عقيرتها تستصرخ الشعب السوداني وتنادي في البرية: أيها الناس اجمعوا صفكم الوطني وهبوا للدفاع عن أرضكم وعرضكم. في مثل هذه الظروف تتناسى الحكومة السودانية الراهنة أنها هي التي احتلت الأرض وانتهكت الحقوق وقتلت وعذبت وأهلكت النسل والزرع والضرع وشرّدت الشعب إلى فلوات الموت والقهر وحبستهم في قماقم التعذيب والهوان. وبمجرد أن ينقشع عنها الكرب قليلا، تعود هذه الحكومة إلى سيرتها القديمة، سيرة القمع والجبروت واحتكار السلطة وترحيل الشعب إلى هوامش الظلم والمخمصة.ثم إن إطلاق عبارة "جمع الصف الوطني" تقتضي أولا وقبل لك شيء وجود صفوف أو جماعات وطنية متساوية في الحقوق حتى نناديها إذا لم تبادر هذه الجماعات من نفسها لأداء الواجب الوطني. لكن الواقع توجد جماعة واحدة هي الجماعة الحاكمة المستأثرة بكل حقوق الآخرين والتي تمنع الآخرين وتقمعهم عن بناء مؤسساتهم السياسية وتحجر عليهم منافستها .. ومع ذلك لا تستحي هذه الجماعة الحاكمة عن العويل وطلب النجدة ممن ظلمتهم وأخذت حقوقهم! ثم إن جمع الصف الوطني لا يعني بأي حال من الأحوال كبس الآخرين في قالب الحكومة أو الاصطفاف خلفها. جمع الصف الوطني يفترض اصطفاف الجميع بما فيهم الحكومة في صف واحد في أعلى درجات المساواة في الحقوق والواجبات، وهذا أمر غير متوافر اليوم في السودان لأن كل المجتمعات السودانية أصبحت عبارة عن مجموعة من المساجين عليهم حارس مدجج بالسلاح هو الحكومة. وحتى بعد توافر كل الشروط اللازمة لجمع الصف الوطني، فإن إطلاق نداء جمع الصف الوطني يقتضي وجود خطر خارجي يهدد الوطن. لكن الواقع يكذب ذلك لأن كل التحركات الخارجية والضغوط الداخلية التي تواجه الحكومة ناتجة عن تصرفات الحكومة وظلمها، فهي بالتالي تحركات تستهدف استمرارية الحكومة أو تهدف إلى إجبار الحكومة على تغيير سلوكها أكثر من كونها مهددات للوطن. وعليه، في حال تعرض السودان لخطر خارجي، فإن هذه الحكومة تكون هي المتسبب الأول والأخير في هذا الخطر وتداعياته. فالحكومة الراهنة هي العلة والتحركات الخارجية والداخلية المناهضة لها هي المعلول الذي يزول بزوال العلّة. وبعد زوال العلة سوف يتنادى السودانيون طوعا وحبا وكرامة للذود عن وطنهم دون حاجة إلى أحد يدعوهم لجمع الصف الوطني .. والتاريخ بذلك شهيد.
                  

01-07-2009, 06:24 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (2)
    شعوب أرض السودان من بناة الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنوات. والحضارة كما أعرفها هي مجموعة المعارف التي يراكمها وينميها المجتمع والأدوات التي يبدعها ويطورها المجتمع والإمكانيات التي يوفرها المجتمع من أجل تلبية احتياجاته المادية والروحية والدفاعية. إذن الحضارة ليست عملا عشوائيا، بل نتاج عمل دقيق ومنظم. هذا العمل الدقيق والمنظم يحتاج بالضرورة إلى إدارة على درجة عالية من الاتساق والرقي والحرية. هذا النظام الإداري الراقي لا يمكن له أن ينشأ صدفة أو ينمو عن فراغ، لكنه نتاج تجارب طويلة وصلت المجتمعات في منتهاها إلى تركيبة هذه الإدارة التي تلبي احتياجات جميع مكونات المجتمع عوضا عن التطاحن بين هذه المكونات. فالشعوب تبني حضاراتها طواعية وليس تحت العبودية والسخرة، وإلا لما ازدهرت الفنون والآداب والثقافات والعلوم. ومن الحماقة بمكان أن نصدق أن عظماء التاريخ قد حكموا شعوبهم بالجبر والحديد والنار أو مارسوا السخرة على شعوبهم. ذلك لأن الشعب هو القوة التي يعتمد عليها الإمبراطور، ومن غير المنطق أن يمارس الشعب السخرة والقهر على نفسه! وهنا علينا أن نفرق يبن الطاغية الدكتاتور الذي يحاول استعباد قومه وسوقهم كالقطيع وبين القائد والإدارة التي يفوّضها الشعب عن رضا مسؤولية القيادة وإدارة شؤونه. والفرق الأعظم أن الطاغية الدكتاتور سرعان ما يلفظه الشعب ولو بعد حين لأنه لا ينسجم مع آلية النظام الإداري الذي أفرزته تجربة الشعب كما سوف نعرض لذلك تفصيلا.

