قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 10:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2009, 09:13 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22509

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ...




    لا يأتي المرء على ذِكْر شندي إلا و يأتي على الإتيان بسيرة ( قهوة الكاظم ) تلك الشهيرة في تلك الأعوام الزاهية من عمر المدينة العتيقة.
    رغم أني كنت مفتوناً بمحطة شندي و بذلك الزخم من بضائع الباعة و البائعات ..
    من ( فرادة النقادة ) ..
    و الطواقي الحمراء ..
    و فواكه ( المتمة ) و ( قندتو ) ...
    أحياء شندي فوق ...
    الريفية ...
    جثة التمساح العشاري المحنط أمام المجلس البلدي.
    تقفز إلى ذاكرتي هذه القصة التي حكاها لي أحد المدرسين الذين
    ***
    حكى فقال :
    جلسنا ذات صيف على كراسي القهوة نرتشف شاي عمنا ( الكاظم ) المعروف بنكهته المميزة ( بالحليب المقنن ) ..
    يتجاذب معنا ( الكاظم ) أطراف الحديث كلما حانت له الفرصة يغتنمها من بين زبائنه الذين تعج بهم ساحة القهوة.
    ذات قيلولة ...سنحتْ له فرصة فجلس إلى طاولتنا ...
    ثم أشار بذقنه إلى رجل يجلس مولياً إيانا ظهره. يعتمر ( عمامة ) ضخمة ..
    كان الرجل عريض المنكبين ...
    يده التي كان يرميها خلفه تُنبِّيء عن جثة إنسان ضخم .. بل عملاق ..
    قلنا لمحدثنا ( الكاظم ) : ما باله ؟
    قال : أتاني أول مرة دون عمامة ... يلبس ( عراقي و سروال ) و طاقية مهترءة على رأسه بالكاد تغطي الجزء الأمامي من جمجمته..
    كانت تبدو عليه علامات التعب جراء سفر طويل ..
    الشيء المُلْفِت أن أذنيه كانتا متدليتين ( كقطع من اللحم المفروم ) في شرائح رقيقة.
    كان يحاول جاهداً إخفاء الأذنين بطاقيته المتسخة و تارة بيديه.
    أجلسته على الكرسي و طلبت له ماءا و كوبا من الشاي.
    لكنه حدجني بنظرة فهمتُ منها أنه يحتاج إلى طعام قبل ما طلبته إياه.
    التهم طبق ( الفول ) و عددا من الأرغفة بنهم زائد.
    ثم كرع الماء بأن دلق محتويات ( الكوز ) في فمه و كأنه يدلقها على إناء فارغ.
    تجشأ ... و رشف كوب الشاي على دفعات متتالية.
    قلت له : من أين أنت؟ و من أين أتيت؟ و ما قصة أذنيك؟
    رماني بنظرة من عينين محمرتين مخيفتين.
    ثم تنحنح و قال :
    ***
    قال : قصتي طويلة .. و لكنني سأحكي لك عن هاتين الأذنين ...
    كنا ثلاثة ... نقطع الطريق بشرق البلاد .. يعني ( همباتة ) .. و هي المهنة التي امتهنتها منذ أن صرت يافعاً ..
    ثلاثتنا بنفس حجمي هذا الذي تراه..... قطعنا الطرق .. و نهبنا القوافل ... و قتلنا و جرحنا دون شفقة أو رحمة و دون أن يطرف لنا جفن.
    و أستمر الحال بنا على نفس المنوال زمنا طويلاً ... نفترش الأرض و نلتحف السماء .. و ذاع صيتنا بين الركبان و هابتنا العربان مما حدا بها بدفع الإتاوات قبل أن نقتلعها اقتلاعا عنوة.
    ذات صباح صيفي ...
    كنا نستلقي على سفح جبل .. نستظل بظل كنا نعرف أنه سرعان ما سيتركنا إلى الجهة الأخرى ...
    ننتظر أن يمر سيء طالعٍ في طريق ترَبُّصِنا و مكْمننا ..
    تنامي إلى أسماعنا صوت حادٍ يترنم بصوت رخيم ..
    تعجبنا من هذا الذي يمر في طريق يعرف مغبة المرور فيه ... فكيف به يترنم و كأنه يأمن غوائل الطريق و يأمن وثوبنا عليه.
    تسلقنا الجبل ... و ألقينا نظرة على المترنم.
    كان إعرابياً نحيل الجسم .. فارع الطول .. على جملٍ أشهب .. يقود خلفه ناقة يعلو ظهرها ( هودج ) كامل الزينة ، مما يدل على أن التي بداخله ( عروس ) ...
    تسللنا بخفة الثعالب من مكمننا ..
    و وقفنا أمامه كأننا جزء من سلسلة تلك الجبال الشماء العالية .. بقاماتنا الضخمة و سيوفنا التي تلمع تحت أشعة الشمس.
    صحنا به بأن أنِخ بعيرك و توجه إلينا راغم الأنف و إلا فإن القتل ينتظره.
    لم يتردد.
    أناخ راحلتيه ..... دون أن يبدي أي خوف .. و لكنه كان مرتاباً بعض الشيء.
    ثم قال : ما طلبكم؟
    قلنا : أولا كل ما تملك من مال ... و الراحلتين .. و قبل كل شيء نريد أن نرى من بداخل الهودج.
    قال بثقة غريبة : ابنة عمي و ( عروستي ) داخل الهودج ... و أنا أنقلها من مضارب أهلها لمضاربي.
    قلنا له بخبث و لهفة : أرِنا إياها
    حدجنا بنظرة يتطاير منها شرر الغضب و قال : أحقا ما تقولون؟
    قلنا : نحن لا نمزح ... أرنا إياها
    قال بثقة : سأريكم إياها .. و لكن مَن يرى زوجتي ، إما أن يقتلني أو أقتله
    ثم قال شيئاً لم نسمعه لمن بداخل الهودج ...
    و قبل أن نرد على تهديده ... قام بفتح الهودج و أمسك بيد زوجته و أنزلها ... ثم كشف عنها غطاء وجهها ..
    كما البدر في ليلة التمام أطلتْ..
    فرعاء .. بضة كما طفلة ... منكسرة النظرات من هول الموقف ... تستند على كتف زوجها كمن تبحث عن الأمان..
    ثم زمجر الرجل بصوت كفحيح الأفاعي : كما قلت لكم .. إما أن تقتلوني و حينئذ حلال عليكم كل شيء حتى زوجتي .. أو أقتلكم.
    قهقهنا ضاحكين من جرأته ...
    قلنا : و كيف ستقتلنا ؟؟
    قال : فلتأتوني فرادى .. و بالسلاح الذي تختارون .. سيفاً كان أم عصا ...
    تشاورنا مهمهمين فيما بيننا ...
    و أستقر رأينا أن نقابله بالعصي ..
    ساعد زوجته على الجلوس قرب الناقة ..
    و همس في أذنها بشيء .. فجلستْ مطمئنة كأنها ستشاهد عرضا في حلبة رقص.
    ثم تحزم بعمامته فبدا كالرمح ... طويلا بقامة منتصبة ..
    ثم أستل من جرابه عصا سوداء اللون لا يتعدى طولها طول ذراعه ...
    ثم قال بثقة أكثر : من الأول ؟
    تقدم أوسطنا بعصاه الغليظة الطويلة ... رافعاً إياها إلى الأعلى ...
    فتيقَّنَّا بأن الرجل هالكٌ لا محالة في لحظات معدودات ...
    تقدم رفيقنا بسرعة و هو يتوعد و يهدد الرجل بالموت الزؤام و الهلاك المبين.
    صرخ الرجل و قفز قفزة في الهواء عالية .. ثم قبل أن تطأ رجلاه الأرض ، ناول رفيقنا ضربة خلف أذنه اليمنى.. ثم عاجله بأخرى بعد أن ثبَّت قدميه على الرمال ..
    سرعة جنونية أذْهلتْنا ... و دقة في كيْل الضربات ... و ثبات في المواجهة ..
    هوى رفيقنا دون صرخة .. و الدم ينبجس من أنفه و فمه .. ثم أنتفض و سكنتْ حركة جسده ...
    أزدرد رفيقي الآخر ريقه و قال لي : تقدم أنت
    قلت له : بل تقدم أنت ...
    ثم فعل به الرجل نفس ما فعله برفيقنا الأول ..
    نفس القفزة و الضربتين ...
    و دون وعي مني .. سقطتْ عصاي من يدي ..
    ثم جثوتُ على يدي و ركبتي .. و زحفت نحوه متوسلاً أن يعتقني لوجه الله ...
    فقال بازدراء : قم و قاتل كرجل ... و عزة الله لن أتركك بعد أن رأيت زوجتي التي لم أدخل عليها بعد .. أقتلني أو أقتلك ..
    أمسكت برجله و تعلقتُ بها باكيا متوسلا ..
    و لكنه ركلني بعيدا ...
    فزحفت نحو زوجته و قلت لها و جثوت أمامها : أتوسل إليك .. دعيه يبقي على حياتي ... و سأكون لكم خير معين.
    فقالت له زوجته متهكمة : ما الفرق بينه و بيني الآن ؟ رجل بلا شهامة أو نخوة .. أعتقه من أجلي .. هذا أول طلب لي يا أبن عمي.
    فقال الرجل : من أجلك فقط .. و لكنني سأجعله عبرة لنفسه و لغيره و لمن يعتبر و سأترك به علامة تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يفعل ما كان يفعله.
    فقام إلى جرابه و أحضر شيئاً لا أدري كنهه .. و لكنه كان كخنجرين ملتصقين من الوسط .. ثم جلس على عنقي و أمسك بأذني و فعل بهما ما تراه الآن .. جلست أتلوى من الألم و أنزف دما ... ثم أغمي علي ..
    ثم أوقد ناراً و أتى بالرماد و وضعه على الأذنين ...
    ثم قال لي : لو رأيتك هنا على هذا الدرب ... فسأقطع عنقك .. أنطلق لعنة الله عليك ...
    دفنت رفيقي ...
    و انطلقت لا ألوي على شيء ...
    و تركت تلك البقعة إلى غير رجعة
    بل و تركت تلك المهنة ...
    و هاأنذا أبحث عن عمل شريف في هذه المدينة ...

    ***
    يقول محدثنا :
    قال العم الكاظم .. قصة الرجل تصلح أن تكون درساً و عبرة .. بل و ترجمة للمقولة ( لا تحْقِرنَّ رجلا قط قياسا على شكله أو حجمه ) ..
                  

العنوان الكاتب Date
قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-08-09, 09:13 AM
  Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... قرشـــو01-08-09, 09:39 AM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... معاذ حسن01-08-09, 10:17 AM
      Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-09-09, 11:06 AM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-08-09, 09:05 PM
  Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... احمد معتصم الطيب01-08-09, 09:27 PM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... كمبورة01-08-09, 09:48 PM
      Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-10-09, 07:51 AM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-09-09, 01:09 PM
  Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... Al-Shaygi01-08-09, 10:32 PM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... حامد محمد حامد01-09-09, 12:14 PM
      Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... خالد علي محجوب المنسي01-09-09, 01:29 PM
        Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-10-09, 09:01 PM
      Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-10-09, 08:59 PM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-10-09, 07:55 PM
  Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ALGARADABI01-10-09, 01:49 PM
    Re: قهوة الكاظم .. شندي ( الرجال مخابر ) ... ابو جهينة01-10-09, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de