|
|
 لماذا تهرول قناة الشروق خلف الألقاب وهي فى سنة أولى رضاعة ؟!
|
لماذا تهرول قناة الشروق خلف الألقاب وهي فى سنة أولى رضاعة ؟!
يُحمد لقناة الشروق أنها إستطاعت أن تصل إلى أماكن ومضارب وأحراش فى معظم أصقاع السودان وتنقل صوراً وثقافات كانت مغيبة تماماً عن جهل حيناً وعن عمد أحياناً كثيرة وكذلك تطرقت لبعض المشكلات التى تهم المواطن البسيط ، وقد حاولت فى بداياتها أيضاً أن تنطلق ببرنامج ٍ قوي سُمِّي ( بالتحقيق ) ولكنه لم يُعمر طويلاً نسبة ً للبداية الخاطئة التى إنتهجها مقدموه وهي تجريد البرنامج من روحه وذلك بعدم فتح خطوط مباشرة للمشاهد حتى يشارك برأيه فى الموضوع المطروح وثانياً طريقة التقديم والصراع البيني المستتر بين الثلاثي ( الطيب عبدالماجد وسلمى سيد وهبه الغمراوي ) آنذاك وثالثاً عندما إصطدم معدو البرنامج بصخرة المحظورات التى ألقيت أمامهم وصمتوا عنها وفضلوا السلامة ثم تأتي الطامة الكبرى بعد أن أفرغ البرنامج من محتواه تماماً وفقد هويته بعد ذلك وأصبح يتحدث فى المجهول بعد أن رفض كثير من الضيوف سقف الأسئلة ذات الضغط العالي وخاصة من ( سلمى ) وفضلوا الإعتذار حتى لا ينكشف المستور .
كل هذا ليس كافياً لتعتقد القناة أنها الأولى فى مساحة الإنتشار أو الأولى مشاهدة لدى الجمهور السوداني أو أنها عروس القنوات السودانية ، وقد تكون محقة بعض الشىء فى مسألة التغطية الإخبارية ولكن حتى هذه أيضاً يشوبها النقص بل كانت غائبة تماماً فى أحداث كثيرة مهمة ونراها تغطى ذلك الغياب بعرض صور إلتقطتها فى فترات سابقة أو بمشاهد قديمة .
فالقائمون على أمر القناة لم يتيحوا لها النمو الطبيعي فهُم متعجلون فى كل شئ ، فحتى طريقة خروج القناة للعالم كانت كخروج الكتاكيت عن طريق الفقاسات وذلك بتوزيع الهدايا والجوائز دون سبب أو مبرر واضح سوى إبتزاز المشاهد وشده من حواجبه بالذهب والإضاءة المبهرة لينصرف عن غيرها وكل المطلوب منه أن يكون حاضراً عند حضور القناة ليكون أحد المحظوظين وينال إحدى تلك الجوائز التى لا أدرى إلى متى ستستمر القناة فى توزيعها لأن ذلك سيدخلها فى بند الخسارة عاجلاً أم عاجلا وخاصة فى عدم وجود المعلنين الذين يمكن أن يغطوا مثل تلك الثغرات المالية .
يحق لقناة الشروق أن تحتفل بمرور عام على إنطلاقها فى هذا الفضاء الرحب والمتجدد والسريع والمتضارب ولكن ليس من حقها أن تطلق على نفسها مثل هذه الألقاب الرنانة وهي فى سنة أولى بث ، فبعد مرور أشهر قليلة على دخولها فى فضاء الإعلام الفضائي خرجت علينا الشروق باستطلاعات تصنفها على أنها إحتلت مراكز متقدمة لدى المشاهد السوداني فى الداخل والخارج وفصّـلت الفئات والأعمار والجندر بطريقة لا يعلم مدى دقتها إلا من قام بذلك العمل مع الأخذ فى الإعتبار أن وجه المقارنة بين الشروق وأي قناة أخرى معدوم لأن الأهداف والإمكانات والكوادر وغير ذلك يختلف من قناة لأخرى .
وهاهي الآن بعد أن أكملت سنتها الأولى بدأت فى إضفاء المزيد من الألقاب مثل أنها الأولى فى مساحة الإنتشار ولا أعتقد أن ذلك صحيحاً البتة ولو كان كذلك لهطلت عليها الإعلانات التى لا غنى لأى قناة عنها ما دامت مستقلة ولا تتلقى الإعانات والهبات والمكرمات من أحد ، وهذه واحدة من أكبر إخفاقات القناة خلال العام المنصرم بالرغم من أنها إستدرجت المشاهد بالهدايا سواءً فى ( سهرة سوداني ) أو تلك التى يهرول بها ( محمد موسى ) فى ( دروشة ) غريبة لا تتناسب أبداً مع أسلوب القناة أو تتناغم معه بل هي نشاز فى أسلوبها وطريقة عرضها لأن هناك عدة طرق أو أساليب يمكن لمحمد موسى أو غيره من تقديم مثل هذا البرنامج ولكنه ورغماً عن كل ذلك لم تستطع القناة أن تجذب حتى صغار المعلنين ناهيك عن كبارهم مما تسبب لها فى فائض زمنى كبير لا يمكن تغطيته إلا باعادة البرامج من إثنين إلى ثلاث مرات خلال الإسبوع مما يدخلها فى دائرة التكرار الغير محببة لدى المشاهد والمعلن أيضاً .