    الشعوب إذن كانت قانعة راضية عما تقوم به من عمل وعمران أو حروب من أجل بناء نهضتها وتلبية احتياجاتها بما في ذلك استعمار شعوب أخرى وأخذ مواردها وثرواتها مثلما فعلت روما قديما أو ما تفعله الدول الغربية الاستعمارية في عالمنا المعاصر. طوعية البناء الحضاري تضعنا أمام حقيقة هامة هي أن أول عنصر في بناء الحضارة هو تبلور نظام إداري اجتماعي يكون قادرا على التنسيق بين المكونات البشرية للمجتمع من شعوب وقبائل وأقاليم. ولا يمكن لهذا النظام الاداري الاجتماعي أن ينشأ ما لم يحظى بقبول ورضا غالبية مكونات المجتمع، إذ يستحيل فرضه لأنه وليد تجارب المجتمع المحدد في البلد المحدد، وإن كان ذلك لا يمنع تبادل الخبرات والتجاري بين الشعوب .. بدون استنساخ. ثم إن هذا النظام الاجتماعي لا يكون مستقرا ومنتجا ما لم يتخذ طابع الآلية، أي أن يصبح هذا النظام الاجتماعي هو "آلية إدارة المجتمع" وهي الآلية التي تحدد كيفية تبادل السلطة أو انتقالها وما إلى ذلك من أسس العلاقة بين إداراتها. ومن دوران هذه الآلية وانتظام حركة تروسها تتم عملية التطور المادي التي تلبي احتياجات المجتمعات فتكون الحضارة. وإذا شئنا المقاربة فإن "آلية إدارة المجتمع" مثل الساقية التي ترفع الماء بفضل اتساق حركة حلقاتها ودفع الحلقات بعضها البعض. أو قل مثل ماكينة السيارة التي لا تستطيع دفع هيكل السيارة ما لم تتسق حركة تروسها. هذه التروس التي تعمل متناغمة هي المكونات الاجتماعية للشعب أو الأمة، حيث تعمل حلقات المجتمع وهي متداخلة وفق إيقاع آلية إدارة المجتمعات.
                  

01-07-2009, 06:26 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (3)
    نصل من السياق السابق إلى جملة من الحقائق: أولا أن التطور المادي والعمراني هو نتاج الآلية المستقرة لإدارة المجتمعات. لذلك لا يمكن للتطور المادي الحضاري أن يسبق "آلية إدارة المجتمع" لأن التطور المادي في حد ذاته هو نتاج لهذه الآلية لا غيرها .. التطور هو العربة والآلية هي الحصان، ولابد أن نضع الحصان أمام العربة لا خلفها! وعليه فإن أي جماعة دكتاتورية تزعم أنها جاءت لتطوير الحياة ومعالجة الأزمات ثم تعيد السلطة للشعب هي جماعة كاذبة تكذب لتسويق دكتاتوريتها مثلما حدث في السودان. والحقيقة الثانية كما أشرت أن آلية إدارة المجتمع لا يمكن فرضها أو إرغام الناس عليها، بل تنتج عن رضا المجتمعات بعد تجارب قد تكون طويلة، وتصديقا لهذه الحقيقة نجد دائما أن أي حكم دكتاتوري مر على البشرية يدمر الحضارة ولا يطورها أبدا. والحقيقة الثالثة هي أن آلية إدارة المجتمعات قد تطورت على مر العصور لتتناسب مع التطور الهائل الذي أفرزته حتى وصلت إلى ما يعرف اليوم بالديموقراطية البرلمانية التي تطبقها الدول الغربية. هذه الديموقراطية المطبقة في أوروبا قد تطورت عن الديموقراطية الليبرالية التي شيدت الأسس الدستورية التي قامت عليها الديموقراطية المطبقة في الدول الغربية. ولا جدال أن الديموقراطية المعاصرة هي التي تفرز التطور الهائل الذي تشهده أوروبا وأميريكا .. بينما عديد شعوب العالم ترسف في أغلال الدكتاتوريات وتحلم بالتطور .. كيف لشعب أن يبني حضارة ويداه مغلولتان وعقله ممنوع عن التفكير؟ إذن الديموقراطية لم تبدأ من أثينا، بل الديموقراطية قديمة قدم الإنسان على هذه الأرض، والحضارة اليونانية في ذاتها هي ثمرة حضارية من ثمرات الديموقراطيات التي سبقتها ولازمتها. كل ما فعلته الحضارة اليونانية أنها أعطتنا التعريف السائد بأن الديموقراطية هي "حكم الشعب". ومن حقيقة ميلاد التطور من رحم الآلية الديموقراطية، لعلني أصدم الكثير من النظريات السياسية عندما أقول أن أنظمة الحكم لم تتطور عبر التاريخ من الدكتاتورية إلى الديموقراطية حسب المفهوم السائد، بل الراجح عندي أن المسار اليموقراطي هو الأساس والدكتاتوريات محطات استثنائية، وإلا لما نهضت حضارة في الكون لأن الدكتاتورية لن تكون أول بذرة للحضارة الإنسانية.
    لم يعد من شك أن الديموقراطية أو حرية اختيار الإدارة هي الوسيلة الوحيدة لتوفير احتياجات الشعب من أكل وشرب وتعليم ودواء ورقي حضاري، وأن الديموقراطية تظل الوسيلة الوحيدة القادرة على تنمية موارد البلاد وصيانة حقوق المجتمعات كافة كالنموذج الذي نشاهده اليوم في الدول الغربية الأوروبية. تنجح الآلية الديموقراطية في تلبية احتياجات المجتمع وتفشل الدكتاتوريات لأن الآلية الديموقراطية تعمل بوسيلتين مزدوجين: الوسيلة الأولى حرية اختيار الشعب للإدارة وحريته في تنحيتها وتساوي الجميع في حرية الاختيار، والوسيلة الثانية ضمان الرقابة الشعبية المستمرة على أداء الإدارة التي يختارها أو ينتخبها الشعب، وهاتان الوسيلتان لا تتوافران في أي الحكم الدكتاتوري. هذه الحقائق تدحض وتنفي وتؤكد. تدحض بشكل قاطع مزاعم الحكومة السودانية الراهنة وغيرها من الحكومات الدكتاتورية في عدم صلاحية الديموقراطية، وهي مزاعم كاذبة خاطئة لتبرير الدكتاتوريات. كما تنفي عن الديموقراطية الزعم أنها مجرد انتخابات، أو تخويف الشعب السوداني من الديموقراطية بالزعم أن الديموقراطية تعني عودة الصادق المهدي والميرغني وغيرهما من الوجوه التي تنفض عباءاتها عن عقارب من حكومات عسكرية وثعابين سامة من أحزاب طائفية ابعد ما تكون عن الخلق الديموقراطي القويم.
                  

01-07-2009, 06:29 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (4)
    وبما أننا قد استوثقنا من أن الآلية الديموقراطية هي التي تدفع عجلة الحياة وتحدث التطور وتلبي احتياجات المجتمعات، تكون الديموقراطية هي إحدى سنن الكون لأن الكون مجبول على التطور ومفطور على الحركة والنمو والازدهار لا على السكون بما في ذلك الجمادات، حيث تقول الآية الكريمة لمن آمن (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل الآية 88. والحركة والتطور تتطلبان الحرية، والعقل هو مصدر ومركز الحرية قبل أن يترجمها الجسد إلى أفعال وحركات ونشاط لصيرورة التطور والإبداع. إذن الحرية هي أيضا سنّة من سنن الكون مع الديموقراطية والتطور لا انفصام بينهن ولا تقوم أي منهن في معزل عن الأخريات. في المقابل نجد أن الأحكام الدكتاتورية تقّيد حرية العقل وبالتالي تعطّل ملكات الفرد والمجتمع فيتحول الإنسان من عقل وحركة إلى مجرد جسد فيتوقف التطور. وإذا كنا آمنا أن سنة الكون هي التطور المستمر القائم على حرية الفكر وحركة الإرادة، فإن كل حكم تسلطي دكتاتوري يقع بالضرورة خارج هذه السنن الكونية ولا يعدو كونه مجرد حمل كاذب خارج رحم الحياة والحضارة والإيمان ومناهض للإرادة الربّانية. لذلك فإن كل دكتاتور يرفع عصاه بالتهليل والتكبير يكون إما جاهل بالدين أو كاذب باسم الدين. ومن حيث أن كل حكم دكتاتوري يقع خارج السنن الكونية، فإنه حالة مؤقتة مصيره إلى نهاية حتى يعود الكون والحياة إلى الحرية والديموقراطية والتطور. الحكومة السودانية الراهنة بلغت نهاية أجلها.
    هذه الحقائق تؤكد يشكل حاسم أن كل النشاط الاقتصادي الذي قامت به الحكومة السودانية الراهنة قد فشل في تلبية احتياجات المجتمعات السودانية لأنه نشاط تم خارج آلية إدارة المجتمع وخارج سنّة الكون في التطور، وبالتالي خارج منطق النمو الاقتصادي. ولهذه العلة لا غرابة أن نجد أن البيوت الفاخرة والعمائر الفارعة التي تطاول بنيانها في سماوات الخرطوم ومدن السودان ومشاريع تدّعيها هذه الحكومة فشلت كلها فشلا تاما في تلبية احتياجات المجتمعات السودانية، بل أورثت الشعب رهقا ومسغبة ونشرت الفقر والغلاء الفاحش وهشّمت هياكل الاقتصاد التقليدي وحطمت الطبقة الوسطى واستأصلت دور هذه الطبقة في تنمية المجتمع وجعلت المال والنشاط الاقتصادي دُولة بين فئة قليلة وجعلت الدين وسيلة للتكسب والقمع. قوم ثمود وهبهم الله من الخيرات الكثير، إلا أن المترفين أهل القوة والبطش استأثروا بالنعم وأفقروا الشعب. كل هذه القرائن والحقائق تبرهن بدورها على حقيقتين أولاهما أن الحكومة السودانية الراهنة لكونها سطت على البلاد بقوة السلاح فهي عمل ينافي آلية إدارة المجتمعات، تلك الآلية التي توافقت عليها المجتمعات السودانية منذ مئات السنوات. وكما ذكرت في سياق سابق تحت عنوان (هل تحكم السودان جماعة باطنية) فإن التنوع الاجتماعي السوداني جعل من الآلية أو الديموقراطية قدرا محتوما على الشعب السوداني لا محيد عنها ولا بديل لها. ومن هنا نحصل على الحقيقة الثانية التي بدأنا بها هذا السياق وهي أن الأزمات والحروب والفقر وكل ما يرسف فيه السودان هو إفراز لأداء هذه الحكومة وكينونتها باغتصاب السلطة. وطبعا هذه الأزمات هي التي حركت المجتمع الدولي والداخلي ضد الحكومة السودانية الراهنة .. فلم تستصرخون الشعب يا هؤلاء؟
    وإذا نظرنا إلى ما يمر به السودان في هذه اللحظة، يتضح لنا أن شدة الضغط متصاعد الوتيرة غالبا ما سوف يدفع الحكومة السودانية الراهنة نحو موجة جديدة من الهياج والتصعيد الشعبي من أجل استدرار موقف جماهيري لنجدتها. لقد باخ أسلوب تحريك المجتمعات والمظاهرات والخطب النارية والتصعيد الكلامي وأصبح تِفلا لا عصارة فيه بحكم أنه فشل مرة تلو الأخرى في دفع الشعب السوداني لمناصرة الحكومة أو فك عزلتها. فكل تلك التجارب التاريخية الضاربة في عمق التاريخ والتجارب الحديثة قد علمت الشعب السوداني أن يرسم الحدود بدقّة متناهية بين مسؤولياته تجاه الوطن وبين محاولات الحكومات الشمولية والدكتاتورية استغلال الشعب كأداة لتحقيق رغباتها أو استخدامه درقة تتقي بها سهام الخارج والداخل. السواد الأعظم من الشعب السوداني يدرك اليوم أن الحكومة السودانية الراهنة تحاول تحريك الحس الوطني بغية صف الشعب خلف إرادتها ليس من أجل الدفاع عن الوطن بل للدفاع عنها وعن استمراريتها. الموقف السلبي الذي يتخذه الشعب السوداني تجاه نداءات الحكومة بجمع الصف الوطني يعبر عمليا عن إدراك الشعب للعبة الحكومة. والواقع أن هذا الموقف السلبي الذي يتخذه الشعب السوداني يحمل كل معاني الايجابية والعصيان المدني، وينم عن درجة متقدمة من الوعي الشعبي خاصة في ظل غياب مؤسسات سياسية (أحزاب) ديموقراطية قادرة على استيعاب تطلعات الرأي العام والتعبير عن هذه التطلعات وتطويرها قدما.
                  

01-07-2009, 06:31 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (5)
    بالتأكيد تستطيع الحكومة الراهنة بذل الملايين من الدولارات ومنح العطلات وتوفير المواصلات والماء البارد وجمع الناس من ضواحي الدنيا وتخوم المدن للتظاهر ورفع الشعارات. لكنها مجرد تمظهرات لا تبدل من المواقف الدولية ولا تنقل الشعب السوداني إلى خانة الموالاة والدفاع عن الحكومة أو إجباره للإذعان لإرادتها. المستفيد الرئيسي هم سماسرة الحكومة من "مقاولي المظاهرات" الذين يحصدون الملايين من هذه الأعمال. وفي أضيق حدود الفائدة سوف يستفيد الشعب كالعادة من يوم العطلة ومن "الفسحة" المجانية للخرطوم مع بعض الساندويتشات وقليل من الماء القراح البارد النظيف .. هذا الماء النظيف البارد الذي عجزت هذه الحكومة عن توفيره للمواطن في تخوم بل وفي قلب عاصمة لبلاد يجري فيها أطول نهر في العالم وتنتشر فيها أكبر شبكات الأنهر ومصادر المياه الجوفية العذبة وترتفع فيها معدلات الأمطار السنوية بما يكفي لإغراق أهل القرى وإذابة مساكنهم الطينية ... نسمع رئيس الحكومة العسكرية يرفع عصاه وهو يعد المعدمين في الأرياف بالحسنيين بقوله " العافية درجات .. " ونسأله بدورنا: متى يا ترى سوف يضع الشعب قدمه على العتبة أو الدرجة الأولى من درجات العافية المنتظرة بعد 20 عاما من حكمكم؟ أم هل تستطيع حكومتكم ولو بضربة من عصاكم إعادة السودان إلى العافية (أو حتى إلى درجة المرض) التي كان عليها قبل انقلابكم العسكري؟ .. لا داعي للإجابة!

    ربما يسألني البعض عن علاقة أشقياء ثمود من قوم صالح بموضوعنا هذا! وإن كان الأمر لا يفوت على فطنتكم، لكن لابد من المزيد من التوضيح وراء استلهامنا الحكمة من تلك القصة. فقد وردت كلمة "ناقة" ربما 7 مرات في القرآن الكريم، كما وردت الكثير من الآيات الكريمة التي تحكي وتشرح لنا قصة نبي الله صالح مع قومه ثمود وأولئك الرهط من قوم ثمود الذين عقروا الناقة بتحريض مدفوع الأجر من مترفيها الذين استكبروا. وقبل قولنا نحن البشر يجيء كلام الله في محكم التنزيل، لمن آمن، في هذه الآيات الكريمة:

    (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) سورة النمل الآيات من 45 إلى 53.

    (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) سورة الأعراف الآيات من 73 إلى 79.

    (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) سورة هود الآيات 64، 65. (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ) سورة الشعراء الآيات 155 إلى 157. (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) سورة الإسراء، آية 59. (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ * وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ * فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) سورة القمر الآيات من 27 إلى 31. (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) سورة الشمس الآيات من 11 إلى 15.
                  

01-07-2009, 06:34 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (6)
    نعلم أن ثمود قوم صالح أمّة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولن نُسْأل عمّا كانوا يفعلون، لكن مجرد أن ترد القصة في محكم التنزيل ففي ذلك دلالة حاسمة أننا معنيون بها في حاضرنا وأن علينا أن نستلهم منها الحكمة والعبر والدروس. فالقرآن الكريم نزل لكل العصور وهو كتاب باق إلى أن يرث الله الأرض، وعلى كل جيل يؤمن به أن يستلهم منه العبر والحكمة كما نحاول أن نفعل نحن اليوم. قد يجد الناس تفاسير الآيات الكريمة وقصة ثمود في كثير من كتب التفسير. وقد يتبصر البعض منا دلالات قصة قوم ثمود ورمزيتها تبصرا ذاتيا من نصوص الآيات. والحكمة التي نستطيع أن نستلهمها في واقعنا المعاصر من قصة قوم ثمود تظهر في مسألة نقض وانتهاك المواثيق التي أفرزتها تجربة المجتمعات وتراضت عليها. فمن حيث المبدأ نجد أن الميثاق أو العهد أو الاتفاق هو الضامن لمستقبل العلاقة المثمرة بين أطراف الموثق حسب موضوع الاتفاق. وبهذا المعنى يكون الموثق أو العهد هو "نقطة التوازن" التي تم الاتفاق عليها سواء بين الأفراد أو مجتمعات البلد الواحد أو بين الدول والأقطار مثل عقود البيع العادية أو الاتفاقات الثنائية أو مواثيق الأمم المتحدة. وقد سبق أن عرفنا أن المواثيق الاجتماعية المكتوبة وغير المكتوبة بين المكونات الاجتماعية للشعب هي العقد الاجتماعي، وأن هذا العقد الاجتماعي هو الذي يفرز "آلية إدارة المجتمع". وكما ورد أعلاه فإن هذه الآلية لها أهمية قصوى في حياة الفرد وكل مجتمعات البلد لأنها، أي هذه الآلية، هي التي تحدد وسيلة تبادل السلطة، وهو بالضرورة تبادل سلمي، كما تفرز الجهاز الذي يختاره ويكلفه الشعب مسؤولية إدارة شؤون البلاد كلها من أجل تحقيق احتياجات المجتمعات وكل ما يدفع البلاد قدما.

    وعلى نقيض ما ورد أعلاه، فإن نقض المواثيق الاجتماعية يؤدي حتما إلى خلل خطير في موازين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي المعايير الأخلاقية، وبالتالي إلى اضطراب عظيم في كامل التوازنات الاجتماعية في البلاد. وهنا نعود إلى مترفي وأشقياء ثمود فنجدهم قد خرقوا العهد ونقضوا الميثاق الذي تواثقوا به مع نبي الله. والموثق لا يقتصر على ترك الناقة ترعى وتشرب وعدم المساس بها، بل يقوم أساسه وجوهره على ترك ما كانوا عليه من عبادة للأوثان أورثتهم فسادا وإفسادا، وحيفا واستضعافا لفقراء القوم. فقد بعث الله نبيه ليهدي قومه سبل الرشاد بترك الفساد والاستبداد على عامة الشعب. ومعجزة الناقة كانت تجسيدا للموثق وكانت الحد الفاصل بين الذي كانوا عليه وبين ما وعدوا من إيمان ومن ترك لظلم الضعفاء. لذلك قلت أن الموثق هو "نقطة التوازن" التي يتم الاتفاق عليها. فقد جاء في الأثر أنهم طلبوا من نبي الله صالح أن يخرج لهم ناقة من صخر الجبل فيؤمنون، فأصبحت الناقة رمزا لموثق غليظ. وعليه تجيء معجزة الناقة كرمزية للموثق ويجيء نحرهم لها كخروج تام عن الموثق وإصرارهم على العودة إلى ما كانوا عليه. وكانت النتيجة الطبيعية لنقضهم الموثق عودة وانتشار الفساد والظلم والطغيان واستضعاف الجماعة الدكتاتورية الحاكمة للفقراء من عامة الشعب بأسوأ مما كان عليه الأمر قبل الموثق، أي اغتيال نبي الله وإبادة الضعفاء الذين آمنوا إبادة جماعية، فكان الخروج التام عن سنن الكون وعن اتساق حركته فحقّ عليهم عذاب من ربهم ينجي به نبيّه والمؤمنين (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُون) (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ). لعل هذا الفهم يخرج بنا عن الفهم الساذج الذي يقول أن الله قد أهلك ثمود لمجرد أنهم عقروا الناقة.

    وبالقياس على ما سبق فإن الأحكام الدكتاتورية والانقلابات العسكرية على شاكلة الحكومة السودانية الراهنة تأتي خارج أطر المواثيق والآليات الديموقراطية لتبادل السلطة، تلك الآليات التي توافقت عليها المجتمعات. ومن مخاطر الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية أنها تقطع تواتر انسياب التجربة وتعمل على نقض هذه المواثيق وتدميرها وتعطيلها واستبدالها قهرا. وبديهي أن ينجم عن ذلك خلل كبير واضطراب شديد في التوازنات الاجتماعية، ومن ثم يستشري الفساد والحيف والظلم ويصبح التطور الحضاري ضربا من الخيال، والواقع السوداني يجسد كل ذلك. لذلك نجد أن مفردات الفساد والحيف والظلم ترد في القرآن الكريم والكتب السماوية رديفا مساويا للشرك لأنها منافية لسنن الكون واستقامته وازدهاره. وفوق ذلك فإن الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية كالحكومة السودانية الراهنة تقمع حرية الإنسان أعظم هدايا الله التي اختص بها البشر عن دون سائر مخلوقاته وملائكته. وحرية الفكر الإنساني هي تكليف من أجل عمارة الأرض وتحقيق التطور الحضاري. وفي السياق والقياس نجد أن الحكومة السودانية الراهنة قد فرضت نفسها بقوة السلاح ضد الإرادة الغالبة السوية للشعب ونقضت المواثيق وعطلت آلية إدارة المجتمعات وكسرت التوازنات الاجتماعية وروجت الفساد والظلم والجوع والغلاء والقهر ونشرت الحروب وقتلت الأنفس، فهي التالي حكومة ضد سنن الكون ومناقضة للرسالات السماوية .. وهذا بالضبط ما فعله أشقياء ثمود بإيعاز من أئمة الفساد والكفر الذين كانوا يحكمون.

    عند هذا المفصل من السياق رجعت إلى بعض التفاسير لقصة ثمود لأجد أن صاحب تفسير "الميزان في تفسير القرآن" قد صب تفسيره لقصة ثمود حول ذات محور الإخلال بالتوازنات والخروج عن مسار سنن التطور، وهو خروج يفضي إلى الفساد واندحار القيم وتفشي الظلم. وقد رأيت أن أنقل هذه الفقرة من نص صاحب التفسير بدون تدخل مني .. فاصطبروا على قراءتها! إذ يقول: (وقد فسر "المسرفين" وهم المتعدون عن الحق الخارجون عن حد الاعتدال بتوصيفهم بقوله: «الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون» إشارة إلى علة الحكم الحقيقية. فالمعنى اتقوا الله ولا تطيعوا أمر المسرفين لأنهم مفسدون في الأرض غير مصلحين والإفساد لا يؤمن معه العذاب الإلهي وهو عزيز ذو انتقام. وذلك أن الكون على ما بين أجزائه من التضاد والتزاحم مؤلف تأليفا خاصا يتلاءم معه أجزاؤه بعضها مع بعض في النتائج والآثار كالأمر في كفتي الميزان فإنهما على اضطرابها واختلافهما الشديد بالارتفاع والانخفاض متوافقتان في تعيين وزن المتاع الموزون وهو الغاية. والعالم الإنساني الذي هو جزء من الكون كذلك، ثم الفرد من الإنسان بما له من القوى والأدوات المختلفة المتضادة مفطور على تعديل أفعاله وأعماله بحيث تنال كل قوة من قواه حظها المقدر لها، وقد جهز بعقل يميز بين الخير والشر ويعطي كل ذي حق حقه. فالكون يسير بالنظام الجاري فيه إلى غايات صالحة مقصودة وهو بما بين أجزائه من الارتباط التام يخط لكل من أجزائه سبيلا خاصا يسير فيها بأعمال خاصة من غير أن يميل عن حاق وسطها إلى يمين أو يسار أو ينحرف بإفراط أو تفريط، فإن في الميل والانحراف إفسادا للنظام المرسوم، ويتبعه إفساد غايته وغاية الكل، ومن الضروري أن خروج بعض الأجزاء عن خطه المخطوط له وإفساد النظم المفروض له ولغيره يستعقب منازعة بقية الأجزاء له. فإن استطاعت أن تقيمه وترده إلى وسط الاعتدال فهو، وإلا أفنته وعفت آثاره حفظا لصلاح الكون واستبقاء لقوامه. والإنسان الذي هو أحد أجزاء الكون غير مستثنى من هذه الكلية فإن جرى على ما تهديه إليه الفطرة فاز بالسعادة المقدرة له وإن تعدى حدود فطرته وأفسد في الأرض أخذه الله سبحانه بالسنين والمثلات وأنواع النكال والنقمة لعله يرجع إلى الصلاح والسداد قال تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون»: الروم 41. وإن أقاموا مع ذلك على الفساد لرسوخه في نفوسهم أخذهم الله بعذاب الاستئصال وطهر الأرض من قذارة فسادهم قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون»: الأعراف: 96.) انتهى هذا الجزء من النص. وتكاد معني النص أن تنطق بتحريم الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية لما تفرزه من اضطراب وخروج عن سنن الكون!
                  

01-07-2009, 06:39 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (7)
    وفي نص آخر يعرض صاحب التفسير في تفسيره لبعض أهداب قصة نبي الله شعيب مع أهل مدين إلى نفس المحاور التي عرضنا لها حول الإخلال بالآلية الذي يعقبه الاضطراب والفساد، حيث يقول ما نصّه: (ثم دعاهم ثانيا بقوله: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» إلى الكف عن الإفساد في الأرض بعد ما أصلحها الله بحسب طبعها والفطرة الإنسانية الداعية إلى إصلاحها كي ينتظم بذلك أمر الحياة السعيدة. والإفساد في الأرض، وإن كان بحسب إطلاق معناه يشمل جميع المعاصي والذنوب مما يتعلق بحقوق الله أو بحقوق الناس كائنة ما كانت، لكن مقابلته لما قبله وما بعده يخصه، تقريبا، بالإفساد الذي يسلب الأمن العام في الأموال والأعراض والنفوس كقطع الطرق ونهب الأموال وهتك الأعراض وقتل النفوس المحترمة. ثم علل دعوته إلى الأمرين بقوله: «ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين» أما كون إيفاء الكيل والميزان وعدم بخس الناس أشياءهم خيرا فلأن حياة الإنسان الاجتماعية في استقامتها مبنية على المبادلة بين الأفراد بإعطاء كل منهم ما يفضل من حاجته، وأخذ ما يعادله مما يتمم به نقصه في ضروريات الحياة وما يتبعها، وهذا يحتاج إلى أمن عام في المعاملات تحفظ به أوصاف الأشياء ومقاديرها على ما هي عليه. فمن يجوّز لنفسه البخس في أشياء الناس فهو يجّوز ذلك لكل من هو مثله، وهو شيوعه، وإذا شاع البخس والغش والغرر من غير أن يؤمن حلول السُّم محل الشفاء والرديء مكان الجيد، والخليط مكان الخالص، وبالآخرة كل شيء محل كل شيء بأنواع الحيل والعلاجات، كان فيه هلاك الأموال والنفوس جميعا. وأما كون الكف عن إفساد الأرض خيرا لهم فلأن سلب الأمن العام يوقف رحى المجتمع الإنساني عن حركتها من جميع الجهات وفي ذلك هلاك الحرث والنسل و فناء الإنسانية) انتهى نص صاحب التفسير. وكما هو واضح، فقد أشار المفسر صراحة إلى الخلل والفساد والبخس والغرر واختلاط الأمور الذي ينجم عن الخروج عن فطرة التطور، أي الخروج عن سنن الحرية والديموقراطية والتطور.

    لم يكن هدفنا الأساسي من هذا السياق أن نتثبّت من مفارقة الحكومة السودانية الراهنة للدين منذ فجر انقلابها الذي أطاح آلية إدارة المجتمع. فقد تثبتنا من ذلك مما نغالبه ويغالبه الشعب السوداني من إحن على مدار الساعة داخل وخارج السودان. والواقع أن الجماعة الانقلابية، كما ذكرت في سياقات سابقة، قد فارقت الدين قبل تنفيذ الانقلاب منذ أن أضمرت النوايا السيئة ودبّرت بليل وقامت بعملية سطو مسلح والاستيلاء على حقوق الناس الأمر الذي يحرّمه الدين الإسلامي والأديان كافة. بل فارقت الدين قبل ذلك بسنوات بعيدة منذ أن شرعت رؤوس الجماعة الانقلابية في استغلال الدين السمح في تنشئة بعض الفتية على العنف والقتل والتعذيب بدم بارد، وهذا ما يفعلون. نعم لقد سقطت ورقة الدين عن خاصرة الحكومة من زمان ويدا الحكومة مشغولتان بجمع المال وبالقمع. ثم إن العلاقة الموضوعية بين الجماعة الحاكمة وبين أشقياء ثمود قد وضحت في خرقهما المواثيق ونقضهما للعهود. فقد سطت الجماعة الحاكمة في السودان على الآلية الديموقراطية التي تواثقت عليها المجتمعات السودانية، فكان من البديهي كما ذكرت مرارا أن يحدث هذا الاضطراب العظيم ويستشري الفساد والظلم والقهر والجوع والغلاء والتشريد والتعذيب وقتل النفوس المحترمة المحرم قتلها. وهكذا يصل بنا السياق إلى هذا التطابق بين فعل ونتائج فعل أشقياء ثمود ومن أوعز لهم بذلك من المترفين أصحاب القوة والبطش والمال وبين أفعال الجماعة الحاكمة في السودان ومن والاها من المترفين من أصحاب البطش والمال.

    ومع هذا التشابه بين أشقياء ثمود وبين الجماعة الحاكمة اليوم في السودان من حيث تدبير وتنفيذ المكر وخرق المواثيق وما ينجم عن ذلك من دمار وفساد، فهناك بعض الحسنات التي تميز الحالة السودانية الماثلة، وهي حسنات تفتح أفقا من التفاؤل أراه قريب الإشراق:

    أولا: لقد فشلت الجماعة الحاكمة في تحويل الشعب السوداني إلى قوم ثمود. وقد تبيّن لنا ذلك في الموقف السلبي الذي يتخذه الشعب السوداني من نداءات "جمع الصف الوطني" التي تجأر بها الجماعة الحاكمة وقد ضاقت بها الأرض بما رحبت، فبقي الأشقياء على شقوتهم وعزلتهم.

    ثانيا: كما شرحنا فإن "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" هي ناقة الشعب السوداني التي حاولت الجماعة الحاكمة نحرها وفرض دكتاتوريتها بدلا عنها، لكن الجماعة فشلت في نحر ناقة الشعب السوداني لأن "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" خاصية كامنة في نفوس المجتمعات السودانية تظل موجودة مهما تعاقبت الأجيال تحت ظلل الظلم والدكتاتوريات. فبرغم مضي 20 عاما من الحكم الدكتاتوري الملطّخ بالقمع والتعذيب والاغتيالات. فقد فشلت الجماعة الحاكمة في تطبيق النموذج الإيراني في السودان لأنها فشلت في كسر قناة الشعب ففشلت في أن تجعل من حكمها أمرا واقعا تفرضه على الناس.

    نعيد بالقول إن كل المعطيات والقرائن الماثلة على الأرض تجزم أن الجماعة الحاكمة قد وصلت إلى نهاية النفق المغلق الذي لا يبين في نهايته ضوء ولا أمل في الاستمرار. الحكومة الراهنة أضحت في حكم الميتة ولم يبق لها إلا أنبوب الحركة الشعبية الذي لا يمدها بالحياة بل بمظهر من مظاهر الحياة، وإلا فما الذي يبقى من هذه الحكومة لو نزعنا عنها الشراكة مع الحركة الشعبية؟ لا شيء البتّة! لم يبق إذن إلا أن يحرر الشعب السوداني إرادته أولا، ومن ثم تتحر تلقائيا الديموقراطية الحبيسة في سجون الجماعة الحاكمة فتنقشع السنين الحوالك التي تأخذ بالسودان. وبرغم أن استمرارية الحكومة حتى هذا اليوم، إلا أن السودان قد دخل بالفعل في المرحلة الانتقالية سواء أن أعلنت الجماعة الحاكمة هذه الحقيقة من عند نفسها أو انتظرت حتى تعلن الحقيقة عن نفسها بنفسها عندما تتحلل جثة الحكومة .. سيان.

    وبرغم سقوط الحكومة الذي لا ينكره إلا من سفه نفسه، لكن يبدو أن الجماعة الحاكمة وبطانتها من مترفيها لا يريدون الاعتراف بنهاية عهد الإنقاذ خشية المحاسبة وفقدان الثروات. لذلك، وفي موازاة فشل الجماعة الحاكمة في استقطاب الشعب، بل وعدم جدوى استقطاب الشعب في علاج فالج الحكومة، علاوة على خوف الحكومة من أن ينقلب تحريكها للشارع إلى عمل جماهيري مضاد لها، من المرجح أيضا أن تلجأ الحكومة إلى تشديد قبضتها العسكرية والمخابراتية وفرض المزيد من أحكام الطوارئ وإخلاء الشوارع من المارة مثلما كانت تفعله هذه الحكومة قبل إبرام اتفاقات نيفاشا. ونبشّر الحكومة أن أسلوب القبضة العسكرية ونشر الخوف قد فات أوانه وغالبا ما تنجم عنه عواقب وخيمة وحركة جماهيرية مضادة لأن الاحتقان قد بلغ ذروته. لم يعد أمام الجماعة الحاكمة اليوم إلا طريق واحد وحل واحد وباب واحد هو الاعتراف بسقوط الحكومة وانتهاء ما كان يعرف بحكومة الإنقاذ، ومن ثم التعاون مع الشعب على ترتيبات الفترة الانتقالية، ولسوف يجدون الشعب على مكارم خلق لم يفلحوا في إفسادها، ولسوف يجدونه يعفو عند المقدرة. فإما أن تمضي الجماعة الحاكمة في هذا الطريق طوعا أو دفعها الناس إليه كرها فتهوي بهم الريح في مكان سحيق خارج المستقبل السياسي.

    ولعلني في هذا المفصل التاريخي أقول للجماعة الحاكمة: لقد ماتت حكومتكم وشبعت موتا فلا تكونوا أشقياء ثمود حتى نهاية الشوط فيحل بكم عذاب الاستئصال على يد شعب متأهب تظنونه نائما وما هو بنائم. اعترافكم بهذه الحقيقة المسجاة يمكن أن يضمن لحزبكم موطئ قدم على أرض المستقبل الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من ذلك. والاعتراف هنا ليس مجرد اعتراف والسلام، بل عبارة عن خطوات عملية تؤكد قطع صلتكم بماضيكم الدكتاتوري وانفتاحكم على المستقبل على قدم المساواة مع كل التكوينات والتيارات السياسية الاجتماعية والفكرية في البلاد وخوضكم الانتخابات من خارج كراسي الحكم الدكتاتوري. وإن شئتم برنامجا عمليا تنتقلون به طواعية للمرحلة الانتقالية، يمكن أن يفاوضكم الشعب على ما سوف أطرحه في ورقة منفصلة.

    سالم أحمد سالم

    باريس

    21 ديسمبر 2008

    -----------------------------

    نداء خارج النص من أجل الذين لا يملكون أجهزة كمبيوتر

    عدد كبير، خاصة من الشباب والطلاب، يبحثون عن نسخ مطبوعة من مقالاتنا التي تنشر على المواقع الالكترونية لأنهم لا يملكون أجهزة كمبيوتر. لذلك ألتمس ممن توفرت لديه إمكانات فنية أن ينسخ مقالاتي شريطة أن يوزعها بالمجان، وليس بيعها. كذلك ألتمس من القادرين والحادبين التبرع قدر الاستطاعة من أجل طباعة نسخ يتم توزيعها على الراغبين بالمجان. يرجى من كل من يود أن يتبرع لهذه الخدمة أن يرسل لي رسالة على بريدي الالكتروني المنشور في هذه الصفحة. ولا فضل لي أو لكم عليهم.
                  

01-07-2009, 08:33 AM

عبدالرحمن الخليفة

تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    / احمد
    تحية مقدرة .....

    ولسالم احمد سالم اضعاف ...

    ولقد تفتقت ذهنية الرجل من خلال المقال لقراءة اشقيائنا ( الانقاذيون) ...

    بذات تفسيراتهم للنصوص بمفهوم مخالف ..وهى اسباب تربعهم على رقاب شعب مؤمن عقدين من الزمان ...

    ولافكاكا سوى التحية لقلم سالم وللبقية لنزع ورقة التوت لاشقياء ثمود الجدد...

    والتداوى بالتى كانت اسباب الداء ...

    وتأكيد اضافى لهذا الشعب القابض على الجمر بان مدخل البلاء مخرجة


    و(حلم يوسف ) من خلال (النص ) الذى تاجر بة اشقيائنا يقف شاهد على ذالك ...
                  

01-08-2009, 04:30 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: عبدالرحمن الخليفة)

    الدكتور أحمد

    شكرا على طرح القضية للنقاش .. وأتمنى مثلك أن نتداعى للبحث في
    قضايا السودان التي أضحت أكثر من عاجلة خلال هذه اللحظات الدقيقة من تاريخ السودان
    استشرافا لمستقبل نريده جميعنا

    سأعود بمشيئة الله

                  

01-08-2009, 04:49 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: سالم أحمد سالم)



    الأستاذ عبد الرحمن الخليفة


    لك الشكر والتقدير

    لقد استولت الجماعة الحاكمة أو هؤلاء الأشقياء على البلاد والعباد
    مثلما استولت على الدين وحرفته عن مواضعه وحرفته ابتغاء عرض الجاه والسلطان
    لقد سخروا كلام الله للظلم وأكل حقوق الناس وجعلوا من الدين أداة للقهر والارهاب ..
    لذلك لابد من تعريتهم حتى يراهم الناس على حقيقتهم .. لا تخفى منهم خافية!

    نحن إذن معنيون بتحرير الحرية وتحرير البلاد وتحرير العباد بل تحرير الدين نفسه
    والمهمة ليست فرض كفاية، بل فرض عين .. من كل حسب الاستطاعة
    لقد اتخذ هؤلاء الأشقياء من الدين سرجا ولجاما وامتطوا عقل المجتمع
    وحريته .. ولأنك وأنا نعلم أن الدين براء عما يرتكبون فقد كتبت في أكثر من مرة أن هذه
    الجماعة ليست على الدين في شيء

    اتمني أن تثري الحوار (بمرافعة) ستكون قوية بكل تأكيد من أجل كسر
    الهالة الماكرة التي أحاطوا بها أنفسهم وسلطانهم

    تحياتي

    سالم أحمد سالم
                  

01-12-2009, 03:17 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: سالم أحمد سالم)

    up
                  

01-12-2009, 09:20 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Elawad Eltayeb)



    الأخ الأستاذ العوض

    يا ريت ...!!

    لعل المواضيع الهادفة تجد حظها من الاهتمام .. ومن الحوار الهادف
    خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ .. أو بالأحرى .. مستقبل السودان

    لك كل الشكر والتقدير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de