بالرغم من أن الفضائية السودانية لا توزع حقائب للستات ولا ( جـِزم مركوب ) ( للرجالة ) إلا أن سهراتها ممتازة وأكثر تفاعلاً ودفئاً من سهرات الشروق التى عادة ما يكون الجمهور فيها محنط ومضغوط نفسياً وبعيد بإحساسه عما يجرى بين مقدمة البرنامج وضيوفها لأن البرنامج قد وجه غريزتهم نحو الجائزة ولن يعود ذلك الشعور إليهم إلا بعد معرفة من الفائز وعندها يكون البرنامج أو السهرة قد شارفت على النهاية ويخرج 98% أو 99% من الجمهور وهو محبط أو مكتئب بعد أن منى النفس وبنى الآمال لما سيفعله فى حالة الفوز وبذلك يكون البرنامج قد أضاف عدداً آخر ( إسبوعياً ) من مرضى الإحباط النفسي والإكتئاب فى السودان !
ولفشل الإقبال الظاهر لسهرات سوداني الإسبوعية ولتغطية ذلك الفشل بعد نجاح الحلقات الأولى التى كانت حاشدة عند إنطلاق القناة نرى المصور ومن خلفه المخرج يتجنبان توجيه الكاميرا للضيوف فى الصالات التى تقام فيها السهرة حتى لا تسبب مزيداً من عزوف المعلنين مع أن عرضها هو المحك ليظهر مدى مصداقيتها فى مثل هذه الحالات ، ولذلك ستنتظر الشروق طويلاً حتى تدرك أن هناك خطوات مهمة جداً لتثبت أقدامها أو بالأحرى تقوى أجنحتها لأنها إختارت الطيران بدلاً عن الجرى ، وأولى هذه الخطوات الصبر والمثابرة والمواكبة والتطوير المستمر للبرامج وإختيار الأنسب من المذيعين والمذيعات وتدريبهم باستمرار وتدارك الخلل والقصور على مدار الساعة حتى لا تظهر القناة بما لا يليق ولا أعتقد أن عاماً من البث الفضائي كفيلٌ بجعلها تُقيم نفسها أولاً على أنها الأولى هنا والأشهر هناك أو أن يُقيمها آخرون بعملاق ولادتها أو بطول ( شنباتها ) لأن المشوار طويل ومرهق وأمامكم الكثير وأنتم لا زلتم نقطة فى بحر الإعلام الذى لا تتضح معالمه لأي قناة إلا بعد مرور عدة سنوات .
وفى إعتقادى أن الفضائية السودانية برغم سلبياتها الحادة إلا أنها ودون إستطلاعات رأى أو ( حك رأس ) هي من تستأثر بلقب الأولى مشاهدة لدى الجمهور السوداني لسبب بسيط جداً لأنها تُشاهد على القنوات الأرضية والفضائية من جهة ولسنوات البث الطويلة من جهة ٍ ثانية ولأن 85% تقريباً من الشعب السوداني لا يملك أطباق لمشاهدة الفضائيات مما يقلب المعادلة لصالحها عندما يتعلق الأمر بالمشاهد السوداني إضافة للمكتبات الغنائية الضخمة والمناسبات واللقاءات النادرة والأحداث المفصلية فى تاريخ السودان .
وبالنسبة للمذيعات وخاصة ً الهجين منهن فانهن ضعيفات فى أدائهن الحواري المباشر وغير المباشر ويظهر ضعفهن المهنى جلياً عند تغيُّب مقدم برنامج معين مثلاً فيظهرن مرتبكات وغير مرتبات فى أفكارهن وأسئلتهن ويدارين ذلك بتكرار نغمة أ أ أ أ أ بين كلمة وأخرى ليخرج السؤال بعد ذلك أكثر ضعفاً وفقراً وبعيداً عن المرمى أو الهدف المقصود هذا إذا صرفنا النظر عن المشكلة التى يعانين منها فى لفظ الأسماء والمدن والأقاليم والطرقات والمؤسسات السودانية وأعتقد أنهن أنصاف حلول ولا يجب على قناة الشروق بكل هذه ( الهيلمانه ) التى تثيرها من حولها منذ إنطلاقها وبعد مرور عام عليها أن تقبل بذلك ولا أن تقبل أيضاً بأن يقدم أبوعبيدة أبو عرب صاحب برنامج حوار على نار ( باردة ) أن يقدم برنامج التحقيق بهذه الرتابة والملل وهو يهرول بالجميع وكأنه سمسار أراضى وليس مذيع فى قناة تبحث عن كيف تقف دون ( تكالات )
والملاحظ خلال هذا العام أيضاً هو كثرة غياب مذيعين ومذيعات بعينهم أو ذهابهم ثم عودتهم وذهاب بعضهم بلا عودة مما يدل على أن هناك مشكلة حقيقية تعانى منها فضائية الشروق مع المذيعين والمذيعات السودانيين خاصة ولا تملك بدائل لهم فى حالات الطوارئ ولكنها تفرح عندما يقارنها من تستضيفهم بالجزيرة والعربية مع أن العمل الإعلامي للقنوات الفضائية فيه إنتكاسات فجائية تأتى عرضاً قد تتسبب فى فشل القناة وإلى الأبد .
ويا قناة الشروق لا تتحدثوا كثيراً عن أنكم فعلتم كذا وكذا وتركضوا خلف الريادة ولم تنموا أظافركم حتى الآن بل أنظروا لما لم تفعلوا بعد وهو بالطبع كثير ويحتاج لأكثر من عقد وجوّدوا فيما بدأتموه ( والشفقه تطير ) .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبدالماجد موسى
محمد فضل الله المكى
بلدى يا حبوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست